تشوير الطريق بحي الرشاد بتيفلت لتحذير السائقين من الحفرة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
تشوير الطريق بحي الرشاد بتيفلت لتحذير السائقين من الحفرة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى الحسين: مواكب تتحدى الزمان والمكان
5 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تموج كربلاء هذه الأيام بسيل بشري هائل، يتقاطر من كل فجّ، يتقدمه الحزن العميق ويعقبه الولاء الطقوسي، في مشهد يتكرر كل عام لكنه لا يفقد ألقه ولا رمزيته.
وامتدت الساحات بين ضريحي الإمامين الحسين والعباس لتتحول إلى صحن واسع من الحنين، حيث تتعانق النذور والدموع والتراتيل، وتعلو أصوات “اللطميات” فيما يخرّ الحضور على صدورهم ضرباً وجدانياً يعبّر عن انغراس الحكاية في القلوب.
وأُقيمت سرادقات كبرى على جانبي الطرق المؤدية إلى المرقدين الشريفين، بعضها اتخذ طابعاً دينياً خالصاً، حيث تُلقى الخطب وتُروى واقعة الطف، وبعضها الآخر خدمياً ينصب القدور ويوزع الطعام والماء والشاي في مشهد من التكافل المذهل.
وقال أحد القائمين على موكب “أبو الفضل العباس” في تغريدة له على منصة X: “خدمتنا لا تنتهي، ولو وقفنا على أرواحنا.. الحسين علّمنا أن العطاء لا سقف له”.
واحتشد الزائرون من دول شتى، قادمين من باكستان، وإيران، ولبنان، والبحرين، والهند، والكويت، إضافة إلى الزوار المحليين، فيما تسجّل المواكب الحسينية حضوراً لافتاً للجاليات الشيعية في أوروبا وأمريكا وأستراليا، حيث تعاد الطقوس بذات الحماسة، وتُترجم الحكاية إلى لغات مختلفة، دون أن تفقد رمزيتها أو صلتها بالمظلومية الأصلية.
وتوالت أسماء المواكب بحسب سرد واقعة كربلاء، فموكب “علي الأكبر” يسبق موكب “أبي الفضل العباس”، وموكب “الطفل الرضيع” يتقدمه صراخ شجيّ لطفل ملفوف بالقماش الأخضر، بينما توزع القصائد والرثائيات بدقة كأنها تقاويم مشاعر مؤطرة. وأحدثت هذه التسميات نوعاً من التراتبية الشعائرية التي تنسج سردية الطف في الزمان والمكان.
وقال “حسين اللامي”، أحد المشاركين من محافظة البصرة، في تدوينة على إنستغرام: “أنا أجي كل سنة…. ما أرتاح غير بكربلاء، ما أشبع غير بحزن الحسين”، في إشارة إلى المسيرات الراجلة التي باتت ظاهرة بارزة، خاصة مع اقتراب الأربعين، حيث تجاوز عدد المشاة المسجلين في الأعوام الماضية 20 مليوناً بحسب الإحصائيات الرسمية.
واستعرض عدد من المغردين صور المشاعل الملتهبة التي يحملها الشبان ليلاً، وهم يجوبون الأزقة في صمت كئيب يخترقه صوت الطبول، مشهد يختصر إرثاً عمره أكثر من 13 قرناً.
وتمخضت هذه الطقوس عن استعادة رمزية قوية للتاريخ، وتحولت المسيرات إلى ما يشبه “متحفاً حيّاً” يتحرك في الشوارع، ناقلاً رواية الحسين من الجبل إلى المنبر، ومن السيف إلى الذاكرة.
وارتفعت الأصوات بين المثقفين والإعلاميين حول معنى استمرار هذه التقاليد في عصر الحداثة، لكن رواد المنصات الرقمية دافعوا عنها بقوة، فكتب الصحفي العراقي مرتضى التميمي: “الحسين ما كان طقس.. كان مشروع ضد الظلم، وكل دمعة عليه تجدد هذا المشروع”.
واحتضنت كربلاء هذا العام أكثر من 13 ألف موكب حسيني مسجل، بحسب بيان للعتبتين الحسينية والعباسية، فيما شارك آلاف المتطوعين من قوات الأمن والحشد والهيئات الخدمية في تنظيم الحشود وتقديم الدعم اللوجستي.
وأصبحت المدينة نموذجاً حياً للتنسيق الشعبي والديني في مشهد مذهل يجمع بين الألم والاحتفاء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts