الطفل كرم شاهد على جرائم الاحتلال.. مات وهو يعاني المرض والجوع والعطش
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
على مدار 9 أيام متتالية، تعرّض كرم لحصار مُحكم داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، قبل أن يسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي له ولوالدته بالمغادرة نحو مستشفى كمال عدوان، وهو في وضع صحي متدهور وخطير.
9 أيام بلا علاج أو غذاء
الأيام التسعة التي قضاها الطفل كرم دون تلقّي العلاج اللازم في ظل شحّ بالماء والطعام، زادت من خطورة وضعه الصحي، إلى أن توفّي بعد 3 أيام فقط من وصول إلى في مستشفى كمال عدوان.
ولا يسمح جيش الاحتلال بتوفير أي رعاية للمرضى، أو طعام لآلاف النازحين والممرضين في المستشفى الذي دمّر أجزاء كبيرة منه وحرق أخرى.
رحلة علاج لم تكتمل
بعد السماح لها بمغادرة مستشفى الشفاء، تمكنت الأم المكلومة وطفلها من الوصول إلى مستشفى كمال عدوان رغم مشقّة الطريق، حيث قطعت مسافات طويلة وهي تحمله على كتفيها.
لم تلتفت الأم الفلسطينية لثقل طفلها، فكل ما كانت تسعى إليه بكل قوّتها هو الوصول إلى أقرب مستشفى لتقديم العلاج الضروري وضمان توفير الماء والطعام له.
منذ 3 أشهر، والطفل كرم يعاني، من استفراغ مستمر وإسهال وارتفاع في درجة الحرارة، ما تطلّب إخضاعه للعلاج والرعاية الطبية داخل المستشفى.
ولكن، لم يكن بالإمكان تلبية احتياجاته الطبية بشكل كافٍ في مستشفى الشفاء، نظرا لاستهداف المستشفى من قبل جيش الاحتلال، وتعرضه للاقتحام والحصار وحرق مبانٍ وتدمير أخرى.
"تمنيت شراء ثياب عيد لطفلي"
لم تتخيل الأم الفلسطينية، التي أخفت ملامحها دموعها التي كانت تسيل بغزارة على وجنتيها، أن يموت طفلها أمامها دون أن تكون قادرة على فعل شيء لإنقاذ حياته.
كانت أم الطفل كرم تتمنى أن تشتري له ثياب عيد الفطر، ليرتديها ويفرح بقدوم العيد، على الرغم من أجواء الحرب المستمرة على القطاع منذ نحو 7 أشهر.
تقول أم كرم: "كان طفلي يعاني من استفراغ وإسهال وسخونة (ارتفاع حرارة)، لذا توجهت به إلى مستشفى الشفاء".
وتضيف: "أثناء وجودي هناك، تمت محاصرتنا واقتحام المستشفى من قبل الجيش الإسرائيلي".
وتتابع: "احتجزنا هناك مدة 9 أيام، دون أن نحصل على أي نوع من الطعام أو السوائل أو العلاجات، وكان طفلي يعاني من العطش، فأعطيناه محلول ملحيّ".
وتتابع: "بعد 9 أيام، سمح لنا الجيش بالمغادرة نحو مستشفى كمال عدوان، وكان طفلي في حالة إعياء شديدة".
وخلال الأيام الأخيرة له في المستشفى، نفد مخزون الطعام والمياه داخل المستشفى، مما دفع والدته إلى إعطائه المحلول الملحيّ (normal saline) الخاص بالمرضى ليشربه، إلا أن جسده الضعيف ما لبث أن استسلم ليفارق الحياة مريضا جائعا وعطشانا.
والخميس، حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من مغبة انهيار النظام الصحي بقطاع غزة المحاصر، مشيرا إلى وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36.
ومنذ بدء حربها على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.
وخلّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ولليوم الـ14، يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام مجمع الشفاء الطبي وحصاره، ما أسفر عن العديد من الشهداء والجرحى.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة مجمع الشفاء حصاره غزة حصار طفولة مجمع الشفاء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مستشفى کمال عدوان مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
إقامة مستشفى عسكري طبي جراحي ميداني بإقليم تزنيت
في إطار الأنشطة الإنسانية الموازية للتدريبات المغربية الأمريكية المشتركة « الأسد الإفريقي 2025″، التي تنظم بناء على تعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يقام مستشفى عسكري طبي جراحي ميداني على مستوى الجماعة الترابية أنزي (إقليم تزنيت).
ويضم المستشفى المقام خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 23 ماي الجاري، أطرا عسكرية طبية مغربية وأمريكية تتكون من 271 طبيبا وممرضا لتقديم الخدمات الطبية لفائدة ساكنة المنطقة.
ويتوفر هذا المستشفى على وحدات طبية وجراحية ووحدة استشفائية بسعة 20 سريرا قابلة للتمديد حسب الحاجة الطبية، ووحدة للتعقيم الطبي، ووحدة رقمية للفحص بالأشعة، ووحدة للتحاليل الطبية، وجناح لطب الأسنان وصيدلية ووحدات للمصالح الاجتماعية.
كما يوفر هذا المستشفى العسكري الطبي الجراحي الميداني عدة تخصصات طبية، منها أمراض القلب والشرايين، طب النساء، أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الأنف والحنجرة والأذن، أمراض الجلد، الطب الباطني، طب العيون، جراحة العظام، الجراحة العامة، طب الأطفال ووحدة المستعجلات.
ومنذ الشروع بالعمل في هذا المستشفى، فقد تم تقديم أزيد من 44 ألف خدمة طبية لفائدة 12 ألفا و480 مريضا، وإجراء 380 عملية جراحية، كما تم تزويد 4268 شخصا بنظارات طبية، وكذا توزيع 9068 وصفة طبية بالمجان.
وبالمناسبة، قام اليوم الأربعاء وفد رفيع المستوى من أركان حرب المنطقة الجنوبية والجيش الأمريكي، بزيارة هذا المستشفى الطبي الجراحي الميداني.
وخلال هذه الزيارة، تابع أعضاء الوفد برئاسة الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب المنطقة الجنوبية، واللواء أندرو جيني، قائد فرقة المهام الجنوبية الأوربية التابعة للجيش الأمريكي في إفريقيا، شروحات حول أهداف هذه المبادرة والموارد البشرية واللوجستية المجندة لإنجاح هذه العملية الإنسانية، وكذا الخدمات المختلفة التي تقدمها هذه المؤسسة الطبية لفائدة الساكنة المحلية.
وتتواصل مناورات « الأسد الإفريقي 2025 » التي انطلقت يوم 12 ماي الجاري، بكل من أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت.
وتهدف هذه التدريبات، إلى تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتطوير التشغيل البيني، وتقوية قدرات التدخل في سياق متعدد الجنسيات، وذلك بغية تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
كلمات دلالية تزنيت مستشفى ميداني مناورات الأسد الافريقي