بعد قرار «التعليم» بتقديم موعد امتحانات نهاية العام.. .

حالة طوارئ تشهدها البيوت والمدارس المصرية بسبب قرار وزارة التربية والتعليم بتقديم موعد امتحانات النقل والشهادة الإعدادية لتنطلق يوم 8 مايو المقبل وتنتهي في 23 منه بدلًا من انطلاقها يوم 25 مايو وفقًا للخريطة الزمنية التي أعلنت عنها الوزارة مع بداية العام الدراسي.

الأمر الذى أثار حالةً من القلق والتوتر وتسبب فى إعلان حالة الطوارئ من أجل الانتهاء من المناهج قبل موعد الامتحانات، وجعل أولياء الأمور يطالبون وزارة التربية والتعليم بضرورة تخفيف مناهج التيرم الثاني من خلال حذف أجزاء منها. مطالب أولياء الأمور دفعت بعض الجروبات لتنشر صورًا لحذف أجزاء من المناهج، وبالتحقيق فى أمرها وُجِد أنها تخص العام الماضي. وحول مطالب أولياء الأمور كان لابد من معرفة آراء المعلمين القائمين على تدريس المناهج وكذلك خبراء التربية، وهل مطالب أولياء الأمور تُعَد منطقية، خاصة فى ظل ضيق الوقت وطول المناهج، أم أن هذا الحذف قد يسبب حالة من الخلل للمقرر الدراسي؟ وهل الوقت المتبقي كافٍ للانتهاء من المناهج في حالة عدم الحذف؟

آراء المعلمين جاءت بين مؤيد لمطالب أولياء الأمور بالحذف نظرًا لضيق الوقت، ومعارِض نظرًا لما يسببه ذلك من خلل للمناهج لا سيما المناهج الجديدة للمرحلة الابتدائية.

تقول هدى إسماعيل (مدرِّسة رياضيات): على الرغم من منطقية طلب أولياء الأمور فإنه للأسف سيضر بالتحصيل العلمي المطلوب خاصة في مادة الرياضيات بوصفها مادة تراكمية مثل البناء الذي يحتاج إلى تأسيس جيد وقواعد تُدرس بشكل كامل، وأي إخلال بجزء منه سيكون له تأثير سلبي على العملية التعليمية وينتقل الطالب للصف التالي والمعلومات المطلوب منه تحصيلها غير كاملة، الأمر الذي سيحمِّل مدرس العام التالي عبئًا إضافيًّا، لأنه سيضطر إلى بذل مجهود أكبر لسدِّ فجوة المعلومة الناقصة التي كان من المفترض أن يحصل عليها الطالب في العام السابق.. مضيفة أنه لابد من وجود حل جذري لتلك المشكلة المتكررة كل عام من عدم تناسب المنهج مع الخريطة الزمنية.

وطالبت إسماعيل بترحيل وحدة أو أكثر من المنهج للعام التالي حتى يتسنى للطالب والمعلم أن يعملا معًا على الاستفادة من المنهج الجديد الذي يستحق بالفعل دراسته بشكل يليق به (حسب قولها).. مشيرةً إلى أن منهج مادة الرياضيات كمادة علمية يُعَد رائعًا، ولكنه ظُلم بتكديس دروسه في فترة زمنية غير منطقية لا تسمح للطالب والمدرس بالتدريب الكافي على كافة أفكار كل درس، فتحول الأمر إلى سباق مع الزمن دون استفادة حقيقية فعلية من المنهج.

وتساءلت: ما فائدة تطوير المناهج دون الاستفادة منها بشكل كامل وحقيقي؟

بينما يؤيد معبد حسن (مدرس الدراسات الاجتماعية) مطالب أولياء الأمور بالحذف نظرًا لضيق الوقت وضخامة المنهج، حيث تُعَد كمية المعلومات للمرحلة الابتدائية كبيرة جدًّا تفوق استيعاب الطالب، وكذلك منهج المرحلة الاعدادية.

فيما يرى أحمد مسعد (مدرس الرياضيات) أن مطالب أولياء الأمور رد فعل طبيعي، حيث إن المدة المتبقية غير كافية لاستيعاب جميع الدروس المقررة.. مشيرًا إلى أن تقديم موعد الاختبارات هو أمر يخص الوزارة، ولكن الأولى أن تتم الموازنة بين المدة الزمنية للتيرم الثاني والمنهج المقرر.

بينما تقول أمينة (مدرِّسة العلوم) إنها مع الحذف، حيث إن مدة التيرم كانت في الأساس غير كافية للانتهاء من المنهج المقرر حسب الخريطة الزمنية التي وضعتها الوزارة في بداية العام، وبعد تقديم الامتحانات أصبح الأمر أكثر صعوبة إن لم يكن مستحيلًا، مما يؤدى بالمدرسين إلى «كَرْوَتةِ» الدروس -حسب تعبيرها- حتى يستطيع المعلم الانتهاء من المنهج المقرر.

ويعارض محمود محب (مدرس الرياضيات) حذف أي موضوعات وخاصة في مادتَي الرياضيات والعلوم لأنهما مادتان تراكميتان وأي جزء يتم حذفه يؤثر سلبًا على استيعاب الطالب لموضوعات السنوات التالية، بعكس الحال في مادة اللغة العربية فقد لا يؤثر الحذف فيها.. مطالبًا الوزارة بإعادة بناء المناهج بترحيل الدروس وتخفيفها بصورة دائمة لتلائم الخطة الزمنية.

آراء خبراء التربية

وحول آراء خبراء التربية يقول دكتور تامر شوقي (الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي جامعة عين شمس) إن مطالب تخفيف المناهج غير مناسبة ولا تربوية ولا مثيل لها في أي من دول العالم، والعكس هو الذي يجب أن يحدث، وأن تكون المطالبة بشرح المناهج كاملة دون تخفيف أو حذف.

ويضيف شوقي أن الطلاب حاليًّا يتخرجون في التعليم تنقصهم معارف ومهارات مهمة رغم شرح المناهج كاملة.. متسائلًا: ما الحال إذا تم الحذف منها؟!.. لافتًا إلى أن أكثر الصفوف تأثرًا بهذا الحذف هي الصفوف الدراسية الأولى لأنهم مستمرون في التعليم، ولذلك فإن المطالبة المنطقية (كما يراها شوقي) هي مد العام الدراسي كي يكفي شرح المناهج وليس حذف المناهج.

بينما يقول دكتور عاصم (أستاذ علم النفس التربوي) إن المناهج الدراسية ليست مقدسة، وهي عُرضة للتعديل والتغيير والحذف والإضافة، ولكن بضوابط أهمها: ألا يشمل الحذف المهارات والمعلومات الأساسية التي يجب أن يكون الطالب قد حصَّلها في نهاية دراسته للمقرر، ويكون الحذف بناء على تغذية راجعة من المعلمين والطلاب وليس عشوائيًّا.. مضيفًا أن المناهج يجب أن تركز على الكيف وليس الكم، وأن يكتسب الطالب مهارات: التعلُّم المستمر، التعلُّم مدى الحياة، البحث والاكتشاف، التفكير، وأساسيات العلوم التي يمكنه من خلالها الانطلاق لاكتساب المزيد من المعلومات بسهولة ويسر. ووفقًا لهذه الرؤية فإن تكدس المناهج بالكثير من المعلومات قد يتسبب في كثير من المشكلات للطلاب كالعجز المكتسب (أي شعور الطالب بأنه عاجز عن التحصيل) بسبب عدم قدرته على متابعة الكم الهائل من الدروس، بالإضافة إلى شعور الطالب بالإحباط وانعدام ثقته بنفسه والمعاناة من العبء المعرفي الكبير الذي يعوق عملية التعلُّم ويجهد الذاكرة والمخ ويقلل من سرعة وكفاءة التعلُّم لدى الطلاب.

ومن جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم في تصريح خاص لـ(الأسبوع) أنه لا يوجد تخفيف لمناهج مراحل النقل والشهادة الإعدادية، لأن توزيع المناهج ينتهي بنهاية شهر إبريل وفق الخريطة الزمنية، وأن كل ما يتم نشره على (السوشيال ميديا) حول دروس محذوفة أو للاطلاع فقط غير صحيح بالمرة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المرحلة الابتدائية المرحلة الاعدادية امتحانات نهاية العام رضا حجازي من المنهج

إقرأ أيضاً:

أطباء بريطانيا يطالبون بتشديد الرقابة على مشروبات الطاقة بعد سكتة دماغية لرجل يشرب 8 علب يوميا

بعد أن طلب الأطباء من المريض التوقف تماما عن استهلاك مشروبات الطاقة، عاد ضغط الدم لديه إلى المستوى الطبيعي المعتاد من جديد، كما كان من قبل. سكتة دماغية بعد ثمانية مشروبات طاقة يوميا: تحذير من مخاطر قلبية وعائية

أصيب رجل بريطاني كان يتمتع بصحة جيدة سابقا بسكتة دماغية بعد تناوله ثمانية من مشروبات الطاقة يوميا، ما دفع أطباء إلى التحذير من أن هذه المشروبات الشائعة قد ترفع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. الرجل في الخمسينيات من عمره، لم يكن مدخنا ولم يتناول الكحول أو يتعاطى المخدرات.

توجه إلى المستشفى بعدما خدر جانبه الأيسر فجأة وأصيب بمشكلات في التوازن والمشي والبلع والكلام، وهي أعراض كلاسيكية للسكتة الدماغية. وقد أصيب بالسكتة في المهاد، وهو جزء من الدماغ معني بالحركة والإدراك الحسي. ورغم أنه بدا سليما بخلاف ذلك، بلغ ضغط دمه 254/150 ملليمتر زئبق، وهو مستوى شديد الارتفاع. أعطي أدوية لخفض ضغط الدم، لكن ما إن عاد إلى المنزل حتى ارتفع مجددا وبقي مرتفعا حتى بعد زيادة الجرعات.

Related هل مشروبات "الدايت" صحية حقًا؟ دراسة جديدة تكشف مخاطرها الخفية

عندها تبيّن للأطباء أنه كان يشرب في المتوسط ثمانية مشروبات طاقة يوميا، يحتوي كل منها على نحو 160 ملليغراما من الكافيين، ما رفع مدخوله اليومي إلى 1.280 ملليغراما، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الحد الأقصى الموصى به والبالغ 400 ملليغرام. وبعد أن طُلب منه التوقف عن تناول مشروبات الطاقة، عاد ضغط دمه إلى الطبيعي ولم يعد بحاجة إلى دواء، لكنه لم يستعد الإحساس كاملا في جانبه الأيسر، وذلك وفقا لدراسة حالة منشورة في BMJ Case Reports. وقال المريض: "لم أكن بطبيعة الحال على دراية بالمخاطر التي كانت تسببها لي مشروبات الطاقة". وأضاف: "لقد تُركت مع خدر في الجانب الأيسر من اليد والأصابع والقدم وأصابع القدم حتى بعد ثماني سنوات".

دعوات لتشديد القيود وزيادة الوعي

يدعو الطبيبان مارثا كويل وسونيل مونشي من "Nottingham University Hospitals NHS Trust" إلى فرض قيود أكثر صرامة على مشروبات الطاقة وزيادة الوعي بالمخاطر القلبية الوعائية المحتملة، ولا سيما بين الفئات الشابة التي يُعتقد عموما أنها أقل عرضة للسكتات الدماغية. وقالا: "من الممكن أن يؤدي الاستهلاك الحاد والمزمن لمشروبات الطاقة إلى زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، والمهم أن ذلك قد يكون قابلا للعكس"، مع إقرارهما بأن "الأدلة الحالية غير حاسمة". وتمثل هذه حالة واحدة فقط، وتلزم بيانات إضافية لإثبات أن مشروبات الطاقة ترفع بالفعل مخاطر صحة القلب، لكن وبما أن السكتات الدماغية وأمراض القلب شائعة جدا، ينبغي بذل مزيد من الجهود للحد من المخاطر المحتملة.

وختم الطبيبان بالقول: "في حالات ارتفاع ضغط الدم غير المبرر، ينبغي على الأطباء الاستفسار عن استهلاك مشروبات الطاقة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • ضمانات أمنية أولا.. باريس والأوروبيون يطالبون واشنطن بتعهدات قبل أي تنازلات أوكرانية
  • الأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام ودورها في تحقيق التوازن
  • مراقب تعليم الرجبان: نعتذر من أولياء الأمور بسبب تأخر توزيع الكتب المدرسية
  • «أمهات مصر»: 93% من أولياء الأمور يؤيدون منع السوشيال ميديا للأطفال أقل من 16 عامًا
  • مناشدة عاجلة من مستشار الرئيس للصحة لأولياء الأمور والمدارس.. الطالب المصاب بالبرد ميروحش المدرسة وميتخصملوش
  • مستشار الرئيس للصحة يوجه مناشدة لأولياء الأمور وإدارات المدارس بسبب الإنفلونزا
  • بعد انهيار مفاجئ لمبنيين بفاس.. مغاربة يطالبون بمحاسبة المسؤولين
  • تأكيداً لما نشره صدى البلد|مستشارة اللغة الإنجليزية بالتعليم تنفي تخفيف المناهج
  • أطباء بريطانيا يطالبون بتشديد الرقابة على مشروبات الطاقة بعد سكتة دماغية لرجل يشرب 8 علب يوميا
  • أزمة المنهج في الدراسات الإسلامية.. حين يتحوّل البحث إلى تقنيات بلا رؤية