هآرتس: الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل المسن الأعزل غرب غزة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
كشفت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي اعترف بقتل المسن الأعزل الذي نشرت الجزيرة مقطع فيديو لإعدامه في منزل غرب غزة، مشيرا إلى أنه يحقق في ظروف مقتله.
وقالت الصحيفة العبرية إن الجيش الإسرائيلي يتذرع بأن قواته كانت تعمل في منطقة قتال معقدة حين قتلت المسن الأعزل.
وكانت قناة الجزيرة بثت مشاهد توثق قتل جنود الاحتلال مسنا فلسطينيا أعزل أثناء اقتحام منزل غرب مدينة غزة شمال القطاع.
وأظهرت المشاهد -التي تم تصويرها بكاميرا أحد الجنود الإسرائيليين- لحظات اقتحام المنزل من قبل الجنود وقتل المسن الذي كان موجودا وحده في المنزل.
وتمكنت الجزيرة من التعرف على هوية المسن الذي أعدمه جنود الاحتلال واعترفوا بذلك، وحصلت على تفاصيل جديدة تكشف عن تصفية جنود الاحتلال 50 مدنيا في نفس المنطقة.
وتبين أن الشهيد الذي ظهر في هذه الصور -التي كشفت عنها الجزيرة أمس الجمعة- هو عطا إبراهيم المقيد، وهو مسن أصم يبلغ من العمر 73 عاما. وحصلت الجزيرة على صورة لجثمان الشهيد بعد تحللها، ولكن لم تبثها نظرا لقساوة المشهد.
ولم يكن بمقدور الشهيد أن يعرف بوصول الجنود إلى المكان واقتحامهم المنزل، لأنه لم يسمع أصوات إطلاق النار في المكان، وعندما تفاجأ بدخول الجنود إلى المنزل لم تسعفه إشارته لهم بعدم إطلاق النار عليه.
وتتوافق هذه المعلومات مع ما قاله الجندي الإسرائيلي الذي قتل الشهيد عطا من أن الشهيد أشار له طالبا منه عدم إطلاق النار عليه، وتبين أنه لم يكن يشكل أي خطر.
كما استطلعت الجزيرة موقع المنزل الذي تمت فيه جريمة القتل، وطالب أهل الضحية بالحصول على أي معلومات تدل على مكان دفنه.
وحسب بيانات الكاميرا، فإن تاريخ المقطع يعود إلى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عند الساعة الثالثة و55 دقيقة بعد الظهر.
50 شهيدا
وحصلت الجزيرة -أيضا- على تفاصيل جديدة تكشف عن تصفية جنود الاحتلال 50 مدنيا في المنطقة نفسها، وتدمير وتجريف منازل ومنشآت.
ويفيد شهود عيان من سكان المنطقة للجزيرة بأن المربع السكني تحول إلى أحد أهم نقاط تمركز جنود الاحتلال، حيث أعدموا أكثر من 50 فلسطينيا من سكان منازله في أثناء محاولات هروبهم من المكان.
ووفق شهادات من بقي من سكان المنطقة على قيد الحياة، فقد دُفن الشهداء الـ50 بطرق عشوائية وسريعة.
وقبل انسحاب الجيش الإسرائيلي تم تدمير المنطقة بالكامل حسبما أظهرت صور حصرية للجزيرة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی جنود الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تجنيد مرضى نفسيين للخدمة بغزة وانتحار 35 جنديا إسرائيليا
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في استدعاء جنود احتياط يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية "PTSD" للخدمة مجددًا، مما أثار جدلاً واسعًا حول سلامة هؤلاء الجنود وقدرتهم على أداء مهامهم العسكرية، وذلك في ظل نقص حاد في القوى البشرية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تم استدعاء جنود احتياط يعانون من اضطرابات نفسية حادة للخدمة، رغم تحذيرات طبية سابقة بعدم ملاءمتهم للخدمة العسكرية.
وكشفت الصحيفة أن قسم التأهيل بوزارة الحرب يُعالج أكثر من 17 ألف جندي مصاب بينهم 9 آلاف بأمراض نفسية جراء حرب الإبادة بغزة، وإن ما لا يقل عن 35 جنديا في الخدمة الفعلية انتحروا منذ بداية حرب الإبادة بغزة.
وأوضحت أن أحد هؤلاء الجنود، الذي كان يعاني من أعراض نفسية شديدة، أقدم على الانتحار بعد فترة وجيزة من استدعائه، لم يتم الإعلان عن وفاته في وسائل الإعلام، ولم يُنشر اسمه، مما يشير إلى محاولة للتكتم على الحادثة.
وذكرت أن جيش الاحتلال، الذي يواجه تحديات في تجنيد عدد كافٍ من الجنود، بدأ في مراجعة ملفات جنود الاحتياط الذين تم تسريحهم سابقًا لأسباب طبية، بما في ذلك الاضطرابات النفسية، بهدف إعادة تقييم مدى ملاءمتهم للخدمة.
وأكدت أن "هذا التوجه أثار قلقًا بين الخبراء النفسيين وعائلات الجنود، الذين يخشون من تفاقم الحالة النفسية للجنود المعنيين وتعرضهم لمزيد من الضغوط التي قد تؤدي إلى نتائج مأساوية".
وأوضحت أن "الخبراء يشيرون إلى أن إعادة استدعاء الجنود الذين يعانون من PTSD دون توفير الدعم النفسي الكافي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم، مما يشكل خطرًا على حياتهم وحياة زملائهم في الخدمة. كما أن هذا التوجه قد يؤثر سلبًا على الروح المعنوية للجيش ويزيد من معدلات الانتحار بين الجنود".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجنود، بما في ذلك إجراء تقييمات طبية ونفسية قبل استدعائهم للخدمة.
وذكرت الصحفية أن الحوادث الأخيرة تشير إلى وجود ثغرات في هذا النظام، مما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات المتعلقة بتجنيد جنود الاحتياط الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
وأوضحت "تسلط هذه القضية الضوء على التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في ظل نقص القوى البشرية، والحاجة إلى موازنة بين متطلبات الأمن القومي وسلامة الجنود النفسية. كما تثير تساؤلات حول مدى استعداد المؤسسة العسكرية للتعامل مع الأبعاد النفسية للخدمة العسكرية، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة".