دمشق- أقامت مبادرة "الطائفة السورية"، بالتعاون مع هيئات ومنظمات أهلية من مدينة جرمانا، نقاشا مفتوحا بشأن عدد من القضايا الاجتماعية والوطنية، استكمالا لجهودها في تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك بين السوريين.

واستهل وفد المبادرة اللقاء، الذي عُقد أمس الجمعة في صالة أفراح بمدينة جرمانا شرقي العاصمة دمشق، بتقديم العزاء لأهالي الضحايا الذين قُتلوا في الاشتباكات التي شهدتها المدينة نهاية أبريل/نيسان الماضي.

وعبر مدير المبادرة منذر رساس عن حزنه الشديد إزاء "الأحداث الأمنية المؤسفة" التي وقعت في المدينة، متمنيا أن تكون الأخيرة من نوعها، معتبرا أن "جرمانا تمثل نموذجًا مصغرا لسوريا، ولا يليق بها ما حدث".

وكانت جرمانا قد شهدت اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وجهة مسلحة مجهولة حاولت اقتحام المدينة، مما أدى إلى مقتل عنصرين من الأمن العام و6 من أبناء المدينة، وذلك عقب انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، نسب خطأ إلى أحد مشايخ الطائفة الدرزية.

لحظة استقبال وفد المبادرة عند باب الصالة في مدينة جرمانا (الجزيرة) نبذ الطائفية

وشارك في النقاش المفتوح عدد من أعضاء المبادرة إلى جانب أهالي الضحايا، ومشايخ ووجهاء المدينة، بحضور رئيس البلدية وهيب حمدان.

إعلان

وتناول النقاش عدة محاور، أبرزها أحداث جرمانا الأخيرة وأثرها على التماسك الاجتماعي في سوريا، وتصاعُد الخطاب الطائفي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد المشاركون ضرورة نبذ الطائفية في سوريا، وأهمية التمييز بين "الطائفة الأسدية" التي ارتكبت جرائم بحق السوريين في إشارة إلى فلول نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، و"الطائفة السورية" التي يسعى الجميع إلى تحقيقها، مشددين على الدور الحيوي الذي تلعبه المبادرات الأهلية في إرساء السلم الأهلي، لا سيما في المناطق التي شهدت توترات أمنية.

مشاركة أحد وجهاء المدينة في مبادرة الطائفة السورية (الجزيرة)

من جهته، قال المحامي والناشط المدني كمال الخطيب، أحد المشاركين في النقاش ومن أبناء جرمانا، إن مبادرة "الطائفة السورية" تعبّر عن تطلعات السوريين نحو مستقبل قوي ومزدهر بعيدا عن الطائفية والمناطقية.

وأضاف الخطيب، في حديثه للجزيرة نت، أن الشعب السوري بطبيعته محب وحاضن لجميع مكوناته، مستشهدا بتاريخ طويل من التعايش في مدن مثل دمشق وحلب والسويداء واللاذقية، مؤكدا أن سوريا كانت ولا تزال منيعة أمام التطرف، ولديها خبرة متجذرة في التعايش المشترك.

احتفال أقيم في بداية النقاش (الجزيرة) المواطنة الفاعلة

أما منذر رساس، مدير المبادرة، فلفت إلى أن فكرتها انطلقت من توافق بين عدد من منظمات المجتمع المدني السوري، التي رأت أن ضعف التماسك الاجتماعي يمثل أحد أبرز التحديات الحالية.

وأوضح رساس -في حديثه للجزيرة نت- أن هناك حاجة ملحة لتفعيل مفهوم "المواطنة الفاعلة"، مضيفا أن "توحيد الشعب ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل إنه واجب جماعي يجب أن يتحمله المجتمع بأكمله، وهو ما تسعى مبادرتنا لتحقيقه".

وتابع قائلا "بعض القضايا لا تحل بالقوانين فقط، بل تتطلب تغيير الصور النمطية والانفتاح على الآخر، وكسر الحواجز النفسية، ومد الجسور بين أبناء الوطن".

إعلان

وأشار إلى أن المبادرة حرصت على الحضور في مختلف المناطق السورية، من الساحل إلى درعا وعفرين وجرمانا، وستقوم قريبا بزيارة محافظة السويداء، بهدف تقديم الدعم المادي والمعنوي.

وأكد رساس أن الرسالة الأساسية التي تسعى المبادرة إلى إيصالها هي "دم السوري على السوري حرام"، داعيا إلى رفض الفتن والتفرقة، وتعزيز الروح الوطنية الجامعة.

مشاركة أحد مشايخ جرمانا في النقاش المفتوح حول عدد من القضايا (الجزيرة) تقريب وجهات النظر

وقالت لين غريواتي، إحدى المشاركات في المبادرة من مدينة حلب، إن النقاش المفتوح يعد وسيلة مثلى لتسليط الضوء على المشكلات التي يواجهها السوريون اليوم.

وأوضحت للجزيرة نت أن مشاركتها في الفعالية جاءت دعما للطلاب الدروز الذين اضطروا إلى ترك جامعاتهم في حلب وحمص بسبب الأحداث الأخيرة، إلى جانب مناقشة قضايا أخرى مثل تمكين المرأة، مؤكدة أن تغييب دورها في الماضي يجب ألا يتكرر مستقبلا.

بدوره، شدد مفيد كرباج، الناشط المدني من جرمانا، على أهمية كل مبادرة تسهم في تقريب وجهات النظر بين السوريين، وإعادة تعريف الانتماء إلى الهوية الوطنية الجامعة.

وقال -في حديثه للجزيرة نت- إن الهدف النهائي يتمثل في بناء دولة مدنية تحترم الدستور وتمنح الحقوق لأصحابها دون تمييز، مشيرا إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات الداخلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الطائفة السوریة للجزیرة نت عدد من

إقرأ أيضاً:

بالصور.. مبادرة لمؤسسة التعليم فوق الجميع لدمج شباب المخيمات في الاقتصاد الأخضر

بميزانية تبلغ نحو 7.1 ملايين دولار موزعة على 3 سنوات، ساهمت مبادرة "الشباب الأخضر 360″، التي نفذتها مؤسسة التعليم فوق الجميع مع شركاء محليين في مخيم كاكوما شمال غرب كينيا، الذي يُعَد أحد أكبر مخيمات اللاجئين بالعالم، في تغيير حياة أكثر من 76 ألفا و800 طفل وشاب.

المبادرة تشمل 120 مدرسة في كينيا، والمشروع جزء من 11 مشروعا نفذتها المؤسسة في البلاد، واستفاد منها حتى الآن نحو 635 ألف طفل، معظمهم من برامج إعادة دمج الأطفال المتسربين في المدارس، إلا أن تلك المبادرة تهدف إلى دمج الشباب في الاقتصاد الأخضر، ودعم تعليمهم بطريقة غير تقليدية.

 

 

120 مدرسة داخل كينيا تستفيد من مبادرة مؤسسة التعليم فوق الجميع (الجزيرة) إعلان صناعة المقاعد الدراسية بمواد خشبية معاد تدويرها ضمن برامج المبادرة (الجزيرة)صناعة مواقد الطهي والأواني الفخارية بمواد صديقة للبيئة وتوفير مستلزمات الأسر (الجزيرة)مؤسسة التعليم فوق الجميع نفذت عدة مشاريع داخل كينيا استفاد منها حتى الآن نحو 635 ألف طفل (الجزيرة)مخيم كاكوما يقع على بعد نحو 800 كيلومتر من العاصمة الكينية نيروبي (الجزيرة)مناحل مغلقة لزيادة دخل أطفال المدارس ومساعدة المجتمع المحلي ضمن برامج المبادرة (الجزيرة) إعلان المبادرة تساهم في تخفيف معاناة أطفال المخيم الذي يتجاوز عدد سكانه 300 ألف لاجئ (الجزيرة)التغيّرات المناخية في المنطقة أدت إلى جفاف الأنهار وأثرت بشكل سلبي على حياة جميع السكان (الجزيرة)المبادرة حققت نجاحا كبيرا خاصة في ظل تجاوب المجتمع المحلي في المخيم (الجزيرة)مبادرة مؤسسة التعليم فوق الجميع غيّرت حياة آلاف الطلاب في المخيم (الجزيرة)وفد من مؤسسة التعليم فوق الجميع يزور المخيم ومرافقه التعليمية ويطلع على النجاحات التي حققتها المبادرة (الجزيرة)من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • برنامج «كفالة» يطلق مبادرة «جود لتمكين المنشآت» بالشراكة مع هيئة الترفيه   
  • القرار قرارك.. ختام مبادرة التوعية بمخاطر الإدمان بقرية الأبعادية بدمنهور
  • الصحة: فحص 11.3 مليون طالب ضمن مبادرة الأنيميا والسمنة والتقزم
  • مستشار حكومي: نسعى لشمول 2000 مستفيد من قروض مبادرة ريادة شهرياً
  • “الموارد” تطلق مبادرة تحسين الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة
  • محافظ أسيوط يترأس الاجتماع التنسيقى الأول لتفعيل مبادرة معًا بالوعي نحميها
  • هل ترعى الإمارات محادثات بين الحكومة السورية والشيخ الدرزي موفق طريف؟
  • بعثة الأمم المتحدة: سقوط ضحايا مدنيين واستخدام العنف ضد المتظاهرين مقلق للغاية
  • بالصور.. مبادرة لمؤسسة التعليم فوق الجميع لدمج شباب المخيمات في الاقتصاد الأخضر