طوفان من العائلات الصارخة تحمل أحباءها المضرجين بالدماء عبر أبواب المستشفى الذي غمرته المياه بالفعل. طفل صغير يحاول إنعاش قرينا له لا يبدو أكبر منه بكثير. وآخر يبلغ من العمر 12 عاماً مصاب بشظايا في رأسه وبطنه، ويتم توصيل الأنابيب الطبية له وهو ملقى على الأرض.

يظل يوم 21 من يناير/كانون الثاني في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب غزة -في أعقاب هجوم صاروخي على موقع لتوزيع المساعدات- راسخا في ذاكرة الدكتور زاهر سحلول، وهو أخصائي رعاية حرجة أميركي يتمتع بسنوات من الخبرة في علاج المرضى بمناطق الحرب، بما في ذلك مناطق الحرب في سوريا وأوكرانيا.

ونقل سحلول وأمثاله من المتطوعين الذين عادوا من المستشفيات المحاصرة في غزة رواياتهم المباشرة عن المذبحة -إلى واشنطن- هذا الأسبوع، على أمل أن ينقلوا إلى إدارة الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين أن هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لتوفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة.

وذكر تقرير بصحيفة نيويورك تايمز أن من بين الأدلة التي أخذها سحلول ليعرضها على المسؤولين -بما في ذلك أعضاء الكونغرس ومسؤولون من البيت الأبيض والخارجية والدفاع ووكالة التنمية الدولية- صورة صبي يبلغ من العمر 12 عاما وشهادة وفاته.

وقال الطبيب إن هذا الطفل لم يخرج من الجراحة حيا بعد توصيل الأنابيب الطبية، ولم يتمكن المستشفى من الوصول إلى أسرته وسط انقطاع شبه كامل للاتصالات.

تدمير متعمد للرعاية الصحية

وقال طبيبان آخران في الوفد هما أمبر عليان نائبة مدير برنامج أطباء بلا حدود، والجراح البريطاني نيك ماينارد، إن التقدم الطبي القوي الذي حققه الأطباء المحليون في غزة قد مُحي بسبب الحرب الإسرائيلية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال الدكتور ماينارد، الذي التقى في وقت سابق هذا العام وزير خارجية بلاده ديفيد كاميرون، إنه يأمل أنه إذا غيرت الولايات المتحدة لهجتها بشأن دعم ما تفعله القوات الإسرائيلية في غزة، فإن بريطانيا ستحذو حذوها.

وتحدث عن إجراء العمليات الجراحية لإصابات الصدر الناجمة عن الانفجارات باستخدام القليل من أدوية التخدير أو المضادات الحيوية بمستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة، في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني. وقال "كان الافتقار إلى مسكنات الألم مقلقا بشكل خاص لأننا رأينا الكثير من الأطفال يعانون من حروق فظيعة" واعتبر أن ما يحدث في غزة بمثابة "التدمير المتعمد لنظام الرعاية الصحية بأكمله".

وكان ضمن الوفد أيضا ثائر أحمد، وهو طبيب طوارئ أميركي فلسطيني عمل مع الدكتور سحلول نفس الفترة عندما طوقت القوات الإسرائيلية خان يونس وبدأت في إغلاق مستشفى ناصر.

وقال أحمد في مقابلة إنه كان لديه طفل صغير ورضيع يبلغ من العمر شهرين بالمنزل في شيكاغو عندما سافر إلى غزة. وقارن بين تجربة زوجته في القدرة على الولادة بمستشفى آمن ومزود بالموارد الجيدة مع طبيبة توليد تعرفها جيدا، وبين محنة الحوامل في غزة اللاتي يتضورن جوعا ويضعن مواليدهن بالملاجئ.

وذكر أنه مع ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى ما يقارب 32 ألفا في 5 أشهر، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فإن الأميركيين الفلسطينيين "يصرخون بملء حناجرهم، و(لكن) لا حياة لمن تنادي".

وأضاف أنه "من الواضح أن الأرقام لا تحدث فرقا. وأخشى أن يصل عدد الشهداء إلى 40 أو 50 ألفا، وسنكون على نفس الحال. ماذا سأفعل وقتها؟".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: هجرة الكفاءات حق وليست نزيفا ولا يمكن منع الشباب من الهجرة

أثير جدل في لقاء دراسي في مجلس المستشارين اليوم الثلاثاء بين وزير التعليم العالي، عز الدين الميداوي، ووزير الصحة السابق الحسين الوردي، حول هجرة الكفاءات بين من وصفه الظاهرة ب »النزيف » ومن اعتبر هجرة الكفاءات حقا للشباب لتطوير الذات والبحث عن آفاق جديدة.

جاء ذلك في لقاء دراسي  حول « هجرة الكفاءات الطبية المغربية.. التشخيص واستشراف الحلول »، نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، ومؤسسة أساتذة الطب بالقطاع الحر.

واعتبر وزير التعليم العالي عز الدين الميداوي، أن هجرة الأدمغة « لا تعتبر  نزيفا، إنما هي حق »،  وقال مستغربا  لدعاة منع الشباب من الهجرة للدراسة في الخارج « كيف نمنع شابا مغربيا من الهجرة للدراسة؟ » مضيفا   « يجب أن نضع حدا للأحكام المسبقة بوصف الظاهرة ب « نزيف ».

وتحدث الوزير عن فضائل الهجرة على المغرب وعائداتها التي تصل 117 مليار درهم سنويا.

لكن الوزير دعا بالمقابل إلى وضع سياسة عمومية لتأطير هجرة الكفاءات  وقال يمكن الاستفادة من الكفاءات المغربية في الخارج، وإغرائها بالعودة لخدمة بلدها، وقدم مثالا بما فعلته الحكومة الصينية في الثمانينيات حين أرسلت 100 ألف طالب إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في تخصصات مختلفة، وتتبعت مسارهم، وكيف أنها عملت على إغراء العقول منهم للعودة إلى الصين.

من جهة أخرى اعتبر الحسين الوردي وزير الصحة الأسبق أن ما يحدث في قطاع الصحة من هجرة الكفاءات يعكس نزيفا خطيرا، مشيرا إلى أن الهاجس الأساسي وراء رغبة الأطباء في الهجرة هو الرغبة في تحسين الدخل. وقال « إذا لم نضع سياسة لمواجهة الهجرة سيتفاقم الوضع ». وأشار الوردي إلى نقص كبير في الموارد البشرية في القطاع الصحي، وأن الهجرة من شأنها ان تدخل المنظومة الصحة في حالة من العجز، بحيث سيقع تأثير على نقص في عدد أساتذة كليات الطب، وضعف التكوين، وتراجع جاذبية القطاع.

وأشار الوردي إلى أن الدولة تصرف مليون درهم لتكوين طبيب واحد، فيما تشير الإحصائيات إلى وجود ما يناهز 15 ألف طبيب مغربي في الخارج، ما يعني ضياع 15 مليار درهم. كما أشار إلى أن ثلثي الطلبة الأطباء يفكرون في الهجرة، وهم يدرسون في كليات الطب. وتوقع الوردي أن يصل العجز في الأطر الطبية في المغرب إلى 120 ألف  ألف مهني صحة.

من جهته اعتبر محمد زيدوح  عضو فريق الوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، أن رفض هجرة الأطباء يعود إلى النقص الذي تعانيه الدولة في توفير الموارد البشرية الطبية، وقال « لسنا ضد الهجرة من أجل طلب العلم والتكوين، وتطوير الشخصية،  والعودة إلى خدمة الوطن، وأوضح أن الهجرة تتسبب في تحدي لمنظومة الصحة ولورش الحماية الاجتماعية.

كلمات دلالية الأطباء الكفاءات المغرب هجرة الأدمغة

مقالات مشابهة

  • "وزع الهدايا عليهم "محافظ أسيوط يزور مستشفيات الإيمان العام والشاملة لتهنئة المرضى بعيد الاضحى المبارك
  • اليمن يدُين استخدام واشنطن الـ”فيتو” ضد قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
  • واشنطن تبلغ دولة الاحتلال بأنها ستعارض مشروعا لوقف الحرب في غزة بمجلس الأمن
  • الدكتور خالد عبدالغفار يتفقد الحالة الصحية للحجاج المصريين في مستشفيات المدينة المنورة وعيادات بعثة الحج الطبية
  • البرلمان العربي يدعو لوقف فوري لحرب الإبادة في غزة
  • مجلس الأمن يصوّت اليوم على قرار لوقف دائم لإطلاق النار بغزة
  • مجلس الأمن يصوّت على مشروع قرار يدعو لوقف دائم وفوري لإطلاق النار في غزة
  • مجلس الأمن يصوت على مشروع يدعو لوقف فوري لحرب الإبادة في غزة
  • مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار لوقف دائم لإطلاق النار بغزة
  • وزير التعليم العالي: هجرة الكفاءات حق وليست نزيفا ولا يمكن منع الشباب من الهجرة