صنعاء تُقيم آلية جديدة لتنظيم عبور السفن في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
الجديد برس:
في المعركة التي ينظر إليها مراقبون على أنها مصيرية بالنسبة إلى صنعاء، مع واشنطن التي تسعى إلى إبقاء سيطرتها على الممرات المائية في البحر الأحمر وخليج عدن، تمكّنت الأولى من فرض سيادتها بالنار، لتنجح في إنفاذ قرارها منع الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في تلك الممرّات، وتقاتل في البحر أعتى أساطيل العالم.
ويقول مراقبون إن ما يحدث يمثل صراع نفوذ مصيرياً بين اليمن، صاحب الحق في فرض سلطته على الممرّ الملاحي في مضيق باب المندب، والولايات المتحدة التي تعهدت لإسرائيل بحماية أمنها في البحر الأحمر وحشدت الدول الغربية إلى جانبها، مستخدمة قوتها العسكرية والسياسية، وهذا ما قابلته «أنصار الله» في بدايات الأمر بالدفاع عن موقفها وحماية قرارها القاضي بمنع مرور السفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تنتقل إلى الهجوم وتسيطر على مسار المعركة البحرية.
وتؤكد مصادر ملاحية يمنية، لـ«الأخبار»، تمكّن قوات صنعاء من إفشال كل محاولات واشنطن التحكّم في مسار عبور السفن التجارية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر خلال المدة الماضية، ابتداء بآلية نظام القوافل الذي اعتمدته البحرية الأمريكية مطلع ديسمبر في محاولة منها لتمرير سفن غير إسرائيلية متّجهة نحو موانئ الكيان، ثم آلية تمرير سفن محظورة بحماية سفن عسكرية، وكذلك آلية تكثيف الحمايات العسكرية المرافقة للطواقم التي تقود السفن، ثم التلاعب ببيانات الناقلات لإخفاء هوياتها ووجهاتها الحقيقية، لتصطدم بقوة المعلومات الاستخباراتية الخاصة التي تملكها القوات اليمنية ودقتها حول السفن التي تمر من البحر الأحمر.
ثم بعد فشل تلك المحاولات كلها، تطوّرت المواجهات إلى استهداف السفن العسكرية الأمريكية والبريطانية، إذ دخلت القوات البحرية اليمنية في اشتباكات يومية مع تلك السفن رداً على انتهاك سيادتها، وشنّ عشرات العمليات الجوية المشتركة في إطار محاولات استهداف القدرات العسكرية لقوات صنعاء وإضعافها.
ورغم الانتكاسة الأمريكية والبريطانية الكبرى في البحر الأحمر وخليج عدن، إلا أن «أنصار الله» تتوعّد الدول المعتدية بالمزيد من العمليات التأديبية خلال الأيام المقبلة، وخاصة بعد توسيع نطاق المعركة إلى المحيط الهندي أخيراً.
كذلك، تمكّنت صنعاء من فرض سيادتها عبر إقامة آلية تطلب عبرها السفن غير المحظورة الإذن من السلطات اليمنية وتعبر المضيق بأمان، من دون أن يتعرّض لها أحد.
الحوثي: أطلقنا صاروخاً مطوراً نحو إيلات تجاوز كل تقنيات الرصد والاعتراض التي لدى الأمريكي والإسرائيلي
وفي هذا السياق، أكدت وزارة النقل في حكومة صنعاء استمرار الحركة الملاحية في المياه الدولية رغم الاضطرابات العسكرية وتصاعد التوتر، مشيرة إلى امتثال المئات من السفن الأجنبية للقوانين اليمنية، واستجابتها لتعليمات «هيئة الشؤون الإنسانية» المكلّفة بالتواصل مع السفن التجارية الأجنبية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ووفقاً لمصدر مسؤول في حكومة صنعاء، فإن عدد السفن التي أبحرت عبر البحر الأحمر بشكل آمن خلال المدة من 11 يناير وحتى 19 مارس، بلغ 4591 سفينة بمعدل 68 سفينة يومياً، مقابل 1450 سفينة مرت خلال ديسمبر بمعدل يومي بلغ 48 سفينة، وهذا ما يؤكد تراجع مستوى المخاوف الدولية التي حاولت الولايات المتحدة إثارتها بشأن المخاطر الملاحية التي زعمت أن عمليات القوات اليمنية البحرية تشكّلها في البحر الأحمر.
ويؤكد هذا التدفق عدول عدد من الشركات الملاحية الدولية عن قراراتها السابقة بوقف عبور كل سفنها عبر البحر الأحمر، بعد أن واجهت تحديات في المرور على طريق الرجاء الصالح البديل.
ووفقاً لمصادر ملاحية مطلعة في العاصمة اليمنية، فإن عدداً من الشركات الملاحية الدولية عادت إلى التواصل مع صنعاء بشأن الوضع الملاحي في البحر الأحمر، وحصلت على تطمينات بعدم اعتراض سفنها بشرط الالتزام بالقرار اليمني المساند للشعب الفلسطيني، والاستجابة لنداءات البحرية اليمنية.
وفي خطابه الأسبوعي، مساء الخميس الماضي، أكد زعيم حركة «أنصار الله»، السيد عبدالملك الحوثي، أن «الأمريكي فاشل ومعترف بفشله في ردع عمليات بلدنا المساندة لفلسطين، على رغم استخدامه إمكاناته وسلاحه المتطور»، كاشفاً أنه «في جبهة اليمن نُفّذت عمليات هذا الأسبوع بـ18 صاروخا باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، وكان من أهم العمليات التي تسبّبت بقلق كبير عند العدو، عملية باتجاه أم الرشراش (إيلات) بصاروخ مطور، تمكّن من الوصول إلى المدينة متجاوزاً كل تقنيات الرصد والاعتراض التي لدى الأميركي والإسرائيلي».
وقال إن «قواتنا المسلحة نفّذت عمليات لاستهداف السفن الإسرائيلية والأميركية في البحر الأحمر والبحر العربي»، مضيفاً أن «هناك تطوراً واضحاً وملموساً في قدراتنا، والعدو لاحظها في استخدام الصواريخ الباليستية لأول مرة في تاريخ استهداف السفن في البحر».
من ناحية ثانية، واصلت السعودية إعطاء الإشارات إلى رغبتها في الاستمرار في عملية السلام مع «أنصار الله»، وهذا ما أوحى به ما تناوله لقاء جرى بين وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، ورئيس الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في عدن، أحمد عوض بن مبارك، الخميس في الرياض، بحضور السفير السعودي في اليمن، محمد سعيد آل جابر.
وذكرت وسائل الإعلام السعودية أنه جرى خلال اللقاء استعراض التطورات الأخيرة في الشأن اليمني، والمساعي المبذولة لاستكمال خارطة الطريق، التي ترعاها الأمم المتحدة، وتنفيذها، كما تم بحث الجهود القائمة لدعم سير العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، ومسار السلام، لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. ونقلت تلك الوسائل عن ابن سلمان تأكيده «موقف المملكة الثابت بدعم الحكومة والشعب اليمني الشقيق، بما يلبي تطلعاتهما ويسهم في تنمية اليمن وازدهاره».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر وخلیج عدن أنصار الله
إقرأ أيضاً:
ريا أبي راشد تواكب موضة فساتين 2026
تملك الاعلامية ريا ابي راشد ذوقا جذابًا جعلها تنجذب للأزياء الراقية وهذا ما اكدته في أحدث إطلالتها خلال ظهورها على السجادة الحمراء بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدورته الخامسة بحضور نجوم ونجمات الفن العربي والغربي بجدة.
وبدت ريا أبي راشد بإطلالة ساحرة، تمزج بين الأناقة والجاذبية في آن واحد بأسلوب فريد، مرتدية فستان طويل مجسم، بأكمام طويلة، صمم من قماش ناعم باللون الأصفر الفاقع.
ومن الناحية الجمالية اعتمدت تسريحة شعر جذابة ووضعت مكياجا جذابًا مرتكزا على الألوان الترابية مع تحديد عينيها بالكحل والماسكرا مع لون الكشمير في الشفاه.
وتستمر فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي حتى 13 ديسمبر تحت شعار "في حب السينما"، وقد أعلن المهرجان برنامج "اختيارات عالمية" الذي يضم نخبة من أبرز أفلام عام 2025، بينها 9 عروض أولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأعلن سوق البحر الأحمر عن الفائزين بجوائز سوق المشاريع خلال حفل توزيع جوائز السوق، كما تم تسليط الضوء على المشاريع من بين مجموعة مختارة تضم 40 فيلما طويلًا ومسلسلًا.
وتحصل مشاريع سوق البحر الأحمر من خلال هذه الجوائز على الدعم المالي في مختلف المراحل، بما في ذلك التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، بالإضافة إلى دعم خاص للمشاريع ضمن "اللودج" و"معمل المسلسلات".
وقال فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسّسة البحر الأحمر السينمائي في بيان صحفي: "يواصل سوق البحر الأحمر ترسيخ مكانته المتنامية في المشهد السينمائي العالمي، حيث يشهد في دورة هذا العام من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ضعف عدد المشاركين تقريبًا مقارنةً بالعام الماضي، إذ استقبل السوق هذا العام 166 جهة عرض شاركت من خلال 90 جناحًا. ويسرنا أن نسلط الضوء على نخبة من أفضل المشاريع الجديدة التي يقدمها المبدعون الناشئون والمخضرمون، مدركين تمامًا أنّ الدعم الذي توفره جوائزنا سيضيف قيمة كبرى لصنّاع الأفلام الموهوبين الذين يسعدنا أن ندعم مسيرة نموّهم.
ومن جانبها، قالت شيڤاني بانديا مالهوترا، مدير عام مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي: "نتفاجأ عامًا بعد عامٍ بالمواهب والقصص المؤثرة التي نراها في سوق مشاريع البحر الأحمر، حيث يجسد الفائزون بجوائز سوق البحر الأحمر هذا العام نخبة من أبرز المواهب الأكثر إبداعا وتميزا في العالم العربي وأفريقيا وآسيا، والتي تسهم اليوم في رسم معالم مستقبل صناعة السينما في هذه المناطق. وقد نجحت العديد من المشاريع الفائزة بجوائز سوق البحر الأحمر لغاية اليوم في الوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة وأسر المشاهدين حول العالم. ويسرّنا أن نواصل تقديم الدعم اللازم لمشاريع الأفلام الريادية من خلال منظومتنا المتكاملة، للإسهام في ترجمة القصص المذهلة من المنطقة والعالم إلى أعمال سينمائية آسرة تصل إلى قلوب المشاهدين أينما كانوا. يسعدني أن أتقدّم الليلة بأحرّ التهاني من كلّ الفائزين والمرشّحين لجوائز سوق البحر الأحمر".
البرنامج يسلّط الضوء أيضًا على حضور مصري مميز، من خلال عرض فيلمين حاصدين لإشادات دولية، وهما: فيلم المستعمرة للمخرج محمد رشاد، وفيلم كولونيا للمخرج محمد صيام، اللذان يستكشفان العلاقات الأسرية وتعقيدات الأبوة بطرح إنساني عميق وأداءات لافتة.