هل يحل السكر مكان النفط في الصناعات الكيميائية ؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
في واحد من أكبر المجمّعات الكيميائية في أوروبا، تختبر مجموعة كوفيسترو الألمانية تصنيع منتج رئيسي باستخدام السكّر مادة أساسية بدلًا من النفط، في خضم مساعي القطاع لتقليص بصمته الكربونية.
ويشمل المشروع التجريبي إنتاج الـ«أنيلين» وهو مركّب كيميائي يستعمل في تصنيع المواد الرغوية، ويستخدم على نطاق واسع في الفرش والكراسي، وكذلك تصنيع المواد العازلة.
في حين من المرجّح ألّا يكون الإنتاج التجاري الواسع النطاق ممكنًا قبل سنوات، تشكّل التجربة خطوة صغيرة على مسار سعي الصناعات الكيميائية لتقليص انبعاثات الكربون مع مواجهة الكوكب حال طوارئ مناخية كبرى.
ومن أصل مائة مليون برميل من النفط يتم إنتاجها في جميع أنحاء العالم يوميًا «يذهب الربع مباشرة إلى الصناعات الكيميائية»، وفق البروفيسور والتر لايتنر المحاضر من جامعة آخن المنخرطة في مشروع الأنيلين منذ عقد. ووفق لايتنر «تحتاج الصناعات الكيميائية إلى إعادة بناء بشكل كامل».
وبدأت شركة كوفيسترو لتصنيع البلاستيك، وهي فرع سابق لشركة باير العملاقة للكيميائيات، التجارب في مجمّعها في مدينة ليفركوزن في غرب ألمانيا في نهاية عام 2023، بعد التجارب المخبرية.
وفي قاعة مساحتها 100 متر مربع، يتم استخراج الأنيلين وهو سائل شفاف، من شبكة بطول 600 متر من الأنابيب المتشابكة.
وباستخدام آلية طوّرها باحثو جامعة شتوتجارت، تتم معالجة السكّر المخمر بمواد كيميائية لصنع المنتج.
ويستخدم الأنيلين مكوّنًا أساسيًا للميثيلين ثنائي الفينيل ثنائي أيزوسياناتوهو مادة أساسية لتصنيع المنتجات الرغوية.
وتقليديا، يستخرج الأنيلين من مشتقات النفط الخام على غرار النفثا والبنزين، لكن عملية إنتاجه يتخلّلها انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، أحد غازات الدفيئة الرئيسية.
ويبلغ الإنتاج العالمي للأنيلين سنويا نحو ستة ملايين طن، تنتج منها كوفيسترو نحو مليون طن. وإلى الآن، لا ينتج المشروع التجريبي في ليفركوزن سوى كمية ضئيلة إذ يقتصر ما يتم استخراجه على نحو نصف طن يوميًا.
فاستخدام مواد نباتية في التصنيع قد يحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، لكن إمكان أن يؤدي ذلك إلى الحياد الكربوني «هو غالبا موضع شك»، وفق ما يؤكد ينس جونتر من الوكالة الفيدرالية الألمانية للبيئة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصناعات الکیمیائیة
إقرأ أيضاً:
“اليونيسف”: غزة تحولت إلى مكان قاتل للأطفال
الثورة نت/وكالات قالت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة، اليوم السبت ، إن أكثر من 45 طفلًا فلسطينيًا استُشهدوا خلال اليومين الماضيين في قطاع غزة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي، محذّرة من أن القطاع تحول إلى “مكان قاتل للأطفال”، إذ لا توجد منطقة آمنة واحدة. وأوضح إدوارد بيغبيدر، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن “الأطفال يُستشهدون ويُشوهون في المستشفيات والمدارس والملاجئ وخيام النزوح، وحتى في أحضان آبائهم”، مؤكدًا أن غزة أصبحت أخطر مكان على الأطفال في العالم خلال الأشهر الـ 19 الأخيرة. وأشار إلى أن أكثر من 950 طفلًا فلسطينيًا استُشهدوا في غارات جوية خلال الشهرين الماضيين فقط، بينما يواجه من تبقى منهم قصفًا متواصلًا، إلى جانب الحرمان من الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية الأساسية. وحذّر من أن الحصار المفروض على إدخال المساعدات الإنسانية يُفاقم الوضع بشكل كبير، مضيفة: “التهديدات التي تُواجه حياة الأطفال تتجاوز القنابل والرصاص… الجوع والمرض والمياه الملوثة تهدد بقاءهم”. وأكد بيغبيدر أن انتهاك حقوق الأطفال في غزة أصبح يوميًا وممنهجًا، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات الجسيمة، وضمان حماية الأطفال من العنف وفقدان الحياة. كما جدّد دعوته لأطراف النزاع لوقف القتال فورًا، واحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح بوصول المساعدات، وضمان حماية المدنيين وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. وترتكب “إسرائيل” بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.