بوابة الوفد:
2025-10-12@17:19:01 GMT

دراسة موسعة تحذر: "بدائل السكر" لا تحمي الكبد

تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT

في مفاجأة علمية قد تُغيّر النظرة السائدة حول ما يسمى في الأسواق بـ"المشروبات الصحية"، كشفت دراسة صينية حديثة أن استبدال المشروبات السكرية بالمشروبات قليلة السكر أو المحلّاة صناعيًا لا يوفّر حماية حقيقية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، بل قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة به.

 

وأُعلن عن نتائج الدراسة يوم الأربعاء خلال المؤتمر السنوي لـ"الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي" المنعقد في العاصمة الألمانية برلين، حيث عرض فريق من الباحثين من مستشفى جامعة سوتشو الصينية تحليلًا ضخمًا استند إلى بيانات أكثر من 123 ألف متطوع بريطاني جرت متابعتهم على مدى عشر سنوات.

"بدائل السكر" تحت المجهر

وقال الباحث الرئيس في الدراسة، ليهي ليو، إن المشروبات الغازية التقليدية الغنية بالسكر لطالما كانت موضع اتهام في ما يتعلق بزيادة خطر السمنة وأمراض الكبد، مضيفا: "لكننا اكتشفنا أن البدائل منخفضة أو خالية السكر ليست بريئة كما كان يُعتقد".

 

وأردف ليهي: "لقد كانت المشروبات قليلة السكر تُروّج على أنها خيار صحي لمن يريد تقليل استهلاك السكر، إلا أن نتائجنا تُظهر أنها قد ترتبط أيضًا بزيادة خطر تراكم الدهون في الكبد حتى عند تناولها باعتدال". متابعا أن "المشكلة لا تقتصر على السعرات الحرارية، بل على الطريقة التي تتفاعل بها المحليات الصناعية مع عملية الأيض والميكروبيوم المعوي، ما قد يؤثر على وظائف الكبد على المدى الطويل".

قاعدة بيانات ضخمة

واعتمد الباحثون على قاعدة بيانات Biobank UK، وهي واحدة من أكبر قواعد البيانات الصحية في العالم، وضمّت الدراسة 123,788 مشاركًا لم يكن أيٌّ منهم يعاني من أمراض كبدية في بدايتها.

 

وتم تتبع المشاركين لمدة 10.3 سنوات، وخلال هذه الفترة ملأ المتطوعون استبيانات دورية حول عاداتهم الغذائية واستهلاكهم للمشروبات بأنواعها المختلفة: السكرية، منخفضة السكر، أو الخالية منه.

 

وأظهرت النتائج أن 1,178 شخصًا من العينة أُصيبوا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي خلال فترة المتابعة، فيما توفي 108 منهم بسبب مضاعفات مرتبطة بالكبد.

 

وبحسب التحليل الإحصائي، فإن استهلاك أكثر من 330 غرامًا يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا عبوة مشروب غازي واحدة كبيرة، من أي نوع من هذه المشروبات كان مرتبطًا بارتفاع واضح في خطر الإصابة بالكبد الدهني، سواء كانت المشروبات تحتوي على السكر، أو تُسوَّق على أنها "دايت" أو "خالية من السكر".

ماذا يحدث في الكبد؟

يُعرف مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) بأنه اضطراب تتراكم فيه الدهون داخل خلايا الكبد نتيجة خلل في التمثيل الغذائي وليس بسبب تناول الكحول، وهو مرض يصيب أكثر من 30% من سكان العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

ومع تراكم الدهون، قد يتطور المرض إلى التهاب الكبد الدهني، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى تليّف الكبد أو فشله الكامل في الحالات المتقدمة.

 

ورغم أن العلاقة بين المحليات الصناعية والكبد الدهني لم تُفهم تمامًا بعد، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن تغييرات الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء) واضطراب توازن الأنسولين قد يلعبان دورًا في ذلك.

 

وتقول د. فانغ وي، اختصاصية التغذية الإكلينيكية في جامعة بكين (لم تشارك في الدراسة)، لرويترز: "عندما يتناول الناس مشروبات دايت، يظنون أنهم يتجنّبون السكر، لكن بعض المحليات الصناعية تُحفّز الدماغ والبنكرياس بطريقة مشابهة للسكر الطبيعي، مما قد يؤدي إلى خلل في الاستجابة الهرمونية وزيادة تخزين الدهون في الكبد".

نتائج رصدية مقلقة

أكّد الباحثون أن دراستهم رصدية ولا تُثبت أن هذه المشروبات تسبّب المرض بشكل مباشر، لكنها تكشف ارتباطًا قوياً يستحق الدراسة بعمق.

 

وقال الفريق إن هناك حاجة إلى تجارب سريرية طويلة المدى لتحديد العلاقة السببية بدقة، خصوصًا أن بعض الأشخاص الذين يتناولون المشروبات قليلة السكر قد يعانون أصلًا من مشكلات في الأيض، ما قد يؤثر على النتائج.

 

مع ذلك، حذر الباحثون من الاعتماد على مشروبات "الدايت" كبديل آمن، مؤكدين أن الخيار الأفضل لصحة الكبد يبقى الماء، يليه المشروبات الطبيعية مثل الشاي غير المحلّى أو العصائر الطازجة غير المضافة إليها سكريات.

 

أثر عالمي متنامٍ

وتأتي الدراسة في وقت تتزايد فيه معدلات أمراض الكبد المرتبطة بنمط الحياة، نتيجة النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون والمشروبات الغازية.

 

ويقدّر خبراء الصحة أن أمراض الكبد الدهني قد تصبح خلال العقد المقبل السبب الأول لزراعة الكبد في العالم، متجاوزة أمراض الكبد الفيروسية.

 

وخلصت الدراسة إلى توصية بسيطة تقول: "لا يمكننا علاج مشكلة السكر بالسكر الصناعي"، فالاعتدال في تناول المشروبات المحلّاة، حتى تلك التي تُسوَّق على أنها "صديقة الحمية"، هو السبيل الوحيد لتجنّب خطر الكبد الدهني وأمراض الأيض المتصلة به.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكبد المشروبات الصحية الاسواق السكرية السكر المشروبات مرض الكبد الدهني غير الكحولي الجمعية الاوروبية الکبد الدهنی أمراض الکبد

إقرأ أيضاً:

دراسة: بكتيريا في لقاح النحل تنتج مضادات حيوية تحمي الخلايا والمحاصيل

كشفت دراسة حديثة أن لقاح نحل العسل يحتوي على بكتيريا مفيدة تنتج مضادات حيوية طبيعية، تساعد في حماية النحل من الأمراض ودعم صحة المحاصيل الزراعية. اعلان

كشفت دراسة حديثة أن لقاح نحل العسل يحتوي على بكتيريا مفيدة تنتج مضادات حيوية طبيعية، تساعد في حماية النحل من الأمراض الضارة.

وتعمل خلايا النحل، المعبأة باللقاح والشمع والعسل، مثل خزنة محصنة، لكنها معرضة لهجمات أكثر من 30 نوعًا من الطفيليات تشمل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والحشرات. ومن أجل حماية خلاياهم، يبحث مربو النحل دائمًا عن حلول طبيعية وناجعة.

وأشار باحثون أمريكيون إلى أن الحل قد يكون موجودًا بالفعل في مخزون اللقاح ذاته. فقد تطورت بعض البكتيريا والفطريات المفيدة، المعروفة باسم Endophytes، داخل النباتات لحماية مضيفيها، ووجود نحل صحي يساعد هذه الكائنات الدقيقة على الانتشار، ما يجعلها تنتج مركبات مضادة للميكروبات.

Related كيف يسهّل الكحول مهمة البكتيريا في تدمير الكبد وتهديد الصحة؟جيل جديد من الأدوية؟ علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتطوير عقاقير تُقاوم البكتيريا المستعصيةالأمراض الناتجة عن البكتيريا ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم

وأكد د. دانيال ماي، من كلية واشنطن في ماريلاند، أن نفس البكتيريا المفيدة وُجدت في لقاح الخلايا والنباتات المحيطة، وأنتجت مركبات مضادة للميكروبات تقتل مسببات الأمراض للنحل والنباتات.

وركز الباحثون على فصيلة Actinobacteria، المصدر الرئيسي لثلثي المضادات الحيوية المستخدمة في الطب اليوم. وجمع الباحثون عينات لقاح من 10 أنواع نباتية، بالإضافة إلى لقاح خلايا النحل، وعزلوا 16 سلالة من النباتات و18 سلالة من خلايا النحل.

وأظهرت النتائج أن الغالبية (72%) تنتمي لجنس Streptomyces، المستخدم في إنتاج مضادات حيوية وأدوية مضادة للسرطان والطفيليات.

كما أظهرت التجارب أن هذه البكتيريا تقاوم العفن Aspergillus niger، المسؤول عن مرض "Stonebrood" لدى النحل، وضد عدة مسببات أمراض بكتيرية للنحل، إضافة إلى ثلاثة أمراض تصيب المحاصيل الزراعية.

وأوضح ماي: "عزلنا نفس بكتيريا Streptomyces من الأزهار والنحل المغطى باللقاح والخلية نفسها.. نستنتج أن هذه البكتيريا على حبوب اللقاح يلتقطها النحل وتُعاد إلى مخازن اللقاح لتساعد في الدفاع عن الخلية ضد الأمراض".

وأظهرت تحاليل الجينوم أن هذه البكتيريا Endophytes حقيقية، قادرة على استعمار أنسجة النباتات وإنتاج إنزيمات لتحفيز نمو النبات أو استخلاص المعادن حول الجذور.

وتشير الدراسة إلى أن إدخال هذه البكتيريا مباشرة إلى خلايا النحل قد يصبح مستقبلًا وسيلة طبيعية لعلاج أمراض النحل، كما أن تنوع النباتات في البيئة يدعم صحة النحل من خلال توفير مجموعة واسعة من البكتيريا المفيدة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر من استخدام مضادات الاكتئاب مع أحد المسكنات
  • من مطبخك.. خضروات طبيعية تساعد في علاج الكبد الدهني سريعا
  • تحذيرات طبية من بدائل أوزمبيك الفموية "غير المعتمدة"
  • دراسة: بكتيريا في لقاح النحل تنتج مضادات حيوية تحمي الخلايا والمحاصيل
  • زمن الأزمات والحروب.. كيف تحمي نفسك من الأمراض النفسية؟
  • "جمعية خبراء الضرائب" تحذر من فرض ضريبة على المشروبات الغازية
  • المشروبات قليلة السكر لا تحمي من الكبد الدهني
  • دراسة: المشروبات القليلة السكر والمُحليات الصناعية تزيد خطر الكبد الدهني
  • دراسة: بدائل السكر ليست آمنة على الكبد