لا يزال قانون تجنيد الحريديم يثير جدلا واسعا في دولة الاحتلال الإسرائيلي. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونت" العبرية، يطالب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الحكومة بالتحرك السريع والتوصل إلى مخطط متفق عليه في أقرب وقت ممكن، بحد أقصى خلال أسبوعين.

تتابع بوابة الفجر الشأن العسكري داخل كيان الاحتلال، كذلك ما يواجهه من أزمات تنوء بفكرة طغيانه نحو أزمات داخلية يواجهها، ولا سيما أزمة قانون تجنيد الحريديم في إسرائيل.

صياغة وتشريع

وقد وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحل أزمة قانون تجنيد الحريديم، حيث دعا وزراء حكومته لتقديم صياغة للخطوط العريضة للتشريع وتحديد جدول زمني لتنفيذه.

ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعًا اليوم مع وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الجيش بيني غانتس ورئيس حزب شاس أرييه درعي، بهدف وضع خطة للتجنيد يتم الاتفاق عليها من قبل جميع الأطراف.

وخلال الجلسة التي عقدت في الكنيست بشأن قانون التجنيد، والتي شارك فيها غالانت ودرعي ووزير العدل ياريف ليفين ووزير الديانة دودي أمسالم، اتهم البعض غالانت برفض إحضار مخطط التجنيد الخاص به، وادعوا أنه يروج لنهاية الحكومة، لكنه رد قائلًا: "أطالب منذ شهرين بإحضار قانون تمديد الخدمة وأدعو إلى ذلك ليتم التوصل إلى اتفاقات بشأن قانون التجنيد، فلا تحدثوني عن الحرب".

لكن السؤال.. لماذا يرفض الحريديم التجنيد؟

نشر كاتب إسرائيلي يُدعى نيهيميا شتراسلر مقالًا في صحيفة "هآرتس" يسلط فيه الضوء على ما وصفه بالسبب الحقيقي وفقًا لوجهة نظره لعدم رغبة اليهود الحريديم في تجنيد أبنائهم في الجيش الإسرائيلي، مشيرًا نحو أن اليهود الحريديم، أو الشرقيون، يعتبرون الحكومة العلمانية والدولة الإسرائيلية بشكل عام، على أنها غير مشروعة وغير معترف بها. 

يرى الحريديم أن الدولة الإسرائيلية ليست سوى "احتياط مالي" يجب استغلاله وخداعه وابتزازه قدر الإمكان، حيث يعتبرون أنفسهم جزءًا من أمة إسرائيل الدينية ولا يرون الدولة العلمانية على أنها ممثلة لهم.

وأضاف شتراسلر أن اليهود الحريديم ينظرون إلى الدولة الإسرائيلية كمتابعة مباشرة للنفي التوراتي، وليس كفرصة للخلاص. وفي هذا السياق، يُعلم الحريديم أبناءهم أن يحتقروا الدولة العلمانية ويعتبروها عدوًا، مما يجعلهم غير مستعدين للتجنيد في الجيش الإسرائيلي والانخراط في المؤسسات الحكومية.

وبالتالي، يطالب شتراسلر الإسرائيليين العلمانيين بفهم واقع الوضع وعدم التهاون في مواجهة هذه الظاهرة، حيث يجب على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات حازمة لتعزيز التكامل والتلاحم الوطني وتجنيب المجتمع من الانقسامات الداخلية والتصعيدات السياسية الضارة.

لماذا لا يخدمون في الجيش؟.. هذه وجهة نظرهم

وعندما يُطلب منهم، في المحادثات الخاصة، الإجابة عن السؤال: لماذا لا يخدمون في الجيش؟، فإنهم يندهشون ويجيبون بسؤال آخر: "لماذا يجب أن نجند للقتال في الحروب التي تشنها أنت؟ تريد القتال، يمكنك أن تخدم. نحن لسنا على استعداد للتضحية بأطفالنا من أجل دولتكم".

اقرأ أيضًا.. يهود يتنكرون من إسرائيل والصهيونية.. ماذا تعرف عن حركة ناطوري كارتا؟

ويوضح الكاتب أنه وعلى مر السنين توصل الحريديم إلى جميع أنواع الأسباب لتجنب التجنيد الإجباري، قائلا: هذه المرة برز الحاخام الأكبر الحريدي يتسحاق يوسف بما وصفه الكاتب بـ "كلامه الفارغ"، إذ يقول: "دون التوراة، دون المدارس الدينية للرجال المتزوجين، لن يكون هناك شيء، لن يكون هناك نجاح للجيش. الجيش ينجح فقط بفضل أولئك الذين يدرسون التوراة، التوراة هي ما يحمينا".

يمثلون 13% والأكثر خصوبة

جدير بالذكر أنَّ اليهود المتدينون أو الحريديم يمثِّلون نحو 13.3% من عدد السكان في إسرائيل ومع ذلك فإن نفوذهم بالدولة كبير، حيث تستمد الأحزاب الدينية قوتها من حاجة الساسة الإسرائيليين إليها عند تشكيل الحكومات لنيل ثقة الكنيست (البرلمان).

إنَّ المسألة لا تقف عند هذا الحدّ، فمعدل نمو السكان الأرثوذكس المتشددين (الحريديم) في إسرائيل هو الأعلى بين جميع السكان في البلدان المتقدمة، ويبلغ نحو 4% سنويا، فوفق دراسات داخل تل أبيب، فإنَّ العوامل الكامنة وراء هذا النمو السريع بشكل خاص هي معدلات الخصوبة المرتفعة، ومستويات المعيشة والطب الحديث، ومتوسط عمر الزواج عند الشباب، والأعداد الكبيرة من الأطفال لكل أسرة.

ومع تشكيل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، عادت الأحزاب الدينية بكل قوتها إلى الساحة السياسية بعد أن تخلت الحكومة السابقة برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد جزئيا عنها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تل أبيب اسرائيل جيش العدو أزمة الحريديم نتنياهو فی إسرائیل فی الجیش

إقرأ أيضاً:

عائلات أسرى إسرائيل بغزة تغلق طريقا بتل أبيب للمطالبة بإعادة ذويهم

أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة ، اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، طريقا سريعا في تل أبيب، وذلك في اليوم الـ600 للحرب، وفي محاولة لمواصلة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق يضمن عودة ذويهم دفعة واحدة، وفق إعلام عبري.

وهذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها تلك العائلات طرقا في إسرائيل، إذ تواصل باستمرار احتجاجات مناهضة لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو في مسار الحرب، ورضوخه لليمين المتطرف ضاربا بعرض الحائط مصير الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة.

وقالت العائلات في منشور على منصة إكس: "تشارك حشود من المواطنين منذ ساعات الصباح الباكر في فعاليات وعروض فنية في جميع أنحاء البلاد إحياء لذكرى مرور 600 يوم على الحرب وأسر المخطوفين".

من جهتها، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن أفرادا من تلك العائلات "أغلقوا حركة المرور على طريق سريع وسط تل أبيب"، مطالبين باتفاق شامل يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى ولو على حساب وقف الحرب بغزة.

ونقلت الصحيفة عن هؤلاء الأفراد قولهم: "600 يوم من افتقاد أحبائنا، 600 يوم وتحتجزهم حماس وتتخلى عنهم الحكومة الإسرائيلية اللعينة، للحفاظ على سلامة ائتلافها".

واعتبرت العائلات أن ذويها أصبحوا "ضحايا سياسات رخيصة لنتنياهو".

وأشار ممثلو العائلات للصحيفة إلى أن الحكومة برئاسة نتنياهو "لم تقدم قط اقتراحا مناسبا" لإطلاق سراح الأسرى بغزة.

وأضافوا أن نتنياهو يفضل إعادة الأسرى على مراحل من خلال "قوائم انتقائية، يحكم على بعضهم بالمؤبد وعلى آخرين بالإعدام، بدلا من إعادتهم جميعا"، على حد قولهم.

والاثنين، أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين رفضها رغبة نتنياهو في إبرام اتفاق جزئي مع حركة حماس، ودعت إلى صفقة شاملة تعيد ذويهم من قطاع غزة دفعة واحدة.

وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

بدورها، عرضت حماس سابقا التوصل إلى اتفاق شامل تطلق بموجبه جميع الأسرى مقابل وقف الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل القطاع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وتأتي مطالبات تلك العائلات بوقف الحرب من أجل إعادة الأسرى، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي في 16 مايو/ أيار الجاري، توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات جدعون"، والتي تشمل عمليات برية موسعة شمال وجنوب القطاع.

وفي 22 أبريل/ نيسان الماضي، ارتفع عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض تطالب بإعادة الأسرى من قطاع غزة مقابل وقف الحرب، إلى نحو 143 ألفا مع ارتفاع عدد العرائض بهذا الخصوص إلى 58، وفق موقع "عودة إسرائيل" وهو موقع خاص ينشر عرائض التوقيع.

وذكر أن من بين موقعي العرائض رئيس الوزراء الأسبق رئيس أركان الجيش الأسبق أيهود باراك، ورئيس أركان الجيش الأسبق دان حالوتس.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عشرات منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على مطار صنعاء نتائج التحقيق في معركة "كرم أبو سالم" صباح 7 أكتوبر صحيفة: مفاوضات غزة مستمرة وإسرائيل تحافظ على الغموض الأكثر قراءة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية بينهم 3 سيدات.. الاحتلال يعتقل 20 مواطنا على الأقل من الضّفة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قانون التجنيد: الحريديون يهددون بإسقاط الحكومة أو تبكير الانتخابات بالاتفاق
  • ليلة رعب في إسرائيل.. اليمن يستهدف تل أبيب ب 16 صاروخا خلال شهر
  • تل أبيب تتوعد بحصار وجولات متتالية.. إسرائيل تصعد ضد الحوثيين وتقصف مطار صنعاء
  • بعد الغارات الإسرائيلية.. الحوثي تتوعد تل أبيب بـصيف ساخن
  • رئيس الوزراء يطمئن المواطنين: أزمة البنزين لن تتكرر.. وهذا هو موقف الحكومة من قانون الإيجار القديم.. أهم تصريحات
  • عاجل| أول تعليق من "الحكومة" بشأن تعديلات قانون الإيجار القديم
  • عائلات أسرى إسرائيل بغزة تغلق طريقا بتل أبيب للمطالبة بإعادة ذويهم
  • الصغير: لو كنت مكان البرلمان لطلبت من مترشحي الحكومة تشخيص أسباب الأزمة ومعالجاتهم لها
  • تسونامي يضرب إسرائيل .. جيش الاحتلال يستعد لحدث يزلزل تل أبيب
  • العرادة: الحكومة تعاطت بإيجابية مع المقترحات الهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية