عادت الفنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات أو المعروفة أيضا باسم "جي بي يو-57" والتي يزن وزنها نحو 13 طنًا إلى واجهة المشهد الجيوسياسي باعتبارها السلاح الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في قصف 3 منشآت نووية إيرانية من بينها مفاعل فوردو الأكثر تحصيناً.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة نفذت هجومًا جويًا ناجحًا على ثلاث منشآت نووية إيرانية استراتيجية، شملت فوردو، ونطنز، وأصفهان.

وقال ترامب في منشور على حسابه بمنصة تروث سوشيال: "أسقطنا حمولة كاملة من القنابل على منشأة فوردو النووية، وغادرت جميع طائراتنا الأجواء الإيرانية بسلام، دون أن تُصاب بأي ضرر".

وأضاف الرئيس الأمريكي، مشيدًا بقوة جيشه:"لا توجد أي قوة عسكرية في العالم قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم المعقّد والدقيق... والآن، هو وقت السلام".

"جي بي يو-57"، هي قنبلة موجهة بدقة طوّرتها الولايات المتحدة لمهمة وحيدة تتمثل في تدمير المنشآت تحت الأرض التي تعجز القنابل التقليدية عن اختراقها. وبحسب البنتاجون، فقد صُممت هذه القنبلة خصيصاً للوصول إلى الأهداف المحمية بالخرسانة والفولاذ، كأنفاق وقواعد صواريخ ومنشآت نووية.

ويبلغ طول هذه القنبلة نحو 6 أمتار، ويصل وزنها إلى 13.6 طناً، ما يجعلها أثقل قنبلة غير نووية في الترسانة الأميركية. وقد زُودت بتقنيات توجيه تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والملاحة بالقصور الذاتي (INS)، لضمان إصابة دقيقة للهدف وتقليل الأضرار الجانبية.

عقب تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو الجاري، وإطلاق كل من "عملية الأسد الصاعد" من قبل إسرائيل و"الوعد الصادق 3" من قبل إيران، أشارت تقارير استخباراتية وتحليلات عسكرية إلى أن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم باتت هدفًا استراتيجيًا لأي ضربة جوية محتملة.

فالمنشأة الإيرانية، المدفونة على عمق يقارب 100 متر تحت جبل صخري، تُعتبر محصنة إلى درجة تجعل من الصعب تدميرها حتى بأقوى الضربات الجوية التقليدية. وهنا يأتي دور "جي بي يو-57"، التي يقول خبراء إنها القنبلة الوحيدة القادرة على اختراق دفاعات فوردو، بفضل قدرتها على اختراق 60 متراً من الخرسانة أو 40 متراً من التربة الصخرية قبل أن تنفجر داخل الهدف.

ورغم وزن القنبلة الهائل، إلا أن الولايات المتحدة خصصت قاذفة واحدة فقط لحمل هذا النوع من القنابل وهي طائرة "بي-2 سبيريت" الشبحية، التي تتميز بقدرتها على التحليق لمسافات طويلة دون التزود بالوقود، وتفادي الرادارات بفضل تصميمها الشبحي.

وتستطيع "بي-2" حمل ما يصل إلى 18 طناً من الذخائر، ما يجعلها الطائرة المثالية لحمل "جي بي يو-57" إلى عمق الأراضي المعادية دون أن تُكتشف.

زبدأ العمل على تطوير هذه القنبلة في عام 2004، في ظل إدارة جورج بوش الابن، ضمن استراتيجية أمريكية جديدة لمواجهة التهديدات النووية التي تنبع من منشآت شديدة التحصين. وفي عام 2009، طلبت وزارة الدفاع الأمربكية من شركة "بوينج" تصنيع أول دفعة منها، تضم 20 قنبلة.

ومع مرور الوقت، أصبحت "جي بي يو-57" من أكثر الأسلحة حساسية في الترسانة الأمربكية، ولم تُستخدم علناً في أي عملية عسكرية معلنة، لكن تجاربها المتعددة جرت بسرية على قواعد أمريكية كبرى، منها قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري.

رغم وجود قنابل أخرى خارقة مثل "جي بي يو-28" و"جي بي يو-72"، إلا أن "جي بي يو-57" تبقى الفئة الأثقل والأعمق قدرة على الاختراق. فبينما تستطيع "جي بي يو-28" اختراق نحو 6 أمتار من الخرسانة، تصل "جي بي يو-57" إلى أعماق تفوق العشرة أضعاف، مع قدرة على اكتشاف الفراغات داخل الجبل والانفجار بدقة داخلها.

ومن أبرز تقنيات استخدام "جي بي يو-57" في حال استهداف منشأة عميقة، ما يُعرف بـ"الحفر التسلسلي"، وهي استراتيجية إسقاط قنابل متتابعة على الهدف نفسه، ما يخلق ضغطًا تصاعديًا داخل البنية الصخرية إلى أن يتم تدمير الموقع بالكامل، حتى وإن كان على أعماق خرافية.

إيرانأمريكاإسرائيلمنشآت إيران النوويةأهم الآخبارمفاعل فوردوالقنبلة الخارقة للتحصيناتقنبلة جي بي يو 57

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: إيران أمريكا إسرائيل منشآت إيران النووية أهم الآخبار مفاعل فوردو القنبلة الخارقة للتحصينات قنبلة جي بي يو 57 الولایات المتحدة جی بی یو 57

إقرأ أيضاً:

هل تكفي القنابل الخارقة للتحصينات لتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية؟.. تفاصيل العمق والتحصين

تجدد الجدل مجددًا حول مدى فعالية الضربات الأمريكية التي استهدفت منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشأة قد "دُمّرت بالكامل"، في حين نفت طهران ذلك مؤكدة أن الأضرار محدودة والموقع خرج عن الخدمة "جزئيًا" فقط.

ضربات أمريكية بـ 12 قنبلة خارقة وصواريخ توماهوك

أعلنت الولايات المتحدة أنها استخدمت 12 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU‑57 MOP، أُطلقت من قاذفات B‑2 الشبح، إضافة إلى صواريخ كروز توماهوك استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية:

فوردو

نطنز

أصفهان

وتزعم واشنطن أن الضربة كانت "مباشرة وناجحة" واستهدفت مراكز التخصيب الأساسية والبنية التحتية الحيوية للمفاعلات.

بعد مشاركتها في ضرب منشآت إيران النووية.. القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2 سبيريت" سلاح التخفي المدمر إيران تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة الضربات الأمريكية على منشآتها النووية

 

لماذا تُعد "فوردو" منشأة محصنة للغاية؟

تقع منشأة "فوردو" النووية – التي تُعرف رسميًا باسم "منشأة شهيد علي محمدي" – داخل جبل صخري قرب مدينة قُم، على عمق يصل إلى 100 متر، ما يجعلها واحدة من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في العالم.

تم تصميمها لتكون منشأة استراتيجية للبقاء في حال اندلاع حرب أو استهداف مواقع أخرى مثل نطنز. 

وتضم آلاف الأمتار المربعة تحت الأرض، ومجهزة بما يزيد على 3000 جهاز طرد مركزي، بينها أكثر من 2000 من الطراز المتقدم "IR-6"، الذي يتيح تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من حد التسليح النووي (90%).

 

تاريخ المنشأة ومسار التخصيب

بدأت إيران بناء "فوردو" بشكل سري في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولم تعلن عنها رسميًا إلا بعد كشف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للموقع عام 2009.

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وافقت طهران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث دون أنشطة تخصيب. لكنها عادت واستأنفت العمل في المنشأة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018، مركبة أجهزة طرد متطورة ساهمت في تسريع تخصيب اليورانيوم.

 

هل يمكن تدمير فوردو فعلًا بالقنابل الخارقة للتحصينات؟

حسب خبراء دفاعيين أمريكيين وإسرائيليين، تُعتبر "فوردو" من أصعب الأهداف تدميرًا، حتى باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-57 MOP، والتي يبلغ وزنها 30 ألف رطل وقدرتها على اختراق الخرسانة حتى عمق 60 مترًا.

إلا أن "فوردو" تقع أعمق من ذلك بكثير، ما يجعل تدميرها الكامل بالقنابل وحدها أمرًا معقدًا. ويُرجح الخبراء أن تدمير المنشأة بالكامل يتطلب:

ضربات متكررة ومنسقة بدقة عالية استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة (قنابل خارقة + صواريخ دقيقة التوجيه)معرفة دقيقة بالبنية الجيولوجية للموقع وتركيبة التحصينات الداخليةوبالتالي، فإن التدمير الجزئي أو تعطيل المنشأة يبدو احتمالًا أكبر من التدمير الكامل.

 

طهران: أضرار محدودة والمنشأة ما زالت قائمة

في المقابل، أعلنت طهران عبر إعلامها الرسمي أن الأضرار في "فوردو" كانت "محدودة"، وشملت فقط المنطقة المحيطة بالموقع، مشيرة إلى أنه تم إخلاء المنشأة جزئيًا، فيما تعمل السلطات على تقييم الأضرار الفنية.

كما نفت الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية تدمير أجهزة الطرد أو البنية الأساسية، مؤكدة أن المنشأة لم تُمحَ من الوجود كما تدعي واشنطن، واعتبرت التصريحات الأمريكية جزءًا من حرب نفسية وإعلامية.

مقالات مشابهة

  • ما هي المنشآت النووية الثلاث التي استهدفتها الولايات المتحدة في إيران؟
  • هل تكفي القنابل الخارقة للتحصينات لتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية؟.. تفاصيل العمق والتحصين
  • بعد مشاركتها في ضرب منشآت إيران النووية.. القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2 سبيريت" سلاح التخفي المدمر
  • أمريكا..تدمير المفاعل النووية الإيرانية
  • تايم لاين| الولايات المتحدة تضرب منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران
  • خريطة مواقع قواعد أمريكا بالدول العربية بعد ما دعا له مستشار خامنئي للانتقام
  • الولايات المتحدة تقصف أكثر منشآت إيران النووية تحصيناً.. تعرف عليها
  • سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟
  • أين استخدمت أمريكا قنابلها الخارقة للتحصينات وما أبرز أنواعها؟