قراءة فى تقرير السعادة العالمى
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
تبدو السعادة مُبتغى كل إنسان، يبذل فى سبيلها الجهد والكد سعياً لنيلها. وتتنوع حسابات السعادة عند البشر، فهناك مَن يسعد بالقوة، وهناك من يسعد بالسلطة، وهناك من يسعد بالثروة، وهناك مَن تسعده المكانة العلمية، وفعل الخير، وحُب الناس، وغير ذلك.
وأتذكر أن الفنان الكوميدى الراحل إسماعيل ياسين كان يُغنى مونولوجاً قديماً وشهيراً يقول فيه «قولى يا صاحب السعادة: يعنى إيه معنى السعادة؟» طارحاً تساؤلات مختلفة عن معنى السعادة لدى كل شخص، مُنتهياً إلى أن السعادة الحقيقية فى الصحة والرضا ومحبة الناس.
ولا شك أن التقرير العالمى الأحدث عن السعادة يُنبهنا إلى أن هناك دوراً مهماً للحكومات ومؤسسات المجتمع فى ترسيخ السعادة لدى الناس. فحتى مع اختلاف مفهوم السعادة من إنسان لآخر، فإن هناك اتفاقاً جمعياً على أن هناك عناصر محددة للسعادة أبرزها الأمان الاجتماعى.
ولم يكن غريباً أن تأتى دولة فنلندا فى المرتبة الأولى كأكثر بلدان العالم سعادة، وهى تحتل هذا الموقع فى تقارير السنوات الست السابقة دون منافس، وهو ما يعنى أنها وصلت لذروة الرضا العام بفضل نجاحات معينة. ويرجع محررو التقرير السبب فى هذا الإنجاز إلى تمتع المواطنين هناك بالرعاية الاجتماعية فى مختلف مراحل الحياة، وهو ما يُضفى شعوراً عظيماً بالأمان لديهم. وهذه الرعاية الاجتماعية تُتيح للمواطنين عناية صحية مجانية ودائمة، وتعليماً مجانياً فى مختلف المراحل بما فيها التعليم العالى.
واللافت فى التقرير نفسه، أن أمريكا لم تعد دولة الحلم الأمثل للباحثين عن السعادة، بعد تراجع مستوى المعيشة فى السنوات الأخيرة بشكل واضح، حيث يشير التقرير إلى تراجع ترتيبها عالمياً من المركز الخامس عشر إلى المركز الثالث والعشرين.
ويذكر التقرير أن هناك اختلافاً فى مؤشرات السعادة لدى الأطفال عنها لدى الكبار، وتأتى دولة ليتوانيا مثلاً كأفضل بلدان العالم سعادة لمن هم دون الثلاثين عاماً، بينما تعد الدنمارك الأكثر سعادة لمن هم فوق الستين عاماً.
ووفقاً للتقرير، فإن كثيراً من بلدان العالم العربى تفتقر للسعادة، ربما بسبب الظروف المعيشية الصعبة، والتراجع الاقتصادي، وأجواء الاضطرابات والصراعات السياسية وحجب الحريات. فما تشهده المنطقة العربية من حرب فى فلسطين، ومعارك ضارية فى السودان وصراعات حامية فى سوريا وليبيا واليمن كفيل بوأد أى مشاعر للسرور بين الناس.
أما مصر فقد جاءت فى هذا المؤشر فى ترتيب متراجع وهو الـ130 بين 156 دولة، فالمواطن المصرى وقع فى معجنة الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وعانى من ارتفاع غير مسبوق لمعدل التضخم، وما صاحبه من غلاء فاحش، وزيادة معدلات البطالة والفقر.
لكن ما لم يذكره التقرير هو أن المصريين ما زالوا رغم كل التحديات والهموم قادرون على التبسم والسخرية والفكاهة، ومَن يُلق نظرة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعى يعرف كيف اعتاد الناس فى بلادنا على قلب الهموم والأوجاع إلى نُكت، ومحاولات للابتسام. وتبدو أن هذه السمة الفريدة فى الشعب المصرية قد ترسخت عبر القرون بفضل إيمان عميق بأن كافة المحن ستزول، وأن الصبر جميل وطيب.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين إنسان الراحل إسماعيل ياسين الأمان الاجتماعى
إقرأ أيضاً:
الخارجية تنظم ندوة بمناسبة إطلاق التقرير الرابع لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
شارك النائب محمد عبد العزيز وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في الندوة التي نظمتها وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، لإطلاق التقرير الرابع لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث حضرها د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بصفته رئيس اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، والمستشار عدنان فنجري وزير العدل، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والنائب طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والسفير محمود كارم رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورؤساء وممثلي المجالس المختلفة أعضاء اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، وعدد من كبار المسؤولين وممثلى منظمات المجتمع المدني والبعثات الأجنبية في القاهرة.
وأشاد النائب محمد عبد العزيز بالجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها مصر على مدار عامين في الوساطة للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث توجت تلك الجهود بمؤتمر شرم الشيخ للسلام والتوصل لوقف إطلاق النار واستمرار إدخال المساعدات الانسانية، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود من أجل العمل على التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع قطاع غزة وفقا للخطة المصرية العربية والإسلامية.
كما أكد النائب محمد عبد العزيز على النجاحات التي تحققت من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان الأولى (٢٠٢١-٢٠٢٦)، مشيرا أنه ونحن نتجه حسب توجيهات السيد الرئيس لإطلاق استراتيجية وطنية جديدة أن نبدأ من التحديات التي صاحبت الاستراتيجية الأولى، صحيح أنه حدث تقدم كبير لكن لا يزال أمامنا تحديات تحتاج لمزيد من العمل المشترك، مؤكدا لضرورة أن نبدأ من اليوم مشاورات وحوار حول هذه الاستراتيجية الجديدة مع المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وكافة الخبراء في مجال حقوق الإنسان، وضرورة أن تتضمن الاستراتيجية الجديدة أدوات لقياس الأثر وجداول زمنية واضحة للتنفيذ.
كما طالب النائب محمد عبد العزيز سرعة إدخال تعديلات تشريعية على قانون المجلس القومي لحقوق الإنسان بما يحقق مزيد من استقلاله المالي والإداري، ويعزز توافقه مع مبادئ باريس، والعمل المستمر على تعزيز دوره باعتباره المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، كما اوضح النائب محمد عبد العزيز ضرورة الحوار في مشروعات القوانين التي تأتي تنفيذا لمواد الدستور مثل العمل على إصدار قانون يجرم التمييز وغيرها.