الميناء الأميركي بغزة وموقف مصر الغائب
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن عزم بلاده إنشاء ميناء بحري مؤقت قبالة ساحل غزة، أثيرت العديد من التساؤلات حول المسار البحري للإغاثة سواء "الممر البحري" من قبرص إلى غزة أو الميناء الأميركي المؤقت.
ومن جملة هذه التساؤلات: ما حقيقة الموقف المصري من فكرة الميناء الأميركي؟ وما خيارات القاهرة للتعامل مع الحقائق الجديدة؟
في السابع من مارس/آذار الحالي، أعلن الرئيس الأميركي أنه كلف جيشه بإنشاء ميناء مؤقت في سواحل غزة لإدخال المساعدات.
وفي تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلن عن تفاصيل الميناء الذي سيبلغ طوله 500 متر ويستغرق بناؤه حوالي الشهرين، وأن أولى السفن اللوجستية التابعة للبحرية قد انطلقت باتجاه سواحل غزة للبدء بتنفيذ المشروع.
ترحيب إسرائيلي
أثار الترحيب الإسرائيلي بإنشاء الميناء المؤقت وتفعيل الممر البحري، وزعْم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه صاحب فكرة الميناء، الشكوك والدوافع منهما في الوقت الذي تغلق فيه إسرائيل معابرها مع القطاع وتعرقل دخول المساعدات عبر معبر رفح.
كما عززت هذه الشكوك تصريحات نتنياهو بأن "الميناء يمكن أن يسهل إخراج الفلسطينيين من غزة" مضيفا أنه "لا يوجد أي عائق أمام مغادرة الفلسطينيين لقطاع غزة، باستثناء عدم رغبة الدول الأخرى في قبولهم".
وكان نتنياهو قد صرح بذلك وفقاُ لقناة كان الإسرائيلية، خلال اجتماع خاص للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست.
التداعيات على مصر
من المتوقع أن يكون للميناء الأميركي تأثير على أهمية معبر رفح البري الذي يربط الجانب الفلسطيني بالجانب المصري، حيث يشكل المعبر البري مدخلا تاريخيا للسياسة الخارجية المصرية على صعيد القضية الفلسطينية وعلى مستوى علاقات مصر الدولية.
وقد سبق أن وظفت القاهرة سيطرتها على معبر رفح في ممارسة ضغوطها على العديد من الأطراف، سواء فلسطينيا أو باتجاه الاحتلال الإسرائيلي.
ويبرز في هذا السياق أن مصر غابت تماما عن الترتيبات التي تقودها الولايات المتحدة لإنشاء الميناء العائم، وتفعيل الممر البحري من قبرص حتى قطاع غزة.
فقد أصدرت الخارجية الأميركية بيانا صحفيا حول الاجتماعات التي استضافتها قبرص حول تفعيل الممر البحري، وشارك فيها كل من الولايات المتحدة وقبرص والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والإمارات وقطر، بينما غابت مصر.
وأشار البيان إلى أن الوزراء التزموا بمواصلة مشاركتهم "وإرسال كبار المسؤولين إلى قبرص في 18 مارس/آذار لتلقي إيجازات حول مواصلة تفعيل الممر، بما في ذلك جهود التخطيط العسكري الأميركي لإنشاء رصيف مؤقت قادر على استقبال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية".
وعادة ما كانت القاهرة تتمسك بأهمية وأولوية معبر رفح البري على المقترحات المقدمة في مراحل سابقة لإنشاء ميناء بحري أو مطار في قطاع غزة، حرصاً منها على المحافظة على ورقة التأثير الرئيسية لها.
وفي الوقت ذاته، شكل معبر رفح البري منفذا تجاريا حيث يشكل قطاع غزة سوقا حيويا. وفي ظل حاجة القطاع لإدخال المساعدات ومشاريع إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، ستفقد مصر مصدراً اقتصادياً من المتوقع أن يدر عشرات المليارات عبر معبر رفح.
وتهدف الدول المشاركة في المشروع العائم أن تدار عملية إدخال المساعدات وإعادة الإعمار عبر الميناء الجديد وليس عبر المعابر البرية.
وفي ذات السياق، في حال نفذ الاحتلال الإسرائيلي تهديداته بالقيام بعملية برية في مدينة رفح وربما الوجود في محور فيلادلفيا، فإن ذلك سيشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري. الأمر الذي يخرج مصر تدريجيا من دائرة التأثير في أهم صراع بالمنطقة ويحد من دورها الإقليمي وأهميتها الدولية.
موقف غائب وغامض
ومع ذلك، ومنذ الإعلان عن المشروع الأميركي لإنشاء الميناء العائم في ساحل قطاع غزة، لم يصدر من القاهرة أي تعليق مباشر لا سلبا ولا إيجابا.
وبدلاً من التعليق المباشر، صدر نوع آخر من التصريحات المصرية التي ترافقت مع الإعلان المشروع الأميركي، ركز على ضرورة إدخال المساعدات عبر معبر رفح البري، محملا الاحتلال المسؤولية عن تعطيل المسار البري وتكدس المساعدات على الجانب المصري.
ومن ذلك تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي قال فيها إن "معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة ونحرص على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة". كما حمّل في وقت لاحق الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن عرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
ويثير الغموض في الموقف المصري التساؤلات حول حقيقة نوايا القاهرة من إنشاء الميناء العائم. ورغم ذلك، ينتقد عدد من الخبراء والمحللين المصريين مشروع الميناء الأميركي.
ووصف اللواء محمد عبد الواحد -في تصريحات صحفية- الميناء الأميركي بأنه مشروع غامض وأن ظاهره المساعدات وباطنه عدائي. وتتجه هذه الانتقادات نحو الأطراف المشاركة بالميناء بينما تتجنب التعليق على الموقف الرسمي المصري.
ونظراً لتجارب الحروب السابقة على قطاع غزة، ظهر الموقف المصري من العدوان الحالي على غزة دون المستوى المتوقع. فعرقلة دخول المساعدات عبر معبر رفح وربطها بالموافقة الإسرائيلية والاكتفاء بتصريحات التنديد والاستنكار، دون ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي، شكلت مادة لإثارة الشكوك من الموقف المصري من العدوان على غزة.
حزم المساعدات
ويربط المراقبون بين عدد من حزم المساعدات والقروض والمشاريع التي حصلت عليها مصر الآونة الأخيرة، وموقفها من الحرب على غزة وتداعياتها.
ففي تقرير سابق للجزيرة نت، أشار التقرير أن مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي باتت على صلة وثيقة بتطورات الحرب على غزة. حيث قالت مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا -في تصريحات سابقة أثناء مباحثات القرض الأخير- إن الصندوق "يدرس بجدية" زيادة محتملة لبرنامج القروض لمصر البالغ 3 مليارات دولار نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن حرب إسرائيل على غزة.
وفي نفس التقرير، أشارت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك -بشكل صريح- إلى أن ثمة حاجة لتقديم "دعم شامل" لمساعدة القاهرة على التعامل مع الضغوط التي تفرضها قضية اللجوء من غزة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع.
من جهته، يعمل الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعدات بقيمة 7.4 مليارات يورو (8 مليارات دولار) لتقديمها إلى مصر دعما لاقتصادها، وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب على غزة والصراع بالسودان إلى تفاقم المشاكل المالية في هذه الدولة الواقعة شمال أفريقيا، وزيادة ضغوط الهجرة على أوروبا، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
كما وافق صندوق النقد -مطلع هذا الشهر- على قرض لمصر بـ 8 مليارات دولار، بزيادة 5 مليارات عما كان يجري الحديث عنه في السابق وهو 3 مليارات.
من جانت آخر، وقعت مصر والإمارات في 23 فبراير/شباط عقد تطوير وتنمية مدينة "رأس الحكمة" الجديدة باستثمارات تقدر بنحو 150 مليار دولار، تتضمن 35 مليارا استثمارا أجنبيا مباشرا للحكومة المصرية خلال شهرين، منها 11 مليارا إسقاط ديون، وينص العقد على أن تحصل القاهرة على 35% من إجمالي أرباح المشروع.
ويرى مراقبون أن مصر -ونظراً لأوضعها الاقتصادية الصعبة وحساسية علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول العربية المشاركة بالمشروع الأميركي- قد تتجنب التصريح عن موقفها المتحفظ للميناء الأميركي بغزة انسجاما مع موقفها من الحرب على غزة والذي يلقى انتقادات واسعة.
ويثير ذلك مخاوف عن قدرة مصر الصمود في رفضها لمشاريع التهجير التي تطرحها إسرائيل. وفي سياق الحديث عن اقتحام مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان والنازحين، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال جلسة نقاشية بمؤتمر ميونخ للأمن، الشهر الماضي، أن "عمليات التهجير تشكل تهديدا للأمن القومي المصري وضغطا على العلاقات مع مصر".
ولكنه أشار إلى سياسة الأمر الواقع، قائلا "ليس لدينا أي نية لتقديم مناطق آمنة للنازحين، ولكن إذا فرض علينا الأمر الواقع سنتعامل مع الوضع وسنقدم الدعم الإنساني، ولكن هذا ليس مبررا لفرض الأمر الواقع".
خيارات القاهرة
في الوقت ذاته، تملك القاهرة العديد من الخيارات يمكن اتخاذها للتعامل مع التحدي الجديد التي ترغب الولايات المتحدة -وبموافقة الاحتلال الإسرائيلي- فرضه في بحر قطاع غزة.
ومن هذه الخيارات، العمل على تفعيل معبر رفح والسماح بكميات أكبر من المساعدات للدخول من الجانب المصري، مما سيشكل رسالة مصرية واضحة حيال الموقف من الميناء الأميركي المؤقت.
كما أن استبدال معبر عربي (مصري فلسطيني) بمنفذ بحري تسيطر عليه واشنطن ويحميه الاحتلال -وفقا لتصريحات البنتاغون- يشكل مساساً بالسيادة والمصالح المصرية والفلسطينية، ورغم ذلك لم يظهر أي تحولات في سلوك القاهرة على معبر رفح منذ الإعلان عن المشروع الأميركي، سواء على مستوى إدخال المساعدات أو زيادة أعداد المرضى والجرحى الفلسطينيين الراغبين للعلاج خارج قطاع غزة.
كما يمكن لمصر أن تشكل ضغطاً مشتركاً مع العديد من الأطراف العربية والإقليمية الرافضة لمشروع الميناء البحري الأميركي، وذلك عبر تشجيع هذه الدول على إرسال المساعدات عبر معبر رفح البري وعدم التعامل مع الممر المائي والميناء البحري المؤقت.
وهو ما يستدعي تنسيقا مصرياً تركياً على وجه الخصوص، حيث تثير أوساط تركية شبه رسمية المخاوف من دوافع الوجود الأميركي الجديد في شرق المتوسط، خاصة مع استثناء أنقرة من اجتماعات تنسيق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر البحر.
كما يشكل الموقف الفلسطيني المتمسك بمعبر رفح (المصري الفلسطيني) أداة ضغط للقاهرة في تعزيز موقفها في رفض الميناء البحري.
ويأتي هذا الموقف رغم العقبات التي يواجهها الفلسطينيون على معبر رفح، وهو ما يؤكد ضرورة أن توظف القاهرة علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية الرئيسية لضرورة المحافظة على معبر رفح ممرا بريا مصريا فلسطينيا فاعلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات المساعدات عبر معبر رفح الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة المشروع الأمیرکی المیناء الأمیرکی إدخال المساعدات معبر رفح البری الموقف المصری الحرب على غزة الممر البحری على معبر رفح العدید من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الرئيس المصري يضع شروطًا للقاء نتنياهو وترامب!
كشفت تقارير إسرائيلية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وضع قائمة شروط مسبقة لعقد قمة محتملة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة قد تُعيد رسم خريطة المصالح في شرق المتوسط.
ووفقًا لمراسل صحيفة يديعوت أحرونوت إيتامار إيخنر، فإن القاهرة تربط مشاركتها في القمة بتوقيع اتفاق ضخم لتوريد الغاز الطبيعي بقيمة 35 مليار دولار من حقل “لوثيان” الإسرائيلي، إضافة إلى مطالب بسحب إسرائيل قواتها من منطقة “فيلادلفيا” والشريط الحدودي مع غزة ومن “محور نتساريم” داخل القطاع.
ويرى المسؤولون المصريون أن الصفقة ضرورية لتأمين احتياجات الكهرباء في البلاد، حيث من المتوقع أن تغطي نحو 20% من الاستهلاك الوطني، فيما تخشى إسرائيل من أن يؤدي الاتفاق إلى تقييد قدرتها على تصدير الغاز للأسواق الأخرى وخلق اعتماد متبادل قد يضعف موقفها التفاوضي مستقبلاً.
وشدد التقرير على أن العقبة الكبرى تكمن في موقف وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي ربط موافقته على الصفقة بضمان أسعار جذابة لشركة الكهرباء الإسرائيلية لتجنب أي زيادات في فواتير المواطنين، مؤكدًا أن أي اتفاق مع القاهرة يجب أن يحقق مكاسب مباشرة لإسرائيل.
ويأتي هذا التوتر في ظل امتناع الرئيس المصري عن استقبال نتنياهو منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، ما يجعل أي لقاء محتمل يحمل أهمية رمزية وسياسية كبيرة لتعزيز الشرعية الإسرائيلية أمام العالم العربي، بينما يسعى نتنياهو لتسجيل إنجاز دبلوماسي أمام جمهوره المحلي وتعزيز موقفه السياسي.
ورغم ذلك، يرى مسؤولون سياسيون أن هناك فرصًا جيدة للتوصل إلى تسوية تسمح بعقد القمة في منتجع “مار-أ-لاجو” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع تقارب مصالح الأطراف الثلاثة، حيث تسعى واشنطن لتعزيز الاستقرار الإقليمي وضمان أرباح شركة “شيفرون”، فيما تطمح إسرائيل لجني عشرات المليارات عبر الضرائب والإتاوات، وتحتاج مصر إلى كميات الغاز الكبيرة لتأمين استهلاك الكهرباء.
وكان كشف مصدر دبلوماسي أمريكي رفيع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لزيارة القاهرة لتوقيع اتفاقية تزويد مصر بالغاز الطبيعي، في خطوة هي الأولى منذ 15 عاما وذكر المصدر أن مسؤولين إسرائيليين تعاونوا خلال الأيام الماضية مع دبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى للاستعداد للزيارة المرتقبة ولفت إلى أن نتنياهو سيجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ويسعى لإضفاء طابع تاريخي على اللقاء.
وأشار المصدر إلى أن نتنياهو ينتظر من هذه الزيارة تحقيق إنجاز دبلوماسي وإعلامي بارز قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في محاولة لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية المثيرة للجدل وذكرت مصادر أخرى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى علمه بالزيارة مؤكدا أن ليس لديهم علم بهذه المسألة.
وجاءت التحركات بعد إعلان شركة “نيو ميد إنرجي” عن تعديل جوهري على اتفاق تصدير الغاز إلى مصر يزيد الكميات بنحو 130 مليار متر مكعب ليصل إجمالي العائدات المتوقعة إلى 35 مليار دولار حتى عام 2040 ويمثل حقل “ليفياثان”، الذي تملك شركة “شيفرون” الأمريكية فيه حصة تشغيلية تقارب 40%، المصدر الرئيسي للغاز الإسرائيلي المصدَّر إلى مصر.
وكشفت تقارير أن الولايات المتحدة تسعى لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيسي ونتنياهو خلال زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى فلوريدا هذا الشهر وقيّد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يحيئيل لايتر جهود تنظيم هذه القمة واعتُبر حلقة الوصل الأساسية بين نتنياهو والإدارة الأمريكية والدول العربية، بما في ذلك سوريا ولبنان.
ووضعت القاهرة شروطًا سياسية قبل الموافقة على عقد أي قمة مع نتنياهو، تشمل إسقاط أي طرح يتعلق بتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، خصوصًا من محور فيلادلفيا، وإعادة تفعيل المسار السياسي القائم على حل الدولتين وضمانات أمنية واقتصادية مرتبطة بصفقة الغاز وسبق أن تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح واحتلال الشريط الحدودي فيلادلفيا، ما اعتُبر خرقًا لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979.
وذكر مصدر مطلع أنه في حال تعذّر عقد اللقاء في القاهرة، هناك مقترح أمريكي بديل لعقد قمة “أمريكية-عربية-إسلامية” في واشنطن، يُلتقى خلالها السيسي ونتنياهو على هامشها بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وذكرت تقارير أن البيت الأبيض يضغط على نتنياهو للموافقة أولًا على صفقة الغاز الاستراتيجية واتخاذ خطوات بناءة لإقناع الرئيس المصري بجدوى اللقاء.
وترتبط مصر وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ 1979، وكانت الأولى من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية بعد أربع حروب سابقة، إلا أن العلاقة الثنائية ظلت مرنة وهشة بين التعاون الأمني والاقتصادي والتوتر السياسي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وارتفع التوتر بعد عودة نتنياهو إلى السلطة في نهاية 2022 إثر تكرار تصريحات وزراء في حكومته عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وهو ما رفضته القاهرة جملةً وتفصيلا.