هل كيد النساء أقوى من مَكر الشيطان.. أستاذ تفسير يوضح (فيديو)
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أوضح الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، مفاهيم مغلوطة شائعة حول القرآن الكريم، وتطرق إلى الأسئلة الشائكة حول كيد النساء والشيطان.
وأكد أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة إكسترا نيوز، أن القرآن الكريم، من أوله إلى آخره، هو كلام الله تعالى، مشيرًا إلى أنه يحتوي على حوارات بين الخالق والمخلوقين، وبين الله وإبليس، وكذلك على كلام أورده الله على ألسنة الآخرين، وأضاف أنه على الرغم من أن القرآن يحتوي على هذه الحوارات، فإنه لا يجب اعتبار كل ما ورد فيه حجة، خاصةً ما يتعلق بأقوال الآخرين.
وفيما يتعلق بمفهوم كيد النساء، أشار أبو عاصي إلى أن الثقافة الشعبية قد تأثرت بتفسيرات قديمة وحديثة تزعم أن كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان، وهو ما يتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم حيث يُعرف كيد النساء بأنه عظيم، بينما كيد الشيطان وُصف بأنه ضعيف.
وأكد أهمية فهم النصوص القرآنية في سياقها الصحيح وعدم استخدامها لتعزيز الصور النمطية السلبية في المجتمع، ودعا إلى ضرورة التمييز بين الآيات القرآنية والتفسيرات البشرية التي قد تحمل تأويلات مختلفة.
وتساءل، عن الطبيعة العامة أو الخاصة لمفهوم "كيد النساء"، مستفسرًا عما إذا كانت هذه الصفة فطرية أم اجتماعية، وتعمق في النقاش بالتساؤل عن العلاقة بين المرأة والشيطان، مشيرًا إلى أن القرآن يقدم وجهات نظر قد تُفسر على أنها تضع المرأة في مرتبة أعلى من الشيطان، وهو ما يثير تساؤلات حول الأساس الذي يجعل الفرع يغلب أصله.
وأشار إلى أن قصة يوسف تعكس قضية خاصة بمجتمع معين، وهو ما يؤكده الدكتور الباز بوصفه "المجتمع المخملي".
وأبرز النقاش كيف أن القصة تتناول مجموعة محددة من النساء اللواتي أُعجبن بيوسف إلى درجة أنهن قطعن أيديهن، مما يطرح السؤال: هل هذه القضية تمثل جميع النساء أم أنها مقتصرة على ظروف معينة؟.
ولفت إلى أنه لا يعتبر طبيعة كيد النساء كأمر فطري أو جبلي، مشيرًا إلى أن العديد من النساء يتفوقن على الرجال في الأخلاق والسماحة، واستشهد بأبيات المتنبي التي تقول: "فلو كانت النساء كمثل هذه لفضلت النساء على الرجال، فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال".
وفي معرض حديثه عن الآية القرآنية التي تقول "إن كيدكن عظيم"، أوضح أن هذه العبارة ليست من كلام الله وإنما هي قول رجل لامرأته في ظرف تاريخي معين، مما ينفي الاعتقاد الشائع بأن القرآن يعمم هذا الحكم على جميع النساء.
كما تطرق النقاش إلى مقارنة بين كيد النساء وكيد الشيطان، حيث أكد أبو عاصي أن الشيطان هو الأساس في الإغواء والإضلال، وأن الإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، هو مجرد فرع من هذا الأصل، مما يجعل كيد الشيطان أقوى وأعظم من كيد النساء.
ونوه إلى أن اللغة العربية والمعنى العام للآيات لا يدعمان الفكرة القائلة بأن كيد الشيطان ضعيف مقارنةً بكيد المرأة.
وأشار إلى أن الشيطان، الذي يمتلك القدرة على الإغواء، لا يحتاج إلى اللجوء إلى الكيد لأنه قوي، بينما المرأة قد تلجأ إلى الكيد كوسيلة نظرًا لضعفها النسبي.
وفي تعليقه على الآية "وأكيد كيدا"، بيّن الدكتور أبو عاصي أن كيد الله - إذا أخذنا اللفظ على ظاهره - يعني أن مكر الشيطان ومؤامراته لا يمكن أن تثبت أمام إرادة الله، مؤكدًا على عدم وجود مقارنة بين كيد الشيطان وكيد المرأة، مبينا أن كيد المرأة قد يُعتبر عظيمًا في مقابل كيد الإنسان، لكن لا يمكن مقارنته بكيد الشيطان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور محمد سالم أبو عاصي أستاذ التفسير جامعة الأزهر كيد النساء کید النساء أن القرآن أبو عاصی إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء يكشفون المشروب الأفضل لصحة عظام المرأة مع التقدم في السن
أجرى الباحثون دراسة طويلة الأمد شملت آلاف النساء المسنات للتحقيق في تأثير استهلاك الشاي والقهوة على صحة العظام، النتائج التي نشرت في مجلة "Nutrients" كشفت عن علاقة مثيرة تربط بين استهلاك هذين المشروبين وكثافة العظام ومخاطر الإصابة بالكسور.
وخلصت الدراسة إلى أن تناول الشاي يوميًا قد يرتبط بزيادة طفيفة في كثافة العظام لدى النساء اللواتي تجاوزن الخامسة والستين، بينما ارتبط الإفراط في شرب القهوة بارتفاع احتمالية ضعف العظام.
تبرز هذه النتائج أهميتها بالنظر إلى مرض هشاشة العظام، الذي يصيب حوالي ثلث النساء بعد سن الخمسين، متسببًا في ملايين الكسور السنوية على مستوى العالم.
في السابق، تراوحت الآراء العلمية بشأن تأثير القهوة والشاي بين متناقضة وغامضة. إلا أن هذه الدراسة الأوسع والأطول أفصحت عن العلاقة بينهما بوضوح، من خلال متابعة بيانات حوالي عشرة آلاف امرأة وقياس كثافة عظام منطقتي الورك والعنق الفخذي، حيث تكثر الكسور مع تقدم العمر.
أظهرت النتائج القياسات أن النساء اللواتي أحافظهن على عادة شرب الشاي يوميًا قد سجلن كثافة عظمية أعلى بالمقارنة مع من لا يشربن الشاي. ومع أن الفرق كان محدودًا، إلا أنه اكتسب دلالة إحصائية تُبرز أثره. ويُعتقد أن مركبات "الكاتيكين" الموجودة في أوراق الشاي تلعب دورًا في تعزيز بناء العظام ومقاومة تدهورها الطبيعي مع التقدم في العمر.
أما تأثير القهوة فجاء أكثر تعقيدًا. فالاستهلاك المعتدل (ما يعادل كوبين إلى ثلاثة يوميًا) لم يظهر ضررًا على العظام، لكن تخطي خمسة أكواب يوميًا أدى إلى ارتفاع ملحوظ في العلامات التي تشير إلى خطر ترقق العظام. والأدهى من ذلك، تبين أن تأثير القهوة السلبي يتفاقم بين النساء اللاتي يستهلكن الكحول أيضًا. على الجانب الآخر، يبدو أن للشاي فائدة إضافية لدى النساء اللاتي يعانين من السمنة.
عزا العلماء التأثير السلبي المحتمل للقهوة إلى مادة الكافيين، التي قد تعيق امتصاص الكالسيوم وتسهم في فقدان المعادن الأساسية للعظام. وعلى النقيض، تساعد مركبات الشاي على تقليل هذه التأثيرات. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه التأثيرات يمكن تخفيفها بسهولة عبر إجراءات بسيطة، مثل إضافة الحليب إلى القهوة أو الحرص على نظام غذائي غني بالكالسيوم.
الدراسة تحمل رسالتين مباشرتين إلى النساء الكبيرات في السن: الأولى تشجع على اعتبار الشاي اليومي ليس فقط كوسيلة للاسترخاء، لكنه عادة صحية وتعزيزية لصحة العظام. أما الرسالة الثانية فتوصي بالاعتدال في استهلاك القهوة وتجنب الإفراط، خاصًة عند اقترانها بتناول الكحول.
يشدد الباحثون على أن الهدف ليس الامتناع عن القهوة أو الإفراط في شرب الشاي، بل اتخاذ قرارات صحية واعية تستند إلى التوازن. ويذكرون أن عناصر مثل التغذية المتوازنة، والكالسيوم، وفيتامين "د" تبقى العمود الفقري لدعم صحة العظام، بينما يمكن للمشروبات اليومية أن تلعب دورًا تكميليًا وفوائد إضافية في هذا السياق الحياتي المعقد.