كبير المفتين بدبي يدعو إلى المساهمة في حملة “وقف الأم”
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
دعا فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، عموم المجتمع إلى المساهمة في حملة “وقف الأم”، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بهدف تكريم الأمهات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم.
وقال فضيلة الدكتور أحمد الحداد:” لا يبرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن يقدم المبادرات الخيرة عاماً تلو عام لتدلنا على أنه رجل طبع على الخير فيتقاطر الخير من مبادراته العظيمة كتقاطر حب الغمام لتروي الظمآن وتشبع الجوعان”.
– وقف دائم.
وأضاف فضيلته ” إن حملة وقف الأم ستكون أحد مبرات الأمهات اللاتي لهن من الحقوق ما لا يقدر الأولاد على الوفاء بها، فهن اللاتي حملننا كرهاً ووضعننا كرهاً، ووهنا على وهن، وهن اللائي ربيننا صغاراً وآزرننا كباراً، وظللنا في حدبهن وإن كبرنا، وفي عطفهن وإن استغنينا، فكيف نكافئهن بالقليل فضلاً عن الكثير؟”.
وتابع: “إنه وإن اعترفنا بعجزنا عن أداء حقوق الأمهات كما يجب، فإن ذلك لا يكون عذراً لنا عن بذل ما يمكن بذله مما نجد، وليس أحسن مما يمكن بذله بعد الإنفاق والرعاية والإحسان في حال الحياة من أن نسدي إليهن حسنات لا تنقطع وذلك بالمساهمة في حملة وقف الأم، بما تجود به النفس من مال لإنشاء وقف دائم لا ينقطع أجره ما بقيت عينه، مصداقاً لقول نبينا عليه الصلاة والسلام: ” إذا مات ابن آدم انقطع أجره إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له “.
– مساهمة خيرة.
وقال فضيلته “إن الولد الصالح هو الذي يدعو ويقدم ما استطاع من أوقاف لأمّه التي تربى في أحشائها وتغذى من غذائها، فينفعها بهذه المساهمة الخيرة التي يذهب ريعها لدعم التعليم حول العالم، الذي يمثل التنمية المستدامة للناس ويخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، ويكون من العلم الذي ينتفع به ومن الصدقات الجارية، حيث يعتبر هذا من البر المضاعف للأم، وكأنها هي المتصدقة عن نفسها”.
وأضاف: “جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقال: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وأُرَاهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا”، وجاءه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمي توفيت ولم تُوصِ، فهل ينفَعُها أن أتصدقَ عنها؟ قال: نعم وعليكِ بالماء”، وجاء آخر وقال يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمي تُوفيتْ، أفينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال : (نعم) ، قال : فإنَّ لي مَخْرَفًا فأُشْهِدُكَ أني قد تصدقتُ بهِ عنها”، هكذا فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الأم في البر بعد الوفاة، فبادروا إليه بأوقاف مباركة يجري أجرها ما بقيت العين الموقوفة”.
وأكد أن “صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحثنا على إحياء هذه السنة المباركة في البر بالأمهات في حال حياتهن أو بعد وفاتهن، فلعلنا نكتب من البارين، ولعل ذلك يكون سببا لبر أولادنا لنا، كما ورد (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم)”.
وشدد فضيلته على أهمية المسارعة إلى فعل الخير لاسيما في شهر رمضان الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات ويتسابق الناس فيه للخيرات كما كان النبي عليه الصلاة والسلام فقد كان أجود الناس، فإذا كان في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
وختم فضيلة الدكتور أحمد الحداد بالقول: “فلتكن المساهمة في حملة وقف الأم، هذه المبادرة الخيرة من عموم الصدقات لتكون وقفاً دائما لعموم الناس، لا من الزكاة الواجبة التي لها مصارفها الخاصة ومستحقوها موجودون”.
– قنوات المساهمة .
وتستقبل حملة “وقف الأم” المساهمات في الصندوق الوقفي من المؤسسات والأفراد عبر 6 قنوات رئيسية هي الموقع الإلكتروني المخصص للحملة Mothersfund.ae، فيما يستقبل مركز الاتصال الخاص بالحملة مشاركات المساهمين في الوقف عبر رقم الاتصال المجاني 8009999، ويمكن أيضاً المشاركة في الحملة عن طريق التحويل المصرفي لحساب الحملة على رقم الحساب المعتمد 790340003708472909201AE في مصرف الإمارات الإسلامي بالدرهم الإماراتي.
كما توفر حملة “وقف الأم” خيار التبرع عبر الرسائل النصية للمبادرة بإرسال رسالة بكلمة ” أمي” أو “Mother” لمستخدمي شبكتي”دو” و” اتصالات من e&” في الإمارات على الأرقام التالية: 1034، 1035، 1036، 1038، ويمكن المساهمة في الحملة عبر تطبيق “دبي الآن” DubaiNow، تحت فئة “التبرعات”، أو عبر منصة دبي للمساهمات المجتمعية “جـود” (Jood.ae).وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هتاف العاطفة في قصيدة “يا رب عونك ” للشاعر محمد الشيعاني
#سوايلف
#هتاف_العاطفة في #قصيدة ” #يا_رب_عونك ” للشاعر #محمد_الشيعاني
كتب .. زيد_الطهراوي
يا رب عونكِ حين تُخطئ وجهتي
مقالات ذات صلة الزغول يفتتح المعرض التراثي الثقافي في الاغوار الشمالية 2025/10/11وأتيه في درب الحياة طويلا
لولاكَ ربي ما عرفتُ هدايتي
ولسرتُ في درب الشقاء ذليلا
أنت المعين ومن سواكِ يُعيني
إن حار أمري وارتضيت خمولا
عالج فؤادي بالهداية إنني
أقبلتُ نحوك يا رحيم عجولا
—
جاءت هذه الأبيات ممتلئة بالتقريرية، بسيطة في بنائها ومباشرة في تعبيرها، لكنها مع ذلك جميلة تطرق الفؤاد برفق، وتذيب النفس بعفوية. فالعاطفة هي سر جمالها، وهي وقودها الفني الذي يساعد على انتشار القصيدة عبر الزمن والأجيال. إنها إقبال على الله وطلب للعون منه سبحانه، واعتراف بالضعف الإنساني، وفي ذلك يكمن عمقها ويتجذر صفاؤها ويتألق بوحها.
هذا البوح الصادق ينفع صاحبه باستغاثته بالله الرؤوف بعباده المتضرعين، وينفع القرّاء حين يعيشون مع الشاعر رقّته وخضوعه لله الذي بيده ملكوت كل شيء، فتسقط الدموع كاللآلئ الثمينة.
الشاعر صادق في عاطفته، فهو يناجي ربه الرحمن سبحانه وتعالى الذي ﴿كتب على نفسه الرحمة﴾. وهنا ينهض الشعر بعبء الوعظ من غير أن يتخلى عن عذوبته، إذ يبث صفاءً روحياً عبر التفعيلات التي لا غنى للشعر العمودي عنها، فتُحيي النفوس التي أتعبها الأرق والقلق. ولعل هذه التفعيلات، التي تُدرَس في علم العَروض كمبحث جامد، تزيد الأبيات عذوبة بموسيقاها الثرية.
يقول الشاعر:
يا رب عونكِ حين تُخطئ وجهتي
وأتيه في درب الحياة طويلا
قد يتبادر إلى الذهن أن الشاعر ضائع، ولذا يستنجد بالله هاديًا ومعينًا. ولكن من يعرف أهمية الدعاء ونفعه — مما نزل ومما لم ينزل — يدرك أن الشاعر هنا قد نجا من حفرة الضياع، ووضع قلبه ومساره على الطريق الصحيح بثبات. فمن استجار بالله تعالى فقد رَشَد، وقَوِيَ قلبه وزنده، وأدرك مبتغاه.
وإذا كانت تجربة الشاعر شخصية، فهي انعكاس حقيقي للتجربة العامة التي يمرّ بها المؤمنون حين يحتاجون إلى مساعدة وهداية، فلا يجدون وسيلة إلا الاستغاثة بالهادي سبحانه وتعالى. وهنا إشارة إلى أن العون من الله، كرامةٌ للعبد.
في الأبيات اللاحقة يظهر التباين بين ضعف الإنسان وقوة الله:
لولاك ربي ما عرفت هدايتي
ولسرت في درب الشقاء ذليلا
يدل هذا البيت على أن السير في طريق الهداية لا يكون إلا بالاستمرار في التضرع إلى الله تعالى بالثبات على الدين، وأن من يظن أنه يستطيع المضيّ في الحياة دون عون الله تعالى مخطئ.
ففي سورة الفاتحة نقرأ قوله تعالى: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾، أي نعبدك يا رب ونستعين بك على العبادة. وكان رسول الله ﷺ يدعو فيقول: «اللهم يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك». فالهداية من الله تعالى وحده، ويجب علينا أن نطلبها منه بإلحاح، كما قال سبحانه: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا﴾.
وهنا يُبدع الشاعر في المقابلة بين الهداية التي هي النعيم الأبدي، والضلال الذي هو الشقاء الأبدي، مشيرًا إلى أن الخذلان من الله هو الذل الذي لا ذل بعده.
ويتابع الشاعر فيقول:
أنت المعين ومن سواكِ يُعيني
إن حار أمري وارتضيت خمولا
في هذا البيت تظهر ذروة التوسل والافتقار، إذ يعلن الشاعر عن يقينه بأن لا عون إلا من الله، وأن كل قوة بشرية تخبو إذا لم تستمد مددها من الخالق جل جلاله. فالشاعر هنا لا يكتفي بالاعتراف بالضعف، بل يقرّ بأن الله وحده هو مصدر القوة والنهوض بعد الخمول والفتور. وهنا تتكامل المعاني بين الأبيات، ليصبح الدعاء في مطلع القصيدة متصلًا بالمعونة في وسطها، والهداية في ختامها، في بناء معنوي دائري يرمز إلى عودة الإنسان الدائمة إلى ربه.
ثم يقول:
عالج فؤادي بالهداية إنني
أقبلت نحوك يا رحيم عجولا
العلاج في الأصل للجسد، لكن مرض القلب — بضعف التوكل أو الاستسلام للشبهات والشهوات — هو المرض الحقيقي الذي يؤدي إلى خسارة الدنيا والآخرة. إنها استعارة جميلة تُضفي على القصيدة شعلة فنية رفيعة.
وفي قوله: «أقبلت نحوك يا رحيم عجولا» صورة بديعة للإقبال على الله، يعكس فيها الشاعر شوق المؤمن إلى ربه. وهنا يحسن أن نذكر قول الله عز وجل:
﴿وما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولاء على أثري وعجِلت إليك رب لترضى﴾.
وقد ذكر المفسرون أن الله تعالى أشار في هذه الآية الكريمة إلى قصة مواعدته موسى عليه السلام أربعين ليلة وذهابه إلى الميقات، واستعجاله إليه قبل قومه. وذلك أنه لما واعده ربه وجعل له الميقات، أوصى موسى أخاه هارون أن يخلفه في قومه، ثم استعجل إلى الميقات فقال له ربه: وما أعجلك عن قومك يا موسى. فكان عذر موسى عليه السلام أنه ليس بعيدًا عن قومه، وأنه عجِل إلى ربه ليرضى عنه سبحانه.
فالإقبال على الله قد يكون بالجسد فقط حين يكون القلب معرضًا، وهذا لا يرضي الله، وقد يكون بهما معًا — بالجسد والقلب — حبًّا وتعظيمًا واشتياقًا، وهذا هو الإقبال الذي يرضى عنه ربنا سبحانه وتعالى.
لا رموز في هذه القصيدة، ولكنها صافية صادقة، عذبة في موسيقاها العَروضية، قد شقّت بعاطفتها طريقها إلى الفن الصادق. فأي صدقٍ أعظم من تصوير العلاقة بين العبد وربّه في عبادة سامية هي الدعاء؟
وهكذا تتجلّى في قصيدة الشيعاني روح المؤمن حين يذوب وجداً بين خوفٍ ورجاء.