فتاوى رمضان.. حكم صيام من أكل بعد طلوع الفجر ظانا بقاء الليل
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
فتاوى رمضان 2024.. ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول السائل فيه: تسحرت وأنا شاكَّة في طلوع الفجر، ثم تبين لي بعد الانتهاء من الأكل أن وقت الفجر قد انتهى وبدأ النهار، فما حكم ما فعلتُه؟ وما حكم صومي؟ وهل يجب عليَّ قضاء ذلك اليوم؟
وتقدم بوابة «الأسبوع» لمتابعيها، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في شهر مضان الكريم.
وقالت دار الإفتاء: إن المختار للفتوى أن من أكل شاكًّا في طلوع الفجر ثم تبين خطؤه: فصومه صحيح ولا يلزمه القضاء، وأن من أفطر وهو شاك في غروب الشمس لزمه القضاء ما دام لم يترجح عنده غروبها، فإذا اجتهد حتى غلب على ظنه غروبها فأفطر ثم تبين خطؤه: فلا قضاء عليه، لأن الظن الغالب كالمتيقن والخطأ بعد الاجتهاد مرفوع عن المكلف.
قاعدة «اليقين لا يزول بالشك»وأوضحت دار الإفتاء، أن من سعة الشريعة الإسلامية ورحمتها أنها رفعت عن المكلفين الحرج، واستنبط الفقهاء من نصوصها القواعد والضوابط التي تكشف عن مقاصدها وعلل أحكامها، وفرقت في أفعال المكلفين بين العمد والخطأ والشك والنسيان، فتواردت النصوص على أن الإنسان مسؤول ومحاسب على ما كان منه في حال العمد، قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: 5]، مرفوع عنه المؤاخذة والإثم إن كان ناسيًا أو مخطئًا، قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]، ووضعت لحال الشك قاعدة محكمة تمنع بها المكلف من الخوض في غياهب الشك والتردد، وهي قاعدة «اليقين لا يزول بالشك».
حكم صيام من أكل أو شرب شاكا في طلوع الفجروأضافت «الإفتاء» أما حالة الشك في طلوع الفجر، فجمهور الفقهاء لا يحرمون عليه الأكل حتى يتيقن الفجرَ، فالحنفية يستحبون للشاك في طلوع الفجر أن يدع الطعام والشراب، وأجاز الشافعية والحنابلة له الأكل والشرب حتى يتيقن، استصحابًا للأصل في بقاء الليل، ولعدم قيام الدليل على طلوع الفجر.
وذكرت دار الإفتاء، أن من تسحر وهو شاكٌّ ثم تبين أن الفجر كان قد طلع، فمن ذهب إلى استحباب تركه الطعام: ذهب إلى استحباب القضاء، وهم الحنفية. ومن ذهب إلى جواز أكله: ذهب إلى عدم لزوم القضاء، وهم الشافعية والحنابلة. ومن كره أكله: أوجب عليه القضاء، وهم المالكية.
رأي دار الإفتاء المصريةوأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أنه بناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فالقول بصحة الصوم إذا أكل الصائم أو شرب مخطئًا، يختلف باختلاف حاله ووقته.
فالفقهاء متفقون على أنه إن أكل أو شرب وهو شاكٌّ في طلوع الفجر، فصيامه صحيح ما دام شاكًّا، لأن اليقين لا يزول بالشك، واليقين هنا كونه مفطرًا، والأصل في وقته الإفطار، والنهار لا يثبت بالشك، فلا يبطل المتيقن بالمشكوك فيه.
ولكنهم اختلفوا في وجوب القضاء عليه إذا ما تبين خطؤه بأن تيقن أن الفجر كان طالعًا، فذهب البعض منهم إلى أنه يلزمه القضاء، وذهب البعض إلى استحبابه، وذهب آخرون إلى أنه لا يلزمه القضاء، وفرق المالكية بين صيام الفرض والتطوع، فأوجبوا القضاء في صيام الفرض ولم يوجبوه في صيام التطوع.
ولفتت «الإفتاء»، إلى أن المختار للفتوى أن من أكل شاكًّا في طلوع الفجر ثم تبين خطؤه: فصومه صحيح ولا يلزمه القضاء.
اقرأ أيضاًفتاوى رمضان.. دار الإفتاء توضح ما يجوز وما لا يجوز فعله في الشهر الكريم
فتاوى رمضان.. حكم التداوي بـ اللبوس أثناء الصيام
فتاوى رمضان.. الإفتاء توضح حكم ترك العمل لـ أداء صلاة التراويح
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فتاوى دار الإفتاء ذهب إلى من أکل إلى أن
إقرأ أيضاً:
آداب وفضل صيام يوم عرفة.. ماذا كان يقول الرسول؟
صيام عرفة.. تزامنا مع قرب حلول يوم عرفة الذي يفضل معظم المسلمين صومه، تزايد البحث من قبل الكثيرين عن فضل آداب صيام هذا اليوم، وعن أحاديث سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم حول فضل صيامه.
آداب صيام يوم عرفةالأصل في الصيام تبيين النية له من الليل، ولكن الشرع استثنى صوم النقل فخفف فيه وأجاز للإنسان أنه إذا استيقظ بعد الفجر أن ينوي الصيام بشرط أن تكون هذه النية قبل الزوال أي قبل وقت الظهر، أما إذا جاوز الوقت الظهر فاستيقظ مثلًا بعد العصر أو قبل المغرب فلا يجوز له أن ينوي الصيام ولا يصح، ويكون صيامه في هذه الحالة غير صحيح، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
ويجب ألا يأتِ الشخص بشيء منافٍ للصيام، فإذا استيقظ بعد الفجر أو قبل الظهر بقليل ولم يأكل أو يشرب أو يأت بشيء ينافي الصيام ونوى الصيام صح صومه وجاز له أن يصوم ذلك اليوم ويُثاب عليه، واستدل على ذلك بما روي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ» أخرجه مسلم في «صحيحه».
واتّفق الفقهاء جميعاً على استحباب وفضل صيام يوم عرفة، ولم يقل أحدٌ منهم بخِلاف ذلك، وصيامه أفضل من صيام غيره من الأيّام باستثناء صيام فريضة رمضان، ولصيامه فضل عظيم يترتّب عليه، فهو يُوجِب مغفرة الله -تعالى- للعبد، كما يُستحَبّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة، كالحرص على أداء النوافل، والإكثار من ذِكر الله -تعالى-، والصدقة في سبيل الله -تعالى-، فللأعمال الصالحة في هذا اليوم فضل عظيم
ويتفضلّ الله -سبحانه- على عباده في يوم عرفة بعدد من الفضائل، إذ يعتق فيه رقاب العباد من النار، ويغفر لهم وتجتمع في يوم عرفة عدّة خصائص من شأنها أن تجعل له مكانة عظيمة، ومنها ما يأتي: «يُعَدّ من أيّام شهر ذي الحجّة الذي هو من الأشهر الحرم، كما أنَّ شهر ذي الحجّة من أشهر الحجّ، ويوم عرفة من الأيّام التي أثنى الله -تعالى- عليها في القرآن الكريم واصفاً إيّاها بالأيّام المعلومات، فقد قال: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ».
يُعَدّ من الأيّام العَشر التي أقسم الله -تعالى- بها في سورة الفجر، قال -تعالى-: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وهذا دليل على شرفها وعظمها. يُعَدّ من الأيّام التي لها فضل وميّزة على باقي أيام السنّة، وفيه أتمّ الله نعمته على الأمّة الإسلاميّة، وأكمل لهم دينهم، قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)
يوم عرفةالعتق من النار قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
عِظم رحمة الله تعالى فيه قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث: (ما رُئِيَ الشَّيطانُ يَومًا هو فيه أصغَرُ، ولا أدحَرُ، ولا أحقَرُ، ولا أغيَظُ منه يَومَ عَرَفةَ، وما ذاك إلَّا لِمَا يَرى مِن تَنزُّلِ الرَّحمةِ، وتَجاوُزِ اللهِ عنِ الذُّنوبِ العِظامِ).
مباهاة الله -تعالى- ملائكته بالحُجّاج قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عَرَفاتٍ أهلَ السَّماءِ، فيَقولُ لهم: انظُروا إلى عِبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا).
يُعَدّ يوماً للتكبير وهو رُكن الحَجّ، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الحَجّ عَرَفةٌ -أوْ عَرَفاتٌ- فمَنْ أَدْرَكَ عَرَفةَ قبلَ طُلوعِ الفَجْرِ فقد أَدْرَكَ الحَجَّ).
يُعَدّ من أيّام العيد بالنسبة إلى حُجّاج البيت الحرام قال -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ).
اقرأ أيضاًهل صيام يوم عرفة سنة أم فرض؟.. الإفتاء توضح
«من القرآن والسنة».. دعاء يوم عرفة 2025 وأفضل الأعمال المستحبة
رددها من الآن.. أفضل الأدعية والأعمال المستحبة في يوم عرفة 2025