هكذا استقبلت فرح الهادي وزوجها رمضان..صورة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
خاص
استقبلت مشهورة مواقع التواصل الاجتماعي الكويتية فرح الهادي وزوجها عقيل الرئيسي شهر رمضان المبارك بوجود ابنهما الصغير آدم.
ونشرت الهادي صورا ظهرت خلالها وزوجها وطفلهما بملابس رمضانية احتفالا بقدوم الشهر الكريم.
وكانت فرح صرحت في وقت سابق بأنها تعتبر وجود “آدم” في حياتها هو العلاج لكل شيء وأتى في الوقت المناسب.
وبينت أن طفلها غير فيها كل شيء. من عملها وطريقة تعاملها مع الناس ومعاملتها مع نفسها، وهذا ما أكد عليه عقيل.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: رمضان عقيل الرئيسي فرح الهادي
إقرأ أيضاً:
البحر صورة أخرى للمسافة
للبحر ارتباط وثيق بذاكرة الإنسان، امتطى أمواجه مسافرا عبرها إلى الأمكنة البعيدة، ووصف زرقته وجمالها المتخيل، وكتب حكاياته وأساطيره العظيمة، حتى أصبح مرآة لأدبيات الشعوب وتراثهم التاريخي والفني؛ إذ لا تخلو النصوص الأدبية من حكايات البحر وأخباره؛ فكُتبت النصوص المتخيلة من موج البحر وزرقته تعبيرا حيا لأهميته الأدبية.
في هذه المقالة سأتتبع بعضا من صور البحر التي تتشكل المسافة منه مانحة الفضاء الشعري اتساعا وتأويلا أكثر، وهنا نجد الشعراء يقتربون من البحر معبّرين عن المسافات البعيدة المتشكلة لحظة التأمل الشعرية، كما نجدهم يرسمون صورة للتباعد المتخيّل وكأن البحر باتساعه وغموضه قد رسم في ذهن الشاعر والمتلقي تلك دلالات فأعاد الشاعر إنتاجها في هيئة نص.
هنا أقف على نص للشاعر محمود حمد بعنوان «عروس البحر» فأجده يستخدم مفردتي (بعيدا عنك) و(الرحيل) في تكوين صورة لعروس البحر/ المكان؛ فتتكئ السطور الشعرية في تكوين الدلالات مانحة المسافات تأثيرها، ونجد النص يبدأ في سطره الأول بعبارة (أعوام تسرقني بعيدا عنك)، من هنا تتجسد المسافة لتعبّر عن لحظة مختبئة في تفكير الشاعر؛ إذ تكبر المشاعر لحظة القرب والبعد، وفي اللحظة الزمنية (الغسق، الأعوام) التي تُطلق ذاكرتها في الفضاء المتخيّل.
هنا تتشكل المسافة كونها دلالة مركزية تنطلق من البحر لربطه بخيالات الإنسان، والمكان، والمشاعر والأحاسيس، نجده يربط ذلك قائلا:
أعوام
تسرقني بعيدا عنك
حين الكل
يكره ملحك الأبدي
يتَجَزَّؤون..
بلا امتداد البحر
عنك
كأنهم من
رجفة الصحراء
وأنا قريب منك
قرب البحر من خديك
في غسق الرحيل صُورُ النَّواخذة الذين يعلّمون الرمل في عُرس الشواطئ والسفن إني عشقتك دفئيني.
إنّ للمسافة عند محمود حمد قيمة مركزية تتمحور حولها الدلالات المُشكّلة للفكرة، التي يمكن اعتبارها قيمة مهمة في تشكيل الجانب العاطفي المتمثل في ثيمة الحب والعشق، فلفظة العروس في عنوان النص ولفظة (إني عشقتك) في آخر النص تتشكل عبر المسافة الممتدة زمنيا ومكانيا.
وإذا كان للمسافة عند محمود هذه القيمة فإن للمسافة عند عائشة السيفية ارتباطا بدلالات الفراق والهجران والغياب والحزن. تحلينا هذه الدلالات على إمكانية التعرف على تشكيل مثل هذه الصور في النص الشعري، وكيف استطاع الشعراء أن يجعلوا من البحر جسرا موصلا إلى المكان الآخر معبّرين عن مشاعرهم القلقة تجاه البحر؟ وكيف يمكن للزرقة أن تعكس صورة الحزن والبُعد والفراق في مخيلة الشاعر؟
في قصيدتها (البحر يبدّل قمصانه) تقدم عائشة السيفية صورة متخيلة للبحر، صورة قائمة على العلاقة المتبادلة بين طرفين تعكس من خلالها المشاعر المتصارعة:
يجاملني البحر بالأغنيات
فأشهق.
هل بدّل البحر قمصانه ليصير دمي عاريا
وأصير أنا ككمان بلا صاحب أو صديق؟
أفهم البحر أكثر من طفلة لدماها تغني
وأفهمه حين يهجرني الظل.. أو تتوكأ أشجار تشرين بي
ليس أكثر من دمعة سأريق على البحر.. كي يتقيأ ملحي
وليس سوى وتر وشراع سأكسر
كي يقذف البحر جمجمة الرمل بي.
لذا تمتزج حركة التعبير الشعري بدلالات الحزن والموت في غير موضع، إنها قرين الفراق والرحيل، فالمسافة التي خلّفها الموت وتشكّلت مقترنة بالبحر، جعلت النص يميل إلى الحزن في بناء دلالته، فكان الموت مسافة تمتد بامتداد البحر:
سأموت..
الدروب تعاشرني.. وأنا من دمي يتعرى مسيحٌ
ويقذفني البحر من زرقة المدِّ
أحتاج سربا من الغجر الثملين بأحزانهم؛ لأصليْ
آخر آلهة البحر.. كالنورسات التي لم تنبأ بمقتلها بعدُ
أحتاج بلورة لأدس القصيدة بين يدي والكمان العجوز
فالبحر إذن والدروب كلها مسافات تشكّلت في النص، وأفضت بالدلالات إلى الحزن العميق والفراق المحتمل. هكذا يصنع الشعر من البحر ملمحه الحزين، وهكذا تنتهي المسافة إلى الموت:
تسقط منا النبوة/ يرتفع الوحي شبرين عنا
ويرتفع الموت عنا مسافة أفواهنا وكؤوس الهزيمة
هل بدل البحر قمصانه ليقول لنا:
ظلكم حزنكم..
فلتكونوا كما تشتهون
قناني نبيذ
حذائين للرقص /
سبطين منتشيين /
دعاء حزينا على فم أم
لماذا يجاملنا البحر بالأغنيات؟
ولما نَشِخ.. أو يجف بأضلاعنا صوته الغجري القديم؟
وتكتب شميسة النعمانية عن البحر قصيدتها (سبحانه البحر) معبّرة عن الترحال، واليتم، والشوق المتشكل من دلالات الامتداد والأبد. يظهر البحر هنا متنفسا تبوح الذاكرة بأسرارها له، لا سيما البوح الزمني الممتد الذي تبتدئه بعبارات تمثّل البوح:
إليك جئت وهذا الشوق بسملتي... يحدو خطاي إلى برديكَ في سَعَدِ
إليكَ جئتُ أمدّ الكفَّ فاتحةً... آياتها النبضُ مذ كُوِّنتَ في خلدي
إليك يا بحرُ يا ملاح أغنيةٍ... شُبّاكها الدفءُ لا صنارةً بيدِ
إليكَ جئتُ وعشقي ملءُ قافيةٍ... من الأزاهيرِ عنها الشمس لم تَحِدِ
تتسع الذاكرة بعد ذلك باتساع البوح، فتتضمن الذاكرة المسافات المتخيلة القابعة في العقل الإنساني، وترتكز المسافة على دلالات مثل: (الترحال الأبدي، ازرقاقك العذب ممتدا بلا أمد، لعل موجك يمحو ما ذرى زمني، ونحن في اليتم بين الصيف والبَرَد).
للذاكرة مسافة ممتدة إذن. وللبوح مسافة. وهما مسافتان ارتبطتا بالبحر لحظة البوح:
خلعتُ عـنـي عـبـاءاتـي وعـمـتُ علـى... ازرقاقكَ العذبِ مُمتدا بلا أمدِ
هنا سأقضي صلاةً كنتُ أحملُها... على جبينيَ في ترحاليَ الأبدي
لعلَّ موجكَ يمحو ما ذرى زمني... على العيون التي كَلَّتْ من الرمدِ
وعلَّ رملَكَ يُصغي للأنامل في... حديث أبجدةٍ يُنْبِيكَ عن كَمَدِ
أنت الربيع الذي ما مر بلدتنا... ونحن في اليتم بين الصيفِ والبَرَدِ
على شواطيكَ باحَ السِّرْبُ غِنُوتَهُ... وعانق الموج مزهوًا بما يجدِ
هكذا يصبح البحر فضاءً مفتوحا للتأويل، ممتدا بمسافاته الزمانية منها أو المتخيلة، استقرأ الشعراء مضامينه وكونوا منها دلالاتها المتشكلة التي تُعينهم على بناء النص الشعري المتمثل في التخييل والتأمل.