الولايات المتحدة تفرض سياستها في ليبيا لأهداف خاصة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تسبب الفشل الذريع في تحقيق إنجازات للولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان، بل وانسحابها المهين من كليهما جعلها تعيد حساباتها في سياساتها الخارجية، خصوصا تجاه دول منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت وسائل اعلام وتقارير ليبية أنه قررت الإدارة الأمريكية إعادة بلورة استراتيجية جديدة في ليبيا، تختلف عن تلك التي كانت سابقاً.
فقد سبق وأن أفادت مصادر إعلامية مقربة من القيادة العامة للجيش، أن ممثلين عن شركات عسكرية أمريكية، عقدوا سلسلة من الاجتماعات مع المشير خليفة حفتر ونجليه خالد وصدام، المعروفين في الوسط العسكري في الشرق الليبي بصفتهما قائدين حيويين.
والهدف من اللقاءات تقديم الدعم العسكري الأمريكي لقوات حفتر، بالتزامن مع تنامي دور ونشاط البنتاغون على الساحة الليبية بشقيها الشرقي والغربي بحسب ما ورد في صحيفة إنترسبت الأمريكية.
إلا أن الدعم الأمريكي مشروط بالبدء بعملية توحيد الجيش الوطني بالقوات العسكرية المتشكلة من الميليشيات المسلحة في مناطق الغرب الليبي، والتي يعمل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة على توحيدها بحسب تصريحات سابقة له.
وتحاول الولايات المتحدة إستغلال الخلاف الناشئ بين رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، عبد الرازق الناظوري، وحفتر، وإستمالته الى صفها من أجل تمرير أجندتها وفرضها على حفتر، المحبوب من الأوساط الشعبية لمواقفه الوطنية الرافضة للهيمنة الأجنبية.
كما أن المصادر أكدت على أن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية أجرت اتصالات مع عسكريين ليبيين رفيعي المستوى في الجيش الوطني، دون علم المشير بها، وذلك من أجل الضغط على حفتر بقبول المخطط الأمريكي.
وبحسب المعلومات التي إستطاعت صحيفة إنترسبت الحصول عليها، فإن الأميركيين يقومون بإعداد قائد اللواء 444 محمود حمزة لمنصب القائد العام للجيش بدلاً عن حفتر، نظراً لنيتهم التخلص من شخصية شعبية تعارض الكثير من أهدافهم.
فمن المعروف أن محمود حمزة بدأ مسيرته العسكرية في قوة "الردع" التي يقودها عبد الرؤوف كارة، في الغرب الليبي، ثم انفصل عنها وأسس كتيبة "20-20" ومقرّها معيتيقة، تحولت لاحقاً إلى "اللواء 444".
وانضمت الكتيبة إلى رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، لتصبح من أهم المجموعات المسلّحة في العاصمة طرابلس، حيث تسيطر على مناطق واسعة واستراتيجية في غرب ليبيا.
من جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم أن واشنطن تتعاون مع المشير خليفة حفتر وتتشاور معه، إلا أنها في الوقت نفسه تعمل ضده وتهاجمه.
وبحسب بلقاسم، فإن ذلك يندرج ضمن إطار سياسة واشنطن المتمثلة بالـ "لا صديق" و "الـ لا عدو" التي تعتمد على دعم أشخاص ثم ازاحتهم حسب المصلحة، لخلق الفتن واشعال الصراعات واللعب على كل الجبهات، بما يضمن مصالحها ويحقق أهدافها.
كلام بلقاسم تؤكده العديد من التقارير الصحفية لجهات إعلامية موالية لواشنطن، تتهم فيها قوات حفتر التي تصفها بالميليشيات، بالتورط في عمليات قتل تعسفي وغير مشروع وإخفاء قسري وتعذيب، وتجنيد أطفال واستخدامهم في الصراع.
كما أنه في سياق الحرب الإعلامية المتواصلة على حفتر، نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً، ألقت فيه اللوم على حفتر، بسبب تقاعس قواته في إصدار التحذيرات اللازمة واتخاذ تدابير للتخفيف من المخاطر قبل إعصار دانيال، الذي ضرب درنة منذ حوالي 6 أشهر.
على الرغم من أن المتقاعس الحقيقي في الكارثة التي حلّت بالمدينة هي حكومة الوحدة الوطنية، الذي تسبب بعجز في الميزانية العامة بسبب فساده، وعدم إجراء حكومته صيانة ملائمة للسدود التي انهارت وتسببت بالفيضان في درنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة ليبيا أفغانستان
إقرأ أيضاً:
كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)
كشفت كبريات شركات الشحن العالمي عن انخفاض حركة الملاحة عبر ممر البحر الأحمر، حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين الولايات المتحدة والحوثيين الذي يهدف إلى جعل الممرات التجارية أكثر أمانًا.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن أكبر شركات الشحن التجاري تواصل تجنب البحر الأحمر وقناة السويس، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين الولايات المتحدة والحوثيين الذي يهدف إلى جعل الممرات التجارية أكثر أمانًا.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن القائمين على تلك الشركات قولهم إن حركة الملاحة عبر قناة السويس انخفضت بنحو 60% منذ عام 2023، حتى بعد الهجمات التي أمر بها ترامب على الحوثيين، والآن بعد وقف إطلاق النار.
وقال ريتشارد ميد، رئيس تحرير قائمة لويدز للشحن: "إذا كانت النية هي استعادة حرية الملاحة، وهو ما صرحوا به، فإن النتائج تتحدث عن نفسها: لم تعد صناعة الشحن إلى الوراء".
وأضاف ميد إن حركة السفن عبر البحر الأحمر انخفضت بنحو ثلاثة أخماس منذ عام 2023 عندما بدأ الحوثيون في استهداف السفن هناك تضامناً مع حماس في حربها مع إسرائيل في غزة.
وتابع "خوفًا من استهداف سفنها، تجنبت شركات الشحن الكبرى البحر الأحمر وقناة السويس، واتخذت طريقًا أطول بكثير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا للسفر بين آسيا وأوروبا. وأعلن الحوثيون أنهم ما زالوا في حالة حرب مع إسرائيل، وسيهاجمون السفن المتجهة إلى البلاد".
وزاد "ورغم أن الحوثيين لم يهاجموا أي سفينة تجارية منذ ديسمبر، إلا أن شركات الشحن تعرب عن قلقها من تعرض سفنها للاستهداف، عمدًا أو عن طريق الخطأ، وليس لديها أي خطط للإبحار في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر في أي وقت قريب".
من جانبه قال فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة إيه. بي. مولر-ميرسك، وهي شركة شحن كبيرة مقرها كوبنهاغن: "نحن بعيدون جدًا عن الحد الأقصى". وفي حديثه بعد وقف إطلاق النار في مايو/أيار، قال إنه يجب أن يظل البحر الأحمر آمنًا في المستقبل المنظور قبل عودة سفن الشركة.
وقال مسؤولون تنفيذيون في قطاع الشحن إنهم يخشون أيضًا حدوث خلل كبير في شبكاتهم إذا عادوا إلى البحر الأحمر، لكنهم اضطروا فجأة إلى الانسحاب من المنطقة بسبب استئناف الهجمات.
وعندما بدأ ترامب التدخل العسكري مع الحوثيين في مارس/آذار، قال إن هجماتهم على الشحن كلفت الاقتصاد العالمي "مليارات الدولارات". وتعليقًا على وقف إطلاق النار، قال: "يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن".
وتوسطت عُمان في وقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة. في وصفه للهدنة، قال وزير الخارجية العماني إن "أياً من الطرفين لن يستهدف الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما يضمن حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي".
لكن محللين بحريين قالوا إنه من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار ينطبق فقط على السفن الأمريكية.
تساءل جاكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة والأمن في BIMCO، وهي مجموعة تجارية للشحن: "هل كان هذا مجرد اتفاق بين الأمريكيين والحوثيين على عدم استهداف القدرات العسكرية لبعضهم البعض، أم أنه كان يشمل بالفعل السفن التجارية التي تمر بالمنطقة؟".
كما لم يبدُ أن وقف إطلاق النار يشمل صراع الحوثيين مع إسرائيل. أشار جاك كينيدي، رئيس قسم مخاطر الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس، إلى أن الحوثيين وسّعوا هجماتهم على إسرائيل الشهر الماضي لتشمل السفن في ميناء حيفا الإسرائيلي أو في طريقها إليه. وبينما من غير المرجح أن يهاجم الحوثيون السفن الأمريكية خلال وقف إطلاق النار، قال كينيدي: "إن التسميات غير الواضحة حول علاقة السفينة أو الشركة بإسرائيل والموانئ الإسرائيلية، وعدم اليقين بشأن دقة استهداف الحوثيين، تعني وجود خطر شديد على السفن العابرة للبحر الأحمر".
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى صحيفة نيويورك تايمز، قالت المجموعة المرتبطة بالحوثيين والتي تتواصل مع قطاع الشحن إنه "لا يمكن تقديم أي ضمانات لشركات الشحن".
وأضافت المجموعة: "العقوبات والحظر يقتصران حصريًا على الشركات والسفن التابعة أو المرتبطة" بإسرائيل. كما قالت المجموعة إن إجراءات القوات المسلحة اليمنية "تُنفذ من خلال آلية دقيقة مصممة لمنع الأخطاء".
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" لم يُعلق البيت الأبيض والبنتاغون.
وعلى الرغم من أن الطريق حول أفريقيا يستهلك وقودًا أكثر، وأن الطواقم تبقى في البحر لفترات أطول، إلا أن عمليات الشحن تكيفت مع هذا التحويل. قالت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في معهد أولويات الدفاع، وهو معهد أبحاث يُفضّل ضبط النفس في السياسة الخارجية: "لو كان هذا الطريق الجديد مُرهِقًا حقًا، ولو كان مُكلفًا بالفعل، لرأينا دولًا أكثر استعدادًا للمخاطرة".
في الواقع، سمح السفر لمسافات أطول لشركات الشحن بنشر فائض السفن الجديدة التي طلبتها خلال فترة ازدهار التجارة خلال الجائحة. قبل هجمات البحر الأحمر، هدّد توريد السفن الجديدة بخفض أسعار الشحن وأرباح شركات الشحن.
قال ميد، المحرر: "بصراحة، سمح هذا الاضطراب، بهذا المسار الطويل، للقطاع بتحدي الجاذبية الاقتصادية إلى حد ما".
ومع ذلك، تُرسل شركة شحن كبيرة، وهي CMA CGM، ومقرها مرسيليا في فرنسا، عددًا صغيرًا من السفن عبر البحر الأحمر. وأظهرت مواقع تتبع السفن أن خمس سفن على الأقل كانت في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، بالقرب من اليمن، خلال الأسابيع الأخيرة.
لكن CMA CGM قالت في بيان إنها "لا تخطط لاستئناف عمليات المرور عبر قناة السويس على نطاق واسع في المدى القريب، إلا إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك".
وقد حرم تحويل مسار السفن بعيدًا عن البحر الأحمر مصر من مليارات الدولارات من عائدات رسوم المرور التي تشتد الحاجة إليها من قناة السويس. ولإقناع شركات الشحن بالعودة، تُقدم القناة خصمًا بنسبة 15% للسفن الكبيرة لعبور القناة.