لبنان ٢٤:
2025-06-24@11:17:47 GMT

ثروة بيئية للبنان مهددة.. هل من ينقذها؟

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

ثروة بيئية للبنان مهددة.. هل من ينقذها؟

كتبت زيزي اسطفان في "نداء الوطن": صورة طيور اللقلق البيضاء وهي ترتاح على أغصان أشجار الصنوبر في حرج حاريصا شكلت فرحة للعيون، كما شكّل قبلها الفيديو المتداول لمجزرة الطيور العابرة بالأسلحة الحربية صدمة للعقول. فكيف يتساوى الجمال والقبح على أرض واحدة؟ الخبراء يجزمون أنه لو عرف الناس قيمة الطيور لما تجرأوا على التطاول عليها.

قوى الأمن تقوم بواجباتها حين تعرف بالمخالفة ووزير البيئة متعاون لكن عين الدولة بصيرة ويدها قصيرة وقاصرة، والجهود والإمكانيات أقل بكثير مما هو مطلوب لحماية الطيور.
خضة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل، وبيئيون يطرحون الصوت وينادون بالفضيحة كلما نشر أحدهم صورة لأكوام طيور اصطادها وعرضها كغنيمة يتباهى بها. لكن ما يحدث في الخفاء وبعيداً عن أعين الكاميرات في حق الطيور العابرة والمفرّخة والمقيمة في لبنان يرتقي الى مصاف جريمة بيئية مستمرة يتم تجاهلها لأسباب كثيرة، ليس أقلها غياب الوعي والتوعية عن الدور الكبير الذي تلعبه الطيور في النظم البيئية، وصولاً الى عدم القدرة على مراقبة الصيد الجائر الذي يفتك بالطيور. ما يصيب الطيور العابرة يتخطى قصة الصيد بحسب ما يشرحه لـ»نداء الوطن» فؤاد عيتاني رئيس جمعية حماية الطيور في لبنان، فعوامل كثيرة تساهم في الضرر، الى جانب الصيد الجائر للطيور المحمية والمهددة بالإنقراض، منها التلوث، فقدان موائل الطيور بسبب اجتياح البناء وتراجع الأحراج، ارتفاع أبراج الاتصالات، خطوط التوتر العالي، مراوح الطاقة، استخدام المبيدات الزراعية والتغيير المناخي. ويضيف عيتاني أن أهمية الطيور العابرة لا يتنبه لها معظم الناس بسبب نقص التوعية حول الموضوع، لأن بعض أنواعها مثل اللقلق والعقبان والصقور تقضي على الجراد والحشرات والقوارض التي تفتك بالمحاصيل الزراعية خلال عبورها النهاري، وكذلك تفعل الطيور التي تعبر ليلاً مثل البومة. وثمة طيور عابرة، مثل النسر الأسمر والنسر المصري والأسود، تقوم بتنظيف الطبيعة من جيف الحيوانات النافقة، أما الطيور الأصغر فتقضي على الحشرات والديدان فتخفف بذلك من الحاجة الى استخدام المبيدات وتعزز بالتالي نوعية الخضار وصحتها، فالسنونو مثلاً او طائر الخطّاف هي طيور تأكل ما يعادل وزنها من البرغش، أما الصلنج وأبو زريق فتأكل الحشرات الضارة التي تفتك بشجر الأرز واللزاب والسنديان، فيما طيور الهدهد والمنجال والوقواق فتقضي على دودة الصندل الضارة التي تصيب الصنوبر.

وفي حين يتعامل البشر بقسوة مع الطير للتسلية والتجارة فإن الطير على عكسهم يغدق عليهم منافع كثيرة. ويشرح الخبير فؤاد عيتاني فائدة ما تقوم به بعض أنواع الطيور الى جانب القضاء على الحشرات والحفاظ على الأنظمة البيئية، عدا عن أن الطيور الصغيرة تساهم في إعادة تشجير غابات لبنان، فالكيخن مثلاً يبتلع بذور اللزاب في معدته ليفرغها من جديد في مكان آخر فتنمو وتكبر، أما ابو زريق فيخبئ البلوط الذي تحمله شجرة السنديان في أمكنة من التراب ليأكلها متى احتاجها، لكنه يترك الكثير منها فتنمو وتتحول الى شجيرات. ويمكن القول إن 30% من الطيور الصغيرة مسؤولة عن تلقيح الأزهار مثلها مثل النحل وبالتالي عن استمرارية الحياة...

لبنان يملك ثروة بيئية مجهولة من معظم أهله فهو غني بـ420 صنفاً من الطيور التي تتوزع بين طيور عابرة تمر فوقه، وأخرى تمضي الشتاء فيه أو الصيف لتفرخ صغارها إضافة الى طيوره المقيمة مثل البلبل والحجل والدوري والحسون والشحرور. ويعود هذا التنوع الى تنوع المناطق اللبنانية بين جبلية وساحلية وشبه صحراوية كما في رأس بعلبك وهي تؤمن موائل مختلفة للطير، وهذا الغنى، برأي عيتاني ومحبي البيئة، يمكن ان يتحول الى مادة سياحية بيئية تجتذب البيئيين والباحثين ومحبي الطبيعة والتصوير، شرط ان يحافظ لبنان على طيوره ويحترم الاتفاقيات المعقودة مع الدول الأوروبية لحماية الطيور العابرة وأبرزها طائر اللقلق الذي يعتبر رمزاً لدولة بولندا. وقد سعى لبنان قبل ازماته لعقد اتفاقية حماية اللقلق مع بولندا أيام وزير البيئة الاسبق فادي جريصاتي والتي ساهمت بتراجع صيد هذا الطائر بشكل كبير، لكن مع تبدّل الأولويات وتراكم الأزمات تمّت إشاحة النظر عن المراقبة وعادت الطيور العابرة الى دائرة الخطر.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

صرف صحي الإسكندرية تستضيف الملتقى الثاني لمأمونية الحمأة.. « نحو إدارة بيئية متكاملة وفق المعايير الدولية»

استضافت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية اليوم، الثلاثاء، فعاليات الملتقى الثاني لمأمونية الحمأة، بحضور اللواء محمود نافع، رئيس الشركة.

وشهد الملتقى مشاركة واسعة من قيادات قطاع الصرف الصحي، وممثلي الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى مسؤولي الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ورؤساء وممثلي الشركات التابعة من مختلف المحافظات.

في كلمته الافتتاحية، شدد رئيس صرف مياه الإسكندرية على الأهمية المحورية لهذا الملتقى كمنصة للتشاور وتبادل الخبرات بين الشركات العاملة في قطاع الصرف الصحي، مؤكداً أن تطوير إدارة الحمأة يُعد ركيزة أساسية لتحقيق كفاءة التشغيل، وتعظيم الاستفادة من نواتج المعالجة، فضلًا عن كونه استحقاقًا بيئيًا ملحًا.

أضاف رئيس المياه أن الملتقى يأتي في إطار الجهود المستمرة لتطوير منظومة إدارة الحمأة داخل مرافق الصرف الصحي، وضمان مأمونيتها البيئية والصحية، موضحا أن هذه الجهود تشمل جميع مراحل التعامل مع الحمأة، بدءًا من المعالجة، مرورًا بعمليات النقل والتداول، ووصولًا إلى إعادة الاستخدام أو التخلص الآمن، وذلك وفقًا لأحدث المعايير القومية والدولية.

وأشار رئيس مياه الإسكندرية إلى أن تنظيم الملتقى يتماشى مع خطة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لدعم الاستدامة البيئية والفنية، وتعزيز الوعي المؤسسي بأهمية الإدارة المتكاملة للحمأة، بما يتوافق مع أهداف الدولة لتحقيق رؤية التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.

تضمن جدول أعمال الملتقى سلسلة من الجلسات الفنية والعروض التقديمية التي ناقشت عددًا من المحاور المحورية، شملت هذه المحاور أفضل الممارسات في تشغيل محطات المعالجة، وآليات الحد من المخاطر المرتبطة بتداول الحمأة، بالإضافة إلى استعراض تجارب ونماذج ناجحة في تطبيق ضوابط المأمونية، كما تناول الملتقى دور التقنيات الحديثة في تحسين كفاءة المعالجة، والجوانب التنظيمية والرقابية لتعزيز الإدارة المستدامة للحمأة.

وتم خلال الملتقى استعراض الدليل الإرشادي لمأمونية الحمأة، ومناقشة نتائج تطبيقه التجريبي داخل عدد من الشركات، كما تمت مناقشة التحديات الميدانية التي تواجه فرق التشغيل والصيانة، مع التأكيد على أهمية بناء القدرات الفنية وتوفير التدريب المستمر للعاملين في هذا المجال الحيوي.

وشهد الحضور عرضًا تفصيليًا لتجربة موقع "9ن" وعاصم الحمأة بمحطة التنقية الشرقية بالإسكندرية، كنموذج رائد في تطبيق مفاهيم المأمونية البيئية. واستعرضت الشركة نجاحها في تطوير منظومة التداول بالموقع، من خلال تحسين البنية التحتية، وتطبيق إجراءات صارمة لضبط الجودة، والتوسع في استخدام الحمأة المعالجة في مجالات الزراعة وإنتاج الطاقة، بما يتوافق مع المعايير المحلية والدولية.

مقالات مشابهة

  • صرف صحي الإسكندرية تستضيف الملتقى الثاني لمأمونية الحمأة.. « نحو إدارة بيئية متكاملة وفق المعايير الدولية»
  • التارقي: ليبيا مهددة بأن تصبح مصدر قلق زراعي إقليمي بسبب الجراد
  • منسى دان التفجير الارهابي الذي استهدف كنيسة في دمشق
  • الرئيس عون استقبل بطلات الجمباز القاضي: صورة مشرقة للبنان في المحافل الدولية
  • جمعية بيئية تفسر ظاهرة انتشار الأفاعي بالمدن المغربية
  • كأس العرب للأندية مهددة بالتأجيل.. التوترات الإقليمية تلقي بظلالها على البطولة المرتقبة في مصر
  • الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة
  • تحذير بريطاني للبنان: تداعيات خطيرة في حال أي تدخل في الصراع
  • ثروة تحت جذور الزيتون… تركيا تبدأ التنقيب بشرط “اقتلاع منظم”
  • بريطانيا للبنان: نشدد على أهمية البقاء خارج الحرب الإيرانية الإسرائيلية