الجزيرة:
2025-05-18@08:19:18 GMT

شهادة عن عوفر.. غوانتانامو إسرائيل

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

شهادة عن عوفر.. غوانتانامو إسرائيل

وصف ناشط سياسي فلسطيني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تجربته في سجن عوفر العسكري غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، حيث تعرض طوال الأشهر الثلاثة التي قضاها فيه إلى صنوف العذاب والإذلال في زنزانات مكتظة بمعتقلين كثر ظل خلالها مصفدا بالأغلال لأيام متواصلة.

واعتبر منذر عميرة -وهذا هو اسم الناشط الفلسطيني كما ورد في تقرير بهآرتس للكاتب اليساري جدعون ليفي- أن السجن الذي اعتقل فيه "غوانتانامو"، وأن ما تعرض له في السجن الإسرائيلي أثناء الحرب الدائرة في قطاع غزة لا يشبه أي شيء مر به من قبل رغم أنه اعتقل في السابق مرات عدة.

ووفقا لتقرير هآرتس، فإن صديقا لعميرة قضى 10 سنوات في سجن إسرائيلي أخبره بأن الأشهر الثلاثة التي قضاها في عوفر تعادل 10 سنوات من الحبس في الظروف العادية.

وقال ليفي إن الشهادة التي سمعها هو وأليكس ليفاك المصور الصحفي الذي رافقه إلى منزل عميرة في مخيم عايدة للاجئين في بيت لحم هذا الأسبوع لالتقاط صور أرفقها بالتقرير كانت صادمة.

وأضاف أن عميرة سرد تفاصيل دقيقة عن ظروف اعتقاله، وكيف أنه كان يُجبر على الجثو على ركبتيه مرارا وتكرارا.

لكن الصحفي الإسرائيلي لم يُطق الاستمرار في الإصغاء للناشط الفلسطيني لهول الأوصاف التي كانت تنساب من فمه بلا انقطاع.

عميرة سرد تفاصيل دقيقة عن ظروف اعتقاله، وكيف أنه كان يُجبر على الجثو على ركبتيه مرارا وتكرارا، لكن الصحفي الإسرائيلي لم يُطق الاستمرار في الإصغاء للناشط الفلسطيني لهول الأوصاف التي كانت تنساب من فمه بلا انقطاع

وبحسب التقرير، كان عميرة يصف الجحيم الذي اكتوى بناره في السجن الإسرائيلي بلغة إنجليزية سلسة تتخللها مصطلحات بالعبرية على مدار 3 أشهر فقد خلالها 33 كيلوغراما من وزنه.

يبلغ عميرة من العمر 53 عاما، وهو متزوج وأب لـ5 أبناء يعيشون في مخيم عايدة الذي ولد هو فيه ويقطنه الآن أحفاد سكان 27 قرية فلسطينية مهدمة، ومن على بوابة المخيم يتدلى مفتاح كبير صممه عميرة بنفسه رمزا للنكبة وأمل الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم يوما ما، ويحمل عبارة "ليس للبيع".

يقول الكاتب الإسرائيلي إن عميرة عضو في حركة فتح ويعمل لدى السلطة الفلسطينية، وهو خريج كلية العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم، ويؤمن بالنضال السلمي.

وروى ليفي تفاصيل اعتقال الناشط الفلسطيني في الساعة الأولى من فجر 18 ديسمبر/كانون الأول 2023 حين داهم جنود إسرائيليون شقته في الطابق الثاني وهم يسحبون شقيقه كريم (40 عاما) من الطابق السفلي ويرمونه في منتصف غرفة الجلوس مغشيا عليه.

كانت الغرفة مكتظة ربما بعشرات الجنود، وكانت يُمنى ابنة عميرة تقف وراءه عندما وضعوا الأغلال في يديه واقتادوه إلى قاعدة عسكرية حيث طرحوه أرضا وظل الجنود يركلونه، قبل أن يعيدوه بعد نحو ساعة إلى منزله.

لكنه اقتيد مرة أخرى ليودع في عتصيون، وهو مركز توقيف يقع في جنوب الضفة الغربية ومقام على أراضي فلسطينيين شمال محافظة الخليل ضمن تجمع مستعمرات "غوش عتصيون"، وهناك جردوه من ملابسه والتقطوا له صورا وهو يقف عاريا، وكان يخشى أن ينشروا مقاطع فيديو وهو بهذه الحالة.

منظر من سجن عوفر (رويترز) في سجن عوفر

وفي اليوم التالي نُقل إلى سجن عوفر، حيث استوجب بشأن منشورات ادعى المحققون أنه قام بتحميلها على الإنترنت، وهو ما نفاه.

وُحكم عليه بالسجن لمدة 4 أشهر، حيث كان ينام مع 12 معتقلا في زنزانة مخصصة أصلا لـ5 أشخاص، وهناك تعرض لكل أنواع العنف من سجانيه، بحسب تقرير هآرتس.

ونقل ليفي عن عميرة القول إنه رأى لأول مرة نزيلا يحاول الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثاني، مضيفا أن السجن شهد محاولات انتحار عديدة مؤخرا، واصفا ذلك بأنه يتعارض مع روح الفلسطينيين في النضال ضد الاحتلال.

لم يكمل عميرة فترة سجنه كاملة، فقد أُفرج عنه قبل شهر من الموعد المحدد، وقال وهو يصف مشاعره في تلك اللحظة "لأول مرة أشعر بأن باب الزنزانة هو باب للقبر، لقد أصبح السجن الإسرائيلي مقبرة الأحياء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات سجن عوفر

إقرأ أيضاً:

القضاء البريطاني يلغي إدانة رجل قضى 38 عاما في السجن ظلما

في سابقة قضائية لافتة، أبطلت محكمة في لندن حكم إدانة صدر بحق رجل أمضى نحو 38 عاما في السجن بتهمة القتل، وذلك بعد أن أدت التطورات في تقنيات تحليل الحمض النووي إلى إثارة شكوك جدية حول مدى تورطه في الجريمة.

الرجل، بيتر سوليفان، الذي يُعتقد أنه ضحية لأطول قضية إدانة خاطئة في تاريخ القضاء البريطاني، كان قد حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987 بتهمة قتل الشابة ديان سيندال، البالغة من العمر 21 عاما، والتي وُجدت جثتها عام 1986 بعد مغادرتها مكان عملها في بلدة بيبينغتون شمال غرب إنجلترا، قرب ليفربول.

القضية تُسلّط الضوء على الأثر الكبير الذي يمكن أن تُحدثه التكنولوجيا الحديثة في مراجعة الأحكام القديمة، وفتح الباب أمام تصحيح أخطاء قضائية وقعت قبل عقود.

???? BREAKING: 'Beast of Birkenhead' Peter Sullivan has murder conviction quashed after 38 years in jail

https://t.co/AUhUrYQcq7

— Daily Mail (@DailyMail) May 13, 2025

سوليفان، الذي اعتُبر مذنبا في جريمة قتل هزت الرأي العام حينها، أصر على براءته منذ اللحظة الأولى، ومع ذلك، لم تلقَ أقواله الاهتمام الكافي، لا من جهات التحقيق ولا من القضاء في ذلك الوقت.

إعلان

وبعد سنوات من الضغط والبحث، قادت تحقيقات صحفية مستقلة وتقنيات حديثة لتحليل الأدلة إلى اكتشاف ثغرات كبيرة في القضية، منها غياب أدلة مادية قاطعة، وتضارب في شهادات الشهود.

تفاصيل القضية

أُدين بيتر سوليفان ظلما عام 1987 بجريمة قتل وحشية راحت ضحيتها الشابة ديان سيندال، وهي بائعة زهور وعاملة بدوام جزئي في إحدى الحانات، تبلغ من العمر 21 عاما.

وكانت ديان في طريق عودتها إلى المنزل بعد انتهاء نوبتها مساء الجمعة في أغسطس/آب 1986، عندما تعطلت شاحنتها بسبب نفاد الوقود، حسب ما أفادت به الشرطة، وقد شُوهدت آخر مرة تسير على الطريق بعد منتصف الليل.

بعد نحو 12 ساعة، تم العثور على جثتها في أحد الأزقة، وقد تعرضت لاعتداء جنسي وضرب مبرح أفضى إلى موتها.

في ذلك الوقت، لم تكن التقنيات المتوفرة قادرة على تحليل السائل الجنسي الذي عُثر عليه في مسرح الجريمة. لكن في عام 2024، أُجري تحليل جديد لهذا الدليل باستخدام تقنيات حديثة، وكشف أن السائل لا يعود لسوليفان، حسب ما أكده محامي الدفاع جيسون بيتر، مما شكّل نقطة تحوّل حاسمة في القضية.

صرحت شرطة ميرسيسايد بأن أدلة الحمض النووي المهمة لم تكن متاحة خلال التحقيق الأصلي، وأن الضباط ملتزمون الآن "ببذل قصارى جهدهم"، للعثور على الشخص الذي تُرك حمضه النووي في مكان وفاة ديان سيندال.

صرّحت رئيسة المفتشين كارين جوندريل "بأنه تم فحص أكثر من 260 رجلا، واستبعادهم من التحقيق منذ إعادة فتحه عام 2023".

وقالت "إن قلوبنا مع عائلة ديان سيندال وأصدقائها الذين ما زالوا في حزن على فقدانها، وسيضطرون إلى تحمل تبعات هذا التطور الجديد بعد سنوات عديدة من مقتلها. نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا للعثور على هوية صاحب الحمض النووي الذي تُرك في مكان الحادث".

أول تصريح

في أول تصريح له عقب خروجه من السجن بعد نحو 38 عاما قضاها ظلما، قال بيتر سوليفان بتأثر بالغ "الله شاهد على ما أقول، يُقال إن الحقيقة تُحرركم. لكن المؤسف أنها لا تأتي وفق جدول زمني واضح. الآن، ونحن نُصحح الخطأ الذي وقع بحقي، لا أشعر بالغضب ولا بالمرارة، فقط أريد العودة إلى أحبّتي وعائلتي، واستثمار ما تبقى لي من الحياة كما ينبغي".

إعلان

وقد أثارت القضية ردود فعل واسعة، إذ طالبت منظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيق شامل في ملابسات هذا الخطأ القضائي، ومحاسبة المتسببين فيه، إضافة إلى تقديم تعويض مادي ومعنوي لسوليفان عن سنوات عمره التي ضاعت ظلما خلف القضبان.

وخلال جلسة المحكمة التي أُعلن فيها قرار الإفراج، ظهر سوليفان عبر رابط فيديو من سجن ويكفيلد، وقد غلبته الدموع ووضع يده على فمه، غير مصدق لحظة إعلان حريته بعد عقود من المعاناة.

حالات مشابهة

في عام 2015، أفرجت محكمة بولاية ألاباما جنوبي الولايات المتحدة عن رجل قضى نحو 30 عاما في انتظار تنفيذ حكم الإعدام بحقه، بعد أن تمت تبرئته من جريمة قتل شخصين.

وغادر أنتوني راي هينتون، البالغ من العمر 58 عاما، محكمة مقاطعة جيفرسون وسط ترحيب من مؤيديه، قبل أن يُعانقه أفراد عائلته بحرارة. جاء ذلك بعد أن قررت القاضية لورا بتر إسقاط جميع التهم الموجهة إليه، منهيةً بذلك عقودا من المعاناة قضاها هينتون خلف القضبان في واحدة من أبرز قضايا الإدانة الخاطئة في الولايات المتحدة.

 

Anthony Ray Hinton has written a book about his experience being on death row for 30 years for a crime he didn’t commit pic.twitter.com/eeWvroMzZN

— NowThis Impact (@nowthisimpact) June 6, 2018

في 2019، أُطلق سراح ريتشارد فيليبس، البالغ من العمر 72 عاما، من السجن في مارس/آذار، بعد إدانته عام 1972، مما جعله أطول سجين مدان ظلما في تاريخ الولايات المتحدة، وفقا لمركز "إينوسنس كلينيك" بجامعة ميشيغان.

A Missouri judge overturned the conviction of a Black man imprisoned for 28 years for a murder he did not commit.

Lamar Johnson was convicted based on a witness who says police pressured him and was paid "witness compensation."

Johnson, now 50, is not eligible for compensation. pic.twitter.com/MJOrsfWlmO

— AJ+ (@ajplus) February 15, 2023

إعلان

ألغت ولاية ميسوري عقوبة رجل بعد قضائه 28 عاما في السجن، إثر إدانته بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، وأطلق سراح كريستوفر دان، 52 عاما، الذي تم اتهامه بإطلاق نار عام 1990 على ريكو رجرز، البالغ آنذاك 15 عاما من عمره، وتسبب إلغاء حكم الإدانة بحق دان في انتقادات.

مقالات مشابهة

  • أنوشكا وأبو عميرة ولاشين في ندوة الجامعة العربية المفتوحة
  • هروب 10 سجناء من سجن أمريكي بعد اختراقهم جدارا خلف مرحاض
  • فصل جديد.. شهادة مفاجئة في قضية وفاة مارادونا
  • السجن 25 عاما لمنفذ الهجوم على سلمان رشدي في أمريكا
  • شهادة مخالفات المرور.. استعلم وسدد في لحظة
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل خشية صواريخ الحوثي
  • القضاء البريطاني يلغي إدانة رجل قضى 38 عاما في السجن ظلما
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين في مراكز إيوائهم التي يحددها كمناطق آمنة
  • الدخل والمبيعات تحصل على الآيزو بإدارة أمن المعلومات
  • جدعون ليفي: ما يجري بغزة يمكن وصفه بـعربات الإبادة الجماعية