وبخ المسؤولون الجزائريون محطات التلفزة بسبب الحملات الدعانية والبرامج غير الأخلاقية في رمضان.

وتأتي انتقاداتهم وسط صراعات أوسع نطاقا تواجه الصحفيين والقنوات التلفزيونية، حيث اعتمدت محطات التلفزيون والصحف تاريخيا بشكل كبير على إعلانات الحكومة والشركات الكبيرة المتحالفة مع الدولة الغنية بالنفط.

بعد لقائه مع مديري المحطات، الأحد، اتهم وزير الاتصال الجزائري محمد لعقاب الشبكات بعدم احترام الخطوط الأخلاقية والمهنية، مشيرا إلى أن اختياراتها للبرامج "تخالف للتقاليد الاجتماعية لمجتمعنا وخاصة حرمة شهر رمضان".

رفض لعقاب، وهو أستاذ سابق في كلية الصحافة، بشكل استباقي اتهامات بممارسة الرقابة، بحجة أن جهود وزارته لا تتعارض مع ضمانات حرية الصحافة الدستورية في الجزائر.

وقال: "لمحطات التلفزيون الحق في الانتقاد، ولكن ليس من خلال مهاجمة القيم الأخلاقية لمجتمعنا".

على الرغم من أنه لم يذكر صراحة أي محطات أو برامج محددة، إلا أن لعقاب أشار إلى المسلسلات باعتبارها مصدر قلق خاص. واستدعت وزارته الأسبوع الماضي مدير أكبر محطة خاصة في البلاد، "الشروق"، بسبب مسلسل تلفزيوني بعنوان "البراني" أظهر شخصيات تشرب الكحول وتستنشق الكوكايين - وهي صور أثارت انتقادات من المشاهدين الذين يشعرون بالقلق من أنها تتعارض مع رمضان.

كما انتقد لعقاب المحطات لتخصيصها وقت بث مفرطا للإعلانات، لدرجة أنها تنافس وقت عرض بعض العروض. وقال لعقاب: "إذا وضعنا الإعلانات (والبرامج) جنبا إلى جنب، فسنستنتج أنها تدوم لفترة أطول من بث المسلسلات".

وجاءت تصريحاته بعد بيانات صادرة عن هيئة التنظيم السمعي البصري الجزائرية التي تشرف على محطات التلفزيون والإذاعة. طوال شهر مارس، دعت الهيئة محطات التلفزيون الوطنية إلى كبح الإعلانات واحترام العائلات والمشاهدين خلال شهر رمضان المبارك.

ويمثل الهجوم المزدوج الذي شنه لعقاب – ضد محتوى المحطات وإعلاناتها – أحدث التحديات التي تواجه محطات التلفزيون الجزائرية، التي تستعد لضغوط مالية عميقة في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة للوائح جديدة بشأن الإعلان في وسائل الإعلام. وتحسبا لقانون جديد، قامت المحطات، وخاصة الخاصة منها، بتكثيف الإعلانات إلى حد غير مسبوق، على أمل جني الأرباح قبل أن تضع الحكومة حدودا جديدة.

وكانت الحملة الإعلانية واضحة بشكل خاص منذ بداية شهر رمضان الأسبوع الماضي. ومع تزايد الطلب على المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية الأخرى المستخدمة طوال الشهر الكريم، لم تجد المحطات نقصا في المعلنين.

وحتى لو لم تغير المحطات مسارها بعد لقائها مع لعقاب، يقول الخبراء إن انتقادات الحكومة من غير المرجح أن تتصاعد إلى فرض عقوبات.

وقال كمال العبري، الصحفي الذي أغلق موقعه الإخباري على الإنترنت بسبب نقص عائدات الإعلانات: "معظم هذه القنوات متحالف سياسيا مع الحكومة وتدعمها بحماس" 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محطات التلفزیون

إقرأ أيضاً:

إعلانات واتساب خطوة مُربحة لكنها محفوفة بالمخاطر

#سواليف

يُمثل قرار بدء #طرح_الإعلانات في #تطبيق_واتساب نقلة نوعية لخدمة مراسلة لطالما رسّخت نفسها على أنها تختلف عن منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

وعندما اشترت شركة ميتا -وكانت آنذاك تُعرف باسم فيسبوك- “واتساب” في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، كان نموذج عمل التطبيق بسيطًا وغير مألوف، إذ كان يُطلب من المستخدمين دفع رسوم سنوية زهيدة جدًا وهي دولار واحد مقابل تجربة استخدام بسيطة وخالية من الإعلانات.

وأُلغيت هذه الرسوم عام 2016، وأصبح “واتساب” مجانيًا بالكامل. ومنذ ذلك الحين، اتخذ “واتساب” خطوات تدريجية ومدروسة نحو تحقيق الربح، بالاعتماد على الشركات التي دفعت مقابل استخدام “واتساب” كوسيلة للتواصل مع عملائها، بحسب تقرير لموقع “ذا كونفرزيشن”، اطلعت عليه “العربية Business”.

مقالات ذات صلة ابتكار ثوري يحوّل الوقود الأحفوري إلى بلاستيك وأدوية باستخدام الضوء فقط 2025/06/23

وبحلول عام 2024، كان أكثر من 700 مليون شركة تستخدم إصدارًا منفصلًا من التطبيق يُسمى واتساب للأعمال (WhatsApp Business) لردود خدمة العملاء أو التحديثات الترويجية.

وتستخدم علامات تجارية، مثل “زارا” و”أديداس”، “واتساب” لإرسال تحديثات الطلبات والرد على الاستفسارات وتقديم مساعدة تسوق شخصية للمستخدمين.

لكن هذا لا يزال مصدر دخل محدودًا مقارنةً بالأرباح الهائلة التي تحققها “ميتا” من الإعلانات عبر منصاتها الأخرى.

وتشير التقديرات إلى أن “واتساب” يحقق جزءًا ضئيلًا فقط من إيرادات “ميتا” السنوية البالغة 160 مليار دولار، والتي يأتي معظمها من “فيسبوك” و”إنستغرام”.

لذا، ليس غريبًا أن تتجه الشركة الآن نحو قاعدة مستخدمي “واتساب”، البالغة حوالي 3 مليارات مستخدم حول العالم. ففي النهاية، يعكس هذا القرار اتجاهًا أوسع في الصناعة، حيث تستكشف تطبيقات أخرى مثل “سناب شات” و”تيليغرام” سبل تحقيق الربح بشكل أكثر نشاطًا.

لماذا تبدو خطوة “واتساب” مختلفة؟
ترتبط هوية “واتسب” ارتباطًا وثيقًا بالخصوصية والبساطة والألفة، وهو ليست مجرد موجز لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أداة تواصل، يستخدمها الكثيرون لمشاركة المعلومات الشخصية أو الحساسة.

وحتى لو لم تعتمد الإعلانات على محتوى الرسائل، فقد تظل شخصية جدًا للمستخدمين نظرًا لجميع البيانات الأخرى التي تصل إليها “ميتا” عبر “فيسبوك” و”إنستغرام”. فلا تزال معلومات من تتحدث إليه، ومدى تكرار التواصل، متاحة، ويمكن استخدامها في الإعلانات الموجهة.

لذا، إذا كانت “ميتا” تعرف فريقك الرياضي المفضل أو وجهة عطلتك المفضلة، على سبيل المثال، فقد تُعرض إعلانات مرتبطة بهذه المعلومات.

وإذا كنت تتحدث مع أصدقائك على “واتساب” حول مباراة أخيرة أو رحلة مخطط لها، فقد تشعر بالغرابة إذا بدأت بعد ذلك برؤية إعلانات حول هذه الموضوعات.

قرار محفوف بالمخاطر
واجه “واتساب” انتقادات شديدة في عام 2021 بسبب تحديث في سياسة الخصوصية اقترح مشاركة المزيد من البيانات مع “فيسبوك”. ومضت الشركة قدمًا في تطبيق التحديث، لكن ملايين المستخدمين حمّلوا بدائل مثل “سيغنال” و”تيليغرام” احتجاجًا على ذلك.

وحتى لو أشارت الأبحاث إلى أن الأجيال الشابة أكثر تقبلًا للمحتوى المخصص، تظل الثقة هشة، وقابلة للتآكل بسرعة.

فإذا رأى المستخدمون أن “واتساب” لم يعد يحمي خصوصيتهم أو أصبح تجاريًا للغاية، فقد ينتقل الكثيرون إلى منصات منافسة، دون أي تكلفة، خاصة إذا كانت دوائرهم الاجتماعية نشطة بالفعل على منصات منافسة.

ومن المخاوف الأخرى أنه مع ازدياد ظهور الإعلانات في مساحات التواصل الخاصة، يزداد خطر تعرض المستخدمين، وخاصة الشباب، لمحتوى غير لائق.

ويُعدّ هذا الأمر شائكًا بشكل خاص في المساحات التي يشعر فيها الناس بالأمان النفسي. فبينما يكون المستخدمون حذرين عادةً من الإعلانات التلفزيونية، قد يكون حذرهم أقل على المنصات التي يتبادلون فيها الرسائل مع أحبائهم.

ولا تُعتبر إضافة “واتساب” للإعلانات مجرد قرار تجاري، بل هو تحول ثقافي يعكس فكرًا اقتصاديًا، ولكنه في الوقت نفسه يتحدى أيضًا افتراضات العديد من المستخدمين حول خصوصية مساحاتهم الرقمية.

وإذا نُفذ ذلك القرار بعناية، فقد يحقق “واتساب” التوازن الدقيق بين تحقيق الربح والحفاظ على الثقة، لكن إذا شعر المستخدمون بأن مساحتهم الخاص أصبحت سلعة تُستغل تجاريًا، فقد تكون ردة الفعل سلبية وسريعة، حيث لا يعتمد نجاح منصات مثل “واتساب” فقط على ما تفعله، بل على الطريقة التي يدرك بها المستخدمون أنها تفعله بها.

مقالات مشابهة

  • واتساب يحد من عرض الإعلانات في بعض الدول.. إليكم التفاصيل
  • محطات تحلية متنقلة/ترشيد الإستعمال/منع الدلاح/مشاريع الربط/ الحكومة تمر إلى السرعة القصوى لحماية الموارد المائية
  • « واتساب» يتحول إلى منجم ذهب
  • التلفزيون الإيراني: استشهاد عالم نووي في هجمة إسرائيلية قبل وقف إطلاق النار
  • التلفزيون الإيراني: طهران تعلن تطبيق وقف إطلاق النار بعد توسل ترامب
  • إعلانات واتساب خطوة مُربحة لكنها محفوفة بالمخاطر
  • في ذكرى رحيل ملك الصبا .. تعرف على أبرز المحطات فى حياته
  • مساعد وزير التعليم: تعديل فى مناهج العربى والدين لترسيخ القيم الأخلاقية
  • رئيس حزب التجمع: عودة القيم الأخلاقية سبيلنا الوحيد لمواجهة التنمر والتحرش
  • الري: استمرار أعمال صيانة محطات الرفع ومتابعة تشغيل المحطات على مدار الساعة