أين الطريق إلى حمام منجاب؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
بقلم / محمد على نور الدين
القاهرة(زمان التركية)- يحكى أنه كان هناك قديما حمام تغتسل فيه النساء، وكان بجوار الحمام دار لرجل بابه أشبه بباب ذلك الحمام.
مرت جاريه حسنه المظهر، وكان صاحب الدار واقفا أمام داره ولجهلها بمكان الحمام سألت ذلك الرجل، قائله ( أين الطريق إلى حمام منجاب ؟؟؟؟؟)
فقال لها وقد فتنه جمالها، هذا حمام منجاب وأشار ادإلى بيته، دخلت الجاريه فدخل ورائها قاصدا هوى الشيطان، وأغلق عليه وعليها باب الدار.
لتجد المرأة نفسها والرجل في مكان واحد فما كان منها ألا أن تلجأ لأن تتخلص منه بالحيلة والخداع، فاظهرت المرأه البشر والفرح باجتماعهما سويا كحيله منها للتخلص منه، ثم قالت له ألا تشترى لنا مالذ وطاب من الطعام والشراب بما يطيب به
عيشنا وتقر به عيوننا.
فرح الرجل وصدق قولها وقال، الساعة آتيك بما تريدين وبكل ما تشتهين، ومضى مسرعا وهى فى الدار ولم يغلق باب داره.
رجع الرجل بأنواع الطعام والشراب، وحينما دخل الدار لم يجد المرأه ليجن جنونه وهيمانه وأخذ يمشى في الطرقات قائلا، يارب قائله يوما وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب.
طاف البلاد شرقها وغربها شمالها وجنوبها باحثا عن المرأه الحسناء، لكن لم يجدها فاشتد جنونه وسط البلاد.
ذاع صيت الرجل وسط البلاد بما حدث له وأخذ الناس يتبادلون الحديث عنه وعن جنونه ومن هي القائلة.
لما سمعت الحسناء أن رجلا بجوار حمام منجاب جن عقله ويردد ما يقول علمت أنها المقصوده،
فذهبت لذات المكان ووقفت بجوار شباك البيت
وَفي رواية: أنه بعد أشهر مر فِي بعض الأزقة وهو ينشد هَذَا البيت، يارب قائله يوما وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب، وَإِذا الجارية تجاوبه من طاق وَهِي تَقول: هلا جعلت لَهَا إِذْ ظفرت بهَا حرْزا على الدار أَو قُــفلا على الْبَاب ؟
إِنْ يَنْفَـــــد الرِّزْقُ فَالرّزَّاقُ يَخْلِفُهُ
وَالعِرْضُ إِنْ نْفَدَ فمِنْ أَيْنَ يُنْجَابُ ؟
فَزَاد هيمانه، وَاشتد هيجانه، وَلم يزل كذلك حتى كَانَ من أمره أنه لما نزل بِهِ الْمَوْت وجاءت ساعة احتضاره ، فَقيل له قل: “لَا إِلَه إِلَّا الله ” .. فلا يستطيع، إنما جعل يقول:
أَيْن الطَّرِيقُ إِلَى حمَّام منْجَاب؟
Tags: حمام منجابمحمد على نور الدين
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: محمد على نور الدين
إقرأ أيضاً:
هل لباس المرأة هو سبب التحرّش.. أم الرجل هو المسئول؟
حين تُطرح قضية التحرّش في مجتمعاتنا، ينقسم الناس سريعاً إلى فريقين؛ فريق يبحث عن شماعة يعلّق عليها الجريمة، وفريق يحاول أن ينزع الغطاء عن الحقيقة العارية. وبين هذا وذاك، تبقى المرأة في مرمى الاتهام، وكأنها المتهمة لا الضحية، وكأن جسدها صار هو الجريمة، لا اليد التي امتدت إليه.
السؤال الحقيقي لا يجب أن يكون “كيف كانت ترتدي؟”، بل “كيف تجرّأ؟ ”.
فالتحرّش في جوهره ليس رد فعل على لباس، بل فعل عدواني مكتمل الأركان، تُرتكب فيه الجريمة بقصد، وتُداس فيه الإنسانية بإصرار، ويُقتل فيه الشعور بالأمان داخل روح الضحية مراراً.
لو كان لباس المرأة هو السبب الحقيقي في التحرّش، لما تعرّضت الصغيرات له.
ولو كان اللباس هو المحرّك، لما تعرّضت له المحجبات والمنقبات.
ولو كان الجسد هو العذر، لما تسلّل المتحرّش إلى البيوت، والمنشآت، وأماكن العبادة، والمدارس.
هذه الوقائع اليومية وحدها كفيلة بإسقاط أكذوبة تحميل المرأة ذنب الجريمة.
الحقيقة المؤلمة التي لا يريد البعض رؤيتها هي أن التحرّش لا يبحث عن جسد؛ بل يبحث عن ضعف يتوهّمه، وعن امرأة يظن أنه قادر على كسرها دون حساب.
إنه ليس انفلات رغبة فقط، بل انحراف في فهم القوة، وسوء في تشكيل الضمير، وخلل في التربية والوعي والردع.
وحين يُحمّل المجتمع المرأة مسئولية ما تعرّضت له، فإنه لا يدافع عن الفضيلة، بل يقتلها.
لا يحمي الأخلاق، بل يمنح المجرم غطاء ً اجتماعيا ً يُعيد من خلاله إنتاج الجريمة بلا خوف ولا وازع.
يصبح المتحرّش في نظر نفسه مبرّرا ً، بينما تُدفع الضحية إلى زاوية الصمت والخزي، وكأنها هي الجانية.
دينيا ً؛ لا خلاف في الأمر، فغضّ البصر فرض، وضبط النفس واجب، واحترام الإنسان أصل لا استثناء فيه.
ولا يوجد في أي رسالة سماوية نص واحد يُسقط عن المعتدي جريمته لأن الضحية لم ترضِ وصاية المجتمع على جسدها.
أخلاقيا ً؛ لا يوجد مقياس يقبل أن يتحوّل جسد المرأة إلى تذكرة اعتداء.
وقانونيا؛ لا يعترف أي نظام حضاري أو إنساني بأي عذر يخفّف جريمة التحرّش تحت أي ذريعة تتعلّق بملابس الضحية.
إن المشكلة الحقيقية ليست في الثياب، بل في ثقافة التبرير.
في تلك المنطقة الرمادية التي يُقتل فيها الحق بالتدريج، ويُعاد تعريف الجريمة، ويتحوّل فيها الجاني شيئاً فشيئاً إلى كائن ملتبس؛ نصفه مجرم، ونصفه ضحية وهمية، بينما الضحية الحقيقية تُترك وحدها في مواجهة الألم.
المرأة لا تطلب امتيازا ً حين تخرج آمنة، ولا تطلب استثناء ً حين تسير بلا خوف، إنها تطلب حقا ًبديهيا ً اسمه الأمان الإنساني.
ولا تكتمل مواجهة ظاهرة التحرّش بالتركيز على الفرد وحده، لأن مسئولية الدولة بأجنحتها المؤثّرة تظل حجر الزاوية في حماية المجتمع.
فالشرطة ليست فقط أداة ضبط، بل رسالة طمأنة وردع في آن واحد ؛؛؛ حين يشعر المتحرّش أن العقوبة قادمة لا محالة، يتراجع كثيرون قبل أن يُقدموا.
والتعليم ليس مجرد مناهج، بل مصنع الوعي والضمير؛ تخرج منه الأجيال وهي تعرف معنى الحُرمة، وحدود الجسد، وكرامة الآخر.
أما الإعلام، فهو أخطر الأجنحة جميعًا؛ لأنه يُشكّل الذوق العام، ويعيد تعريف الرجولة، ويصنع القدوة، إمّا أن يكون سور حماية أخلاقي، أو بوابة مفتوحة لتطبيع الانحراف.
الدولة حين تتراخى في هذه الأدوار، لا تترك فراغا ً محايداً، بل تترك مساحة يتمدّد فيها الخوف، ويتوحّش فيها المجرم، ويصمت فيها الضمير العام.
وحين تقوم بدورها بوضوح وحزم وتكامل، لا تحمي المرأة وحدها، بل تحمي المجتمع من انهيار أعمق وأخطر.
المجتمع الذي لا يحمي نساءه من التحرّش، لا يحمي أبناءه من الانكسار .. لأن الوعي حين يسقط في هذا الاختبار، يسقط في كل ما بعده.
والخلاصة التي يجب أن تُكتب بالحبر الذي لا يُمحى؛ أن المرأة ليست السبب ، واللباس ليس المجرم، والتحرّش لا علاقة له بالإغراء !.. بل هو جريمة كاملة يتحمّلها الرجل المتحرّش وحده، أمام ضميره، وأمام قانونه، وأمام إنسانيته.