في ظل الأزمة المالية التي تعيشها إسرائيل جراء النفقات المتزايدة لدعم العمليات الحربية في قطاع غزة المستمرة لشهرها السادس أخذت تل أبيب تبحث عن موارد جديدة، منها التوجه لفرض ضرائب على مستثمرين إسرائيليين أوقفوا أعمالهم أو قلصوها في إسرائيل وتوجهوا إلى قبرص المجاورة.

فعمدت سلطة الضرائب الإسرائيلية إلى ملاحقة ممتلكات وأعمال الإسرائيليين في قبرص لفرض ضرائب عليهم، حسبما ذكرت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية.

ووفق الصحيفة، فإن الحاجة إلى تعويض النقص في الإيرادات، وكجزء من حملة مدير سلطة الضرائب الإسرائيلية، "شاي أهارونوفيتش" ضد التهرب الضريبي والاقتصاد الموازي، وضعت مصلحة الضرائب أنظارها على الإسرائيليين الذين يديرون شركات في قبرص ولا يبلغون عن دخلهم على أساس أنهم أو الشركات المعنية مقيمون في الجزيرة، في حين أنهم يعيشون فعليا في إسرائيل.

توجه إسرائيلي

ونقلت غلوبس عن مصدر رفيع المستوى في سلطة الضرائب، قوله: "نركز على النشاط في قبرص بسبب اتجاه الإسرائيليين للانتقال إلى هناك، وشراء العقارات وتأسيس شركات في الجزيرة".

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت قبرص وجهة جذابة بفضل السياسة الضريبية التي أكسبتها لقب "واحدة من آخر الملاذات الضريبية في العالم"، من بين أسباب أخرى، وقد عززت جائحة كورونا، التي أعقبها الخلاف حول برنامج الإصلاح القضائي الحكومي التوجه نحو الانتقال إلى قبرص، فضلا عن مخاوف المستثمرين بعد عملة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على جيش الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن سلطة الضرائب الإسرائيلية بدأت فحص علاقات الإسرائيليين مع قبرص. ومن بين أمور أخرى، تتحقق من عدد المرات التي يسافر فيها رجال الأعمال إلى الجزيرة، وعدد المرات التي يخرجون فيها ويدخلون إسرائيل، والتحققَ من المعلومات المتعلقة بالشركات الخارجية التابعة لإسرائيليين أو إسرائيليين سابقين.

ويبلغ معدل ضريبة الشركات في قبرص 12.5% (وفي حالات معينة يمكن أن ينخفض إلى 2.5%)، مع عدم وجود ضريبة على أرباح الأسهم، مما يجعل البلاد ملاذا ضريبيا شعبيا وشرعيا للمقيمين الإسرائيليين، مع القرب الجغرافي، كما أن الضرائب المفروضة على الشركات الأجنبية المسجلة في قبرص التي تمارس الأعمال التجارية خارجها منخفضة كذلك، وقد جذبت أسعار العقارات هناك العديد من المستثمرين.

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف إسرائيلي يعيشون في قبرص، في حين أن الكثيرين غيرهم لم ينتقلوا إلى هناك للعيش، لكنهم ينشطون هناك في شركات التكنولوجيا والاستثمار والعقارات وتداول العملات الأجنبية.

ونقلت الصحيفة عن محامي ضرائب قولهم: "إنه تمت استشارتهم مؤخرا من قبل أصحاب شركات ومؤسسات تجارية في قبرص، قلقين من تلقيهم طلبات مختلفة من سلطة الضرائب، مثل الإقرار بالأصول والدخل هناك".

العقارات في قبرص مجال عمل للإسرائيليين (شترستوك) لا اتفاق ضريبيا

ونقلت غلوبس عن شريكة ورئيسة قسم الضرائب الدولية في شركة "يارون إلدار وبالر وشوارتز" هنرييت فوكس قولها إن قبرص أبرمت نحو 65 اتفاقا ضريبيا ينص على خفض الضرائب المقتطعة على أرباح الأسهم والفوائد والمعاشات التقاعدية من الخارج، ولم تبرم إسرائيل حتى الآن مع قبرص اتفاقا يقضي بإلغاء الازدواج الضريبي، أو تبادل معلومات حول الاستثمارات بين البلدين.

ويخضع المقيمون في إسرائيل للضريبة على كل دخلهم، ويخضع المقيمون الأجانب للضريبة في إسرائيل فقط على الدخل الناشئ في إسرائيل، أما الشركات الأجنبية فمعفاة من الضريبة على الدخل المنتج في الخارج، حتى لو كانت مملوكة بالكامل لإسرائيليين، لكن القانون يتضمن أحكاما لمكافحة التخطيط الضريبي (التخطيط لتجنب دفع الضريبة) تحدد متى سيتم فرض الضرائب على المالكين الإسرائيليين، وأحدها هو أنه عندما تكون السيطرة على الشركة وإدارتها من إسرائيل، لا يحق للشركة الحصول على الإعفاء.

الأعمال العقارية

وتتبع هيئة الضرائب الإسرائيلية مواطنوها الذين يقومون بأعمال عقارية في قبرص، أو يمتلكون عددا من العقارات المدرة للدخل، أو يشترون ويبيعون العقارات ويستفيدون من دخل الإيجار أو ارتفاع القيمة، وفق الصحيفة.

وتضيف أنه إذا اتضح أنهم لم يتخلوا عن الإقامة الإسرائيلية، فقد يتم القبض عليهم على أنهم يديرون أعمالا تجارية في الخارج، وليس مجرد شراء عقار للاستثمار، وفي هذه الحالة يمكن أن يصل معدل الضريبة إلى 50%.

ونقلت عن مصدر في سلطة الضرائب لم تسمه قوله: "نشعر أن كثيرا من الناس يديرون شركات عقارية هناك. ونحن نتحقق مما إذا كانوا يبلغون عن الدخل كما هو مطلوب".

والشهر الماضي نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن المحاسب العام في وزارة المالية الإسرائيلية يالي روتنبرغ، أن إسرائيل تخطط لاستدانة 60 مليار دولار في السنة الحالية وتجميد التوظيف الحكومي وزيادة الضرائب، بعد أن تضاعف إنفاقها العسكري جراء حربها على قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حرب إسرائيل على قطاع غزة خلفت خسائر فادحة في اقتصادها الذي انكمش بنحو 20% على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الضرائب الإسرائیلیة فی إسرائیل فی قبرص

إقرأ أيضاً:

الحكومة الإسرائيلية تعلن عن مشروع استيطاني ضخم يضم 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية

أعلنت إسرائيل، عزمها بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، على أن يشمل ذلك إقامة مستوطنات جديدة وتقنين البؤر الاستيطانية التي أُقيمت بالفعل دون تصريح. اعلان

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الخميس، أن الحكومة وافقت على بناء 22 مستوطنة يهودية جديدة في الضفة الغربية.

 ووصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان لها، تصويت الحكومة بأنه "قرار تاريخي"، مشيرة إلى أن هذه المستوطنات ستُعزز "السيطرة الاستراتيجية على جميع أنحاء يهودا والسامرة (المصطلح الوارد في التوراة للإشارة إلى الضفة الغربية)،" وستمنع "قيام دولة فلسطينية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي تايمز أوف إسرائيل".

 وقال سموتريتش إن "هذا يوم عظيم لحركة الاستيطان ويوم مهم لدولة إسرائيل"، مضيفاً: "الاستيطان في وطننا هو الدرع الواقي لدولة إسرائيل".

Relatedمجلس الأمن الدولي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية عقبة أمام السلامقلق غربي وعربي إزاء منح حكومة نتنياهو سموتريتش إدارة ملف المستوطنات إيرلندا تعتزم حظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية

 ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزارة الدفاع قولها إن القرار سوف يشمل إقامة مستوطنات جديدة، وتقنين البؤر الاستيطانية التي أقيمت بالفعل دون تصريح من الحكومة، من جهتها، قالت القناة 14 العبرية إنه سيتم إنشاء 4 مستوطنات جديدة على طول الحدود مع الأردن.

 وأدانت السلطة الفلسطينية وحركة حماس القرار الإسرائيلي، وفي حديث مع وكالة "رويترز" قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما حدث "تصعيد خطير"، متهما إسرائيل بمواصلة جر المنطقة إلى "دائرة من العنف وعدم الاستقرار"، وتابع أبو ردينة "هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تحاول بكل الوسائل منع قيام دولة فلسطينية مستقلة"، وحث إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التدخل.

 بدورها عبّرت وزارة الخارجية الأردنية، عن إدانتها الشديدة لقرار إسرائيل بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، معتبرة إياه "إمعاناً واضحاً في التعدي على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة"، وقالت الوزارة، في بيان، إن جميع الإجراءات والقرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية "غير قانونية وغير شرعية"، مشددة على أنه "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة"، وطالبت الأردن المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية".

 وتأتي هذه الخطوة التوسعية قبيل ترؤس فرنسا والمملكة العربية السعودية مؤتمراً أممياً في حزيران/ يونيو يهدف إلى دعم حل "الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة جنبا إلى جنب مع إسرائيل، كما أن تصريحات سموتريتش تأتي غداة أنباء عن تقديم مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • برشلونة الإسبانية تقطع علاقاتها مع إسرائيل وتنهي اتفاقية الصداقة مع تل أبيب
  • ليلة رعب في إسرائيل.. اليمن يستهدف تل أبيب ب 16 صاروخا خلال شهر
  • الحكومة الإسرائيلية تعلن عن مشروع استيطاني ضخم يضم 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
  • الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا
  • أرقام من موازنة مصر خلال 10 أشهر: عبء الدين يلتهم إيرادات الضرائب
  • طائرة إجلاء طبية من إسرائيل إلى وصلت الخرطوم لنقل “نجوى قدح الدم” للعلاج في تل أبيب
  • تل أبيب تتوعد بحصار وجولات متتالية.. إسرائيل تصعد ضد الحوثيين وتقصف مطار صنعاء
  • سوريا.. عقوبات أوروبية جديدة تستهدف عناوين محددة
  • بعد الغارات الإسرائيلية.. الحوثي تتوعد تل أبيب بـصيف ساخن
  • الحكومة الإسرائيلية تصادق على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية