لبنان ٢٤:
2025-05-18@15:49:19 GMT

رسالة من الراعي لمناسبة خميس الأسرار.. ماذا فيها؟

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

رسالة من الراعي لمناسبة خميس الأسرار.. ماذا فيها؟

 وجه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة إلى الكهنة لمناسبة خميس الأسرار 28 آذار 2024 بعنوان "أحبّهم إلى الغاية" (يو12:1)، جاء فيها:

"في عشائه الفصحي الأخير مع تلاميذه الأثني عشر، قبل آلامه وموته على الصليب في اليوم التّالي، "أحب يسوع خاصّته الذين في العالم، أحبّهم إلى الغاية". من فيض هذا الحب أسّس سرّي القربان والكهنوت، من أجل استمراريّة ذبيحة ذاته لفداء العالم، ووليمة جسده ودمه للحياة الإلهية فينا.

إنّ كهنوتنا وُلد من فيض هذا الحبّ الإلهي، ومنه يغتذّي وينمو، وبه يتجدّد باحتفالنا اليومي. وهو شهادة دائمة للمسيح، الكاهن والذبيحة. ففي عشائه الأخير "أخذ ربنا خبزًا وشكر وكسر وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري" (لوقا19:22). و"أخذ كأساً وشكر وبارك وناول تلاميذه وقال: هذا هو دمي، دم العهد الجديد الذي يراق لأجل الكثيرين" (مر 14: 23-24). بنعمة الكهنوت اقامنا المسيح خدام هذا الكنز وحراسه، لا ليفعل في النفوس بقوة الفعل فقط، بل ايضًا ليفعل فينا وفيهم بقوة تقديسنا الشخصي به، خاصة وإننا نعمل بشخص المسيح وباسم الكنيسة (راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1548-1553). لسنا في هذه الخدمة مجرّد آلة او عبّارة تمرّ من خلالها النعم الإلهية من دون ان نتقدّس بها. فالأرض التي تتقبل المطر ترتوي منه وتنقله الى سواها.

يُسعدني أن أنضمّ إليكم في هذا اليوم المملوء أسراراً، وأنتم متحلّقون حول أساقفتكم، حسّياً أو روحيّاً، في لبنان والنّطاق البطريركي وأبرشيّات الإنتشار، لتجدّدوا مواعيد كهنوتكم والطّاعة لرعاتكم، والأمانة للمسيح "الكاهن الأسمى" الذّي ائتمننا على تقدمة ذاته ذبيحة عنّا وعن البشر أجمعين، واجلسنا الى مائدة وليمة جسده ودمه، قوتاً لنا وللبشرية جمعاء. وهكذا تبنون جسد المسيح السّري مع المؤمنين في أبرشياتكم ورعاياكم.

فيطيب لي ان اهنّئكم، اخواني السادة المطارنة وكهنتكم الأبرشيين والرهبان بعيد تأسيس كهنوتنا، وبنظرة الحبّ الخاصة التي بها دعا المسيح الرب كل واحد منا. ونحن إذ أجبناه بحبّ في يومنا الأول، نجدد اليوم هذا الحبّ خاشعين امام سرّ حضوره في سرّ القربان المقدّس، الذي يسجد امامه المؤمنون والمؤمنات طيلة هذه الليلة المقدسة، ملبّين دعوة يسوع لرسله، ليلة آلامه، قائلاً: "اسهروا وصلّوا، لئلا تدخلوا في تجربة. فالروح راغب ومستعدّ، ولكن الجسد ضعيف" (مر38:14). بهذا الكلام يعلمنا أن ننتصر على تجربة الضعف والتراجع والقنوط بالسهر والصلاة.

كهنوتنا ليس منا، ولا طوع ارادتنا ورغبتنا. بل هو هبة ثمينة مجانية من قلب المسيح الذي يأتمننا عليها، فتصبح مسؤولية ثقيلة لأننا قبلناها بحريتنا وبفعل حبّ. بالكهنوت أقامنا الروح وسطاء حبّ بين الله والشّعب: كوسطاء لدى الشعب نحمل لهم العطايا الالهية، وكوسطاء لدى الله نحمل له صلاة الشعب، ونعوّض بشكل ما عن خطاياهم. هذه الوساطة هي مشاركة في وساطة المسيح الوحيدة والاساسية.

الكاهن كوسيط مشارك مدعو ليعكس وجه المسيح بأُبوّته وقربه من شعبه وبحنانه ومشاعره الإنسانيّة. هذه الأبوّة يطلبنا منا شعبنا. وينتظرها مجسّدة في المسلك وطريقة التعاطي والممارسة والخدمة والكلام والعلاقات. ويطلب الشعب منا ان نكون كهنة صلاة وتفانٍ وجهوزيّة لكلّ خدمة وتأديتها بفرح. لذا يحتاج الكاهن الى نعمة الهية تقدّسه، ليكون أهلاً للوساطة المشاركة لدى الله والشعب، فلا يقيم الاسرار معتمداً فقط على "قوتها بفعل ذاتها"، بل من واجبه ان يتقدس هو بها اولاً لكي يمارس اسرار الكنيسة الخلاصية. الشعب بنتظرنا شهوداً للخلاص الذي نلناه، قبل ان يريدنا معلّمي الكلمة، وخادمي الأسرار، ورعاة مسؤولين لخلاص شعبنا.

اكتب اليكم، يا أحباءنا، لكي اهنئكم تكراراً بعيد ينبوع كهنوتنا راجياً لكم من الله، بشفاعة امنا مريم العذراء ام الكهنة نعمة تقدسنا جميعاً وبها نجدّد مواعيد كهنوتنا".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية

يوجينكس الهوس العرقي من صحابي بملامح زنجية يقتلني بالملل:
أخبرنا الشيخ نعوم تشومسكي مرارا وتكرارا إن استراتيجية الإلهاء هاي أحد أهم أدوات السيطرة . تعمل الإستراتيجية عبر تحويل انتباه الجمهور عن القضايا المهمة وافعال النخب السياسية والاقتصادية عن طريق تشتيت الكورة بإغراق الساحة المستمر بالتفاهة والمعلومات غير المهمة.

في هذا الصدد نذكر أن أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية ويقوض من أسس دولته. وتتحالف شرائح من الطبقة السياسية مع هذا العدوان وتوفر له المبررات والغطاء السياسي والإعلامي في الداخل والخارج.

ويتم إلهاء الشعب السوداني وصرف أنظاره عن قضيته المركزية إلي أشياء في قمة التفاهة مثل النقاء الجيني لشاب لا في عير ولا في نفير. ماذا يهم الشعب السوداني لو كان الفتي عباسيا أو هوسا أو شايقي أو أم بررو؟ لا شيء، هذه قضية تخص صاحبها ولا تهمنا في شيء. ومن أعتقد عن حق أو عن باطل أنه من عترة النبي الكريم، فله ذلك، ألف مبروك عليه، بخيت وسعيد، وإنشاء الله يخش الجنة لوج ويقفل الباب وراهو. جيناتك قضية تقتلني بالملل أيها الصحابي بملامح زنجية.

وتكنيك الإغراق لا ينحصر علي يوجينيكس نازية الهوس العرقي إذ أن الفضاء الإعلامي يمتلئ بكل أنواع الهراء الذي ما أنزل الله به من سلطان كما تشهد بذلك أزقة الكلبهاوس وتسجيلات وتسب وحتي قنوات الإعلام الأكثر رصانة.
بحث: ما هي أهم عمليات وتقنيات الإلهاء حاليا في الساحة السودانية؟
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الميقات في العمرة.. علي جمعة يكشف عن 4 أيام لا تجوز فيها
  • صلاة الحاجة.. تعرف على حكمها وفضلها وكيف تؤديها وماذا يقال فيها
  • رسالة مهمة من الرئيس السيسي لـ إسرائيل.. ماذا قال
  • رسالة من البطريرك يوحنا العاشر إلى بطريرك القدس ثيوفيلوس.. وهذا ما جاء فيها
  • مذيع “التناصح”: المسيح الدجال لن يحتاج حتى 5 دقائق ليجمع خلفه أغلب الليبيين
  • الجميّل: هذا هو المرشّح الشيعي الذي تحالفنا معه في زحلة
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية
  • عضو بإفتاء الغرياني: لا يجوز المشاركة في مظاهرة إسقاط حكومة الدبيبة لأن فيها مفاسد جمة
  • رسالة من إبراهيم سعيد داخل محبسه.. ماذا قال؟
  • في عيد ميلادها الـ56.. شام الذهبي توجه رسالة مؤثرة لوالدتها أصالة: "كل عام وانتي الدنيا وما فيها وتاج راسنا"