سرايا - باتت الأوضاع في كيان الاحتلال صعبةً للغاية، وبدأت الأسئلة تحوم حول استمرار الحرب ضدّ قطاع غزّة، والتي دخلت شهرها السادس، علمًا أنّ القائد العّام للجيش كان قد أكّد في وثائق كشفتها صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الحرب الطويلة مع (حماس) ستستمّر على الأكثر 55 يومًا، وتأتي هذه التطورّات في ظلّ تعنت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على المضي قدمًا في الحرب حتى تحقيق ما أسماه بالنصر المُطلَق، دون أنْ يُفصِح ما هو النصر المُطلق.




وفي هذا السياق، قال الكاتب (الإسرائيلي)، البروفيسور يوفال نوح هراري، إنّ حركة حماس تقترب من إلحاق هزيمة بـ (إسرائيل) لأنّ “الحملة في غزة لا تتعلق بمن يقتل المزيد من الناس، بل بمن يقترب من تحقيق أهدافه السياسية، على حدّ تعبيره.

وقال هراري، وهو مؤرخ (إسرائيلي) وأستاذ جامعي في قسم التاريخ في (الجامعة العبرية) في القدس، إنّ الأهداف السياسية في حالة حماس، “واضحة تمامًا” وقد تحقق بعضها بالفعل، بينما في (إسرائيل) فهي “غامضة إلى غير موجودة”. وشدّدّ في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على أنّ “خلاصة القول: بدون أفق سياسي، ستهزمنا حماس”.

وطبقًا لأقواله فإنّ “من يربح الحرب بين (إسرائيل) وحماس؟ في الحرب، الفائز ليس بالضرورة هو الشخص الذي يقتل المزيد من الناس، أوْ يأخذ المزيد من السجناء، أوْ يدمر المزيد من المنازل، أوْ يحتل المزيد من الأراضي.. الفائز هو الجانب الذي يحقق أهدافه السياسية”، على حدّ تعبيره.


ومضى البروفيسور (الإسرائيليّ) قائلاً: “نحن قادرون على كسب جميع المعارك لكنّنا سنخسر الحرب، أهداف حماس واضحة تمامًا. وعلى المدى القريب، كان هدف حماس في السابع من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الفائت هو تخريب الاتفاق الناشئ بين (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية، وهو ما أوقفته حماس”.

وأوضح أيضًا أنّه “عندما يتعلّق الأمر بمنع التوصل إلى اتفاقٍ (إسرائيليٍّ) سعوديٍّ وتدمير أي فرصة للسلام والتطبيع في المستقبل بين اليهود والعرب، فإنّ حماس قريبة جدًا من النصر، بل على العكس من ذلك، حققت حماس بالفعل أكثر بكثير ممّا كانت تأمل”.

علاوة على ما جاء أعلاه، لفت إلى أنّ “الكراهية في أذهان مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم (ضد إسرائيل)، ومعاداة السامية آخذة في الارتفاع، في حين أنّ مكانة (إسرائيل) الدوليّة في مستوى منخفضٍ لم يسبق له مثيل، حتى في الديمقراطيات الغربيّة التي كانت صديقتنا لسنوات. وكلّ يومٍ إضافيٍّ يُقتل فيه الفلسطينيون أوْ يتضورون جوعًا في غزة تأخذ حماس خطوة أخرى إلى الأمام نحو النصر”، طبقًا لما أكّده هراري.


وأشار هراري إلى أنّ “الحرب على غزة ستؤدّي إلى عدم ابرام الأجيال القادمة أي اتفاق سلام أوْ تطبيع بين (إسرائيل) والعالم العربيّ، وأنّ تصوير وتوثيق الفظائع في غزة، ألحق أكبر ضررٍ ممكنٍ بـ (إسرائيل)”، على حدّ وصفه.


وأكّد المؤرّخ (الإسرائيليّ) أنّ “حكومة بينامين نتنياهو تشُنّ هذه الحرب دون تحديد أهدافٍ سياسيّةٍ” مُضيفًا في الوقت عينه أنّه “حتى لو نجحت (إسرائيل) في نزع سلاح حماس، فهذا إنجاز عسكريّ وليس هدفًا سياسيًا”.


وتساءل: “هل لدى (إسرائيل) خطة منظمة تشرح كيف تؤدي هزيمة حماس إلى إنقاذ اتفاقٍ مع السعودية، أوْ تسويةٍ دائمةٍ في غزة، أوْ استعادة مكانتنا الدولية، أوْ أيّ هدفٍ سياسيٍّ آخر نتوق إليه؟ دون مثل هذه الخطة، من المستحيل اتخاذ قرارات عسكرية مثل مهاجمة رفح أو وقف إطلاق النار”، كما قال.


وخلُص البروفيسور هراري إلى القول إنّه “إذا نجحت (إسرائيل) في نزع سلاح حماس على المستوى العسكريّ، لكنّها بقيت دون أفقٍ سياسيٍّ، فإنّ ذلك يعني أنّ حماس قد هزمتنا”، طبقًا لأقواله.


ويستعد جيش الاحتلال لهجوم كبير على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأعلن البيت الأبيض أن أي عملية عسكرية في رفح ستكون كارثية.

وحذر وزير الدفاع الاحتلال يوآف غالانت من الحكم العسكري لقطاع غزة وقال “سيكلفنا أرواح الجنود ويستحوذ على موارد عسكرية لمواجهة حزب الله والضفة”، مطالبا بإيجاد بديل “محلي” لحركة حماس.

رأي اليوم
إقرأ أيضاً : بن غفير وسموتريتش يهددان بالانسحاب من الحكومة الصهيونيةإقرأ أيضاً : الاتحاد الأوروبي يقر بالاجماع عقوبات على مستوطنين بالضفة الغربيةإقرأ أيضاً : الطيبي: حياة الأسير البرغوثي في خطر - فيديو


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال رئيس غزة شهر الناس العالم غزة غزة الاحتلال مدينة الدفاع الاحتلال غزة الله العالم مدينة السعودية الحكومة الناس الله القدس الدفاع غزة الاحتلال رئيس الوزراء شهر المزید من فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس

القدس المحتلة- جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للعملية العسكرية "عربات جدعون" في قطاع غزة، التي بدأ جيش الاحتلال تنفيذها أمس الأحد، رغم تباين الآراء في تل أبيب بشأن فاعلية التوغل البري وقدرته على تحقيق الأهداف المعلنة، وعلى رأسها هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.

وفي ظل هذا الجدل الداخلي، تتزايد المخاوف الدولية من تفاقم الوضع الإنساني في غزة إلى حد المجاعة، وهو ما أشار إليه الجيش الإسرائيلي نفسه، داعيا إلى ضرورة إدخال المساعدات لتفادي أي تداعيات قانونية دولية.

في الوقت ذاته، تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل للموافقة على اتفاق مرحلي مع حركة حماس، يتيح إدخال المساعدات ويخفف من معاناة السكان في القطاع.

ضغوط أميركية

في هذا السياق، تمارس الإدارة الأميركية ضغوطا على نتنياهو للقبول بمقترح قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي ينص على الإفراج عن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، تمهيدا لاتفاق شامل يشمل إطلاق باقي الأسرى ووقف الحرب بشكل كامل.

وتشير تحليلات عديد من الخبراء الإسرائيليين إلى أن توسيع العمليات البرية لن يحقق الأهداف المرجوة من الحرب، كما أن سياسة الاغتيالات لقيادات حماس قد تؤدي إلى تفكيك الحركة إلى مجموعات أصغر، يصعب على إسرائيل التعامل معها لاحقا.

إعلان

كما يُتوقع أن تتزايد الضغوط الدولية، لا سيما من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لدفع إسرائيل نحو قبول صفقة تبادل، حتى وإن كانت جزئية، والانخراط في مفاوضات قد تؤدي إلى إنهاء الحرب.

هذه الرؤى تتعارض مع تصريحات رئيس أركان الجيش إيال زامير، الذي شدد على أن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى لا يعني وقف العمليات العسكرية، مؤكدا أن عملية "عربات جدعون" ستتواصل حتى "القضاء على حماس وكسر قدراتها القتالية"، رغم مرور أكثر من 18 شهرا على اندلاع الحرب.

وحذر الكاتب والوسيط الإسرائيلي الأميركي غيرشون بسكين من أن الضغط العسكري في غزة لا ينقذ المحتجزين، بل يعرضهم للقتل، مشيرا إلى أن إسرائيل أعلنت وفاة 41 منهم على الأرجح بسبب العمليات العسكرية.

زامير قال إن عملية "عربات جدعون" ستتواصل حتى "القضاء على حماس" (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) خطر مباشر

وحسب شهادات أسرى أُفرج عنهم، يقول بسكين إن "القصف الإسرائيلي شكل خطرا مباشرا على حياتهم، وازداد الخطر مع اقتراب الجيش من مواقع احتجازهم". وأشار للجزيرة نت إلى أن إنقاذ المحتجزين لم يكن أولوية نتنياهو، بل حماية حكومته الائتلافية، مؤكدا أن عدد الأحياء منهم يتناقص، رغم إعلان نتنياهو أن 21 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

ووفقا له، فإن صفقة تبادل كاملة مطروحة منذ أشهر، وكل ما تحتاجه هو قرار سياسي من رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأكد أن استمرار العمليات قد يقضي على كل من تبقى في غزة من قيادات حماس القادرين على تنفيذ أي صفقة، مما يجعل التفاوض مستقبلا غير ممكن.

وشدد على أن إنهاء الحرب، وإطلاق المحتجزين، وانسحاب إسرائيل إلى حدودها الدولية، ممكن خلال أسبوع واحد. وختم بأن القتل والدمار في غزة يجب أن يتوقف فورا، مؤكدا أن إسرائيل ستدفع ثمنه لسنوات.

محللون حذروا من أن استمرار القتال سيخلف مزيدا من الخسائر في صفوف الجنود (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

حسب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، فإن نتنياهو يسعى حاليا إلى تسويق صورة انتصار وهمي للجمهور الإسرائيلي، بهدف تبرير القبول بصفقة مرحلية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على تماسك ائتلافه الحاكم، خصوصا مع حزبي "عظمة يهودية" و"الصهيونية الدينية".

إعلان

ويشير هرئيل إلى أن مقترح ويتكوف قد يمنح نتنياهو هامشا سياسيا كافيا لتجاوز دورة الكنيست الصيفية التي تنتهي يوم 27 يوليو/تموز المقبل من دون أزمات، مما يسمح لحكومته بالاستمرار حتى الدورة الشتوية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وربما تأجيل الانتخابات العامة حتى ربيع 2026.

ويقول إنه الهدف الذي يبدو أن نتنياهو يضعه في مقدمة أولوياته، بينما تتراجع باقي الاعتبارات إلى مرتبة ثانوية. وفي ما يتعلق بالعمليات العسكرية، يرى هرئيل أن اغتيال قائد حماس يحيى السنوار لم يغير شيئا في موقف الحركة أو شروطها، كما أن استشهاد شقيقه محمد السنوار، إن تأكد، لن يحدث فارقا يُذكر.

انتشار قوات لواء "غولاني" في مدينة رفح (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) خسائر وأثمان

ويعتبر المحلل هرئيل أن هذه الاغتيالات، رغم رمزيتها، لن تقود إلى نقطة تحول إستراتيجية، ويحذر من أن استمرار القتال سيؤدي إلى مزيد من الخسائر، خاصة بين المحتجزين والجنود الإسرائيليين، الذين سيكونون أول من يدفع الثمن في حال فشل التوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب.

تتفق نوريت يوحنان، مراسلة الشؤون العربية في موقع "زمان يسرائيل"، مع التقديرات القائلة بأن اغتيال محمد السنوار لن يحدث تغييرا فعليا في مجريات الأحداث. ففي تحليل لها، أوضحت أنه ليس صاحب القرار داخل حركة حماس، وأنه لا توجد أدلة تشير إلى أنه كان يتمتع بتأثير مشابه لتأثير شقيقه يحيى السنوار في صناعة القرار داخل الحركة.

واستنادا إلى ذلك، ترى يوحنان أن القضاء على محمد السنوار، في حال تأكد مقتله، لن يكون له تأثير حقيقي في مسار المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل الأسرى، معتبرة أن تضخيم هذا الحدث قد يخدم أهدافا دعائية أكثر من كونه إنجازا عسكريا مؤثرا.

وباعتقاد يوحنان، فإن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، ورغم امتلاكها ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات تتعلق بالأسرى بفضل سيطرتها المباشرة عليهم، فإن دورها في اتخاذ القرارات الإستراتيجية الواسعة للحركة يبقى محدودا.

إعلان

وتوضح أن القرارات الكبرى داخل حماس تُتخذ من قبل مجلس قيادي يضم 5 أعضاء، جميعهم ينتمون إلى جناحها السياسي، ولا يشاركون بشكل مباشر في العمليات العسكرية، مما يعكس الطابع السياسي البحت لقيادتها المركزية، ويحد من تأثير العمليات الميدانية أو الشخصيات العسكرية، مثل محمد السنوار، على مجريات التفاوض أو القرارات المصيرية.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: تسونامي سياسي في أوروبا وفي عواصم غربية بسبب غزة
  • إعلام إسرائيلي: صبر ترامب على نتنياهو بدأ ينفد والجيش غير قادر على هزيمة حماس
  • نتنياهو: بيان بريطانيا وكندا وفرنسا يشجع حماس لارتكاب المزيد من الفظائع
  • محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
  • تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
  • اعتراف إسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة.. الجنود يُقتلون عبثا
  • إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • خط أحمر لحماس.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـإنهاء الحرب في غزة