تساؤلات تلاحق اتفاقية العراقية الغازية مع إيران.. هل هناك حلول لأزمة الكهرباء؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
قبل أيام، وقع العراق مع إيران اتفاقاً يستورد بموجبه 50 مليون متر مكعب من الغاز يومياً على مدى 5 سنوات، ما يطرح تساؤلات عدة بشأن أسباب هذه الخطوة رغم أنه بلد غني بالغاز والنفط.
ما حجم الإنتاج؟يملك العراق احتياطيات من الغازٍ تقدر بـ131 تريليون قدم مكعب، محتلاً بذلك المرتبة 11 عالمياً حسب وكالة الطاقة الأميركية.
النصف المتبقي يترك ليحترق في الهواء، مسبباً خسارة بملايين الدولارات، ويزيد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، في بلد مهدد بحدوث أزمة حقيقية جراء التغير المناخي، وفق الأمم المتحدة.
أكبر مشاريع إنتاج الغاز تقودها "شركة غاز البصرة" وهي مشروع مشترك بين الحكومة العراقية التي تملك 51%، وبين كلّ من "شل" (44%) و"ميتسوبيشي" اليابانية (5%).
بالإضافة إلى هذا المشروع الضخم، فإن الإنتاج المتبقي يتم من خلال بعض المحطات الصغيرة المنتشرة في جنوب البلاد.
أين يستخدم الغاز؟ينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها على الغاز، ولكن الطاقة الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط.
هذه الكمية في حالتها القصوى، لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، إذ يحتاج العراق إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40 ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.
لسد هذه الفجوة، تلجأ بغداد إلى استيراد نحو 50 مليون متر مكعب من جارتها إيران منذ 2017. ووصلت إمدادات الغاز الإيرانية منذ 2017 إلى أكثر من 52 مليار متر مكعب، بقيمة زادت عن 15 مليار دولار، وفق تصريحات نائب وزير النفط الإيراني لشؤون الغاز مجيد جكني.
الاعتماد على الغاز الإيراني غير المستقر، بالإضافة إلى التعقيدات الجيوسياسية على غرار العقوبات الأميركية على طهران، والأمنية الداخلية على غرار "العمليات التخريبية" والهجمات التي تطال شبكة الكهرباء، سببت انقطاعات متكررة للكهرباء في البلاد، تحولت عام 2021 إلى احتجاجات دامية.
لماذا تقطع إيران الإمدادات؟منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، فاقمت إعادة فرض العقوبات من صعوبات استيراد الطاقة من طهران.
رغم أن الولايات المتحدة تضغط على بغداد لإنهاء اعتمادها على الغاز الإيراني، إلا أن عدم جهوز البنية التحتية، وعجز الإنتاج عن تغطية الطلب المحلي، دفعا واشنطن إلى منح العراق تمديدات للاستثناء من العقوبات، تسمح للبلاد بإتمام عمليات الاستيراد. آخر تمديد والذي حمل الرقم 22، كان في مارس الماضي.
كنتيجة طبيعية للعقوبات، فإن بغداد تواجه صعوبة في سداد المبالغ المالية المترتبة عليها لإيران، في حين تلجأ الأخيرة إلى قطع الإمدادات أو تخفيفها كوسيلة للضغط، ما يخفف من قدرة البلاد على إنتاج الكهرباء وتضطر إلى قطع الكهرباء عن المواطنين.
سدد العراق في يونيو الماضي، مديونيات مشتريات الغاز الطبيعي من إيران بالكامل، بحسب تصريحات رئيس "شركة الغاز الوطنية الإيرانية" (National Iranian Gas Co)، التي نقلتها وكالة أنباء "شانا" الحكومية.
تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت وزارة الخارجية العراقية عن ترتيبات جوهرية مع الولايات المتحدة بشأن إسقاط العقوبات التي حالت دون أن يسدد العراق نحو 2.7 مليار دولار مستحقة عليه لطهران مقابل الشحنات.
لكن استفادة إيران من هذه الأموال محدودة، فبموجب العقوبات الأميركية، لا يمكن صرف مدفوعات العراق مقابل الغاز الإيراني، إلا من الحسابات المقيّدة في العراق، بإذن من الولايات المتحدة، لتشتري بها إيران احتياجاتها الإنسانية.
هل من حلول؟لحل أزمة الكهرباء، يلجأ العراق إلى زيادة الإنتاج من حقول الغاز لديه وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2030. وهناك العديد من المشاريع التي يفترض أن تدخل إلى شبكة الإنتاج قريباً.
من هذه المشاريع، محطة معالجة الغاز في حقل الحلفاية في الجنوب، والذي تنفذه شركة "سي أن بي سي" الصينية والمتوقع أن تبدأ الإنتاج منه هذه السنة، بواقع 500 مليون قدم مكعب يومياً.
كما أن هناك مشروعاً قيد التنفيذ بنسبة إنجاز وصلت الى 47% مع شركة "بيكر هيوز" لإنشاء معمل تسييل الغاز في الناصرية، وهو مشروع يستثمر الغاز من حقول الغراف وحقول الناصرية.
ومن المشاريع الأخرى، محطة معالجة الغاز في الرطاوي، وهو مشروع تقوم به شركة "توتال أنرجي" الفرنسية بكلفة 4 مليارات دولار، بهدف إنتاج 600 مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب يومياً، والذي يهدف الى تجميع الغاز من حقل رطاوي والحقول الأخرى المجاورة.
بالإضافة إلى ما سبق، وقعت شركة "نفط الهلال" الإماراتية مشروع إنتاج الغاز من حقلي الخشم الأحمر وجلابيات كمر في ديالى، بهدف إنتاج 250 مليون قدم مكعب يومياً في منتصف 2025 كأول مرحلة.
وفي إقليم كردستان العراق، ينتج حقل "خور مور" الذي تشغله شركة "دانة غاز" الإماراتية، نحو 500 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، والذي يسد حاجة الإقليم.
تحاول الحكومة الاتحادية في بغداد الحصول على 100 مليون قدم مكعب يومياً من هذا الحقل لتشغيل محطة كركوك في شمال العراق. لكن المفاوضات لم تصل بعد إلى أي نتيجة.
هذه ليست نهاية قائمة المشاريع التي يسعى العراق لتطويرها بهدف تعزيز الإنتاج، ولكن هناك بعض المشاريع توقف العمل بها منذ سيطرة تنظيم "داعش" على مساحة واسعة من البلاد في 2014، ما أدى إلى انسحاب الشركات المشغلة لها، على غرار حقلي "عكاز" في الأنبار الذي يحتوي على احتياطي يقدر بـ6 تريليونات قدم مكعب، و"المنصورية" في ديالى والذي يحتوي على احتياطي يقدر بـ4.5 تريلين قدم مكعب.
بعيداً عن الإنتاج، وقعت وزارة النفط في مارس الماضي مذكرة تفاهم مع "سيمنز" و"شلمبرجير"، للاستثمار في معالجة وإيقاف حرق الغاز من الحقول النفطية، وهو ما يمكن أن يساعد البلاد في استغلال الغاز وتحويله إلى طاقة مفيدة تستخدم في توليد الكهرباء.
إضافة لهذه الحلول، تبحث بغداد عن مصادر جديدة للغاز على غرار قطر وتركمانستان، كما وقعت اتفاقيات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن، للحصول على الكهرباء عبر ربط الشبكة الوطنية مع شبكات هذه الدول.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیون قدم مکعب یومیا الغاز الإیرانی على غرار الغاز من من الغاز
إقرأ أيضاً:
الكهرباء والتخطيط:202 مليون يورو لدعم شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر
أصدرت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بيانًا مشتركًا أكدا فيه استمرار التنسيق المشترك مع بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات الدولية، من أجل تعزيز قدرات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة وتنفيذ الأولويات الوطنية في ما يتعلق بالتحول الأخضر في قطاع الطاقة، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتكاملة والمستدامة.
وأشار الوزيران إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بالأمس، وشهدها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارة النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، التي تأتي في إطار الجهود المشترك لزيادة قدرات الطاقة المتجددة وتنفيذ محور الطاقة بالمنصة الوطنية لبرنامج "نُوفّي"؛ حيث تم توقيع تمويلات ميسرة ومنح بقيمة 202 مليون يورو، من بينها تمويل ميسر بقيمة 165 مليون يورو لمشروع تعزيز شبكة كهرباء مصر، إلى جانب منحة بقيمة 35 مليون يورو لذات المشروع من الاتحاد الأوروبي يديرها البنك، ومنحة للتعاون الفني في مجال الكهرباء بقيمة مليوني يورو، إلى جانب اتفاق مشروع تعزيز شبكة كهرباء مصر بين البنك والشركة المصرية لنقل الكهرباء.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن ما تم توقيعه من اتفاقيات يأتي في إطار التنسيق المستمر والجهود التي تقوم بها الوزارة من خلال التكامل بين السياسات التخطيطية وآليات التعاون الدولي، لتعزيز أولويات الدولة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، وذلك من خلال توفير الاستثمارات العامة بكفاءة لمشروعات البنية الأساسية في القطاع، وتعزيز جاهزية الشبكة لاستيعاب القدرات الجديدة.
وأضافت الوزيرة: "في ذات الوقت نعمل من خلال المنصة الوطنية لبرنامج نُوفّي، وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، على حشد التمويلات الميسرة للقطاع الخاص من بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات الدولية، من أجل زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، تنفيذًا للاستراتيجية الوطنية للطاقة المتكاملة والمستدامة، والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وقد استطعنا من خلال المنصة جذب نحو 5 مليارات دولار تمويلات ميسرة من شركاء التنمية وبنوك دولية للقطاع الخاص لتعزيز الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة".
وشددت المشاط على أن كل هذه التطورات ما كانت لتتحقق إلا من خلال الإصلاحات الهيكلية الطموحة التي نفذتها الدولة منذ عام 2014 في قطاع الطاقة المتجددة، والتي ساهمت في تشجيع القطاع الخاص على الدخول في المشروعات، لافتة إلى أن الإصلاحات مستمرة بما يزيد من تنافسية الاقتصاد المصري، ويعزز موقع مصر الريادي كمركز إقليمي للطاقة المتجددة.
وأكد الدكتور محمود عصمت أن هناك تواصلًا دائمًا ومستمرًّا مع مؤسسات التمويل الدولية في إطار الشراكة القائمة، وفي ضوء الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تم تحديثها واعتمادها من مجلس الوزراء، ويجرى من خلال دعم وتطوير وتحديث الشبكة القومية للكهرباء وزيادة قدرتها على استيعاب القدرات الجديدة من الطاقات المتجددة، موضحًا أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريك نجاح وداعم رئيسي في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير مراكز التحكم على شبكات التوزيع.
وأشار وزير الكهرباء إلى اجتماعه أمس الثلاثاء بمسؤولي البنك لمتابعة مجريات تنفيذ المشروعات المشتركة، والتأكيد على برنامج العمل للتحول الطاقي وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض استخدام الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الكربونية والفقد في التيار الكهربائي، موضحًا مناقشة مشروعات الربط الكهربائي لتحويل مصر إلى مركز إقليمي وجسر لتبادل الطاقة بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، ومنها مشروعات الربط الكهربائي القائمة مع دول الجوار مثل السودان وليبيا والأردن، وكذا مشروع الربط مع المملكة العربية السعودية، والمستهدف تشغيله هذا العام، ومشروعات الربط الكهربائي مع اليونان، والربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا، والتي تستهدف تحقيق التكامل الطاقي الإقليمي واستقرار الشبكات الكهربائية وتحقيق المنفعة المشتركة لكل الأطراف.
وأشاد عصمت بالتعاون المثمر والشراكة بين قطاع الكهرباء والبنك الأوروبي، موضحًا أن مشاركة البنك فى تمويل مشروعات القطاع كان لها بالغ الأثر في زيادة القدرات التوليدية وتحديث الشبكة الموحدة، مضيفًا أن استراتيجية الطاقة تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى نحو 42 % من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2030، وإلى نحو 65 % بحلول عام 2040، وهو ما تعمل عليه الوزارة في ظل ما تم من تهيئة مناخ استثماري جاذب لمشروعات الطاقة المتجددة والشراكة مع القطاع الخاص الذي يقوم بتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبطاريات تخزين الطاقة لتعظيم العوائد من الطاقة المتجددة، وضمان استقرار الشبكة واستمرارية التغذية الكهربائية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط وزير الكهرباء بنوك التنمية قطاع الطاقة أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
"الكهرباء" و"التخطيط":202 مليون يورو لدعم شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية