WP: هل تتجه غزة نحو المجاعة؟.. هكذا يحدد الخبراء هذا المصطلح القاتم
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن أزمة الجوع في قطاع غزة وتأثيرها الكبير على السكان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم يحاول إيصال الإمدادات الغذائية إلى غزة، حيث يواجه حوالي نصف السكان ما وصفته الأمم المتحدة مرارا وتكرارا "بظروف أشبه بالمجاعة". ولكن ما هي المجاعة بالضبط؟
ما هي المجاعة؟
وفق الصحيفة؛ تستخدم مجموعة من المنظمات والجمعيات الخيرية الدولية المعروفة باسم مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي نظامًا من خمسة مستويات لتحديد ما إذا كان ينبغي إعلان المجاعة في منطقة معينة.
ويحدد مسؤولو الأمم المتحدة ولجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، المجاعة في منطقة يواجه فيها ما لا يقل عن 20 بالمئة من الأسر نقصًا حادًا في الغذاء، ويعاني ما لا يقل عن 30 بالمئة من الأطفال من سوء التغذية الحاد وموت شخصان من بين كل 10 آلاف شخص كل يوم بسبب الجوع أو المرض.
ونقلت الصحيفة عن بول هاو، مدير مركز فينشتاين الدولي بجامعة تافتس والمسؤول السابق في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "استخدام تعريف متفق عليه يمثل تطورًا حديثًا نسبيًّا. فقبل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يكن لدينا تعريف تقني". وأضاف أن المخاوف "من أن عدم وجود تعريف متفق عليه أدى إلى تأخير الاستجابات الإنسانية، وجعل من الصعب تحديد أولويات الموارد عبر سياقات مختلفة، وعقّد الجهود الرامية إلى ردع المجاعات في المستقبل" مما حفز على إنشاء مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
ومع ذلك، فإن إعلان المجاعة، الذي تصدره الحكومة المحلية أو أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في المنطقة، لا يحمل أي التزامات ملزمة للأمم المتحدة أو الدول الأعضاء فيها.
وهو في المقام الأول بمثابة وسيلة لرفع مستوى الوعي العالمي حول خطورة أزمة الغذاء.
ما هو "الجوع" و"سوء التغذية" و"المجاعة"؟
وبحسب الصحيفة؛ فقد قالت كاثرين بيرتيني، أستاذة فخرية في الشؤون الدولية بجامعة سيراكيوز، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "الجوع" يمكن أن يشير إلى ظروف قصيرة وطويلة الأجل، مضيفة بأنه يمكن للشخص أن يشعر بالجوع إذا لم يأكل طوال اليوم، في حين يمكن أن يشعر الطفل بالجوع إذا فاتته وجبات الطعام أو تناول القليل من الطعام على مدى فترة زمنية أطول.
وأوضحت بيرتيني أن "سوء التغذية هو ما يمثل - التغذية السيئة؛ حيث يمكن أن يعاني الشخص من سوء التغذية لأنه يأكل الكثير من الأنواع الخاطئة من الطعام أو لأنه ليس لديه ما يكفي من الطعام".
وتابعت قائلة إن "المجاعة" هي "العملية التي تؤدي إلى الوفاة عندما لا يكون لدى الشخص ما يكفي من السعرات الحرارية أو التوازن الغذائي. فيتحول الجوع إلى سوء تغذية حاد، يؤدي إلى المجاعة، مما يؤدي إلى الموت. وعندما تحدث وفيات في صفوف مجموعة معينة من السكان، وخاصة الأطفال، بسبب الجوع، فقد يتحول هذا إلى مجاعة".
ماذا يحدث للمساعدات الغذائية في غزة؟
وفقًا للأمم المتحدة؛ يواجه معظم سكان غزة نقصًا حادًّا في الغذاء. فمنذ بدء الصراع في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، انخفضت شحنات الغذاء والمساعدات اليومية عن ما يقدر بـ 500 شاحنة محملة بالإمدادات المطلوبة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان الجيب البالغ عددهم مليوني نسمة. وكانت الشاحنات الـ300 التي دخلت غزة يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر هي الأكبر في يوم واحد منذ بدء الحرب، وفقا للأمم المتحدة. وفي شباط/ فبراير، دخلت 20 شاحنة أو أقل إلى الجيب على مدار سبعة أيام.
وقالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" غير الربحية، يوم السبت، إن سفينة مساعدات إنسانية قامت بتسليم الدفعة الأولى عن طريق البحر إلى غزة، بينما تستعد سفينة مساعدات ثانية للإبحار من قبرص.
وقال تايلور براند، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأدنى والأوسط في كلية ترينيتي في دبلن بأيرلندا، إن "المشكلة هي أن المجاعة، مثل الرد عليها، هي في نهاية المطاف أمر سياسي. هل سيوقف إعلان المجاعة الأوضاع؟ لا. الحرب هي سبب المجاعة، وطالما استمرت، فستستمر المجاعة أيضًا".
هل هناك مجاعة في غزة؟
وبينت الصحيفة أن مسؤولين في الأمم المتحدة قالوا أواخر السنة الماضية إن نحو 377.800 شخص، أو حوالي 17 بالمئة من سكان القطاع، ينبغي اعتبارهم في المستوى الخامس من مقياس انعدام الأمن الغذائي. وهذا يعني أنهم كانوا يواجهون نفس الظروف التي يواجهها الناس في المناطق التي تم إعلانها سابقًا كمناطق مجاعة.
أين وقعت المجاعات الأخيرة؟
وأعلنت الأمم المتحدة لأول مرة عن المجاعة التي حددها مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في الصومال في تموز/ يوليو 2011. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ما لا يقل عن 250 ألف شخص، نصفهم دون سن الخامسة، لقوا حتفهم في تلك المجاعة. وفي بعض مناطق البلاد، تجاوزت وفيات الأطفال دون هذا السن 6 لكل 10 آلاف يوميًّا، وذلك وفقا لمارك بودين، مسؤول الأمم المتحدة في ذلك الوقت.
وفي شباط/ فبراير 2017، أعلنت الأمم المتحدة حدوث مجاعة في جنوب السودان وفق مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، قائلة إن 100 ألف شخص يواجهون المجاعة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن أزمة الغذاء الأكثر فتكا في تاريخ البشرية الحديثة تمثلت في مجاعة الصين في سنتي 1959 و1961، والتي أودت بحياة أكثر من 20 مليون شخص، وذلك وفقًا لتقديرات الحكومة الصينية الرسمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة المجاعة إسرائيل احتلال غزة مجاعة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة إعلان المجاعة للأمم المتحدة سوء التغذیة مجاعة فی
إقرأ أيضاً:
الجوع خيار سياسي
الجوع ليس حالة طبيعية للبشرية، ولا مأساة لا مفر منها، بل هو نتيجة قرارات تتخذها الحكومات والأنظمة الاقتصادية التي اختارت أن تغض الطرف عن التفاوتات، بل أن تعززها أحيانا.
فالنظام العالمي نفسه الذي يحْرم 673 مليون إنسان من الوصول إلى غذاء كافٍ، هو الذي يمكّن مجموعة صغيرة من نحو 3 آلاف ملياردير من امتلاك 14.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
في عام 2024، ساهمت أغنى الدول في أكبر زيادة في الإنفاق العسكري منذ نهاية الحرب الباردة، إذ بلغ هذا الانفاق 2.7 تريليون دولار. ومع ذلك، فشلت تلك الدول في الوفاء بالتزامها الخاص باستثمار 0.7% من ناتجها المحلي الإجمالي في إجراءات ملموسة لتعزيز التنمية في البلدان الفقيرة.
اليوم، نرى أوضاعا لا تختلف كثيرا عن تلك التي سادت قبل 80 عاما، عندما أُنشئت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). غير أننا، بخلاف ذلك الزمن، لا نواجه فقط مآسي الحرب والجوع التي تحل في زمن واحد، بل أيضا الأزمة المناخية الملحّة. كما أن النظام الدولي الذي أُقيم للتعامل مع تحديات عام 1945 لم يعد كافيا لمعالجة مشاكل عصرنا.
لذلك، يجب إصلاح آليات الحوكمة العالمية. نحن بحاجة إلى تعزيز التعددية، وإيجاد تدفقات استثمارية تعزز التنمية المستدامة، وضمان قدرة الدول على تنفيذ سياسات عامة متماسكة لمكافحة الجوع والفقر.
من الضروري أن تشمل الميزانيات العامة، الفقراء، وأن تشمل القاعدة الضريبية الأغنياء. وهذا يتطلب عدالة ضريبية وفرض ضرائب على الأثرياء ثراء فاحشا -وهي قضية نجحنا في إدراجها لأول مرة ضمن الإعلان الختامي لقمة مجموعة العشرين التي عُقدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تحت رئاسة البرازيل. إنها خطوة رمزية، لكنها تغيّر تاريخي.
ندافع عن هذه الممارسة في العالم أجمع، ونطبّقها في البرازيل. فبرلماننا على وشك إقرار إصلاح ضريبي شامل، وللمرة الأولى في تاريخ البلاد سيكون هناك حد أدنى من الضريبة على دخول الأفراد الأكثر ثراء، مع إعفاء الملايين من ذوي الدخل المنخفض من دفع ضريبة الدخل.
إعلانوخلال رئاستنا مجموعة العشرين، اقترحت البرازيل أيضا "التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر". ورغم حداثة هذه المبادرة، فقد انضم إليها بالفعل 200 عضو -بينهم 103 دول، و97 مؤسسة ومنظمة شريكة. هذه المبادرة لا تقتصر على تبادل الخبرات، بل تهدف إلى تعبئة الموارد وضمان الالتزامات.
من خلال هذا التحالف، نريد تمكين الدول من تنفيذ سياسات عامة تُحدث بالفعل خفضا في التفاوت، وتكفل الحق في الغذاء الكافي. سياسات تحقق نتائج سريعة، كما شهدنا في البرازيل عندما جعلنا مكافحة الجوع أولوية حكومية في عام 2023.
فقد أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت قبل أيام قليلة أننا أخرجنا 26.5 مليون برازيلي من دائرة الجوع منذ بداية عام 2023. كما أُزيل اسم البرازيل، للمرة الثانية، من "خريطة الجوع" التابعة لمنظمة الفاو، كما ورد في تقريرها العالمي حول انعدام الأمن الغذائي. وهي خريطة ما كنا لنعود إليها لولا التخلي عن السياسات التي أُطلقت خلال فترتي الرئاسة الأولى الخاصة بي (2003-2010) والثانية فترة الرئيسة ديلما روسيف (2011-2016).
وراء هذه الإنجازات تقف مجموعة من الإجراءات المنسّقة على جبهات متعددة. فقد عززنا ووسعنا برنامج التحويلات النقدية الوطنية، الذي أصبح الآن يغطي 20 مليون أسرة ويدعم 8.5 ملايين طفل دون سن السادسة.
كما زدنا التمويل المخصص للوجبات المجانية في المدارس الحكومية، ليستفيد منها 40 مليون طالب. ومن خلال الشراء العام للغذاء، ضمنا دخلا مستداما لصغار المزارعين، وقدمنا وجبات مغذية مجانية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. وإضافة إلى ذلك، وسّعنا نطاق توفير الغاز والكهرباء مجانا للأسر منخفضة الدخل، مما أتاح لها مساحة أكبر في ميزانياتها لتعزيز أمنها الغذائي.
ومع ذلك، فإن أيا من هذه السياسات لا يمكن أن يستمر من دون بيئة اقتصادية تدعمه. فعندما تتوافر الوظائف والدخل، يفقد الجوع قبضته.
ولهذا اعتمدنا سياسة اقتصادية تضع زيادة الأجور في المقدمة، ما أدى إلى تسجيل أدنى معدل بطالة في تاريخ البرازيل، وإلى أدنى مستوى من التفاوت في متوسط الدخل الأسري للفرد.
ولا تزال أمام البرازيل مسافة طويلة لبلوغ الأمن الغذائي الكامل لجميع سكانها، لكن النتائج تؤكد أن العمل الحكومي يمكنه فعلا أن يهزم آفة الجوع.
غير أن هذه المبادرات تعتمد على تحولات ملموسة في الأولويات العالمية: الاستثمار في التنمية بدلا من الحروب، وإعطاء الأولوية لمكافحة التفاوت بدلا من السياسات الاقتصادية الانكماشية التي تسببت لعقود في تركز الثروة، ومواجهة التحدي المناخي بوضع الإنسان في صميم الحلول.
وباستضافتها مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في الأمازون الشهر المقبل، تسعى البرازيل إلى إظهار أن مكافحة تغير المناخ ومكافحة الجوع يجب أن تسيرا جنبا إلى جنب. ففي مدينة بيليم، نهدف إلى اعتماد "إعلان حول الجوع والفقر والمناخ"، يعترف بالتأثيرات المتباينة كثيرا لتغير المناخ، وبالدور الذي يلعبه هذا التغير في تفاقم الجوع في بعض مناطق العالم.
سأنقل هذه الرسائل أيضا إلى "منتدى الأغذية العالمي" وإلى اجتماع "مجلس أبطال التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر"، وهما حدثان يشرفني حضورُهما يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
إعلانإنها رسائل تؤكد أن التغيير أمر عاجل- وممكن. فالبشرية، التي خلقت سمّ الجوع بنفسها، قادرة أيضا على إنتاج ترياقه.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline