لبنان ٢٤:
2025-07-05@03:11:48 GMT

رسالة من الراعي لمناسبة خميس الأسرار.. ماذا فيها؟

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

رسالة من الراعي لمناسبة خميس الأسرار.. ماذا فيها؟

 وجه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة إلى الكهنة لمناسبة خميس الأسرار 28 آذار 2024 بعنوان "أحبّهم إلى الغاية" (يو12:1)، جاء فيها:

"في عشائه الفصحي الأخير مع تلاميذه الأثني عشر، قبل آلامه وموته على الصليب في اليوم التّالي، "أحب يسوع خاصّته الذين في العالم، أحبّهم إلى الغاية". من فيض هذا الحب أسّس سرّي القربان والكهنوت، من أجل استمراريّة ذبيحة ذاته لفداء العالم، ووليمة جسده ودمه للحياة الإلهية فينا.

إنّ كهنوتنا وُلد من فيض هذا الحبّ الإلهي، ومنه يغتذّي وينمو، وبه يتجدّد باحتفالنا اليومي. وهو شهادة دائمة للمسيح، الكاهن والذبيحة. ففي عشائه الأخير "أخذ ربنا خبزًا وشكر وكسر وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري" (لوقا19:22). و"أخذ كأساً وشكر وبارك وناول تلاميذه وقال: هذا هو دمي، دم العهد الجديد الذي يراق لأجل الكثيرين" (مر 14: 23-24). بنعمة الكهنوت اقامنا المسيح خدام هذا الكنز وحراسه، لا ليفعل في النفوس بقوة الفعل فقط، بل ايضًا ليفعل فينا وفيهم بقوة تقديسنا الشخصي به، خاصة وإننا نعمل بشخص المسيح وباسم الكنيسة (راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1548-1553). لسنا في هذه الخدمة مجرّد آلة او عبّارة تمرّ من خلالها النعم الإلهية من دون ان نتقدّس بها. فالأرض التي تتقبل المطر ترتوي منه وتنقله الى سواها.

يُسعدني أن أنضمّ إليكم في هذا اليوم المملوء أسراراً، وأنتم متحلّقون حول أساقفتكم، حسّياً أو روحيّاً، في لبنان والنّطاق البطريركي وأبرشيّات الإنتشار، لتجدّدوا مواعيد كهنوتكم والطّاعة لرعاتكم، والأمانة للمسيح "الكاهن الأسمى" الذّي ائتمننا على تقدمة ذاته ذبيحة عنّا وعن البشر أجمعين، واجلسنا الى مائدة وليمة جسده ودمه، قوتاً لنا وللبشرية جمعاء. وهكذا تبنون جسد المسيح السّري مع المؤمنين في أبرشياتكم ورعاياكم.

فيطيب لي ان اهنّئكم، اخواني السادة المطارنة وكهنتكم الأبرشيين والرهبان بعيد تأسيس كهنوتنا، وبنظرة الحبّ الخاصة التي بها دعا المسيح الرب كل واحد منا. ونحن إذ أجبناه بحبّ في يومنا الأول، نجدد اليوم هذا الحبّ خاشعين امام سرّ حضوره في سرّ القربان المقدّس، الذي يسجد امامه المؤمنون والمؤمنات طيلة هذه الليلة المقدسة، ملبّين دعوة يسوع لرسله، ليلة آلامه، قائلاً: "اسهروا وصلّوا، لئلا تدخلوا في تجربة. فالروح راغب ومستعدّ، ولكن الجسد ضعيف" (مر38:14). بهذا الكلام يعلمنا أن ننتصر على تجربة الضعف والتراجع والقنوط بالسهر والصلاة.

كهنوتنا ليس منا، ولا طوع ارادتنا ورغبتنا. بل هو هبة ثمينة مجانية من قلب المسيح الذي يأتمننا عليها، فتصبح مسؤولية ثقيلة لأننا قبلناها بحريتنا وبفعل حبّ. بالكهنوت أقامنا الروح وسطاء حبّ بين الله والشّعب: كوسطاء لدى الشعب نحمل لهم العطايا الالهية، وكوسطاء لدى الله نحمل له صلاة الشعب، ونعوّض بشكل ما عن خطاياهم. هذه الوساطة هي مشاركة في وساطة المسيح الوحيدة والاساسية.

الكاهن كوسيط مشارك مدعو ليعكس وجه المسيح بأُبوّته وقربه من شعبه وبحنانه ومشاعره الإنسانيّة. هذه الأبوّة يطلبنا منا شعبنا. وينتظرها مجسّدة في المسلك وطريقة التعاطي والممارسة والخدمة والكلام والعلاقات. ويطلب الشعب منا ان نكون كهنة صلاة وتفانٍ وجهوزيّة لكلّ خدمة وتأديتها بفرح. لذا يحتاج الكاهن الى نعمة الهية تقدّسه، ليكون أهلاً للوساطة المشاركة لدى الله والشعب، فلا يقيم الاسرار معتمداً فقط على "قوتها بفعل ذاتها"، بل من واجبه ان يتقدس هو بها اولاً لكي يمارس اسرار الكنيسة الخلاصية. الشعب بنتظرنا شهوداً للخلاص الذي نلناه، قبل ان يريدنا معلّمي الكلمة، وخادمي الأسرار، ورعاة مسؤولين لخلاص شعبنا.

اكتب اليكم، يا أحباءنا، لكي اهنئكم تكراراً بعيد ينبوع كهنوتنا راجياً لكم من الله، بشفاعة امنا مريم العذراء ام الكهنة نعمة تقدسنا جميعاً وبها نجدّد مواعيد كهنوتنا".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رسالة تحذيرية من الساحات اليمنية .. سنواجه أي تصعيد مهما كان حجمه (تفاصيل)

يمانيون / خاص

وجهت المسيرات المليونية التي شهدتها العاصمة صنعاء وعشرات الساحات في مختلف المحافظات اليمنية، اليوم الجمعة، رسالة استنفار شعبي وتعبئة جماهيرية غير مسبوقة، في ظل تصاعد العدوان على قطاع غزة،  تحت شعار “ثبات مع غزة وجاهزية واستنفار في مواجهة العدوان”، حملت هذه المسيرات خصوصية بالغة تتمثل في كونها إعلان استعداد كامل لمواجهة أي تصعيد جديد مهما كان مصدره أو حجمه.

هذا الاستنفار الشعبي اليمني،  يعكس وعيًا عميقًا بخطورة المرحلة، وبخاصة التهديدات المتزايدة من القوى الصهيونية بدعم أمريكي، ما يجعل من موقف اليمن خطوة استراتيجية تحذيرية تسبق أي تصعيد محتمل ، البيان الذي أدان بشدة جرائم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، لم يكتفِ بذلك، بل شدد على ثبات الشعب اليمني وتأييده الثابت لمقاومة الفلسطينيين، معتبرًا مواقفهم البطولية في غزة والضفة نموذجًا يُحتذى به.

في إطار هذه الرسالة، دعت المسيرات إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية، في محاولة لإضعاف الدعم الدولي للعدوان وتعزيز التضامن العربي والإسلامي على مستوى الشعوب والأنظمة. هذا التوجه يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية الدور الشعبي في مواجهة العدوان، عبر أدوات الاحتجاج الاقتصادية والسياسية، إلى جانب التعبئة الجماهيرية.

باختصار، تعكس مسيرات الجمعة في اليمن مشهدًا استثنائيًا من الاستعداد والجاهزية، يبعث تحذيرًا قويًا على المستوى الإقليمي والدولي، مفاده أن الشعب اليمني في حالة استنفار كامل، مستعد للدفاع عن غزة ودعم صمودها في وجه العدوان، مما يزيد من تعقيد حسابات القوى الصهيونية والأمريكية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • فوق السلطة: نتنياهو مكلف بتعجيل ظهور المسيح وهذا ما يفعله
  • رسالة تحذيرية من الساحات اليمنية .. سنواجه أي تصعيد مهما كان حجمه (تفاصيل)
  • جهود كبيرة تبذلها فرق الدفاع المدني لإخماد الحريق الحراجي الذي اندلع بين مشروع دمر وقصر الشعب
  • نقابة الصحافة حددت عطلة الصحف لمناسبة ذكرى عاشوراء
  • يحمل "5 رسائل".. ماذا يعني شعار سوريا الجديد؟
  • رسالة مؤثرة من المنجم بعد رحيله عن الشباب: “الله يكتب فيها الخير”
  • بعد لقائه الراعي... ماذا قال باسيل عن مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية؟
  • جمعية المصارف: نُرحّب بهذا القرار الذي يهدف إلى حماية جميع المودعين
  • رسالة من هالاند إلى الهلال السعودي.. ماذا جاء فيها؟
  • الجميّل التقي عبد المسيح.. وتشديد على ضرورة وضع جدول زمني لتسليم السلاح