قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (17)
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018
بقلم
الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
شهادات التعليم العام في السودان بين الجرح والتعديل
مشروع لاعادة صياغة الشهادة السودانية : الجزء (17)
الغاء امتحانات شهادات التعليم العام
جاءت ثورة ديسمبر 2018 المجيدة لارساء أسس الديموقراطية وتأسيس الدولة المدنية، وهي بالضرورة دولة القانون والحقوق المتساوية، ودولة المؤسسات التي يحرسها مواطنون صالحون بالضرورة؛ وعلى دراية بمتطلبات هذه الدولة الحديثة.
نحن نؤمن تماماً أن التعليم وسيلة لتحقيق الحرية على مستوى الفرد والجماعة والرفاهية وهي توافر مستلزمات الحياة الكريمة للمواطن في حدها الادنى الذي يحفظ له كرامته من غير من ويحافظ على حياته باعتبارها أغلى ما يملك. ونأمل أن تتم جميع عمليات التعليم والتعلم بمبادئ سليمة تتسم بالنزاهة والصدق والعدالة، وهي شعارات الثورة. ونؤمن بأن إصلاح التعليم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تطبيق نظام تقييم أكاديمي شامل من توفير البيئة المدؤسية الجاذبة والمعلم الملتزم والمنهج السليم يتبعه نظام تقويم وامتحانات مدرسية نزيهة تقيس تماما اثر التعليم وجودة مخرجاته.
وعليه، فإننا نظن أن إدارة هذا الملف بالصورة الحالية قد ألحقت أضراراً بالغة بالتعليم في السودان، الأمر الذي يتطلب تدخلاً سريعاً لمعالجة هذه المشكلات. وفي هذا السياق، نقدم هذه الموجهات في البحث عن منطقة إنزال آمنة لتحقيق تطلعات أمتنا السودانية، فنحن بحاجة إلى ما يلي:
- أن ندرك أن التعليم يعاني من أزمة حقيقية تتطلب معالجة سريعة وشاملة.
- التأمل في أن امتحانات الشهادة الأساسية السودانية والشهادة الثانوية لم تعد معايير موثوقة لقياس مخرجات التعليم في السودان، حيث انتشرت ظاهرة الغش على جميع المستويات في كل عام.
- تعتبر هذه الشهادات بصورتها الحالية شهادات "مزورة" تحمل التوقيع الرسمي وختم الدولة. ومنح هذه الوثائق - التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به - جريمة كاملة بحق الوطن والمواطن.
- لم تعد هذه الوثائق في شكلها الحالي صالحة كمعيار للقبول في مؤسسات التعليم العالي في السودان بسبب المعالجات الإحصائية التي تؤدي إلى تضخم وتراكم الدرجات العليا.
- كما تسببت في ارباك سياسة القبول في الجامعات كما حدث منذ عامين حيث تكدست الدرجات في القبول لكليات الطب والهندسة بحرمان طلاب من المنافسة اوشكوا على حصول الدرجات النهائية في الاختبارات.
- كما يجب ملاحظة الهدر التعليمي في الجامعات وعدم القدرة على مواصلة الدراسة نتيجة قبول طلاب بشهادات زائفة حصلوا عليها بالغش في امتحانات الشهادة الثانوية. مما يجعلهم يتساقطون من بداية المشوار الجامعي.
- تكلف عملية إجراء الامتحانات القومية السنوية مليارات ومليارات من الجنيهات، وهي أضعاف ميزانية وزارة التربية والتعليم السودانية، والناتج التعليمي متدني للغاية كما نلمسه الآن في الضعف الواضح في قدرة الطلاب على التعبير والكتابة واجراء عمليات حسابية مبسطة فخريجوا الابتدائي أقرب الى الامية وتدني واضح في مستوى اللغات العربية والاجنبية معاً. وعليه فإننا نرى تحويل هذا المبلغ الضخم لدعم رواتب المعلمين وتدريبهم وإصلاح البيئة المدرسية لجعل المدارس مكان جاذب للأطفال.
• العلاج:
تعتبر الاختبارات بشكل عام وسيلة للقياس وأداة للتحكم في ضبط جودة عمليات التعليم والتعلم. فمن خلال الاختبار الجيد يمكننا:
- الحكم على مستوى تحصيل الطالب الأكاديمي ومقدار هضمهم للمقررات الدراسية.
- مراقبة أداء أعضاء هيئة التدريس لتحقيق أهداف التدريس المنهج بشكل كامل وفعال.
- استنتاج أن عمليات المراقبة والمتابعة قد تمت بصورة فعالة من قبل المشرفيين التربويين في متابعة تنفيذ الخطة الدراسية وإعداد الاختبارات الفصلية أو النهائية بكل صدق واختبار شامل.
- تقويم أداء الكادر الإداري، حيث تتم المراقبة اليومية على أداء المعلمين، في تنفيذ خطة الدروس اليومية، من خلال التوقيع على سجل إعداد الدروس (وسنفرد له حلقة كاملة ان شاء الله) وكراسة الحضور ومتابعة الاختبارات الدورية.
- تقييم فاعلية ونجاح المنهج من حيث المخرجات التعليمية وانعكاس التعليم على سلوكيات الدارسين في الواقع العملي في حياتهم اليومية.
- تحقيق أجندة الدولة من الفلسفة التربوية للتعليم بصورة عامة وتحقيق الأهداف الاجتماعية والثقافية المضمنة من خلال مراجعة المناهج المدرسية القومية.
ومن المؤسف أن معظم هذه الأهداف غائبة لأسباب عديدة لا يمكن التفصيل فيها هنا. ومع ذلك، ومع تفاقم الأمر بسبب انتشار الفساد في معظم عمليات التعليم والتعلم، فإننا نعتقد أن المعالجة الجذرية لكل ما يتعلق بالتعليم يجب أن تكون مصحوبة ب:
- الإعتراف بأن التعليم في أزمة تتطلب معالجة سريعة وفعالة في التعليم العام والخاص.
- وضع القوانين والأنظمة التي تنظم العلاقة بين أصحاب المصلحة والمؤسسات التعليمية مع ضمان مراقبة ذلك من خلال الوزارات والإدارات والنقابات والمدارس والجامعات.
- تطبيق أساليب إدارة عمليات التقويم التربوي بالتعليم لحسم الفساد المستشري في تسريب الامتحانات والغش من قبل الطلاب بمساعدة بعض المعلمين غير المنضبطين في كل هذه العمليات.
- أدت المماراسات غير المسئولة الى إفـراغ شهادات التعليم العام مـن محتواهـا، مما افقدها مصداقيتهـا في أن تكون معيـاراً سليماً للقبـول في مؤسسـات التعليـم العالي في السـودان، بسـبب التضخـم الناتــج عــن المعالجات الاحصائيـة وعمليــات المكياج والديكـور التـي تتـم قبـل ظهـور النتائـج.
• التوصيات :
1. يجــب إلغــاء اختبــارات الشــهادات مرحة الاساس والمتوسطة فيـمـا بعــد اعتبــاراً مــن العــام المقبــل ليتــم منــح شــهادة اتمام مرحلة الأساس باختبــارات نقــل عاديــة تتــم داخــل المؤسسة العلميــة التــي ينتمــي اليهــا الــدارس.
2. يجــب عقــد مؤتمـرات وورش عمــل ونــدوات لمناقشة مقـتـرح (بالغــاء امتحانــات الشــهادة الثانويــة الســودانية) ومنــح شــهادة اتمام المرحلة الثانويــة مــن نفــس المدرسة كـمـا هــو الحـال في بعـض الـدول العربيـة، مثـل السـعودية وغانـا ونيجيريا، مما أدى الى بحث الجامعـات في غرب افريقيا على اختـراع آليـة قبـول جديـدة في مؤسسات التعليم العالي. (سنتحدث عن هذ الآلية في مقال لاحق).
3. يجـب عـلى وزارة التعليـم العالي أن تضـع أسـس ومعايـر جديـدة كمتطلبـات للقبـول في مؤسسـات التعليـم العالي- كمـا هـو الحـال في الكليات العسـكرية في السـودان وكذلـك في معظـم جامعـات العالم - حيـث لم تعـد الشـهادة الثانوية وحدها المعيار الوحيد لقبــول الطلاب بالجامعــات.
4. كما ان هذه الشهادات لا تستطيع ان تعطينا درجة التنبؤ في اســتعداد الطالــب بالاســتمرار في الدراســة الجامعيــة بــلا عوائق؛حيــث تشـيـر الدلائل الى تعـثـر العديــد من الطلاب في التعليـم الجامعـي، والى تفاقـم زيـادة الرسـوب في الجامعـات السـودانية، بسـبب عـدم القدرة على اجتيـاز هـذه المرحلة (برجولة)؛ ممـا ادى الى التراخي والتعاطـف المضر من بعض هيئات التدريس في بعض الاحيان في مسـاعدة الطلاب عـلى اجتيازهـا بالحصـول عـى الحـد الأدنى مـن متطلبـات التخـرج.
5. استغلال تلك المليارات من الجنيهات – بالإضافة إلى ميزانية وزارة التربية والتعليم الفيدرالية - التي تنفق في عمليات إدارة الشهادات الأساسية والثانوية لتحسين أوضاع المعلمين والبيئة المدرسية بشكل عام.
6. وضع القوانين واللوائح المنظمة لعلاقات أصحاب المصلحة من الطلاب وأولياء الأمور والوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية، والتي تساهم جميعها في إنجاح التعليم وتحسين نتائجه، والتي من المتوقع أن تسهم بشكل فعال في نهضة البلاد.
ثم ما هو البديل؟ في الحلقة القادمة ان شاء الله...
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التعلیم العام التعلیم فی من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: قرارات استراتيجية لتطوير بنك المعرفة المصري
كتب- عمر صبري:
أجرى الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، زيارة رسمية إلى مقر شركة "إلسيفير" العالمية في العاصمة الهولندية أمستردام، على رأس وفد رفيع ضم عددًا من قيادات التعليم والبحث العلمي، من بينهم الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتورة جينا الفقي، القائمة بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والمشرفة على بنك المعرفة المصري، والمهندس ماجد الصادق، أمين عام بنك المعرفة، إلى جانب عدد من المسؤولين والخبراء.
ناقش الجانبان سبل توسيع مجالات التعاون في النشر العلمي، والوصول إلى قواعد البيانات الدولية، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، كما تم استعراض أبرز التحديات التي تواجه "مؤشر المعرفة المصري" والخطط المستقبلية لقياس الأداء البحثي على المستوى الوطني.
كما تطرقت الاجتماعات إلى آفاق انضمام مصر إلى الشبكة الدولية لجامعات الجيل الرابع، التي تشرف عليها جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا، بهدف دعم تحول الجامعات إلى مراكز للابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز استخدام التكنولوجيا المتقدمة في تطوير التعليم العالي، وفتح آفاق جديدة للتعاون الأكاديمي الدولي.
وأكد الوزير، خلال الزيارة، أهمية الانفتاح المعرفي وتعزيز التعاون الدولي، مشيرًا إلى أن دعم التعليم الرقمي يُعد من الأولويات الوطنية، خاصة في ضوء الإنجازات الملحوظة التي حققها بنك المعرفة المصري، حيث تجاوز عدد التحميلات من منصاته الإلكترونية 230 مليونًا، ما يعكس إقبالًا واسعًا من الطلاب والباحثين.
وأشار "عاشور" إلى أن سياسات الوزارة وشراكاتها الدولية أثمرت عن تقدم ملحوظ للجامعات المصرية في التصنيفات العالمية، حيث ظهرت 47 جامعة مصرية في تصنيف التايمز للتعليم العالي، كما تَصدرت خمس مؤسسات بحثية مصرية قائمة SCImago لأفضل المراكز البحثية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأوضح الوزير، أن الزيارة تهدف أيضًا إلى تعزيز مكانة مصر كمركز معرفي إقليمي في العالم العربي وأفريقيا، وتبادل الخبرات بشأن التحول نحو جامعات الجيل الرابع، التي تتخطى الدور التقليدي للتعليم والبحث، لتصبح محركات رئيسية للابتكار والتنمية المستدامة في محيطها المجتمعي والاقتصادي.
وأشار "عاشور"، إلى أن هذا التوجه يتسق مع المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تسعى لربط الجامعات بالمجتمع والاقتصاد من خلال شراكات استراتيجية مع المؤسسات الصناعية والمجتمع المدني، مؤكدًا أن بنك المعرفة المصري يُعد محورًا أساسيًا لدعم هذا التحول، عبر إتاحته بنية تحتية رقمية متقدمة تُمكن الجامعات من مواكبة متطلبات العصر.
من جانبه، أشاد محمد أيسطي، نائب رئيس "إلسيفير" للخدمات التحليلية، بالشراكة الراسخة مع مصر، مؤكدًا حرص المؤسسة على دعم جهودها نحو بناء مجتمع معرفي ديناميكي يُسهم بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة، ويجعل من مصر نموذجًا رائدًا في التعليم والبحث العلمي إقليميًا ودوليًا.
الجدير بالذكر أن بنك المعرفة المصري نال إشادة دولية واسعة، حيث أدرجته اليونسكو واليونيسيف ضمن أبرز منصات التعلم الرقمي على مستوى العالم، كما أبرم شراكات مع 15 ناشرًا عالميًا لتوسيع نطاق خدماته خارج مصر.
اقرأ أيضًا:
رياح وأمطار وانكسار الموجة الحارة.. توقعات طقس الـ6 أيام المقبلة
بعد زعم سيدة انتسابها لعائلة مبارك.. ما عقوبة انتحال الشخصية؟
أبرزها حجر رشيد ورأس نفرتيتي.. توضيح من وزير السياحة بشأن عودة الآثار المنهوبة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
وزير التعليم العالي بنك المعرفة المصريتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
وزير التعليم العالي: قرارات استراتيجية لتطوير بنك المعرفة المصري
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك