كوفيد-19" يمكن أن يلحق الضرر بالقلب دون أن يصيبه بالعدوى.. دراسة تكشف
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
كشفت دراسة أن فيروس SARS-CoV-2، المسبب لـ"كوفيد-19"، يمكن أن يلحق الضرر بالقلب حتى دون إصابة أنسجة القلب مباشرة.
ونظرت الدراسة على وجه التحديد في الأضرار التي لحقت بقلوب المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة المرتبطة بـ SARS-CoV-2، وهي حالة خطيرة في الرئة يمكن أن تكون قاتلة. لكن العلماء قالوا إن النتائج يمكن أن تكون ذات صلة بأعضاء خارج القلب وأيضا بفيروسات أخرى غير SARS-CoV-2.
وعرف العلماء منذ فترة طويلة أن "كوفيد-19" يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية و"كوفيد طويل الأمد"، وقد أظهرت أبحاث سابقة أن أكثر من 50% من الذين يصابون بـ"كوفيد-19" يعانون من بعض الالتهابات أو الأضرار التي لحقت بالقلب. وما لم يعرفه العلماء هو ما إذا كان الضرر يحدث بسبب إصابة الفيروس لأنسجة القلب نفسها، أو بسبب التهاب جهازي ناجم عن الاستجابة المناعية المعروفة للجسم تجاه الفيروس.
وركز العلماء خلال دراستهم على الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا البلعمية القلبية، والتي تؤدي عادة دورا حاسما في الحفاظ على صحة الأنسجة ولكنها يمكن أن تتحول إلى التهابات استجابة للإصابة مثل النوبة القلبية أو قصور القلب.
وقام الفريق بتحليل عينات من أنسجة القلب من 21 مريضا ماتوا بسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة المرتبطة بـ SARS-CoV-2 وقارنوها بعينات من 33 مريضا ماتوا لأسباب غير مرتبطة بـ"كوفيد-19". كما قاموا بإصابة الفئران بفيروس SARS-CoV-2 لمتابعة ما حدث للخلايا البلعمية بعد الإصابة.
وفي كل من البشر والفئران، وجدوا أن عدوى SARS-CoV-2 زادت من العدد الإجمالي للبلاعم القلبية وتسببت أيضا في تحولها عن روتينها الطبيعي وتصبح التهابية.
وقال ماتياس نهريندورف، أستاذ الأشعة في كلية الطب بجامعة هارفارد وكبير مؤلفي الدراسة، إنه عندما تتوقف الخلايا البلعمية عن القيام بوظائفها الطبيعية والتي تشمل الحفاظ على عملية التمثيل الغذائي للقلب وإزالة البكتيريا الضارة أو العوامل الأجنبية الأخرى، فإنها تضعف القلب وبقية الجسم.
ثم اختبر الفريق الفئران لمعرفة ما إذا كانت الاستجابة التي لاحظوها حدثت لأن SARS-CoV-2 كان يصيب القلب مباشرة، أو لأن عدوى SARS-CoV-2 في الرئتين كانت شديدة بما يكفي لجعل بلاعم القلب أكثر التهابا.
وقامت الدراسة بمحاكاة إشارات التهاب الرئة، ولكن دون وجود الفيروس الفعلي. ووجدت النتائج أنه حتى في حالة عدم وجود فيروس، أظهرت الفئران استجابات مناعية قوية بما يكفي لإنتاج نفس تحول بلاعم القلب الذي لاحظه العلماء في كل من المرضى الذين ماتوا بسبب "كوفيد-19" والفئران المصابة بعدوى SARS-CoV-2.
وأوضح نهريندورف: "ما تظهره هذه الدراسة هو أنه بعد الإصابة بفيروس كورونا، يمكن لجهاز المناعة أن يلحق ضررا عن بعد بالأعضاء الأخرى عن طريق التسبب في التهاب خطير في جميع أنحاء الجسم. هذا بالإضافة إلى الضرر الذي ألحقه الفيروس نفسه مباشرة بأنسجة الرئة. ويمكن أيضا تطبيق هذه النتائج بشكل عام، حيث تشير نتائجنا إلى أن أي عدوى حادة يمكن أن ترسل موجات صادمة عبر الجسم بأكمله".
ووجد الفريق أن حجب الاستجابة المناعية بجسم مضاد معادل في الفئران أدى إلى إيقاف تدفق البلاعم القلبية الالتهابية والحفاظ على وظيفة القلب.
وعلى الرغم من أنهم لم يختبروا ذلك على البشر بعد، إلا أن نهريندورف قال إن علاجا كهذا يمكن استخدامه كإجراء وقائي لمساعدة مرضى "كوفيد-19" الذين يعانون من حالات موجودة مسبقا، أو الأشخاص الذين من المحتمل أن يعانوا من نتائج أكثر خطورة من بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة المرتبطة بـ SARS-CoV-2.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بالقلب كوفيد 19 فيروس Sars CoV 2 دراسة الرئة الإصابة بالنوبات القلبية یمکن أن کوفید 19
إقرأ أيضاً:
النوم ليس واحدًا للجميع.. دراسة تكشف خمسة أنماط تؤثر على صحتك
كشف باحثون من جامعة كونكورديا الكندية أن البشر ينامون وفق خمسة أنماط مميزة، لكل منها تأثير مختلف على الصحة الجسدية والنفسية. اعلان
توصل فريق من الباحثين في جامعة كونكورديا الكندية بقيادة فاليريا كيبِتس إلى نتيجة لافتة مفادها أن الناس لا ينامون جميعًا بالطريقة نفسها، بل يمكن تصنيفهم ضمن خمسة أنماط مميزة من النوم، لكلٍّ منها أثر مختلف على الصحة الجسدية والنفسية.
الدراسة التي شملت 770 شخصًا في الولايات المتحدة، تراوحت أعمارهم بين 22 و36 عامًا، اعتمدت على اختبارات معرفية واستبيانات عن النوم وصور للدماغ، بهدف فهم العلاقة المعقدة بين عادات النوم والعوامل الذهنية والنفسية والجسدية بشكل أعمق من الدراسات السابقة التي كانت تركز عادة على جانب واحد فقط مثل مدة النوم أو جودته.
خمسة أنماط للنومالنتائج أظهرت خمسة أنماط رئيسية. أولها شمل أشخاصًا يعانون من نوم سيئ، أي صعوبة في الاستغراق في النوم واضطرابات متكررة خلال الليل، إلى جانب انخفاض الرضا العام عن نومهم. هؤلاء أيضًا كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والغضب والتوتر.
وصور الدماغ لدى هذا النوع أظهرت ضعف التواصل بين مناطق التفكير الداخلي ومناطق الانتباه إلى العالم الخارجي، ما قد يعني أنهم يميلون إلى الغرق في أفكارهم بدلًا من التركيز على ما يجري حولهم.
Related من الذاكرة إلى الصحة النفسية والمناعة.. كيف ينعكس انتظام النوم على جسدنا؟كيف تؤثر مشاكل النوم على صحتك على المدى الطويل؟دراسة تكشف: قلة النوم تسرّع شيخوخة الدماغ وتؤثر على وظائفه الإدراكيةأما النمط الثاني فكان مثيرًا للاهتمام، إذ ضم أشخاصًا يعانون من مشكلات في الصحة النفسية مثل ضعف التركيز، لكن نومهم كان جيدًا في المجمل. الباحثون وصفوا هذه الحالة بـ"مرونة النوم"، أي أن حالتهم النفسية لم تؤثر سلبًا على نومهم.
النمط الثالث ربط بين استخدام المهدئات أو الأعشاب المنوّمة وبين ضعف الذاكرة وصعوبة تمييز العواطف من تعابير الوجه أو نبرة الصوت. أدمغة هؤلاء أظهرت ضعفًا في مناطق مسؤولة عن الذاكرة والمشاعر والرؤية، وهو ما يفسر ربما هذا الارتباط.
النمط الرابع شمل أشخاصًا ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة، وهو ما انعكس على أدائهم في الاختبارات الذهنية، إذ سجّلوا ردودًا أبطأ وأخطاء أكثر في المهام التي تتطلب تركيزًا لغويًا أو اجتماعيًا. كما ظهرت لديهم نزعة أكبر للسلوك العدواني، وهي نتيجة شبيهة بما رصدته دراسات سابقة عن الحرمان من النوم.
أما النمط الخامس فكان لدى من يعانون من نوم متقطع واستيقاظات متكررة خلال الليل. هذا النوع من اضطراب النوم ترافق مع ضعف في الذاكرة العاملة وفهم اللغة، بالإضافة إلى مؤشرات على القلق وربما تعاطي مواد منبهة أو منومة.
النوم… أكثر من مجرد راحة ليليةتقول كيبِتس إن هذه النتائج تسلط الضوء على مدى ارتباط النوم العميق والمستقر بجوانب مختلفة من صحتنا. "النوم ليس مجرد راحة جسدية، بل هو عامل أساسي في توازننا النفسي والعقلي والاجتماعي"، توضح الباحثة.
لكنها تشير أيضًا إلى أن ليس كل الناس يندرجون بدقة تحت أحد هذه الأنماط، وأن الدراسة لم تثبت علاقة سببية مباشرة، بل روابط عامة. كما أن معظم المشاركين كانوا من خلفية عرقية واحدة، ما يعني أن هناك أنماط نوم أخرى قد تظهر بدراسة مجموعات أكثر تنوعًا.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة