قطاع غزة "أ ف ب" " د ب أ ": واصل الجيش الإسرائيلي محاصرة ثلاثة مستشفيات في شمال وجنوب قطاع غزة تحت وابل القصف والغارات الجوية التي لا تهدأ لليوم الواحد والسبعين بعد المئة من حربه مع حركة حماس، مخلفة عشرات الضحايا

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم ارتفاع الحصيلة إلى 32333 قتيلًا و74694 جريحًا معظمهم من الأطفال والنساء في القطاع بعد خمسة أشهر ونصف من الحرب.

مستشفيات محاصرة

وأكد جيش الإحتلال شن عشرات الغارات في مناطق متفرقة من القطاع ومواصلة عملياته لليوم الثامن في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ولليوم الثاني في مستشفى الأمل ومحيطه في خان يونس جنوباً، مؤكداً أنه قتل عشرين مقاتلا في اشتباكات وضربات جوية في المنطقة من حيث أجلى مئات السكان الأحد.

ويقول الجيش إنه يستهدف تفكيك بنية حماس والقضاء على مقاتليها. لكن حركة حماس تنفي استخدام المستشفيات مراكز لعملياتها.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "قوات الاحتلال تحاصر كلّا من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر" الذي يبعد عنه 1,5 كلم في خان يونس "وسط قصف عنيف جدا وإطلاق نار كثيف". وأضاف أن "جميع طواقمنا تحت الخطر الشديد حالياً ولا تستطيع الحركة نهائيا".

وطالبت الجمعية "بتوفير ممر إنساني آمن لاجلاء الجرحى والطواقم" من مستشفى الأمل الذي أغلق الجنود بوابته بعد أن "أجبرتهم قوات الاحتلال مساء الأحد على إخلائه".

وقالت إن الطاقم والجرحى لم يتمكنوا من المرور "بسبب عملية التجريف الواسعة وتدمير البنية التحتية". وأضافت أن اثنين من أفرد الطاقم أصيبا بجروح عندما أطلق الجيش النار عليهما لدى محاولتهما إزالة الركام من الطريق".

وقال الإعلام الحكومي التابع لحماس إن القصف المدفعي المكثف استهدف محيط مستشفى الأمل ومجمع ناصر، أكبر مستشفيات جنوب القطاع، كما استهدف الطوابق العليا في الشفاء والمباني المجاورة، في مدينة غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل نحو 500 شخص وصفهم بأنهم "على صلة بحماس والجهاد الاسلامي" وعثر على أسلحة في مجمع الشفاء. وذكر في بيانات سابقة أنه قتل 170 مقاتلا اشتبك معهم داخل المجمع وفي الأحياء المحيطة التي اقتحمها بالدبابات فجر 18 مارس.

وقال شهود عيان الإثنين إن الجيش طلب عبر مكبرات الصوت من الكادر الطبي والمرضى وجميع من يحتمون في مجمع الشفاء إخلاءه فوراً، لكن كثيرين قالوا إنهم "يخافون من إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم إذا خرجوا".

ويؤكد الجيش أنه يعمل على تجنيب المدنيين الأذى خلال عمليته.

وأفاد شهود عيان في المنطقة وكالة فرانس برس عن "احتجاز عشرات المواطنين بينهم أطفال وإجبارهم على خلع ملابسهم وتقييدهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم، وإرغام عشرات النساء والأطفال على النزوح سيراً على الأقدام إلى المواصي في جنوب القطاع" لمسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً.

وقال الإعلام الحكومي إن الجيش "نسف بالمتفجرات أكثر من 19 منزلا ومبنى سكنيا وتجاريا في حي الرمال"، متحدثاً عن اشتباكات عنيفة في المنطقة تركزت في حي الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إنه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية "وصل إلى المستشفيات 107 شهداء، غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن، في مجازر الاحتلال وحرب الإبادة بحق المدنيين العزل، وما زال عشرات المفقودين وبينهم أطفال تحت الأنقاض".

وتحدثت عن مقتل 26 شخصًا وإصابة العشرات في غارات استهدفت خمسة منازل في رفح، وعن مقتل 18 شخصًا لدى استهداف منزل عائلة سلمان في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وقالت السبعينية هدى عمر التي أصيبت إثر قصف منزل مجاور لمنزلها في رفح "لم يمر علينا مثل هذه الحرب... هذه إبادة ومسح يريدون التخلص منا".

وأضافت المرأة المولودة في 1947 لفرانس برس إن "قتل المدنيين والاطفال طبيعتهم، هم كذلك، حتى يمسحوا فلسطين وخارطة فلسطين عن وجه الأرض ... كل هذا حتى نهاجر، لن نهاجر سنبقى في الخيم. اذا متنا سنموت شهداء واذا عشنا سنعيش بكرامة في بلادنا".

منع مساعدات الأونروا

تفرض إسرائيل حصارا مطبقا على القطاع منذ بداية الحرب وتقول وكالات الإغاثة إنها تسمح بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات التي لا تلبي على الإطلاق الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وصار معظمهم نازحين.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأحد أن إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث يُقدر أن 300 ألف شخص ما زالوا فيه وهم محرومون من مياه الشرب ولا يجدون ما يأكلونه.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني "رغم المأساة التي تتكشف أمام عيوننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال. ... هذا شائن ويعني تعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة في ظل مجاعة من صنع الإنسان".

وأكدت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لفرانس برس أن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار، موضحة أن الأونروا لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الشمال منذ 29 يناير.

ومع مواصلة الغارات التي تخلف دماراً هائلاً في ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه "كابوس لا ينتهي"، يقوم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بزيارة لواشنطن تتمحور حول الحفاظ على تفوّق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط و"سبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم".

وتقول إسرائيل رغم معارضة دولية بما في ذلك من حليفتها الوثيقة واشطن إن ذلك لن يتحقق سوى بشن هجوم بري على مدينة رفح، حيث يتكدّس نحو 1,5 مليون فلسطيني وفقا للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء الحرب.

قصف أسود

أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس قصف مدينة أسدود الإسرائيلية برشقة صاروخية من قطاع غزة .

وقالت القسام ، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية(صفا) على منصة إكس ، إن ذلك القصف جاء ردا على استهداف المدنييين.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية باعتراض صاروخين من أصل ثمانية أطلقت من غزة .

وتأتي هذه الرشقة بعد 171 يوما من الحرب الإسرائيلة المستمرة على قطاع غزة .

ي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستشفى الأمل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد خطير في لبنان.. إسرائيل تقصف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الخميس، سلسلة غارات إسرائيلية هي الأعنف منذ وقف إطلاق النار، طالت منشآت زعمت إسرائيل أنها تُستخدم من قبل حزب الله لتصنيع الطائرات المسيّرة.

 ووفق وسائل إعلام لبنانية، نُفذت 13 غارة بواسطة مسيّرات ومقاتلات حربية، استهدفت مناطق الكفاءات، شارع القائم، والحدث، ما تسبب بحالة من الذعر وحركة نزوح واسعة بين السكان، إلى جانب اختناقات مرورية كبيرة.

صواريخ مضادة للدروع .. إحباط عملية تهريب أسلحة إلى لبنان قادمة من سورياجوتيريش يعين قائدا جديدا لبعثة اليونيفيل في لبنانوزير خارجية إيران: مهتمون بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبهوزير خارجية لبنان: حصر السلاح بيد الدولة لضمان بسط سلطتها على كامل أراضيها

وقبيل تنفيذ الضربات، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عشر غارات تحذيرية لتحديد الأهداف، كما وجه إنذارات إلى سكان مناطق الحدث، حارة حريك، وبرج البراجنة بضرورة إخلاء منازلهم. 

وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن الغارات استهدفت بنى تحتية تُستخدم في تصنيع المسيّرات، مرجحًا استخدام قنابل خارقة للتحصينات.

وحمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية خرق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الغارات جاءت بتوجيه منه ومن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بهدف استهداف منشآت تابعة لحزب الله. 

وأضاف كاتس: "سنواصل فرض قواعد الاشتباك في لبنان دون أي تساهل".

وأكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الضربات نُفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها الأكبر منذ سريان وقف إطلاق النار. 

في المقابل، رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب على الجبهة الشمالية، ونشر منظومات دفاع صاروخية تحسبًا لأي رد.

طباعة شارك الضاحية الجنوبية لبيروت سلسلة غارات إسرائيلية إسرائيل حزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

مقالات مشابهة

  • ‏مصادر طبية في غزة: مقتل 34 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم
  • طبيبة أمريكية عائدة من غزة: ادعاء إسرائيل السماح بدخول المساعدات للقطاع غير صحيح
  • القسام تقصف تحشدات للعدو الصهيوني جنوب خان يونس
  • "قبل الهجوم"... إسرائيل تصدر أوامر إخلاء جديدة في شمال قطاع غزة
  • إستشهاد 16 فلسطينيا في هجمات جيش الإحتلال على غزة .. ويصدر أوامر إخلاء لسكان الشمال
  • مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة
  • ‏الجيش اللبناني: إسرائيل تواصل اعتداءاتها اليومية على سيادة لبنان غير مكترثة بآلية وقف إطلاق النار
  • تصعيد خطير في لبنان.. إسرائيل تقصف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت
  • داخلية غزة تعلق على إعلان إسرائيل تشكيل عصابات داخل القطاع
  • الجيش الأوكراني يشن ضربات على أنظمة صاروخية روسية في بريانسك