الوجهة المفقودة..بيع القضية بالإجماع!
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
إحياء الحقّ الفلسطيني هو الثمرة المباشرة لتضحيات عشرات الآلاف من أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في حرب الإبادة الصهيونية – الصليبية على غزة وأهلها في شتاء 2023 – 2024 م، ذلك بعد أن كان الحق الفلسطيني على وشْك التصفية النهائية عبر صفقات إقليمية ودولية، جاءت حرب الإبادة في لحظة غيّرت فيها الأمة الإسلامية وجهها بوجه غريب كما استبدلت وجهة مُريبةً بوجهتها التي ينبغي أن تكون عليها.
كذلك فعلت مثلها الأمة العربية فغيرت وجهها وانحرفت عن وجهتها، وكذلك الحال فيما يخص القيادة التاريخية للنضال الفلسطيني التي صارت جزءًا من شبكة التوافق الإقليمي والدولي، في مثل هذه اللحظة بدت وتبدو المقاومة الفلسطينية غريبة عن السياق العام، غريبة الوجه واليد واللسان، كما هي عبارة أبوالطيب المتنبي، صمدت المقاومة الفلسطينية بما يكفي لمخاطبة الضمير الإنساني حيثما وجد إنسان يسمع ويرى فصول الإبادة أينما كان موقعه في هذا العالم.
بيع القضية بالإجماعوقفت المقاومة – وحدها – تحت النار والدمار والخراب كأن الصهيونية – الصليبية تفرغ طاقات حقدها وكراهيتها المختزنة لما يقرب من ألف وخمسمئة عام، احتشدوا جميعًا ضد المقاومة، وتخلينا جميعًا عن المقاومة، وقفوا صفًا واحدًا، واختفينا اختفاءً كاملًا.
لم يختفِ فقط التمثيل السياسي للمسلمين الذي تلاشى مع سقوط الخلافة العثمانية في مثل هذا الشهر قبل مئة عام 1924م، لكن اختفت الأخوة الإسلامية التي دفعت أهالي جدة والحجاز ليعبروا البحر الأحمر ليقاتلوا إلى جانب المصريين في صعيد مصر، وهم يقاتلون قوات الجنرال ديزيه التي أرسلها نابليون بونابرت لإخضاع الصعيد للحكم الفرنسي الجديد 1799م، وهي الأخوة الإسلامية التي دفعت المصريين لعبور الصحراء ليقاتلوا مع أشقائهم الليبيين ضد العدوان الإيطالي، ثمانية عشر عامًا متصلة تحت قيادة المجاهد العظيم عمر المختار 1858 – 1931م.
كذلك اختفت الأخوة العربية التي حشدت العرب مع الجزائر في ثورتها على الفرنسيين 1954 – 1962م، وهي الأخوة العربية التي حشدت كافة موارد العرب مع مصر وسوريا في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973م.
كذلك اختفت الأخوة الفلسطينية لدى البعض من القيادات القديمة التي خذلت المقاومة، وألقت عليها الملامة عن الإبادة. كذلك سقطت حقوق الجوار الأقرب، وكأنه ليس على الجانب الآخر من الجدار أشقاء تجري إبادتهم وتجويعهم وتعطيشهم وإخراجهم من بيوتهم وهدمها فوق رؤوسهم.
سقطت كل هذه الحقوق مرة واحدة، تم التخلي عن الواجبات مرة واحدة، تم خذلان الشقيق المظلوم مرة واحدة، تم بيع القضية بالإجماع. الحق الفلسطيني باقٍ حي لن يموت، سوف يحيا بمقدار ما ارتوى من نهر التضحيات الشريفة، لكنه سوف يحيا على مرارة لا حدود لها، مرارة الخذلان من أقرب الأقربين، خذلان من توحدهم وشائج العقيدة، خذلان من تربطهم روابط العروبة، خذلان الفلسطيني لأخيه الفلسطيني، خذلان أقرب الجوار العربي، خذلان الجار اللصيق الجدار في الجدار.
هذه المرارة العميقة – وهي مبررة من الناحية الموضوعية – هي نتيجة منطقية لما أسفر عن الخذلان من دمار غير مسبوق في القرن الحادي والعشرين، هذه المرارة لن تمحَى من الأنفس والعقول والضمائر، ولن يزول أثرها في أجَلٍ قريب، هذه المرارة سوف تحرك تفاعلات الحق الفلسطيني حتى نهاية هذا القرن على الأقل، إذا كانت مرارات النكبة الأولى 1948م، ثم الثانية 1967م، قد عاشت حوالي ثلاثة أرباع قرن، هي عمر دولة إسرائيل، فإن مرارة النكبة الثالثة 2023 – 2024م، سوف تبقى، وسوف يلمس من يعيش أثرها الأرباع الثلاثة المقبلة من هذا القرن.
استكمال مسيرة التحررهذه المرارة هي وقود التاريخ القريب للحق الفلسطيني، مع فارق مهم: إذا كانت النكبتان الأولى 1948م، ثم الثانية 1967م قد ترتب عليهما أن أخذ الحق الفلسطيني يركب منحنى التدهور، فإن النكبة الأخيرة – بعظمة تضحياتها وقوة روحها وبما تركته من أثر في الضمير الإنساني – سوف تأخذ الحق الفلسطيني نحو أفق أرحب، يكفي أن وجود إسرائيل من جذوره بات مطروحًا للنقاش في عمق العقل الصهيوني – الصليبي.
لم تنجح الخمسة والسبعون عامًا من عمر الدولة الصهيونية أن تؤمن لها البقاء المطمئن في إقليم غريبة عنه، وفي سياق حضارة وافدة عليه، والعكس صحيح، فمهما تمارس الصهيونية من عنف صليبي لاستئصال روح المقاومة، فسوف تظل غير مطمئنة لبقائها ولا واثقة من أمنها، وسوف يبقى الخوف من الحق الفلسطيني يطاردها، المرارات قوة فاعلة في التاريخ، ولولا ما أنزلته الكاثوليكية الأوروبية من اضطهاد باليهود عبر القرون ما كانت هذه النفسية الصهيونية القلقة العنيفة المريضة المدمنة للدمار والخراب حدّ الهوس والجنون.
الصهيونية تعيد قذف هذه الشحنات المختزنة من المرارة في كل الضمائر الحية المؤيدة والمتعاطفة مع الحق الفلسطيني، وجدت هذه المرارة في نفسي، وفي ضمائر كثيرين ممن حولي من أناس تختلف مشاربهم في الحياة، لكنهم اتفقوا على الفزع من كل هذا العنف الصهيوني – الصليبي ضد شعب أعزل مستضعف تخلى عنه الأقربون ويذبحه – دون رادع من قانون أو ضمير – أعداؤه التاريخيون .
المرارة العميقة التي ترتبت على الإبادة والخذلان إذا نظرنا إليها من زاوية الحق العادل والمقاومة المشروعة، وحق الشعوب تحت الاحتلال في تقرير مصيرها وفرض إرادتها، فهي قيمة مضافة لوقود المعركة حتى نهاية القرن الحالي، ليس من باب الثأر، والانتقام، وإعادة إنتاج العدوان، لكن من باب استئناف البقاء، ثم استكمال مسيرة التحرر بكل وسيلة ممكنة، أو بتعبير القرآن المجيد الاستجابة لدواعي الحق ونداءات الحرية رغم ما أصاب المجاهدين الأبرار من قروح فاقت كل الحدود. الآيتان 172 – 173 من سورة آل عمران.
باختصار شديد: هذه المرارة العميقة هي حافز للضمير والهمة والعزيمة، وبهذا المعنى فهي حافز للتاريخ وليست عبئًا عليه، وهي تجديد للمقاومة، وليست نهايةً لها.
المرارات التي ترتّبت على اضطهاد اليهود في أوروبا خلقت – في نهاية المطاف – دولة صهيونية مشوهة الضمير مزعزعة الوجدان مهتزة الأركان سطحية الجذور، لا تتقن غير إعادة إنتاج الاضطهاد وترجمته إلى عنف وظلم وخراب ودمار بحق الشعب الفلسطيني الذي لم يكن يومًا مشاركًا ولا مسؤولًا عن اضطهاد اليهود في أوروبا.
المرارات التي نشعر بها – نحن مؤيدي الحق الفلسطيني – هي نتاج ظلم العدو والصديق معًا، والقصد من بلورتها – في هذه المقالة – هو السعي لترجمتها إلى بحث عن العدل والحق والحرية، إلى بحث عن سبل التواصل مع القوى الإنسانية الحرة في كل الثقافات والحضارات المعاصرة، ليس القصد أن نطوي صدورنا على ما فيها من مرارة، فهذا يدفع بنا – دون قصد – إلى العزلة أو التخندق داخل معتقدات ومقولات ومشاعر دفاعية، إنما القصد هو الانطلاق من هذه المرارة إلى رفع الظلم عبر إعادة اكتشاف قوانا، ثم عبر الانفتاح غير المحدود على قوى الرأي العام، وكذلك على القوى الرسمية بما فيها تلك القوى التي تصطف خلف الصهيونية.
خاتمة الحروبالقصد هو إعادة استئناف التاريخ – دون إبطاء – استئنافه من أرضية المقاومة العادلة، المقاومة وحدها، فهي الحقيقة الصلبة الوحيدة في الشرق الأوسط العربي – الإسلامي في هذه اللحظة، المقاومة هي القِبلة الوحيدة الصحيحة والثابتة والتي لم تبدل وجهها ولم تنحرف وجهتها، هي وجهنا الطبيعي المشرف الذي يحمل عصارة هُويتنا وحضارتنا ووجودنا، كما هي وجهتنا الصحيحة في التاريخ وصوب المستقبل، وبدونها ليس لنا مآل غير الفناء والزوال.
وحتى تصبح المرارة قوة عدل وإضاءة مستقبل يلزمنا التفكير في ثلاث قضايا محوريّة :
1 – كشفت حرب الإبادة عن إعادة اكتشاف حقيقة هي جوهر الصراع، إسرائيل هي الغرب الذي في الشرق، هي الغرب الجديد الذي انتقل عندنا في الشرق، هي جزء لا يتجزأ من الغرب، وهذا من الناحية العملية معناه: أن أي خطر يهدد أمن وبقاء ومستقبل إسرائيل هو خطر يهدد الغرب ذاته في صميم حضارته ووجوده، لهذا يضمن الغرب بقاء إسرائيل، كما يضمن ردع كل خصوم إسرائيل.
ولهذا لم يألُ جهدًا من لحظة ولادة إسرائيل في السعي لإحاطتها بمحيط صديق لها مسالم معها، يتبادل معها المنافع والمصالح، وقد نجح الغرب في ذلك، فبعد خمسين عامًا من آخر الحروب النظامية أكتوبر/تشرين الأول 1973م، هناك التزام عربي رسمي شامل بأنها خاتمة الحروب فلا حرب بعدها، ولهذا فهناك تفاهم ضمني صامت بين عواصم الغرب، وعواصم العرب، على أن السلاح الغربي الذي يتم بيعه للعرب غير مسموح باستخدامه في أي عداء ضد إسرائيل، كل السلاح العربي الرسمي غير موجه إلى إسرائيل.
وهذا مصدر نفع مزدوج للغرب: ربح توريد السلاح، وربح تأمين إسرائيل، وقد ترتب على ذلك واقع موضوعي ليس في العالم العربي فقط بل والإسلامي كله، وهو: الجيوش مؤسسات حكم وسياسة وبيزنس بالدرجة الأولى، قبل أن تكون مؤسسات حرب وقتال، هي جزء من آلة الحكم وضبط الشعوب والسيطرة عليها، وإذا لزمت دواعي الحرب، فلتكن، بشرط أن تكون بين عرب وعرب، أو بين ترك وكرد، أو بالوكالة بين فرس وعرب، أو حتى داخل الدولة الواحدة ومكونات الشعب الواحد، الخلاصة: السلاح من الغرب غير مسموح بتوجيهه ضد إسرائيل، هذه حقيقة كبرى يلزم التفكير فيها .
2 – كشفت حرب الإبادة أن قوة الرأي العام – في حد ذاتها – مقاومة، قوة الرأي العام العالمي قوة لا يستهان بها في محاصرة الضمائر الميتة لصناعة القرار في عواصم الغرب وتوابعهم في عواصم العرب.
حرب الإبادة 2023 – 2024م تختلف عن كل ما سبقها من محطات الصراع منذ المؤتمر الصهيوني الأول 28 أغسطس/آب 1897م، تكنولوجيا التواصل الاجتماعي كسرت احتكار الصهيونية والغرب للسردية الكبرى لفصول الصراع، الصراع الحالي خرجت سرديته عن السيطرة الصهيونية، قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي انفتحت ضمائرها على العطف النبيل على المعاناة الفلسطينية، هذه نقطة بداية مهمة تحتاج من قوى الحق الفلسطيني أن تخطط لاستدامة هذا العطف وتوسيعه وتوظيفه.
وهنا أحب أن أذكر بخبرة مهمة تعود إلى مئتي عام سابقة، سنوات حرب الانفصال اليوناني 1822 – 1827م عن السلطنة العثمانية التي احتلت وحكمت اليونان أربعة قرون كاملة.
كانت روسيا فقط هي من تحرض الثوار وتدعمهم بقصد طرد العثمانيين ليس من اليونان فقط، لكن من كل أوروبا ثم وراثة ممتلكاتهم، ثم الوصول إلى المتوسط ومضيقَي البوسفور والدردنيل، هذه المطامع الروسية من عهد بطرس الأكبر 1672 – 1725 م، ثم الإمبراطورة كاترينا 1729 – 1796م جعلت بريطانيا وفرنسا تقف على الحياد وتفضلان الحفاظ على بقاء الإمبراطورية العثمانية حتى لا تقع في مخالب الدب الروسي؛ فيختل توازن القوى في أوروبا، بينما كانت النمسا صراحة مع العثمانيين ضد الثوار، ومع كل حكومة ضد أي حركة تحرر، وذلك للحفاظ على الأمر الواقع في أوروبا .
لكنّ الانفصاليين اليونانيين كوّنوا جمعيات – قبل ثورة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي وتدفق المعلومات – ونشطت هذه الجمعيات في كل المجتمعات الأوروبية، حتى نجحت في إشعال الرأي العام، وحتى كسبت عطف المثقفين الكبار مثل الشاعر البريطاني الكبير لورد بايرون 1788 – 1824م الذي التحق بالثوار، وشارك في القتال ومات على الجبهات، ومثله تحمس وتعاطف فيكتور هوغو شاعر فرنسا وأديبها العظيم 1802 – 1885م، وكذلك الكاتب والمؤرخ والدبلوماسي الفرنسي الشهير الفيكونت دو شاتوبريان 1768 – 1848م.
كانت النتيجة حالة من الغليان في أوروبا، اندفعت الحكومات لتغيير مواقفها، بدأت فرنسا، ثم لحقت بريطانيا، ثم توحدت أساطيل الإمبراطوريات الثلاث ضد الأساطيل العثمانية – المصرية – التونسية في حرب بحرية فاصلة حسمت إلى الأبد انفصال اليونان وزوال الحكم العثماني، قوة الرأي العام مهمة بالذات في المعاقل التاريخية للديمقراطيات الغربية، حيث الحريات الفردية والعامة مكفولة للجميع .
استسلام وواقع مؤلم3 – كشفت حرب الإبادة حدود الواقع الجيوسياسي للإقليم كله، إقليم أسير، شعوب أسارى، شدت أميركا أسرنا وأحكمت الشد والأسر، حالة عامة من الاستسلام للهندسة الأميركية لهوامش الحركة في الإقليم.
المقاومة مجرد ضوء كاشف لهذا الواقع المؤلم، حتى عواصم الإسلام التاريخية، وعواصم العرب الكبرى كلها في حال امتثال للخطوط العريضة والسقوف المرسومة للهيمنة الأميركية، هذه قصة يلزم الإلمام بها: أميركا هذه القوة المسيحية البروتستانتية الرأسمالية العسكرية بدأت التجارة مع الإقليم عام 1784م، حيث كانت أطلال السّيادة العربية والإسلامية لا تزال لها الكلمة العليا في البحرين: المتوسط والأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وبرزخ السويس، بدأت تجارتها بصدام مسلح مع الهيمنة الجزائرية على غرب المتوسط 1815م، ثم تبادلت التمثيل الدبلوماسي مع السلطنة العثمانية 1831م، والتمثيل القنصلي مع مصر 1834م، ثم تحركت عاطفتها الصليبية فأغرقت المنطقة ببعثات التبشير البروتستانتي.
ثم مع الحرب العالمية الأولى ظهرت قوة خير مضادة لشرور الاستعمار، ثم مع الحرب العالمية الثانية صارت هي وريث أوروبا استعمارًا وصليبية معًا مضافًا إليها رفقة الصهيونية في شهادة ميلاد واحدة في المنطقة، تأسست إسرائيل 1948م، وتأسس الأسطول السادس الأميركي في البحر المتوسط 1950م. خمسة وسبعون عامًا والإقليم محكوم من داخله بالقوة الصهيونية ومعها القوة الأميركية في المتوسط، كلتاهما نقطة تمركز بمثابة الجهاز العصبي الحساس للإقليم بكامله .
المقاومة وهي تواجه حرب الإبادة كشفت ما على الوجوه من أقنعة، كما كشفت ما أدرك الوجهة من تيه وضلال.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الحق الفلسطینی هذه المرارة حرب الإبادة الرأی العام فی أوروبا خذلان من
إقرأ أيضاً:
غياب السلامة المرورية... الحقّ ليس فقط على الدولة!
لا يمر يوم من دون أن نسمع فيه بمآسي حوادث السير على كافة الطرقات في لبنان. لطالما كانت السلامة المرورية قضية حيوية ومحورية، إلا أنها تتأثر بالعديد من العوامل التي تعيق تأمينها سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي. ومنذ بداية العام 2025، سجّلت الحوادث المرورية ارتفاعاً كبيراً في الأرقام،
ووفق "الدولية للمعلومات" فقد ارتفع عدد الحوادث في مطلع العام الحالي بنسبة 13.6% بينما ارتفع عدد القتلى بنسبة 37.3% أما عدد الجرحى فأيضاً سجّل ارتفاعاً بنسبة 24.5% مقارنة مع العام 2024.
أسباب هذه الارتفاع تعود إلى عوامل لا تحصى ولا تعد، منها عدم الالتزام بتطبيق قانون السير، السرعة الزائدة، رداءة حال الطرق، غياب الرقابة، انعدام الإنارة وغيرها من الأسباب .ولا يمكن إلقاء اللوم فقط على الدولة فيها، على الرغم من أنها مسؤولة عن الحصة الأكبر من هذه المشكلة.
إلا أن غياب الثقافة والوعي من المواطنين إزاء السلامة المرورية يزيد الطين بلّة، وبالتالي، وعلى الرغم من أهمية التشدّد في تطبيق قانون السير وتحسين البنى التحتية بهدف الحد من الخسائر البشرية على الطرقات، يبقى أساسياً أيضاً التركيز على أهمية تعليم أسس وقواعد القيادة لضمان الإنضباط بين السائقين.
وهنا، تجدر الإشارة إلى أن منظمة "اليازا" طالبت وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بوضع خطة وطنية شاملة للسلامة المرورية للحدّ من الخسائر على الطرق.
وعند الحديث عن أهمية التعليم، لا بد من استغراب غياب تركيز المدارس على أهمية إدخال مبادئ السلامة المرورية إلى مناهج التعليم المدرسي، علماً أن هذه المبادئ لا بد من أن تدرّس منذ الصغر تماماً كمادة التربية الوطنية، التي بدورها تحتاج إلى الكثير من التطوير والإضافات كي تتناسب مع الواقع الحالي.
وبما أن المسؤولية الأساسية تقع على مدارس تعليم السوق، يبقى الأهم ضمان تعزيز الثقافة المرورية من خلال دمج برامج تربوية متخصصة في السلامة المرورية وعدم الاكتفاء بنماذج قانون السير والامتحانات النظرية.
كما يجب الإضاءة ونشر التوعية على المخاطر التي قد تواجه السائقين على الطرقات، وهذا يبدأ من عدم فهمهم لنظام السير، ويمرّ بمخاطر عديدة مثل السرعة الزائدة، القيادة تحت تأثير الكحول، التلهّي أثناء القيادة، وقف العمل بالمعاينة الميكانيكية السنوية للمركبات، عدم كفاية الغرامات لردع المخالفين وغيرها.
ولتحقيق تحسن ملموس في السلامة المرورية في لبنان، لا بد من تفعيل دور المجلس الوطني للسلامة المرورية وتأمين الدعم المالي والبشري اللازم له، فضلاً عن تعديل القوانين المتعلقة بالسير، بما في ذلك زيادة قيمة الغرامات وإعادة تفعيل المعاينة الميكانيكية الدورية للمركبات لضمان صلاحيتها الفنية.
كما أنه لا بد من تأهيل وتحسين البنية التحتية للطرق وصيانتها بشكل دوري، بما في ذلك إصلاح الحفر وتأمين الإنارة الكافية ووضع الإشارات والعلامات المرورية الواضحة، تشديد الرقابة وتطبيق القانون بصرامة على المخالفين، وتكثيف دوريات قوى الأمن الداخلي.
ختاماً، تتطلب مسألة تحسين السلامة المرورية تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من الدولة والمؤسسات الأمنية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى الوعي الفردي والالتزام بقوانين السير من قبل جميع مستخدمي الطرق، خاصة وأن المواطن هو المتضرر الأكبر لناحية الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن الحوادث. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة الأسمر قدّم مذكرة الى وزير الداخلية حول الامن والسلامة المرورية والميكانيك وهيئة ادارة السير Lebanon 24 الأسمر قدّم مذكرة الى وزير الداخلية حول الامن والسلامة المرورية والميكانيك وهيئة ادارة السير 15/05/2025 09:31:42 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24 الشرع: نظام الاسد ارتكب "فظاعات" بحق الشعب السوري وسط غياب للمجتمع الدولي Lebanon 24 الشرع: نظام الاسد ارتكب "فظاعات" بحق الشعب السوري وسط غياب للمجتمع الدولي
15/05/2025 09:31:42 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24 غياب "حزب الله" مستمر Lebanon 24 غياب "حزب الله" مستمر
15/05/2025 09:31:42 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24 غياب لافت لـ" المستقبل" Lebanon 24 غياب لافت لـ" المستقبل"
15/05/2025 09:31:42 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً
إشكال في ملهى ليلى في الكورة يؤدي إلى إصابة شخصين.. إليكم ما حصل
Lebanon 24 إشكال في ملهى ليلى في الكورة يؤدي إلى إصابة شخصين.. إليكم ما حصل
02:21 | 2025-05-15 15/05/2025 02:21:58 Lebanon 24 Lebanon 24 مالياً.. هذا ما تحتاجه البلديات
Lebanon 24 مالياً.. هذا ما تحتاجه البلديات
02:15 | 2025-05-15 15/05/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هل بدأ يتحقّق حلم الأمير الشاب؟
Lebanon 24 هل بدأ يتحقّق حلم الأمير الشاب؟
02:00 | 2025-05-15 15/05/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
Lebanon 24 جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
01:58 | 2025-05-15 15/05/2025 01:58:51 Lebanon 24 Lebanon 24 خسائر يومية بـ 250 ألف دولار.. قطاع لبناني يترقب قرارا سعوديا
Lebanon 24 خسائر يومية بـ 250 ألف دولار.. قطاع لبناني يترقب قرارا سعوديا
01:45 | 2025-05-15 15/05/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
خبرٌ يهمكم عن الكهرباء.. ترقبوا ما سيجري
Lebanon 24 خبرٌ يهمكم عن الكهرباء.. ترقبوا ما سيجري
16:27 | 2025-05-14 14/05/2025 04:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 من أصل فلسطيني.. العارضة الشهيرة بيلا حديد تتحدى مهرجان "كان" وتطل بإطلالة جريئة (فيديو)
Lebanon 24 من أصل فلسطيني.. العارضة الشهيرة بيلا حديد تتحدى مهرجان "كان" وتطل بإطلالة جريئة (فيديو)
02:46 | 2025-05-14 14/05/2025 02:46:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ركع أمامها وطلب يدها... حبيب ممثلة يفاجئها بالزواج في لحظة مؤثرة
Lebanon 24 ركع أمامها وطلب يدها... حبيب ممثلة يفاجئها بالزواج في لحظة مؤثرة
08:28 | 2025-05-14 14/05/2025 08:28:46 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت يُؤلم مرّة أخرى إعلاميّة "الجديد": مش عم صدق... دغري لحقتها؟ (صور)
Lebanon 24 الموت يُؤلم مرّة أخرى إعلاميّة "الجديد": مش عم صدق... دغري لحقتها؟ (صور)
05:24 | 2025-05-14 14/05/2025 05:24:10 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد زواجها... نارين بيوتي غاضبة من أشقائها: "حرقوا قلبي"
Lebanon 24 بعد زواجها... نارين بيوتي غاضبة من أشقائها: "حرقوا قلبي"
09:29 | 2025-05-14 14/05/2025 09:29:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
زينة كرم - Zeina Karam أيضاً في لبنان
02:21 | 2025-05-15 إشكال في ملهى ليلى في الكورة يؤدي إلى إصابة شخصين.. إليكم ما حصل 02:15 | 2025-05-15 مالياً.. هذا ما تحتاجه البلديات 02:00 | 2025-05-15 هل بدأ يتحقّق حلم الأمير الشاب؟ 01:58 | 2025-05-15 جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة 01:45 | 2025-05-15 خسائر يومية بـ 250 ألف دولار.. قطاع لبناني يترقب قرارا سعوديا 01:30 | 2025-05-15 انزعاج من "تحالف خارج المألوف" فيديو مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو)
Lebanon 24 مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو)
04:04 | 2025-05-13 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)
Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)
04:01 | 2025-05-12 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو)
Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو)
01:07 | 2025-05-10 15/05/2025 09:31:42 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24