#سواليف

#الجبهة_الداخلية: #صمام_أمان #الاستقلال و #مستقبل_الأردن

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
أستاذ العلوم السياسية – جامعة اليرموك

في خضم الاحتفالات الوطنية بعيد الاستقلال، يقف الأردنيون وقفة تأمل واعتزاز، يستعيدون من خلالها محطات مشرقة من مسيرة الكفاح الوطني الذي صنعه الهاشميون، ورسّخه شعبٌ أبيّ قدّم التضحيات الجسام ليبقى هذا الوطن منيعاً، حراً، وموحّداً.

مقالات ذات صلة اثنا عشر مؤشّراً لواقع الضمان اليوم 2025/05/25

لكن في زمن الأزمات المتلاحقة، والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، تبقى الجبهة الداخلية هي الرهان الحقيقي، والدرع الأهم الذي يحمي استقلال الأردن ويصون مكتسباته. فلا اقتصاد، ولا سياسة، يمكن أن تصمد أمام العواصف إن لم تكن الجبهة الداخلية صلبة، متماسكة، قائمة على الثقة والعدل والاحترام المتبادل بين الدولة والمواطن.

إن تدعيم هذه الجبهة لا يتحقق بالخطابات والشعارات، بل بتعزيز منظومة متكاملة من الشروط والخصائص الجديدة، وفي مقدمتها: تكريس سيادة القانون على الجميع بلا استثناء، ومحاربة الفساد بجرأة وشفافية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوزيع مكتسبات التنمية بشكل متوازن بين المركز والأطراف، وتوسيع المشاركة الشعبية في صناعة القرار. المواطن الذي يشعر بأنه شريك لا تابع، ومصدر للسلطة لا مجرد متلقٍ للتوجيهات، هو وحده القادر على حماية الدولة والدفاع عنها في أحلك الظروف.

ولا يمكن فصل الجبهة الداخلية عن مساحات الحرية، فكل تقييد للكلمة الحرة هو تفكيك ضمني لنسيج الثقة بين الناس ودولتهم. كل اعتقال لصاحب رأي، وكل تجاهل لمطالب الشباب، وكل تهميش للكفاءات، هو إضعاف للحصن الداخلي الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وفي مقابل هذه التحديات، لا بد من الإشادة بالحكمة الهاشمية التي حافظت على توازن الأردن وسط إقليم ملتهب. جلالة الملك عبد الله الثاني، ومن قبله الراحل العظيم الحسين بن طلال، قادوا البلاد في ظروف بالغة التعقيد، ونجحوا في تجنيب الأردن كوارث الحروب والانقسامات، بفضل سياسة عقلانية وقراءة دقيقة للواقع والمستقبل.

ورغم كل ما واجهته الدولة من ضغوط وتحديات، بقي الشعب الأردني وفيًّا لوطنه وقيادته، مقدّماً أروع صور التضحية، في الساحات كما في الميادين. فالشهداء الذين رووا تراب الوطن، والمعلم الذي يصنع الوعي، والعامل الذي يكدّ في مصنعه، والطالب الذي يحلم بغدٍ أفضل، كلهم شركاء في صناعة استقلال يتجدّد كل يوم بالإرادة لا بالشعارات.

إن المطلوب اليوم ليس فقط الاحتفال بذكرى الاستقلال، بل تجديد معانيه في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. علينا أن نترجم حبنا للأردن إلى فعلٍ جماعيٍّ صادقٍ، نُعيد فيه بناء الثقة، ونجعل من الدولة منصة للعدل والكرامة، لا ساحةً للصراعات أو الامتيازات.

الاستقلال ليس فقط تاريخاً نحتفل به، بل مسؤولية جماعية ننهض بها، نحو مستقبل يصنعه الأردنيون بسواعدهم وعقولهم وأحلامهم، في ظل قيادة هاشمية رشيدة، وشعب عظيم يستحق الحياة الكريمة والدولة العادلة.

في عيد استقلالنا، نحيي قيادتنا الحكيمة، ونبارك لأبناء شعبنا الأبيّ، ونجدد العهد بأن نبقى أوفياء للأردن، حاملين راية الحق، مدافعين عن حريته وكرامة أبنائه، لتبقى الجبهة الداخلية أقوى من كل المؤامرات، وأبهى من كل المناسبات.

كل عام والأردن بخير، أقوى، أعدل، وأكثر صلابة في وجه التحديات.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف صمام أمان الاستقلال مستقبل الأردن الجبهة الداخلیة

إقرأ أيضاً:

الاستقلال ليس يوماً ، بل مسيرة شعب…

صراحة نيوز ـ م مدحت الخطيب

نعم، الاستقلال هو لحظة تحوّل من زمن القيد إلى أفق الحرية ،هو الولادة الثانية للوطن
هو الجمال الذي نضج في القلوب، وتوهّج في الأرواح، واكتمل بدم الشهداء وهمس الأمل في صدور الأمهات.

في الاستقلال، لا نحتفل بيوم، بل نحيا قصة…
قصة وطن آمن بحلمه، فصنع مجده، وعلّم أبناءه أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع.

في الخامس والعشرين من أيار عام 1946، أعلن الأردن استقلاله، ليبدأ عهدًا جديدًا من البناء والتقدم، وليؤسس دولة حديثة تقوم على أسس العدالة والمساواة والولاء لوطن نفديه بالمهج والأرواح.
إن عبارة “وطن نفديه بالمهج والأرواح” لم تكن يومًا مجرد زينة للخطب أو شعارًا لحظيًا، بل عقيدة راسخة تتجدّد في كل جيل، ويترجمها المواطنون في أفعالهم اليومية واستعدادهم الدائم للذود عن أرضهم ومقدساتهم.

ومنذ ذلك الحين، ظل الاستقلال عنوانًا للأمل، ومصدر إلهام لكل من يؤمن بأن الحرية حق، والسيادة مسؤولية، والانتماء شرف.

الاستقلال الأردني هو ثمرة تضحيات رجالات الوطن، من جنودٍ وساسةٍ وشيوخٍ ومثقفين وعمال ومهنيين، آمنوا بالأردن وطنًا وقيادة، وضحّوا من أجله.
وهو بداية لمسيرة لا تزال مستمرة حتى اليوم وستبقى بعون ألله، حيث يواصل الأردنيون العمل لترسيخ الأمن، وتعزيز الديمقراطية، وتحقيق التنمية المستدامة التي يبحث عنها المواطن البسيط..

ولأن الأردن ليس كأي وطن، بل هو أرض الرسالات، وملتقى الحضارات، ومهد العروبة، فإن له قُدسيّته التي لا تُمس، ومكانته التي لا تُجارى،
ففي كل ذرة من ترابه حكاية صبر، وفي كل وادٍ من وديانه صوت الأجداد الذين بنوا هذا الوطن بعرقهم ودمهم وتضحياتهم..

واليوم وفي العيد 79 ، يمضي الأردن بثقة نحو المستقبل، ثابتًا في مواقفه، صامدًا أمام التحديات، محافظًا على استقلاله وقراره الوطني، ومتمسكًا بدوره العروبي والإسلامي والإنساني.

وفي ذكرى الاستقلال، يقف الأردنيون صفًا واحدًا، يجددون العهد والولاء، ويعاهدون الوطن على أن يظل منيعًا، حرًا، عزيزًا، شامخًا كما أراده الآباء المؤسسون.

فكل عام والأردن بخير،
وكل عام وجيشنا وقيادتنا وأجهزتنا الأمنية درع الوطن،
وكل عام وشعبنا الأبي أكثر تماسكًا ووحدة…

مقالات مشابهة

  • الملك عبدالله الأول.. سيرة قائد ومؤسس نقش اسمه في ذاكرة وطن
  • عيد الاستقلال، عين على التعليم..!
  • القيادة تهنئ رئيس الأرجنتين وملك الأردن بذكريَي اليوم الوطني ويوم الاستقلال لبلادهما
  • الاستقلال …… عزائمُ الأجيال
  • من إمارة إلى مملكة… قصة الأردن العظيم ومسيرة الاستقلال المجيد
  • الاستقلال ليس يوماً ، بل مسيرة شعب
  • الاستقلال ليس يوماً ، بل مسيرة شعب…
  • بدء فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال اليوم
  • القبيلة اليمنية .. صمام أمان الوحدة وركيزتها الصلبة