الاشتباك الروسي الصيني.. موسكو تعد خططا مستقبلية لوقف غزو بكين
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
قال المحلل الأمريكي نيكولاس غفوسديف، أستاذ دراسات الأمن القومي في الكلية الحربية البحرية الأمريكية، إن أحد أسباب عدم تحقيق تقدم في تقليص الأسلحة النووية التكتيكية بشكل كبير، على الرغم من طرح مثل تلك المقترحات على الطاولة بعد نجاح معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى عام 1987، هو أن روسيا كانت دائما تعتبر الأسلحة النووية التكتيكية قدرة أخيرة لحماية الدولة في حالة الانهيار التام أو هزيمة قدراتها العسكرية التقليدية.
وتساءل غفوسديف الذي يشغل منصب مدير برنامج الأمن القومي في معهد أبحاث السياسة الخارجية، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، عما إذا كانت هذه التسريبات، خاصة بشأن الخطط الروسية لاستخدام تلك الاسلحة لوقف أي غزو صيني، تغير أي شيء؟
وأضاف غفوسديف، الذي يشغل منصب مدير برنامج الأمن القومي في معهد أبحاث السياسة الخارجية، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، أن وظيفة المؤسسات العسكرية في مختلف أنحاء العالم، في المقام الأول هي التصور والاستعداد لأي سيناريو، مهما كان مستبعدا. فقد احتفظت الولايات المتحدة بخطط حربية لغزو كندا حتى القرن العشرين.
وتابع، "جزء من الحسابات التي دفعت الولايات المتحدة إلى قبول قيود على بناء السفن الحربية في العديد من المؤتمرات البحرية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، هو إمكانية اندلاع صراع مستقبلي مع بريطانيا العظمى".
وأوضح، "في الواقع، تفترض فكرة التخطيط القائم على أساس القدرات (في مقابل التخطيط القائم على أساس سيناريو معين) أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة للتغلب على القدرات، وليس الثقة في أن الأيدي التي تمتلك هذه القدرات ستكون صديقة ولن تستخدمها ضد الولايات المتحدة أو مصالحها".
ويرى غفوسديف أنه رغم أن هذه الوثائق كتبت في الفترة بين عامي 2008 و2014، خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، فإن هيئة الأركان العامة الروسية تلقي نظرة بعيدة المدى فالشركاء الحاليون اليوم، ومن بينهم تركيا والصين، كانوا في الماضي منافسين استراتيجيين.
وأكد، لا تزال المؤسسة الأمنية الوطنية الروسية تنتهج حكمة أو مقولة القيصر ألكسندر الثالث، الذي أشار إلى أن الحلفاء الحقيقيين والدائمين لروسيا هما فقط جيشها وبحريتها وبعبارة أخرى، ترى روسيا شراكاتها في إطار المعاملات والمواقف".
ويذكر مثالا على ذلك فقد كانت أنقرة وبكين تعارضان موسكو في الماضي لكنها تتعاونان معها اليوم لأن هذا من مصلحتهما. وإذا تغيرت الحسابات فإن العلاقات ستتغير أيضا.
وبين غفوسديف أن المحرر المؤسس لمجلة ناشونال إنتريست، أوين هاريس، قال ذات مرة إن الولايات المتحدة “تعرض التحالفات بشروط سهلة”.
وتفترض واشنطن أن الحلفاء لن يكون لديهم أي سبب للتحول ضدها في المقابل موسكو تؤمن أنها إذا أظهرت أي علامة على الضعف أو التدهور، سيرى شركاؤها الاستراتيجيون الحاليون أن هذا يشكل فرصة لتغيير معايير شراكاتهم لكي تكون لصالحهم، وفقا لغفوسديف.
وأكد المحلل أن هذا الموقف ظهر في العامين الماضيين حيث تستخدم روسيا الجزء الأكبر من قوتها في متابعة تنفيذ “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، على الرغم من تكبد خسائر عسكرية كبيرة من المقاومة الأوكرانية، بالإضافة إلى الضرر الاقتصادي الناجم عن العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وبحسب المحال فقد تمكنت تركيا والصين من الضغط لإجراء مراجعات لشراكتيهما مع روسيا، خاصة في الجانب الاقتصادي.
وتعتبر تركيا أنقرة سببا رئيسيا لنجاح “الممر الأوراسي” الذي مكّن روسيا من تخفيف بعض من تأثير العقوبات الغربية وتحويل التوازن في كل من القوقاز والبحر الأسود لصالح تركيا.
من جانبها، تمكنت الصين من تغيير شروط التجارة ليتم تسعير الموارد الروسية بالعملة الصينية ولصالح حصول الصين على تخفيضات إضافية. وإذا استمرت القوة الروسية في التراجع، فماذا سيحدث بعد ذلك؟
وتابع، "قبل عقدين من الزمن، أشار المحلل السياسي الأمريكي راجان مينون، إلى إمكانية حدوث سيناريو تتمكن فيه الصين، حتى إذا لم تضم بشكل رسمي أراض روسية سابقة في سيبيريا والشرق الأقصى من ممارسة سيطرة فعلية وهذا يغذي الكابوس الجيوسياسي الذي يخشاه الكرملين منذ مدة طويلة، والذي يتمثل في روسيا ضعيفة مقسمة إلى مناطق نفوذ غربية أوروبية، وشرق أوسطية وصينية.
وتساءل غفوسديف عما إذا كان قد تم تسريب هذه الوثائق بشكل استراتيجي - في هذا الوقت بشكل خاص- لتذكير الصين والولايات المتحدة أن روسيا تدرس حدا أدنى للاستخدام النووي كتحذير ضد استغلال نقاط الضعف الروسية؟
وختم بالقول، يكمن جمال التسريب في أن الكرملين يستطيع أن ينأى بنفسه رسميا عن الوثائق لكنه في الوقت نفسه يحقق الهدف منها ويتم تذكير الصين أن الاشتباك مع روسيا سيكون مكلفا، وأنه يمكن تحقيق أهداف بكين ورغباتها بشكل أفضل من خلال استمرار التعاون داخل الإطار الحالي للعلاقات الصينية الروسية، مضيفا "نعم، ربما يكون الدب الروسي مريضا، إلا أن مخالبه لا تزال حادة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية النووية روسيا الولايات المتحدة الصين الولايات المتحدة الصين روسيا النووي اسيا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محطات المفاوضات الروسية الأوكرانية لوقف الحرب.. كيف جرت؟ ولماذا فشلت؟
موسكو- مع انتظار حسم موضوع المفاوضات الروسية الأوكرانية المفترضة في تركيا، والغموض الذي ما زال يلف حظوظ نجاحها بوقف الحرب التي دخلت عامها الرابع بين البلدين، تعود إلى الأذهان سلسلة المفاوضات السابقة لتسوية الخلافات بين الجانبين والتي انعقدت في أكثر من بلد وعلى مستويات تمثيلية مختلفة لكنها باءت جميعها بالفشل.
بعد 3 أيام فقط من اندلاع الحرب بينهما، بدأت روسيا وأوكرانيا رسميا مفاوضاتهما الأولى في 28 فبراير/شباط 2022، وذلك بمبادرة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
انعقدت الجولة الأولى بين وفدي البلدين بمدينة غوميل البيلاروسية، ومثّل الجانب الروسي رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، ونائب وزير الخارجية أندريه رودينكو، والسفير الروسي في مينسك بوريس غريزلوف.
فشل المفاوضاتبينما ضم الوفد الأوكراني وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ونائب وزير الخارجية ميكولا توتشيتسكي، ومستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا ميخايلو بودولياك.
انعقدت الجولة الثانية من المفاوضات في الثالث من مارس/آذار 2022 بمقاطعة بريست في بيلاروسيا. وفي نهاية الاجتماع، أشار ممثلو البلدين إلى أن النتائج المتوقعة لم تتحقق، ومع ذلك، تمكنت الأطراف من التوصل إلى بعض الاتفاقات بشأن القضايا المتعلقة بالمجال الإنساني.
إعلانأما الجولة الثالثة فعُقدت في السابع من الشهر نفسه، ولكن لم يتم تحقيق أي تقدم يذكر. وبعد مرور بعض الوقت، تم نقل المفاوضات إلى تركيا. وفي العاشر مارس/آذار 2022، احتضنت أنطاليا مفاوضات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديمتري كوليبا، بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو كوسيط.
في أعقاب الاجتماع، صرح كوليبا أن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بينما أكد لافروف استعداد موسكو لمواصلة عملية التفاوض. ورغم أن وزير الخارجية التركي صرح في حينه بأنه ليس من المتوقع التوصل إلى حل كامل لجميع القضايا في هذا الاجتماع، لكنه وصفه بأنه خطوة أولى مهمة.
في 29 مارس/آذار 2022، جرت الجولة التالية من المفاوضات بين ممثلي موسكو وكييف في إسطنبول. وفي ختام اللقاء، اقترح الجانب الأوكراني تجميد قضية وضع شبه جزيرة القرم لمدة 15 عاما، فضلا عن إبرام اتفاقية دولية بشأن الضمانات الأمنية، التي ينبغي أن توقّع وتصدق عليها جميع الدول التي تضمن أمن أوكرانيا.
في المقابل، أعلن الوفد الروسي عن نيته تقليص أنشطته العسكرية بشكل كبير في شمال أوكرانيا.
بيان إسطنبولبحلول نهاية مارس/آذار 2022، أسفرت المحادثات التي بدأت في الأسابيع الأولى للحرب عن ما يُسمى بيان إسطنبول، وهو إطار عمل للتسوية.
كان من شأن الصفقة الأساسية في هذا الإطار أن تتضمن التزام أوكرانيا بالحياد الدائم، واستبعاد عضويتها المحتملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل ضمانات أمنية صارمة من موسكو، لكن الجانبين فشلا في إبرام الاتفاق واستمرت الحرب حتى الآن ودخلت عامها الرابع.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في 17 مايو/ أيار، كلا من بريطانيا والولايات المتحدة بممارسة الضغوط على الوفد الأوكراني "لإطالة أمد الصراع وزيادة الخسائر في صفوف الجيش الروسي".
إعلانوفي أعقاب المحادثات التي عقدت في 29 مارس/آذار في إسطنبول، توقف الحوار بين الطرفين فعليا. وحتى الآن، لا يزال كلا الطرفين يعطيان الأولوية لمخاوف الأمن القومي وقضايا أخرى، كوضع المناطق المتنازع عليها، وتخفيف العقوبات عن روسيا، وتمويل إعادة الإعمار الاقتصادي في أوكرانيا بعد الحرب.
في إسطنبول، أعطى كلا البلدين الأولوية لمعالجة أمن ما بعد الحرب على كل شيء آخر. على هذا الأساس، أصرت موسكو على تخلي كييف عن عضوية حلف الناتو، وعدم استضافة أي قوات أجنبية أو إجراء مناورات عسكرية تشمل قوات أجنبية على أراضيها، وقبول بعض القيود على حجم وهيكل جيشها.
وساطة تركيةمن جانبها، رفضت كييف فرض قيود على قواتها، وأصرت على حقها في الحصول على ضمانات أمنية من شركائها الغربيين، وقبول موسكو الضمني بأن هذه القوى ستهب للدفاع عن أوكرانيا في حال شنت روسيا هجوما جديدا.
في سبتمبر/أيلول 2022، وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قانونا يستبعد إمكانية التفاوض مع روسيا.
في مقابل ذلك، أعلنت موسكو أنها لن تتخلى عن الأساليب الدبلوماسية لحل النزاع، وستبقي شروطها المقترحة دون تغيير.
،في ليلة 11 مايو/ أيار 2025، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كييف استئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم 15 من الشهر ذاته، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة للمفاوضات دون شروط مسبقة.
وبينما شكر بوتين الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جهود الوساطة التي بذلها في التسوية الأوكرانية، لم يستبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال المفاوضات.
من جانبه، وافق الرئيس الأوكراني على الاقتراح، لكنه قال إن المفاوضات لن تبدأ إلا بعد أن تعلن الأطراف عن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.