يمانيون | تقرير
شهدت عدد من المحافظات، اليوم الاثنين، فعاليات ثقافية وفكرية متعددة نظمتها المؤسسات الأكاديمية والهيئات المجتمعية، احتفاءً بذكرى عيد الغدير (عيد الولاية)، والهجرة النبوية الشريفة، واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، في مشهد تعبوي يعكس التلاحم بين الوعي الديني والسياسي، واستمرارية معركة الوعي في وجه الطغيان الصهيوأمريكي.

 ندوة فكرية في جامعة الحديدة.. الولاية والهجرة وطوفان الأقصى في ميدان الوعي والمواجهة
في رحاب الذكرى الخالدة لعيد الغدير والهجرة النبوية، نظّمت جامعة الحديدة ندوة ثقافية توعوية بعنوان”عيد الولاية والهجرة النبوية وطوفان الأقصى.. ملامح التعبئة العامة وبناء الوعي في وجه الطغيان الصهيوني والأمريكي”.

وفي افتتاح الندوة، شدد مستشار رئيس الجامعة الدكتور ماجد الإدريسي، على أهمية تعزيز الوعي الجمعي بمخططات الأعداء، مشيراً إلى أن إحياء عيد الغدير ليس مجرد تقليد ديني، بل هو تأكيد على الارتباط الأصيل بمنهج الإمامة والقيادة الإلهية المتمثلة بالإمام علي عليه السلام، في وجه كل محاولات التشويه والطمس التاريخي التي تقودها قوى النفاق.

بدوره، استعرض الدكتور عبدالله القليصي، عميد المكتبات، المواقف الجهادية لشعب اليمن منذ فجر الإسلام، مؤكداً أن أعداء الأمس هم ذاتهم أعداء اليوم، وإن تغيرت الأقنعة والأدوات.

وتوالت المداخلات في الندوة من شخصيات أكاديمية ودينية، من بينها الدكتور أحمد عزي صغير، مستشار رئيس الجامعة، والشيخ علي عضابي، نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية، والدكتور عزالدين معاذ، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، الذين شددوا جميعاً على أهمية استحضار دروس الهجرة والولاية في بناء الوعي الجماهيري، وتثبيت الهوية الإيمانية، والتصدي لعدوان ناعم يسعى لتفكيك الأمة من داخلها.

كما حذر الدكتور علي البناوي، عميد كلية الهندسة، من الخطورة المتزايدة لمشروع الهيمنة الصهيوأمريكي، داعياً إلى رفع منسوب التعبئة العامة والتسلح بالوعي كمقدمة أساسية للصمود في معركة المصير.

واختتمت الندوة بكلمة شعرية ألقاها الدكتور يوسف العجيلي، عميد كلية التربية، سلط فيها الضوء على مناقب الإمام علي ومآثر الهجرة النبوية، وربطهما بصمود اليمنيين في معركة “طوفان الأقصى”.

 ذمار.. الهجرة النبوية في خطاب الوعي والتحشيد
وفي مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، نُظمت فعالية ثقافية إحياءً لذكرى الهجرة النبوية، بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي والشخصيات الثقافية.

استعرض مدير هيئة الأوقاف ناجي عاطف، الدلالات الكبرى للهجرة، مبيناً أنها كانت لحظة مفصلية لبناء المجتمع الإيماني الأول، فيما شدد العزي هادي، مسؤول الإرشاد، على أن استذكار الهجرة يجب أن يُترجم إلى وعي عملي بقيمها، وتحصين ذاتي من مشاريع التغريب والانحراف.

وأكد الناشط الثقافي ماجد الغُليسي أن الأوس والخزرج الذين ناصروا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالأمس، هم امتدادٌ لليمنيين اليوم، في موقفهم مع فلسطين والقدس ومعركة الأمة ضد الصهاينة والمستكبرين.

صنعاء.. الحسين في الذاكرة الحية للمقاومة
وفي سياق متصل، شهدت محافظة صنعاء فعالية خطابية حاشدة بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، دشّنت من خلالها المحافظة برنامجاً شاملاً لإحياء المناسبة، وأعلنت الجهوزية الكاملة في إطار المرحلة الخامسة من “طوفان الأقصى”.

وخلال الفعالية، أشار المحافظ عبدالباسط الهادي إلى أن الإمام الحسين خرج لمواجهة الطغاة، تماماً كما يواجه اليمن اليوم قوى الاستكبار، داعياً إلى الاقتداء بمدرسة عاشوراء في الصبر، والفداء، والوعي في زمن الفتن.

كما شدد العلامة خالد موسى، الأمين العام المساعد لرابطة علماء اليمن، على أن مظلومية الشعب اليمني والفلسطيني هي امتداد لعاشوراء، داعياً إلى مواجهة الحرب الناعمة وتعزيز الجبهة الداخلية، في زمن تتكالب فيه قوى الباطل على الأمة الإسلامية.

 فعالية نسائية في خط الحسين ونهج المقاومة
وفي مديرية همدان بمحافظة صنعاء، نظّمت الهيئة النسائية فعاليتين ثقافيتين تناولتا حياة الإمام الحسين عليه السلام، وسلطتا الضوء على ثورته الخالدة في وجه الظلم.

وأكدت الكلمات التي ألقيت في الفعاليتين، أن الإمام الحسين ليس مجرد رمز تاريخي، بل هو نهج عملي للمواجهة والصبر، وأن نساء اليمن اليوم يجسدن هذا النهج في صمودهن، وتربيتهن لأجيال تؤمن بالحق وتقاوم الباطل.

وتخللت الفعالية فقرات شعرية وإنشادية عبّرت عن حجم الارتباط الروحي والوجداني بالإمام الحسين، وتوق الأمة المتجدد إلى الثورة على الظالمين، والانحياز المطلق للمستضعفين.

نحو جبهة ثقافية موحدة في معركة المصير
جاءت هذه الفعاليات، في سياق وطني وروحي واحد، يؤكد أن اليمن – قيادة وشعباً – ماضٍ في معركة الوعي كما في معركة السلاح، مستلهماً من دروس الغدير والهجرة وعاشوراء مفاتيح النصر والتحرير.

فالولاية التي بايع فيها الإمام علي بأمر الله، والهجرة التي أسست لبناء الأمة، وثورة الإمام الحسين التي فجّرت الوعي في وجه الطغيان، كلها تتجسد اليوم في موقف اليمن الرافض للهيمنة، الداعم لفلسطين، والمتمسك بالهوية الإيمانية الأصيلة في وجه المشروع الصهيوأمريكي.

إن ما يجمع هذه المناسبات في سياقها الزمني والروحي، هو أنها مناسبات تحيي الذاكرة وتستنهض الأمة، وتعيد تعريف الانتماء الحقيقي في زمن تتشظى فيه المفاهيم ويُختطف فيه وعي الشعوب.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الهجرة النبویة الإمام الحسین علیه السلام الوعی فی فی معرکة فی وجه

إقرأ أيضاً:

تصعيد شرق رفح.. الاحتلال يعلن توسيع عملياته واستشهاد نجل القيادي غازي حمد

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من أربعين يومًا، تكثيف عملياته العسكرية في المحيط الشرقي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بدعوى استكمال تدمير ما تبقى من شبكات الأنفاق والقضاء على المجموعات المسلحة المتحصّنة داخل المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم جيش الاحتلال، في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس» مساء الأحد، إن القوات الإسرائيلية «تمكنت خلال الأسبوع الأخير من تصفية أكثر من 40 مسلحًا داخل مسارات الأنفاق»، على حد زعمها، مضيفة أن الجيش دمّر «عشرات الفتحات والبنى التحتية فوق الأرض وتحتها».

مطار فيلنيوس يوقف عملياته مؤقتا بسبب الاشتباه في وجود مناطيد في مجاله الجويمقتل أحد وجهاء العشائر جنوب العراق برصاص مجهولين


وأشارت إلى أنّ وحدات من قيادة المنطقة الجنوبية تتمركز في المواقع المحددة وفق الاتفاقات العملياتية، وستواصل «إزالة أي تهديد فوري يستهدف سكان النقب الغربي».

وفي سياق متصل، أفادت مصادر عائلية باستشهاد عبد الله غازي حمد، نجل القيادي في حركة حماس وعضو وفدها المفاوض غازي حمد، وذلك بعد محاصرة مجموعة من المقاومين لعدة أشهر في رفح، قبل أن تتمكن القوات الإسرائيلية من تصفيتهم.

وتستمر قوات الاحتلال في محاصرة عشرات المقاومين داخل المدينة، التي باتت تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، بينما ترفض السماح بخروجهم رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 9 أكتوبر الماضي.

عمليات رفح: تناقض التصريحات وشهادات الميدان


يأتي الإعلان الإسرائيلي عن “تدمير البنى التحتية” في وقت تؤكد فيه مصادر فلسطينية أن القوات لم تتمكن من السيطرة على عدد من الجيوب المقاومة داخل الأحياء الشرقية، وأن المعارك داخل مناطق الأنفاق ما زالت تحصد خسائر في صفوف الطرفين، رغم التعتيم الإعلامي الشديد في المنطقة.


ويرى محللون أن التصعيد الإسرائيلي شرق رفح لا يقتصر على أهداف ميدانية، بل يرتبط أيضًا بمحاولة تعزيز موقف الحكومة الإسرائيلية في الملفات التفاوضية، وخاصة ملف الأسرى، إضافة لفرض واقع أمني جديد قبل أي ترتيبات ما بعد الحرب.

أزمة إنسانية تتفاقم في الجنوب

وفي الوقت نفسه، تتزايد المخاوف من تدهور الوضع الإنساني في رفح، حيث تشير تقارير محلية إلى أن بقايا البنية التحتية المدنية تعرضت لدمار واسع خلال العمليات الأخيرة، ما أدى لتعطّل الخدمات الأساسية وازدياد معاناة السكان النازحين الذين يجدون أنفسهم محاصرين في مساحة ضيقة ومغلقة.
 

طباعة شارك الاحتلال اسرائيل رفح فلسطين الاراضي المحتلة

مقالات مشابهة

  • الهيئة النسائية في حجة تنظم فعاليات ثقافية بمناسبة ميلاد فاطمة الزهراء
  • الهيئة النسائية في تعز تدشن فعاليات إحياء ذكرى ميلاد الزهراء
  • تصعيد شرق رفح.. الاحتلال يعلن توسيع عملياته واستشهاد نجل القيادي غازي حمد
  • محافظ أبين: معركة الاستقلال قادمة ولا بقاء لأدوات الاحتلال في أرض اليمن
  • شيخ الأزهر خلال لقائه وزير الرياضة: الشباب عماد الأمة ومبادرات الأزهر تهدف لصقل الوعي وتعزيز السلام
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع.. اليوم
  • وكيل الأزهر: الإعلام الدعوي مفتاح بناء الوعي وتحصين المجتمع
  • الحديدة .. قبائل مربع الحسينية بالمنصورية تُعلن النفير العام لمواجهة العدو
  • منصة للتمكين والإبداع وتعزيز الوعي.. الطور تستضيف انطلاق فعاليات ملتقى الفتاة والمرأة الـ22
  • مهرجان بيروت ترنم ينطلق اليوم: هوية ثقافية متجدّدة