حمص-سانا

عرفت حمص على مر الأجيال ولا تزال ألواناً متعددة من الطعام والشراب تنوعت أسماؤها ومناسباتها ومكوناتها، وعلى رأسها الحلويات التراثية التي تفردت بصناعتها عائلات وأسر محددة، ويزداد الطلب عليها في رمضان ولها طقس سنوي معروف في حمص بخميس الحلاوة يصادف يوم الخميس الذي يسبق عيد الفصح المجيد.

ومن أصنافها “الخبزية” أي الحلاوة ذات اللونين الأبيض والأحمر المصنوعة من الطحين والسمن والسكر وملونات صحية وتوضع على واجهات المحال التجارية بتناسق هرمي، و”البشمينة” التي تصنع على شكل رقائق يتخللها السكر والطحين أو النشاء، و”الغريبة” أو”بلاط جهنم” كما يطلق عليها أهل حمص و”السمسمية” و”أنواع الراحة” أو “التطلي” كما تدعوها عامة الناس في حمص ومنها ما يعجن بالفستق واللوز، وتتم أيضاً صناعة الحلاوة الطحينية.

ومن الأصناف التراثية المشهورة في حمص أيضاً “المغطوطة” وهي عبارة عن حليب نيء كامل الدسم يجلب من مصادر موثوقة ويرقد في صوان وصدور، ثم يوضع خبز التنور أو الخبز المشروح ليعلق وجه الحليب على الخبز ثم يرش بالعسل أو السكر، وفي حمص يوجد محلان متخصصان بتقديم المغطوطة لعشاقها كل صباح.

ومن الآكلات التراثية في شهر رمضان المبارك التي تشتهر فيها مدينة حمص حسب عضو الجمعية التاريخية والمهتم بشؤون التراث الشعبي في المدينة عدنان السلقيني أكلة “الحنينة” وهي عبارة عن تمر يحمس مع السمن ويوضع له السمسم أو حبة البركة، وأكلة “التمرية” وتتألف من عجين مورق ومغرق بالسمن وتقلى بالزيت وتحشى بالقشطة أو التمر وتغمر بالقطر، أما ما يعرف بالزنكل فهو نفس عجينة التويتات وتحشى بالعجوة، في حين تتألف أكلة “الحريري” من طحين محمص بالسمن الحيواني مضاف إليه السكر، كما تشتهر حمص بالفطاير المحشية إما بالجوز أو القشطة ومن الأكلات القديمة ما يعرف “بمخ القاضي” وهي عبارة عن دبس عنب مضاف إليه الطحينة.

ويلفت السلقيني إلى أن حمص تختص بإعداد طبق الجزر المحشي ذي اللون الأصفر، ويتم حفره وحشوه بالرز واللحمة ويطبخ بمرق دبس الرمان وعصير البرتقال أو بمعجون الطماطم حسب الرغبة، كما يتم عمل فتة محشي الجزر أيضاً بإضافة صلصة اللبن والطحينة وعصير الليمون ويقلى بالزيت أو السمنة ومن المقبلات طبق “طقت ماتت” المكون من مطحون الكعك يضاف إليه الجوز والفليفلة ودبس الرمان وزيت الزيتون، ويعرف عند أهل حمص أيضاً متبل الشوندر، حيث يضاف إليه بعد سلقه طحينة ولبن ودبس رمان.

وتشتهر حمص أيضاً بالكبة المشوية، حيث حجم القرص كبير وفيها شحمة وفليفلة بكميات أكثر من المعتاد، كما يعرف بحمص أقراص “أبو أمون” أو أميمنة وهي تشبه الكبة مصنوعة من البرغل بدون لحمة تحشى باللحمة والبصل وتشوى على التنور وتدهن بالزيت.

ومن العصائر يوضح السلقيني أنه اشتهر في حمص منقوع الزبيب وهناك أيضاً عصير ما يعرف بالخشاف وهو عبارة عن نشاء وحليب وتقطع مكعبات ويضاف إليها شراب الورد البارد، حيث اندثرت هكذا صنعة مع إغلاق المحل الذي كان يرتاده الناس في حمص القديمة منذ سنين خلت.

وفي تدمر لا تزال “البرمة” تتصدر الموائد كأحد أقدم الأكلات التراثية وتتكون من لحم ذبيحة يوضع بجرة الفخار مع الحنطة، وتبقى في التنور لأكثر من عشر ساعات وتسكب بقدور كبيرة وتقلى بالزيت أو السمن العربي وتقدم للضيوف.

وفي الأفراح كان ولا يزال يقدم في حمص المعمول بالفستق الحلبي ويرش عليه السكر، وأيضاً لا تزال أقراص العيد الخاصة بحمص والمكونة من طحين وسكر وسمنة وخميرة وبهارات مؤلفة من جوزة الطيب واليانسون والمحلب والشمرة تتصدر واجهات المحال وتفوح رائحتها في الحارات والبيوت قبيل قدوم العيد، أما في المآتم فتقدم صفيحة مضفورة مع قطعة حلو.

ويقول السلقيني: “إنه لا يزال الشنكليش يحظى بشعبية كبيرة كأحد أهم أصناف المؤونة في المطبخ السوري وهو مصنوع من القريشة التي تعجن بالملح والفليفلة الحمراء المطحونة وتقطع على شكل كرات صغيرة ثم تحفظ جيداً في الجرار حتى تتخمر”.

أما المكدوس فتأتي شهرته من الباذنجان حمصي المنشأ فيسلق ويملح ويصفى بالكبس ويحشى بالجوز والفليفلة ثم يغمر بالزيت.

تمام الحسن

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: عبارة عن ما یعرف فی حمص

إقرأ أيضاً:

تقارير عبرية: إسرائيل تستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران

في ظل تعثر المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تصاعدت في الأيام الأخيرة مؤشرات الاستعداد العسكري الإسرائيلي لاحتمال نشوب حرب واسعة متعددة الجبهات، وفق تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

وقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة عن إتمام تمرين عسكري كبير حمل اسم "باراك تامير"، جرى خلاله محاكاة اندلاع نزاع إقليمي يشمل أكثر من جبهة.

ويأتي التمرين وسط تقارير استخبارية أمريكية، نشرتها شبكة سي إن إن، تشير إلى أن إسرائيل باتت "جاهزة" لتنفيذ ضربة محتملة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وقد تركز المناورات العسكرية الإسرائيلية على التنسيق بين فروع الجيش المختلفة، وحماية البنى التحتية الحيوية، واستمرارية الحياة المدنية داخل إسرائيل في حال تصاعد المواجهة إلى الداخل.

وفي رد فعل حاد، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حذر فيها من أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية "لن يمر دون تبعات قانونية على الولايات المتحدة أيضًا". كما أدان العراقجي "تسريبات إعلامية أمريكية" تتحدث عن مخططات إسرائيلية للهجوم، واصفًا إياها بأنها "مقلقة للغاية"، وطالب المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإدانة واضحة لأي تصعيد محتمل.

وفي روما، اختتمت أمس الجمعة الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان. وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي حدوث "بعض التقدم، لكن دون التوصل إلى نتائج حاسمة"، في حين وصف العراقجي المحادثات بأنها "معقدة"، مشيرًا إلى أن عمان قدمت عدة مقترحات لتقريب وجهات النظر.

لكن مصادر إيرانية مطلعة على سير المفاوضات أعربت لوكالة رويترز عن تشاؤمها إزاء تحقيق اختراق قريب، موضحة أن إصرار واشنطن على "تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم" الإيراني بالكامل هو أمر غير واقعي، وقد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.

وفي موقف لافت، عبر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، عن رفضه القاطع للمطالب الغربية بوقف تخصيب اليورانيوم، واصفًا إياها بـ"المبالغ فيها والمرفوضة". وقال خامنئي في خطاب بالعاصمة طهران: “لا أحد في إيران ينتظر موافقة أمريكية لتخصيب اليورانيوم. هذا قرار سيادي، ولن نقبل بهذه الابتزازات.”

يأتي هذا التصعيد المتزامن في الخطاب والتحركات العسكرية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أخرى على الجبهات اللبنانية والسورية، وسط تقديرات إسرائيلية بأن أي ضربة على إيران قد تؤدي إلى فتح أكثر من جبهة، تشمل حزب الله في الجنوب اللبناني وفصائل المقاومة في غزة.

وبينما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي، وتلوح إسرائيل باستخدام القوة، تتعثر الجهود الدبلوماسية في ظل غياب الثقة واتهامات متبادلة باستخدام المفاوضات كغطاء للضغط لا أكثر.

طباعة شارك إيران إسرائيل غزة

مقالات مشابهة

  • تقارير عبرية: إسرائيل تستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران
  • نابولي تغرق في «ألوان الفرح»!
  • تامر حسني يواكب العصر ويقدم ألوانًا موسيقية جديدة (تقرير)
  • نجاح أولى رحلات طائرة شحن صينية جديدة بدون طيار
  • لا يعرف الفوز خارج الديار.. ماذا فعل بيراميدز في جنوب إفريقيا قبل مواجهة صن داونز؟
  • مفقودة منذ أيام مع رضيعتها... هل من يعرف مكانهما؟
  • إصابات متعددة.. مصرع 3 في غارات اسرائيلية على جنوب لبنان
  • شاركت في احتفالية «أسرتي.. قوتي»: «حبيبة».. فراشة الغربية تُحلّق في سماء الوطن بإبداع لا يعرف المستحيل
  • مصر: صندوق النقد لا يفرض علينا شروطاً.. وبرنامج الإصلاح كان سينفذ أيضاً بدون الصندوق
  • تعرّض لحادث صدم على أوتوستراد الأسد.. هل من يعرف عنه شيئًا؟