يمانيون../ ندد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، بالموقف العربي والإسلامي من نصرة غزة، فيما أكّد أهمية توحيد قوى المقاومة في مواجهة مشاريع تفتيت المنطقة.

وحيا النخالة في كلمته اليوم الأربعاء، خلال فعالية “منبر القدسطوفان الأحرار”، “أرواح الشهداء في فلسطين وفي كلّ مكان”، وبعث سلاماته إلى “القدس وأهلها وشعب فلسطين المجاهد العظيم وهو يخوض اليوم معركة من أشرف وأنبل المعارك التي خاضتها أمتنا على مدار تاريخها الطويل من أجل القدس وهي معركة طوفان الأقصى”.

ولفت النخالة إلى أنّ معركة طوفان الأقصى “أتت في سياق جهاد شعبنا الفلسطيني لتكون تعبيرًا حقيقيًا وصادقًا في مواجهة العدوان المستمر الذي لم يتوقف يومًا واحدًا على شعبنا ومقدساتنا منذ تأسيس الكيان الصهيوني المجرم وحتى يومنا هذا، وحيث يقف شعبنا الفلسطيني في غزة برجاله ونسائه وأطفاله في مواجهة كلّ قوى الشر في العالم متمثلةً بالكيان الصهيوني وداعميه ومؤيديه وعلى رأسهم أمريكا وكلّ أتباعها”.

ونبّه إلى أنّ شعب غزة عانى “على مدى أكثر من نصف عام من القتل والمجازر الوحشية، وأذهل العالم بصموده وكبريائه وبطولة أبنائه المقاتلين الشجعان الذين يواجهون في الميدان أحدث ما أنتجته صانعة الموت أمريكا من أسلحة وأدوات قتل، ويسيئون كل يوم وكل ساعة وجوه القتَلة الصهاينة في ميادين المواجهة والقتال، رغم الحصار الصعب والمرير الذي يقتل أهلنا وأطفالنا من الجوع، ويمنع عنهم مقوّمات الحياة البسيطة”.

وقال النخالة إنّنا “اكتشفنا في هذه الحرب أنّ إخواننا العرب والمسلمين لا يستطيعون تقديم شربة ماء للعطشى إلا بموافقة إسرائيل ومصادقتها، في حين أن إسرائيل هذه يتم تزويدها بكلّ ما تحتاجه من نفس الدول التي يُمنع عليها تقديم بعض الماء وبعض الطعام لغزة وأطفالها. لذلك قلنا ونقول، إننا نطالب إخواننا العرب أن يعاملوننا كما يعاملون إسرائيل، لأنّ كل ما تحتاجه إسرائيل يأتي إليها من نفس الدول التي تمنع عنا كل شيء”.

وأوضح أمين عام حركة الجهاد أنّنا “لا نسجل عتبًا هنا، ولكننا نظرنا حولنا فوجدنا العدو بحلفائه وعلى رأسهم أمريكا وكلّ من معها وهم على بعد آلاف الأميال يقفون مع الكيان الصهيوني القاتل ويمدونه بكلّ أنواع السلاح وأدوات القتل. ولذلك أكدنا أهمية وضرورة وحدة قوى المقاومة ووحدة ساحاتها وجبهتها في مواجهة مشاريع تفتيت المنطقة لصالح المشروع الصهيوني والتي تجسدت بوقوف المقاومة في لبنان وانخراطها في معركة طوفان الأقصى كتفًا إلى كتف مع مقاتلي فلسطين وكذلك إخواننا في اليمن الذين أبدعوا بحضورهم ومساندتهم لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وكذلك الاخوة في العراق وسوريا”.

وناشد النخالة جماهير الأمة العربية والإسلاميّة وأحرار العالم، منبهًا إلى أنّ “التحديات التي نواجهها اليوم واضحة وبيّنة، وإنّ معركة طوفان الأقصى قد ميّزت بين الدول، وما زلنا في منتصف المعركة وعلينا جميعًا أن نبذل كل ما باستطاعتنا من أجل دعم فلسطين والشعب الفلسطيني في كلّ المجالات”.

وفي السياق، نوّه بدور الجمهورية الإيرانية “التاريخي في دعم المقاومة في فلسطين واستمرارها بهذا الدعم على كلّ المستويات، ودورها وتأثيرها في تعزيز وحدة قوى المقاومة وإسنادها.”

كما توجه النخالة في يوم القدس المبارك “بتحية إجلال وإكبار لكلّ مجاهدي شعبنا ومقاتليه العظماء الذين أذلّوا قوات العدو الصهيوني وكسروا هيبته وغطرسته وما زالوا يفعلون. كما أنحني إجلالًا وإكبارًا لأهلنا في غزة ولتضحياتهم التي فاقت وتفوقت على كلّ شعوب الأرض، حيث قدموا نموذجا للبشرية لم يشهدها التاريخ من العز والإباء والشهامة، ولم يتخلوا عن قدسهم ووطنهم وكرامتهم ومنحوا أرواحهم لتبقى فلسطين لنا ولتبقى القدس لنا”.

هذا وحيّا النخالة أيضًا “الأهالي في الضفة الغربية الباسلة برجالها ونسائها وشبابها ومقاتليها الشجعان والبواسل الذين يواجهون بإرادتهم الصلبة وكتائبهم المقاتلة وشهدائهم المباركين قوات العدو على مدار الساعة، ويهاجمونهم في كلّ موقع وكلّ مكان، فهم امتداد حقيقي ومتكامل مع أهلنا في غزة ومقاتليها الشجعان، ولشعبنا المجد ولمقاتلينا النصر”.

ودعا أمين عام حركة الجهاد “لجعل يوم القدس محطة نعزز فيها وحدة شعبنا ووحدة مقاتلينا ووحدة أهدافنا، وإنّنا نؤكد في هذا اليوم المبارك أنّ غزة باقية بأهلها ومقاومة الأبطال، وستبقى علامةً فارقةً في مسيرة شعبنا نحو القدس وستصمد وستقاوم وستنتصر بإذن الله”.

# زياد النخالة#الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي#طوفان الأقصى#منبر القدسيوم القدس العالمي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: معرکة طوفان الأقصى قوى المقاومة المقاومة فی فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

طوفان غزة: حرب الإنسان ضد الحيوان

كلما لمحنا كوة انفراج في غزة خرج العدو يهدد باستمرار العدوان منذرا بالخراب. ونحن الذين لا نملك إلا الشفقة العاجزة من بعيد لا نفلح في فك حصار أو إيصال معونة، ونعجز قبل المشاركة هناك عن المشاركة حيث نحن، فلا نحرك ساحاتنا ولا نزعج القوى المساندة للعدو، حتى صارت ممارسة الشفقة تحللا من واجب النصرة الفعلية. إن إنذارات الحرب التي لا تنتهي توجع المتفرج فما بالك بمن يتلقى القنابل على صدره ولا يجد مخرجا. لقد حسبنا مكاسب كثيرة لغزة ولمن يتعاطف معها، لكن طول أمد المعركة يفرض حركة تفوق ممارسة الشفقة، فهل نستدرك؟

مصر التي على الورق

في المكاسب نجد فضيحة النظام المصري ونقول لقد تعرى العسكر إذ باع وخذل، وفي الخسائر نجد مائة مليون مصري خارج المعركة فنقول ظهر الأمة مكسور في مصر ولا سبيل أن يلتحق شعب مصر بالمعركة، ثم نتأمل فنجد أن خروج مصر الآن يعني خروجها إلى زمن طويل لاحق، فلا سبيل لإشراك الثقل المصري في معركة تحرير أمة.

يمكننا أن نعيد حساب الخسائر منذ اتفاقية كامب ديفيد لكن بعد معركة الطوفان نفقد الأمل في مصر، فمصر لا تمنع شعبها فحسب من المشاركة، بل تسد الطريق على كل عربي وعلى كل مواطن عالمي لا يمكنه النزول على غزة حتى ببرشوت. فلا يكون الأمل إلا في الفلسطيني وحده بإمكانياته الذاتية، وهذا يديم المعركة فالعدو يتسلح يوميا وسلاحه يتجدد والمال يتدفق حتى للمرتزقة إذا فقد الجنود.

مشاهد الضربات التي يتلقاها العدو في جنوده وعتاده تشعرنا بقرب النصر أي اندحار العدو، لكن هل نكتفي بالحزن على غياب مصر؟ مصر خارج المعركة وشعبها صامت وقد يكون مثلنا مقهورا، فهل بقي مجال للحديث عن معركة قومية؟

معركة إنسانية أخزت العرب

في المكاسب نرى العالم يتحرك مع غزة ونقول صورة العدو تتهشم وسلطته على العالم تتراجع، وراية الفلسطيني تخرج من النسيان لتصير رمزا كونيا للحرية والمقاومة، لكن هذا لا يخفف على العرب أهل القضية إلا أن نقول إنها لم تعد معركة قومية بل تحولت إلى معركة الإنسان. وفي هذه أيضا يفرض سؤال نفسه: هل العربي موجود ضمن الإنسانية التي تقاوم؟

هذا منطلق جديد لتصورات جديدة لدور مختلف؛ الإنسان قبل العِرق (هذا إذا تجاوزنا مجاز الحديث عن العرق الموحد)، الإنسان هو الذي يحارب في غزة وهو الذي يطرح الأسئلة على العالم، وقد استجاب الإنسان في أماكن كثيرة وحدد موقعه لكن في المشهد الإنساني الشامل بحثنا عن العربي فلم نجده بعد.

غزة حررتنا من وهْم الأمة العربية، ولكن شعوب المنطقة وقد سقط عنها هذا الوهم لم تلتحق بالإنسان، فهي ماكثة خارج المعركة الآن لأنها ماكثة خارج الإنسانية، وهذا مؤلم وقاس لكنه حقيقي.

رابط الدين لم يكف للثورة، ورابط الهوية القومية لم يكف للنصرة، ورابط الإنسانية لم يثر على عجزه، فأقل الشعوب نصرة حتى بالشارع الأعزل هي الشعوب العربية والإسلامية. هل نتمنى أن تطول المعركة لعل أن تحدث معجزة؟ هذه أمنية مجرمة لأن ثمنها دم فلسطيني يصرف يوميا، ومن لم يثر في ثمانية أشهر لن يتحرك في بقية السنة من الحرب.

الآن معركة الإنسان أو الموت

لم يبق للعربي إلا أن يلتحق بالإنسانية ويدافع عن نفسه قبل أن يدافع عن غزة، وإنسانيته تبدأ في قطره من أجل حريته أولا، فلم يردنا عن غزة إلا أننا لسنا أحرارا في أقطارنا ونحن نكتشف عمق الاختراق الاحتلالي الذي نبذته غزة وثارت ولم نفعل فعلها في ساحاتنا ولو بأقل القليل منه. يمكننا أن نشكر غزة إذ علمتنا لكن الدرس لم يتحول إلى فعل.

تمر أمامي كل ذرائع الناكصين عن غزة وهي واهية في جملتها، فشاغل الخبز وسلامة الأولاد وتغيير السيارة القديمة ومصروف التصييف على البحر ومصروف المهرجانات لزوم التنفيس؛ أكبر علامة على شعب من السوائم المشغولة بكروشها فلا تواجه مصيرها بوجه مكشوف بل تعمد إلى حيل البقاء الذليل، فتهادن سلطة تقمع الحريات وهي أوهى من الصمود أمام شارع شجاع لمدة أسبوع.

نسيت أن أذكر بأن هناك من بيننا من يدمغنا يوميا بالسؤال: ونحن شو راحلنا بفلسطين؟ وعندما نقول له لقد فقدنا الإنسان فينا إذا خذلنا معركة حرية يحوّل إجابتنا إلى نكتة. حجم هؤلاء الذين يخذلون الشارع انكشف لنا بحجم محبط؛ نحن محتلون أيضا يا غزة ونحتاج معركة تحرير ونعرف أن كلفتها أقل مما دفعت، وهذه جملة قد ترضي غزة لكنها لا تحررنا.

قبل غزة وقبل نصرتها؛ الشارع العربي أو ما نسميه مجازا بذلك محتاج لأن يدافع عن إنسانيته وعن نفسه ويخرج من وضع السائمة، فكل يوم في الحرب هناك والصمت هنا هو عار وذلة لن تجد غزة وقتا لعلاجه (الي فيها مكفيها).

كلما طالت الحرب نكتشف الإنسان في العالم ونكتشف السائمة في بلاد العرب، ولن يكون لغزة الا الإنسان. فمن لم يلتحق بالمعركة حيث هو فليصمت خجلا وليتوارى، فالشفقة على غزة إهانة لدمها المقدس ولدروسها الإنسانية الباهرة. لتطل المعركة كما يخطط العدو حتى تكشف غزة الإنسان حيثما كان، وهذه أيام فاصلة بين الإنسان والحيوان. هل هذا هو القدر؟ إننا نتهجى إرادة الله في غزة، والحمد لله أن خلق غزة وكلفها بحرية الإنسان.

مقالات مشابهة

  • طوفان الأقصى.. حتى لا تضيع الشعوب ما أضاعته الحكومات
  • سرايا القدس: نخوض معركة أمنية معقدة للحفاظ على أسرى الاحتلال
  • نصر الله : طوفان الأقصى تهم فلسطين ومستقبل لبنان
  • إسرائيل تستهدف مسعفين ونصر الله يعتبر طوفان الأقصى معركة وجودية
  • طوفان غزة: حرب الإنسان ضد الحيوان
  • نصرالله: معركة طوفان الاقصى هي معركة وجود ومصير
  • قاسم: طوفان الاقصى رسخ دعائم تحرير فلسطين
  • هنية: أبلغنا الوسطاء تمسكنا بمواقفنا بشأن مفاوضات غزة
  • قياديّ كبير من حماس يدخل بيروت.. هذا ما أعلنه!
  • هنية يدعو إلى موقف عربي لاستثمار الفرصة التي وفرها طوفان الأقصى