قضية أمّة
م. #أنس_معابرة
كتب مشكم بن سلام أحد زعماء يهود خيبر رسالة إلى أبرهة عظيم الحبشة أثناء احتلاله لليمن وهمه بالهجوم على البيت الحرام في مكة يقول فيها: “إننا على اختلاف ديننا؛ إنما نعمل لغاية واحدة هي تفريق كلمة #العرب وتمزيق وحدتهم، حتى يتسنى لنا أن نخضعهم وبلادهم لسلطان الروم. وكنا تعاونّا فيما مضى، ونحب أن نزيد من تعاوننا حتى تتحقق مطالبنا في وقت قريب.
وأشار بعض المؤرخين إلى تورط #اليهود من خلال الجواسيس والعيون في المذبحة العربية الكبرى بين قبيلتي بكر وتغلب أبناء وائل، التي ضمنت لهم شراء الأراضي وإقامة الحصون، كما استغلها الأحباش في غزو اليمن والسيطرة عليه، وتهديد الكعبة المشرفة لاحقاً.
مقالات ذات صلة مجمع الشفاء وإنتقام الصهاينة هناك 2024/03/18بغض النظر عن دقة الكلمات الواردة في رسالة مشكم وصحتها؛ إلا أنني أتحدث هنا عن دور لليهود في الوقيعة الكبرى بين العرب قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحديداً في الفترة التي سبقت عام الفيل.
لقد أدرك اليهود جيداً أن الوسيلة الوحيدة لضمان وجودهم وسيطرتهم على الجزيرة العربية لا تتم إلا من خلال التفريق بين العرب قديماً، والمسلمين اليوم، وذلك من خلال اثارة النعرات الطائفية والقبلية بين الأخوة، واشعال فتيل الفتنة فيما بينهم، حتى لو كان السبب الرئيس تافهاً لا يعدو ناقة للبسوس؛ خالة الجليلة زوجة كُليب، أو حتى جملاً لكليب بن ربيعة نفسه.
اليوم يدرك اليهود جيداً الدرس الذي يتوارثونه عن أجدادهم الذين أُخرجوا من جزيرة العرب بعد أن توحدت كلمة العرب تحت راية الإسلام، وتوسعت خيمة الدين الاسلامي لاحقاً لتضم العجم في الشرق والغرب، وباتت شوكة الإسلام قوية حينذاك، ولا طاقة لليهود أو غيرهم بالمسلمين في ذلك الوقت.
وسار على ذات الدرب اليهود مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وذلك من خلال محاولة اثارة العرب على بعضهم البعض، وعلى اثارة النعرات الطائفية والقومية بين العرب والترك، وعندها تدخلت القوى الاستعمارية؛ الأداة في يد اليهود، لتقسيم العرب والمسلمين إلى قوميات وأوطان يفصل بينها خيوط أوهن من شباك العنكبوت.
إن ما تشاهده اليوم أفعال وتسمعه من أقوال بأن #قضية_فلسطين تخص أهلها فقط من هو إلا نتيجة للعمل الجاد من اليهود والمستعمرين لعقود طويلة من الزمان، الذين وضعوا تلك القوميات الضيقة والحدود الوهمية والوطنيات الكاذبة، ثم أقنعونا بالدفاع عنها، والنأي بأنفسنا عن التدخل في أحوال جيراننا، والدفاع عنهم ومساعدتهم في حال الاعتداء عليهم.
كما أدرك اليهود أن المسلمين لا تقوم لهم قائمة إلا بعد العودة إلى تعاليم ديننهم، والالتزام بشريعتهم السمحة، التي تدعو إلى الوحدة، والتمسك بدين الله عز وجل وكتابه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، حينها ستذوب كل تلك القوميات والحدود التي افتعلوها بين العرب والمسلمين.
وبالتالي كان واجباً عليهم إبقاء المسلمين بعيداً عن دينهم، وذلك من خلال اشغالهم في الحصول على الأساسيات للحياة، ثم السعي وراء مطاردة الكماليات، وذلك عبر الاقتراض والديون والدخول في المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية الداخلية.
لا بد أن يدرك الجميع أن فلسطين قضية أمة، لا تخص أهلها فقط، بل نحبها وندافع عنها وعن قضيتها أمام المحتل الصهيوني كما نحب مكة والمدينة والشام والعراق واليمن، فهي أمة واحدة، لديها من نقاط الألفة والاجتماع ما يفوق نقاط الفرقة والاختلاف بكثير.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: العرب اليهود قضية فلسطين بین العرب من خلال
إقرأ أيضاً:
فيدرا تدافع عن منى زكي بعد الانتقادات التي تعرضت لها بسبب فيلم الست
وجهت الفنانة فيدرا، رسالة دعم للفنانة منى زكى وذلك بعدما تعرضت الأخيرة الانتقادات بسبب فليمها الجديد "الست"، الذي تجسد خلال شخصية كوكب الشرق أم كلثوم
وكتبت الفنانة فيدرا، عبر حسابها الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، :منى، ممثلة ليها حضور كبير وطله وقبل ده كله، موهبة بتكبر مع كم الجهد اللي هي بتبذله مع كل دور بيتعرض عليها، مش مستسهله، مش مستهترة، مسئولة عن شغلها، قدام نفسها قبل اي حد ، مش بنشوفها كل يوم ، ولا كل سنه، متأنية و تقيله، ومن حقها تختار الدور اللي تشوفه تحدي لها.
وتابعت: الجمهور من حقه يحب او ما يحبش، بس لما يشوف الاول، في مشاهد لمنى ما بنساهاش من روعتها، وآخرهم تحت الوصايه و لعبه نيوتن.
ومن المقرر عرض الفيلم تجاريًا يوم 10 ديسمبر المقبل. وتقدم الفنانة منى زكي في فيلم “الست” السيرة الذاتية للفنانة الراحلة أم كلثوم، وهو من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، ويظهر في العمل عدد من النجوم كضيوف شرف، على رأسهم: كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، عمرو سعد، محمد فراج، وسيد رجب.
قصة فيلم “الست” بطولة منى زكي
يركز فيلم “الست” على المحطات البارزة في حياة أم كلثوم، بدءًا من رحلتها في عالم الغناء، وصولًا إلى معاناتها مع مرض نادر هو فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي أثّر على حياتها الفنية وتسبب في أعراض من بينها جحوظ العينين.
كما يتناول الفيلم تحديها للمرض، خاصة أن الجراحة كانت العلاج الوحيد، وهو ما كان يمثل خطرًا على أحبالها الصوتية ومستقبلها الغنائي