مهنة تنتعش في رمضان.. تحايل على أوجه الخير
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
تنشط ظاهرة التسول في رمضان، أكثر من بقية الأشهر الأخرى، لاستجداء عاطفة الناس في هذا الشهر الفضيل، وإقبالهم على فعل الخير والعطاء، وحرصهم على المسارعة في مد يد العون للمحتاجين والفقراء، من أجل الفوز بالأجر والثواب المضاعف في رمضان، حيث يستغل المتسولون هذه الأوقات للتسول، حاملين أوراقاً ليس لها مصدر، مدعين أنها تقارير طبية أو قضية مالية، أو أنهم يحتاجون للمال بحجة شراء الطعام والشراب أو تذكرة سفر للعودة إلى بلدهم، وغيرها من الحجج الوهمية، التي تخدع الشخص المحسن.
المواطنون يقعون أحياناً ضحايا بين مخافة الله تعالى من عدم إعطاء السائلين خوفاً من الحاجة الحقيقية، وبين عدم الحاجة والتمثيل والنصب والإحتيال! حيث يستغل المتسولون رمضان كشهر خير للعزف على أوتار الرحمة والعطاء والصدقة والزكاة.
هؤلاء المتسولون يسيئون للدين والوطن والإنسانية، فهنالك فنون جديدة للتسول بإسم الجمعيات والأندية ومنظمات المجتمع المدني، وبإسم الإنسانية وغيرها.
أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان الى ازدياد أعداد المتسولين في الشوارع بشكل كبير، من أطفال وشباب ونساء ومسنين، أغلبهم من النازحين السوريين، وذلك لعدم قدرة الدولة، على مر السنوات الماضية، على إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تتزايد مع تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد.
اضافة الى ذلك، فإن المواطنين اشتكوا من خرق خصوصياتهم في أثناء تجولهم في الشوارع، او جلوسهم في المقاهي، ومن الخطر الذي يستشعرونه بسبب ملاحقة المتسولين لهم.
كما يتبع المتسولون أسلوب الإحراج عند استهداف الشخصيات، ولاسيما ممن تقلهم سيارات فارهة، ولا يتورعون في ارتداء الألبسة البالية والمبالغة في الإلحاح و"تقبيل الأيادي لنيل مرادهم ما دامت الغاية تبرر الوسيلة". وغالباً ما يعمدون إلى تقديم "الطعم" للمستهدفين، وذلك عبر اختيار الأطفال الصغار، وخاصة دون سن المدرسة كمتسولين ووسيلة لاستدرار العطف، في حين تلجأ النساء إلى حيلة حمل الأطفال الرضع لطلب ثمن الحفاضات والحليب المرتفع الثمن، للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من مال "الشحادة".
يحرص المصلون في هذه الأيام على أداء صلاة التراويح التي تضفي طابعا خاصا على أجواء رمضانية رائعة، لكن في مقابل هذا، تطفو على السطح عادات سيئة سلبية قد تذهب حلاوة هذا الضيف الكريم خصوصا وأنها تشهد انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة، ألا وهي ظاهرة التسول التي أصبحت من الظواهر المشوهة للأحياء والمساجد وأصبحت المكان المفضل للمتسولين خلال شهر رمضان لاستعطاف المصلين بصفة خاصة إذ يتفاجأ ويشتكي المتوجه إلى الصلاة كل يوم من الأعداد الهائلة من المتسولين الذين يستغلون فرصة هذا الشهر الكريم لجمع الأموال.
وامام هذه الظاهرة الخطيرة، تتعالى الأصوات مطالبة القوى الامنية باتخاذ تدابير وقائية تمنع انتشارها خصوصا انها تقلق الأهالي. إبداعات وفنون المتسولين تعدت الخيال ولم يعد المتسول هو ذلك الضرير المتدثر بملابس رثة حيث خرجت من كونها احتياجا موقتا للفرد في اضيق الحدود الى وظيفة يمتهنها الوافدون في كل الأوقات داخل المدينة واحيائها وتجارة رابحة لهم وليس احتياجا بل تطورت واصبحت عملية منظمة لها هيكلها الوظيفي المتدرج يبدأ من متسول في الميدان الى الرئيس المشرف على كل مجموعة.
ظاهرة التسول تشكّل خطراً موقوتاَ في المنطقة، لاعتبار التسول جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس لمدة شهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، إلى جانب معاقبة من يقوم بالإتجار بالأطفال والفتيات وإجبارهم على التسول، من منظمات وأشخاص.
ولعل غياب رقابة الجهات المعنية أو شبه غيابها لرصد ومعالجة الظاهرة المستشرية والمستفحلة بشدة في شهر الصيام، يعتبره البعض حرمة لهذا الشهر من إلحاق أي ضرر بالناس، ومنهم محترفو التسول.
هناك فرق بين السؤال والتسول، فالسؤال في حد ذاته ليس محرما إذا كان الإنسان بحاجة لسد ضروراته لكن يجب ان يكون بعدم إلحاح وإن كان من الأفضل ألا يسأل أحد الناس. أما المتسول فهو الذي يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط مما اقترفه من التسول بغير حاجة فإنه أيضا يحرم المتعففين المستحقين من حقهم في مال الأغنياء. فلا يجوز لأحد أن يسأل دون وجه تفتيرا وأكلا لأموال الناس بالباطل.
تُشكّل ظاهرة التسول خطراً حقيقياً على المجتمع، حيث تُؤدّي إلى إعاقة مسيرة الحياة من خلال تعطّل العمل وانتشار الأشخاص غير المنتجين الذين يعجزون عن العمل وحمل المسؤوليات، فيعتمدون على غيرهم في تأمين احتياجاتهم، لذلك لا بدّ من الكشف عن الآثار السلبية المترتبة عن ظاهرة التسوّل، ومحاولة معرفة الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية، والأمنية لهذه الظاهرة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ظاهرة التسول
إقرأ أيضاً:
سنن يوم الجمعة.. وصايا نبوية تفتح لك أبواب الخير
سنن يوم الجمعة.. أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بعدة أمور نفعلها يوم الجمعة لها أجر وفضل كبير، وسوف نذكرها فى السطور القادمة.
سنن يوم الجمعة
الاغتسال والتطيب والتسوك، فقد روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ».
-قراءة الإمام في فجر الجمعة لسورتي السجدة والإنسان كاملتين، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ {الم . تَنْزِيلُ} [السَّجْدَةَ]، و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان]».
ويرجع ذلك لأن هاتين السورتين تحدثتا عمّا كان، وما يكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، وليس كما يعتقد البعض أن ذلك لأجل السجدة.
-التبكير إلى الصلاة
يتهاون الكثير من المسلمين في التبكير إلى الصلاة لدرجة أنّ بعضهم لا ينهض من فراشه، أو يغادر داره إلاّ بعد صعود الخطيب على المنبر، وبعضهم قبل بدء الخطيب خطبته بدقائق، وقد ورد في الحث على هذه النقطة عدة أحاديث منها: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأوّل فالأوّل، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكّر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة".
-ويستحب أيضا صلاة المسلم ركعتين تحية المسجد، حتّى وإن بدأت الخطبة: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يَخْطُبُ يوما في أصحابه فدَخَلَ رَجُلٌ فجلس فرآه النبي فقطع الخطبة فسأله أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
-الإصغاء للخطيب والتدبّر، فعن أبي هريرة، ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلَّى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام»؛ رواه مسلم (857)، وعن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت»؛ رواه مسلم (934).
-قراءة سورة الكهف، قال (صلى الله عليه وسلّم): «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء».
-تحري ساعة الإجابة، حيث في يوم الجمعة ساعة إجابة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة».
-الصلاة على النبي
الإكثار من الصلاة على النبي من سنن يوم الجمعة لما ورد أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
-قراءة العشر الأواخر من سورة الكهف، فقد قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».