قال جو كايفن، الرئيس السابق لمركز الزلازل التابع لإدارة الأرصاد الجوية المركزية في تايوان ، أن الزلزال الذي هز تايوان صباح الأربعاء يعادل تقريبًا قوة الانفجار الذي أحدثته 32 قنبلة نووية مماثلة للقنبلة الذرية من طراز "ليتل بوي" التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما باليابان في 6 أغسطس 1945.

ووفقا له، كما نقلت وكالة الأنباء المركزية للجزيرة، فإن 'زلزالًا بقوة 7.

2 درجة يعادل تقريبًا حوالي 32 قنبلة نووية من النوع الذي ألقي على هيروشيما، وفي الوقت نفسه، أطلق أحد أقوى الزلازل المسجلة في تايوان على الإطلاق، والذي وقع عام 1999، طاقة تعادل انفجار 46 قنبلة نووية، حسبما أشار المتخصص.

وضرب صباح اليوم، أقوى زلزال يضرب تايوان منذ 25 عاما الجزيرة. 

وشعر السكان في جميع أنحاء الجزيرة بهزات تحت الأرض بقوة 7.2 درجة في مقاطعة هوالين، تم تسجيلها الساعة 07:58 صباحًا (02:58 صباحًا بتوقيت موسكو). 

ووفقا لخبراء الزلازل، كان مركز الزلزال في الساحل الشرقي للجزيرة، على بعد 25 كيلومترا جنوب شرق مدينة هوالين، وعلى عمق 15.5 كيلومتر. 

وشعر سكان مقاطعتي فوجيان وجيانغشي على الساحل الشرقي للصين بالزلزال بقوة.

نفذت الولايات المتحدة القصف الذرّي على هيروشيما وناغازاكي في أغسطس 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية بهدف معلن رسميًا وهو التعجيل باستسلام اليابان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأرصاد الجوية أ الحرب العالمية الثانية الحرب العالمية الساحل الشرقي العالمية الثانية الولايات المتحدة قنبلة نوویة صباح ا

إقرأ أيضاً:

هيروشيما.. ضحية يورانيوم الكونغو الديمقراطية

أفريقيا– انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بفضل قنبلتين أُعدّت موادهما الأولية من اليورانيوم الأفريقي، وأجبرت الضربتان اليابان على الاستسلام.

ففي السادس من أغسطس/آب عام 1945، ضربت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما اليابانية بقنبلة "الطفل الصغير" (الاسم السري للقنبلة) النووية. وفي التاسع من الشهر نفسه ألقت قواتها الجوية قنبلة نووية أخرى تسمى "الرجل السمين" على مدينة ناغازاكي. لكن العالم اندهش لقوة القنبلتين اللتين تبيّن لاحقا أنهما صنعتا من يورانيوم الكونغو الديمقراطية.

ميناء ماتادي بدايات القرن العشرين وهو الميناء الذي تم من خلاله شحن معظم اليورانيوم إلى الولايات المتحدة (الجزيرة) اهتمام أميركي

"سيدي، إن عنصر اليورانيوم ربما يكون مصدرا جديدا ومهما للطاقة في وقتنا الحالي، وهذا العنصر الفريد قد يقودنا إلى بناء قنبلة ستكون حقيقة نوعا جديدا شديد القوة ولم يعرف من قبل.. وإن أهم مصدر لليورانيوم هو الكونغو البلجيكية".

هكذا كتب عالم الرياضيات والفيزياء النظرية ألبرت آينشتاين، للرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت، في رسالة مؤرخة بيوم الثاني من أغسطس/آب 1939.

نفّذت السلطات الأميركية توصيات الباحثين وبدأت في الاستفادة من "منجم شينكولوبوي" في الكونغو الديمقراطية التي كانت حينها مستعمرة بلجيكية. ويقع المنجم بمقاطعة كاتانغا على الحدود مع أنغولا وزامبيا وتنزانيا، وهي غنية بالمعادن المتنوعة.

وبعد 6 سنوات على رسالة آينشتاين، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 1945، كان العمال الكونغوليون المضربون يحتجون على المعيشة المزرية وظروف العمل القاسية في كل من ليوبولد فيل (كينشاسا الآن، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية)، وميناء "ماتادي" الذي تم من خلاله شحن معظم اليورانيوم إلى الولايات المتحدة، لكنهم عوقبوا بقتلهم مع نسائهم وأطفالهم، ولم يهتم أحد لشأنهم، كما يقول ناشطون محليون.

استعمار عنصري

كانت الكونغو تحت الاحتلال البلجيكي، وقد عانى سكانها من واقع استعماري تأسس على العنصرية والتفرقة وعدم المساواة. وفي كتابها الأخير "من قتل (داغ) همرشولد؟"، وهو ثاني أمين عام للأمم المتحدة تحطّمت طائرته في الكونغو عام 1961، كتبت الباحثة سوزان وليامز "إن السلطة الأخلاقية للنضال ضد الفاشية لم تقضِ على عدم المساواة والظلم في الكونغو"، وأضافت أن "عمال منجم شينكولوبوي لم يتمتعوا بأية حماية ضد الإشعاع".

وكانت الكونغو البلجيكية تملك أغنى يورانيوم في العالم، إذ كانت مادته الخام تحتوي في المتوسط على نسبة 65% من أكسيد اليورانيوم، مقارنة مع الخام الأميركي أو الكندي الذي تضمن أقل من 1%.

وبعد الحرب، أصبح المنجم بؤرة للصراع في الحرب الباردة بين القوى العظمى، بعدما كان مركزا لانطلاق مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية.

أُغلق المنجم، لكن لا يزال بعض العمال يذهبون إلى الموقع لاستخراج اليورانيوم والكوبالت، ويقولون إنهم يعملون بشكل مستقل لكسب لقمة العيش.

مساحات شاسعة في الكونغو لا تزال مسكونة بشبح القنبلة النووية (الجزيرة) تهريب ثروة الكونغو

وبعدما عثرت الكاتبة سوزان على وثائق مهمة كانت مخفية عن الجمهور في محفوظات جامعة أوكسفورد، التي منحتها حق الاطلاع عليها بسبب تقادم قضية "همرشولد"، كتبت تصف كيف أن مكتب أميركا للخدمات الإستراتيجية (أو إس إس) جنّد فرقة لتوصيل اليورانيوم إلى الولايات المتحدة وضمان عدم سقوطه في أيدي ألمانيا النازية.

وأضافت "تضمنت الفرقة مجموعة من الضباط المدربين جيدا بغرض التجسس، وكانوا يدّعون أنهم منقبون عن المطاط أو محققون في قضية تهريب الماس، لكنهم لم يتفوهوا يوما بكلمة يورانيوم، بل حتى في البرقيات المشفرة كانوا يشيرون إلى: المواد الخام، والألماس، أو ببساطة الأحجار الكريمة، لكنهم لم يقولوا لماذا كانت الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى تأمين إمدادات منتظمة من خام اليورانيوم عالي الجودة من الكونغو البلجيكية".

ورغم أن اتحاد المناجم حينها باع كميات كبيرة من خام اليورانيوم إلى ألمانيا، فإن إدغار سينجير مدير الجمعية العامة لبلجيكا ورئيس اتحاد المناجم في كاتانغا العليا أثناء الحرب العالمية الثانية، كان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة، وقد حصل بعد ذلك على ميدالية الجدارة، التي كانت آنذاك أعلى جائزة مدنية للحكومة الأميركية.

ويروي الباحث الأميركي توم زولنير في كتابه "تاريخ اليورانيوم" كيف أن إدغار سينجير تدخل لصالح الأميركيين وأمدهم بما يحتاجونه لمشروع مانهاتن، إذ "قام بشحن 1000 طن من خام اليورانيوم من منجم شينكولوبوي، وإرساله إلى مستودع نيويورك عام 1939، فضلا عن كمية متواضعة تم جلبها من الغواصة الألمانية "يو 234″ التي أسرت بعد استسلام ألمانيا في مايو/أيار 1945".

وكما أن أمر هؤلاء الجواسيس كان مخفيا، فقد بقي اعتماد المشروع الذري الأميركي على الخام الكونغولي سرا لسنوات طويلة أيضا.

فبعد قنبلة هيروشيما، لفت بيان صادر عن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الانتباه إلى "المادة الخام التي لا غنى عنها في المشروع" ويقصد اليورانيوم، وقال إن كندا منحتها، ولم يشر مطلقا إلى الكونغو.

وتلك الاتفاقيات السرية التي لم يتعدّ صداها الحدود الجغرافية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، كان أثرها جليا تماما على المجتمع المحلي.

ذعر دائم

وفي حديث سابق للجزيرة نت، قال الصحفي والناشط في المجتمع المدني أوليفر تشينوكيا، إن مدينته القريبة من منجم شينكولوبوي "كانت تجلب الخوف للزائرين، فكانوا يحسون بالضيق ولا يعرفون السبب.. لم يكونوا مرضى، كانوا فقط ضيوف مدينة مسكونة بشبح القنبلة".

ويضيف تشينوكيا "هناك تركة رهيبة أخرى، فإلى جانب القنابل التي ألقيت على اليابان والتي كان مصدرها اليورانيوم، كانت النفايات المشعة في شينكولوبوي قد أودت بحياة الكثيرين، وتسببت في تشوهات خلقية وسرطانات قاتلة".

فبعد انهيار أحد أنفاق المنجم، طُلب من الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في الظروف المحيطة بالعمل. وقد وجدت دراسة أن 6 آلاف من عمال المناجم كانوا ينقبون عن الكوبالت على نطاق ضيق جدا و"الجميع كان يعمل دون توقف، غير مكترثين لخطر المشاكل الصحية المتزايدة بسبب المستويات العالية للإشعاع".

أما الباحث المتخصص في صراع البحيرات العظمى ليونارد مولوندا، الذي كان أحد المشاركين في ذكرى كارثة هيروشيما، التي أحيتها الجالية الكونغولية بمتحف جنوب أفريقيا في كيب تاون عام 2016، فتساءل قائلا "هل أخبر صناع القرار سكان منطقة ليكاسي لماذا كان يستخرج اليورانيوم من أرضهم؟ هل تشاوروا معهم إن كانوا لا يمانعون أن يموت 150 ألف ياباني بريء في هيروشيما وحدها باليورانيوم المستخرج من أرضهم؟ طبعا لا".

ويضيف مولوندا في حديث سابق للجزيرة نت "ليس لدينا حتى سجلات موثقة حول تأثير التعرض للإشعاع على جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدى العقود السبعة الماضية.. لقد كنا دائما خارج اللعبة، ودائما كنا وحدنا من يدفع الثمن".

عندما سمع ألبرت آينشتاين بما صنعته القنبلة النووية بأرواح الأبرياء في هيروشيما وناغازاكي، وضع رأسه بين كفيه، وقال "كان عليّ أن أحرق أصابع يدي قبل أن أكتب رسالتي تلك إلى روزفلت"، لكن الأوان كان قد فات.

مقالات مشابهة

  • هيروشيما.. ضحية يورانيوم الكونغو الديمقراطية
  • العالم الهولندي يثير الجدل مجدداً بتوقع زلزال في 3 دول بالمنطقة
  • زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب حيداً بحرياً وسط المحيط الأطلسي
  • بعدما حذر من وقوع زلزال في لبنان.. خبير يرد على العالم الهولندي وهذا ما قاله
  • مصادر متطابقة تكشف اسباب التفجير الدامي بهيجة العبد جنوبي تعز
  • مقتل وإصابة 13 شخصا بهجوم مسلح في هيجة العبد بمقاطرة لحج
  • فاجعة تهز تعز ...خمسة قتلى وأكثر من 10 جرحى في تفجير قنبلة بحافلة جنوبي تعز
  • عالم الزلازل الهولندي الشهير يحذر من وقوع زلزال قوي.. ويحدد الموعد والمناطق المتأثرة
  • جيولوجي ينفى نشأة الحياة على أراضي المملكة قبل 3.48 مليار سنة
  • العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي في الأيام القادمة