عاش أكثر من 70 عاما في "رئة حديدية".. وفاة أمريكي أذهل الأطباء بنجاته من مرض قاتل
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
توفي بول ألكسندر، الرجل الذي أذهل الأطباء وعاش لأكثر من 7 عقود في "رئة حديدية" بعد إصابته بمرض قاتل عندما كان طفلا، عن عمر يناهز 87 عاما.
وأصيب ألكسندر، من دالاس في تكساس بالولايات المتحدة، بشلل الأطفال أو التهاب سنجابية النخاع، وهو مرض فيروسي معد يصيب الأعصاب في النخاع الشوكي أو جذع الدماغ. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يسبب الشلل وصعوبة التنفس ويؤدي إلى الوفاة.
وبعد إصابته بشلل الأطفال في سن السادسة عام 1952، أصيب بول بالشلل ولم يتمكن سوى من تحريك رأسه ورقبته وفمه، وتم نقله إلى المستشفى بعد ظهور الأعراض عليه واستيقظ داخل رئة ميكانيكية. وعاش ألكسندر، الذي أطلق عليه اسم "الرجل ذو الرئة الحديدية"، بداخلها بقية حياته.
ووفقا لصفحة GoFundMe التي تم إعدادها للمساعدة في دفع تكاليف رعاية ألكسندر، فقد توفي يوم الاثنين 11 مارس.
وكتب منظم جمع التبرعات كريستوفر أولمر: "بول، سوف نفتقدك ولكننا سنتذكرك دائما. شكرا لتقاسم قصتك معنا".
وكانت الرئة الحديدية بمثابة الحجاب الحاجز لمساعدة ألكسندر على التنفس بعد أن أجرى له الطبيب عملية بضع القصبة الهوائية (أو فغر القصبة الهوائية) لإزالة الاحتقان من رئتيه إثر إصابته بشلل الأطفال. وهو إجراء جراحي يتم فيه إنشاء فتحة جراحية، تسمى الفغرة، في الجزء الأمامي من الرقبة ومباشرة في القصبة الهوائية.
وكان ألكسندر واحدا من العديد من الأطفال الذين وُضعوا داخل الرئة الحديدية أثناء تفشي مرض شلل الأطفال في الولايات المتحدة خلال الخمسينيات.
وتمكن بول من التسجيل في نظام التعليم من المنزل، والتحق بذلك بالجامعة وحصل على إجازة في الحقوق، لكنه لم يتمكن من مغادرة الرئة الحديدية، وفقا لمذكراته الخاصة التي نشرها في أبريل 2020.
جدير بالذكر أن شلل الأطفال هو عدوى خطيرة أصبحت الآن نادرة جدا بسبب برامج التطعيم. وهي موجودة الآن في عدد قليل من البلدان واحتمال الإصابة بها منخفضة للغاية.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اطفال البحوث الطبية الصحة العامة الطب امراض طب فيروسات معلومات عامة معلومات علمية
إقرأ أيضاً:
الهاتف الذكي وتأثيره الخفي.. هل يهدد صحة أطفالنا النفسية؟
بينما أصبح الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، تظهر دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الاستخدام المكثف لهذه المنصات قد لا يكون مجرد وسيلة للتواصل والترفيه، بل قد يحمل آثارًا خطيرة على صحة الأطفال النفسية، ويزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات المراهقة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، تابع فريق البحث بيانات 11876 طفلاً أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً على مدى ثلاث سنوات، لتحديد العلاقة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأعراض الاكتئاب.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين كانوا يعانون من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر ميلاً لاستخدام هذه المنصات عند بلوغهم 13 عاماً، مما يضعف فرضية أن الأطفال “غير السعداء” هم من يجذبهم التواجد الرقمي.
وبحسب الصحيفة، المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة في سن 12 و13 عاماً أظهروا أعلى معدلات للاكتئاب لاحقاً، مما يشير إلى وجود علاقة سببية محتملة بين الاستخدام المكثف وظهور أعراض الاكتئاب، وارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على هذه المنصات من 7 دقائق في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بداية المراهقة.
ويرى الباحثون أن هذا التأثير السلبي قد يعود لعوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، وهما مرتبطان سابقاً بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين، وتشير دراسات سابقة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني بين 11 و12 عاماً يكونون أكثر عرضة لمحاولات الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد.
يؤكد الدكتور جيسون ناغاتا، قائد فريق البحث وأخصائي طب الأطفال، أن منع الأطفال تماماً من استخدام الهواتف ليس حلاً عملياً، لكنه يقترح على الأهالي وضع ضوابط مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات، وفتح حوارات صادقة وغير حكمية حول الاستخدام الرقمي، لتقليل الأثر النفسي السلبي.
ورغم ذلك، شكك خبراء مثل البروفيسور كريس فيرغسون من جامعة ستيتسون في فلوريدا في قوة العلاقة بين الاستخدام والاكتئاب، معتبرًا أن التأثير ضعيف وقد يكون ناتجًا عن ضوضاء إحصائية. كما أقر الباحثون بحدود دراستهم، مثل الاعتماد على تقارير الأطفال وغياب تحليل تفصيلي لأنواع الأجهزة وأوقات الاستخدام.
هذا وظهر الهاتف المحمول لأول مرة في السبعينيات من القرن الماضي كجهاز اتصالات لاسلكي كبير الحجم ومقتصر الاستخدام، ليشهد منذ ذلك الحين تطوراً هائلاً في التكنولوجيا والتصميم، ومع مرور الوقت، أصبح الهاتف المحمول جهازًا صغير الحجم، مدمجاً بوظائف متعددة تتجاوز مجرد إجراء المكالمات، ليشمل الرسائل النصية، الوصول إلى الإنترنت، الكاميرات، والتطبيقات الرقمية.
وفي العقدين الأخيرين، خاصة مع ظهور الهواتف الذكية، تحولت الهواتف المحمولة إلى أدوات اتصال شخصية شاملة تمكّن المستخدمين من التواصل الاجتماعي، الترفيه، التعلم، والعمل في أي مكان وزمان، وأدى انتشار هذه التكنولوجيا إلى تأثيرات اجتماعية وثقافية كبيرة، حيث أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمعظم الناس حول العالم.
ومع ذلك، برزت مخاوف متزايدة بشأن تأثير الاستخدام المكثف للهواتف الذكية، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين، على الصحة النفسية والجسدية، مثل الإدمان الرقمي، قلة النوم، ومشكلات التركيز، لذا باتت الدراسات والأبحاث تركز بشكل متزايد على فهم كيفية استخدام هذه الأجهزة بشكل متوازن وصحي للحفاظ على رفاهية الأجيال القادمة.