ردّ الدكتور إيهاب شوقي، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على سؤال: «إذا كان الإسلام فعلا دين الفطرة فهل الفطرة الإنسانية إن الإنسان لا يأكل ولا يشرب ولا يمارس الجنس فترة الصيام؟».

وأوضح الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج «فكر»، المذاع على فضائية الناس، السبت: «كلنا عارفين إن الأكل والشرب من الاحتياجات الأساسية للإنسان، وفرض الصيام ليس معناه الاستغناء عن هذه الاحتياجات، وعلشان كده ده مش معناه ربنا عاوزك تصادم فطرتك، بالعكس ده ربنا عاوز يهذب نفسك والصيام شهر في السنة وليس طول السنة».

وتابع: «كمان العبادة دى فيها تسهيلات يعنى تسحر قبل الصيام وهو قبل اذان الفجر، وكذلك الفطر عند اذان المغرب، وكمان الكائنات كلها بتصوم بل الكون كله بيصوم بطريقته».

وأضاف: «الأطباء أكدوا من خلال دراسات على الصائمين إن الصيام له فوائد كثيرة جدا منها تخلص الجسم من السموم، وكذلك فى عالم أمريكى متخصص فى التغذية اسمه اندريا وايلد، عالج بعض حالات السموم عن طريقة الصيام لمدة 30 يوم، والعالم ده اكد إن الصيام بينشط كل أعضاء الجسم، وبيكون قادر يقاوم الامراض بسبب ارتفاع مناعة الجسم، والصيام ظاهرة طبيعة يعملها المسلم والغير المسلم».

ومن جانبها قالت دعاء عبد المقصود، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن دائما ما تروج مثل هذه الشبهات كل عام حول الصيام، لافتة إلي أنهم يقولون إن الإسلام هو دين الفطرة فهل الفطرة تقول ان الإنسان لا يأكل ولا يشرب.

وتابعت: «الصيام كل سنة عامل زى جدار الحماية لافكار وجسم الانسان مثل حماية جهاز الحاسوب، فرنضان هو تزكية وتدريب للانسان على تهذيب النفس والشهوات».

واضافت: «دلوقتى فى نظام غذائي حديث يعرف بالصيام المتقطع علشان يوصل للتخسيس والوزن المثالى، والاسلام عندما اقر احكامه الشرعية كان الهدف منه تهذيب المسلم وتقوية عزيمته، وسر الصيام فى التقوى وايس تعذيب للإنسان».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصيام الصوم الأزهر

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 28 من سورة آل عمران: “لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ”.
تعتبر هذه الآية من أركان التوجيه السياسي، سواء للمجتمع المسلم أو للسلطة الحاكمة له، وتكتمل عناصر هذا التوجيه مع آيتين أخريين، هما قوله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” [المائدة:51]، والثالثة هي: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ” [هود:113].
بهذه الآيات الثلاث يوضح الله المنهج السياسي الذي يتوجب على المسلمين اتباعه، وبما لا يدع مجالا للاجتهاد البشري، واالاحتجاج بمقولات متهافتة مثل: ضرورات المرحلة، أو الواقعية، أو مقتضيات المصلحة العامة، أوغير ذلك من تبريرات تسوغ النكوص عن هذه الثوابت المنهجية.
في الاية الأولى تحدد العلاقة الاستراتيجية مع الكافرين.
وفي الثانية مع أهل الكتاب.
وفي الثالثة داخل المجتمع المسلم فيما لو تولى الحكم ظالمون لا يقيمون منهج الله.
بداية يجب ان نفهم ان الاسلام يتعامل مع المجتمع الاسلامي جماعيا، فكل مسلم لا يقول في صلاته: اهدني الصراط المستقيم، بل اهدنا، لأن الصلاحات الفردية لا تكفي لتحقيق صلاح المجتمع والنهوض بالأمة، بل الصلاح العام، والذي لا يتحقق بغير سلطة حاكمة مؤمنة متبعة للدين، تعتمد منهج الله منهجا للدولة.
ومن المهم معرفة أن الرسالات التي ارسلها الله الى الأمم السابقة كانت محددة بها زمانا ومكانا، بدليل أنه لم يكن مطلوبا من أي من الرسل دعوة أحد غير قومهم، ولم يكن مطلوبا منهم تغيير السلطة الحاكمة، بل كانت دعوتهم تتركز على التوحيد والاستقامة الفردية.
وعندما وصل التطور الطبيعي الذي قدره الخالق للبشرية الى الدرجة التي تمكنهم من استيعاب الدين، أنزل رسالته الخاتمة التي أكمل لهم الدين بها، ليصبح منهجا سياسيا تتبعه المجتمعات المؤمنة، وليس مجرد صلاح فردي كما هو دأب الشرائع الأولية السابقة.
من هنا نفهم لماذا فرض الله الهجرة الى المدينة، فهي لأجل قيام كيان سياسي يقيم الدين منهجا لمواطنيه، والذي عندما بلغ أشده وأصبح دولة قادرة على حماية مواطنيها عسكريا، فرض الله في سورة التوبة تحرير كامل الجزيرة من دنس المشركين، وليبقى فيها الدين خالصا لله، ولتظل هذه المنطقة بؤرة الدعوة لكل بقاع الأرض.
لذلك أنزل الله الآيات السالف ذكرها، لكي تشكل مرجعية للأفراد وللمجتمع، متمثلا بسلطته الحاكمة، في تحديد العلاقات الخارجية والداخلية للدولة الإسلامية.
كانت السياسة زمن الدعوة بسيطة، ولأنه لا يجوز للدولة الاسلامية شن الحروب الاستعمارية ولا الاعتداء على من لم يعتدي عليها، لذلك كانت العلاقات مع الدول الخارجية مبنية على المسالمة والتعاون، ما لم تبادر الى العدوان، لكن كون الأمة مكلفة بالدعوة، فقد بات واجبا دعوة غير المسلمين الى دين الله سلميا وبالإقناع، فإن تيسر لهم ذلك، وسواء استجيبت دعوتهم أم رفضت فقد ابرؤوا ذمة الأمة، لكن إن منعوا من تأدية مهمتهم، فعلى الدولة حمايتهم، وذلك ما يسمى (جهاد الطلب).

في الزمن المعاصر، وبعد تمكن معادي منهج الله من اسقاط الدولة الإسلامية، فإن شرعية الأنظمة الحاكمة تتمثل بتطبيق شرع الله، والإثبات يكون بالتزامها بالتوجيهات السياسية الواردة، وفي جميع الأحوال لا يجوز للمجتمع المسلم أن يسمح لها بمخالفة أوامر الله، وفي الحد الأدنى يحرم على المسلم تأييدها أو الدفاع عن مواقفها المخالفة، وتتلخص هذه المخالفات بما يلي:
1 – الاقرار للعدو بحقه في احتلال ديار المسلمين، وعقد معاهدات تطبيع لأجل إقامة علاقات تعاون تجاري معه.
2 – قد يجوز تنظيم اتفاقيات هدنة مؤقتة معه الى حين التمكن من مناجزته عسكريا، لكن مع اخلاص النية والعمل الدؤوب على اعداد المستطاع من قوة.
3- لا توجد أية حالة تبرر عقد معاهدات دفاعية مع العدو، ناهيك أنه يحرم محالفته ضد مسلمين مهما كانوا ضالين.
الحاكم الذي يفعل أيا من ذلك هو عاص لله، ومن يؤيده شريك له في الإثم.

مقالات ذات صلة بلا مواربة 2025/06/11

مقالات مشابهة

  • رصد ظاهرة انفجار نجمي من سماء الإمارات
  • مصرع طفل غرقًا أثناء استحمامه بترعة راتب في دار السلام بسوهاج
  • أدق صورة لسطح الشمس تكشف “الجانب الخفي”.. ماذا وجد العلماء؟
  • خطيب الجامع الأزهر: النبي أكد على حرمة الدماء في حجة الوداع ثلاث مرات.. فيديو
  • الصّدي: الوصول لمياه آمنة ومستدامة حق مكتسب للإنسان
  • خطيب الجامع الأزهر: النبي خطب في 144 ألف بالحج دون مكبرات صوتية.. فيديو
  • مرصد بيئي: أمانة بغداد ترتكب كارثة بيئية بقطع الأشجار المعمّرة
  • الخارجية السويدية تدعو الاتحاد الأوروبي لضغط على إسرائيل بسبب التطرف
  • تأملات قرآنية
  • مرصد الأزهر: سياسة التجويع سلاح تستخدمه التنظيمات المتطرفة لكسر إرادة الشعوب