الجزيرة:
2025-05-22@07:24:03 GMT

نصف عام من الحرب.. غزة غير قابلة للحياة

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

نصف عام من الحرب.. غزة غير قابلة للحياة

غزة- ما خلفته آلة الحرب الإسرائيلية في ممتلكات عائلة "أبو عكر" من شركات تجارية ومستودعات ومنازل سكنية، ينسحب على مفاصل الحياة كافة، حيث الدمار الهائل يلف أرجاء قطاع غزة الساحلي الصغير، الذي يتعرض لحرب ضارية منذ 6 شهور.

وتتفاوت تقديرات الخسائر المادية من جهة إلى أخرى، كون الحرب مستمرة ومتصاعدة، والاحتلال يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ومخاطر التحرك ميدانيا تعرقل الوصول إلى أماكن الاستهداف.

ووفق آخر تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة يقيّم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول وحتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضيين، تقدَّر تكلفة هذه الأضرار بنحو 18.5 مليار دولار.

الاحتلال دمر 80% من منشآت غزة بشكل كلي وجزئي بما فيها المستشفيات والمدارس (الفرنسية) خسائر فادحة

وبحسب التقرير نفسه، تعادل هذه الخسائر 97% من إجمالي الناتج المحلي للضفة الغربية وقطاع غزة معا عام 2022، وتشمل البنيةُ التحتية المدمرة المنازل السكنية، والمياه، والمرافق الصحية، والطاقة، والطرق والمواصلات، والاتصالات والتكنولوجيا، والخدمات البلدية، والصناعة والزراعة، وقطاعات حياتية أخرى.

ولا يغطي التقرير الدمار الذي سببته الغارات الجوية والقصف المدفعي والتوغل البري الإسرائيلي خلال فبراير/شباط، ومارس/آذار الماضيين، وتقول هيئات فلسطينية رسمية وأهلية إن الخسائر الناجمة عن الحرب تتجاوز هذه التقديرات بكثير.

وقال المهندس هاني أبو عكر للجزيرة نت إن خسائر عائلته تقدر بأكثر من 15 مليون دولار، جراء الدمار الذي لحق بشركاتها الـ3 ومستودعاتها التجارية ومنازلها السكنية في مدينتي غزة وخان يونس والمحافظة الوسطى بالقطاع.

وشركات أبو عكر من كبريات الشركات التجارية الفلسطينية، خاصة في مجال استيراد المواد الغذائية، ويعود تاريخها لنحو 5 عقود، ويؤكد هاني أن الاحتلال يتعمد تدمير الشركات الوطنية والبنية التحتية لمختلف مناحي الحياة في غزة بالاستهداف المباشر وغير المباشر.

كما تكبدت شركات أبو عكر خسائر أخرى ناجمة عن عطاءات وعقود عمل مع منظمات دولية عاملة في غزة، وضياع حوالي 10 آلاف طرد غذائي نتيجة الاستهداف الإسرائيلي والسرقة، وفق هاني.

وأضاف أن الاحتلال استهدف العائلة والموظفين في الشركات خلال العمل على إعداد الطرود الغذائية لصالح منظمات دولية ومحلية، وقصف بالمدفعية المخازن والمستودعات، وقال "أنذرنا بسرعة المغادرة، ومن ثم دمرها كليا".

حرب إبادة

ويؤشر حجم الدمار في ممتلكات أسرة أبو عكر على سياسة التدمير الممنهج التي يمارسها الاحتلال ضد غزة.

ويقول رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي للجزيرة نت إن الحقائق على الأرض تؤكد أن كافة المنشآت المدنية تُعد في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، وإن النية الإسرائيلية الخالصة هي القضاء على مقدرات القطاع وتدمير بنيته التحتية، ومقومات وجوده وممتلكاته العامة.

وبناء على رصد أولي للهيئة، يقدر عبد العاطي أن الاحتلال تسبب في تدمير 70% من منازل وممتلكات المواطنين والمنشآت المدنية، خاصة في محافظتي غزة وشمالها، مما يؤكد أن الهجمات الإسرائيلية ذات طابع انتقامي وعشوائي.

كما دمر الاحتلال 80% من منشآت القطاع بشكل كلي وجزئي، بما فيها المستشفيات والمدارس، والمقار الحكومية، والبلديات، والمساجد والكنائس، والجامعات، والمؤسسات الأهلية، والمحال التجارية، والمنشآت الاقتصادية، والأماكن التاريخية، والمرافق الخدمية الحيوية، والشوارع والمزارع، وشبكات الكهرباء والمياه، ومحطات الصرف الصحي، وشبكات الاتصالات.

ويؤكد عبد العاطي أن ذلك يندرج في سياق "مخطط إسرائيلي مكشوف هدفه جعل غزة منطقة مدمرة غير صالحة للحياة، بانتقام جماعي من الغزيين، ودفعهم لليأس والهجرة، بعدما تسببت الحرب في الفتك بهم وقتل وجرح أكثر من 100 ألف، وتشريد 85% منهم وإجبارهم على النزوح المتكرر على مدار الشهور الماضية، وإقامة خيام ومراكز إيواء بائسة".

وحتى مطلع الشهر الجاري، يقدر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، في حديثه للجزيرة نت، إجمالي الخسائر الاقتصادية الأولية المباشرة الناجمة عن الحرب بنحو 30 مليار دولار، فيما يرجح عبد العاطي وهاني أنها تتجاوز ذلك ولا يمكن حصرها بدقة إلا بتوقف الحرب، فضلا عن الخسائر غير المباشرة جراء توقف عجلة الحياة.

الاحتلال دمر مئات الأبراج السكنية وشبكات الكهرباء والاتصالات والبنية التحتية (الجزيرة) واقع مأساوي

وتصنف الجزيرة نت القطاعات الحيوية التي تعرضت للتدمير على النحو التالي، وتستند فيها إلى رصد أولي للمكتب الإعلامي الحكومي والهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني:

المنازل السكنية: تدمير أكثر من 70 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وإلحاق أضرار بليغة ومتوسطة بنحو 600 ألف أخرى، بما يعادل 70% من الوحدات السكنية في القطاع. القطاع الصحي: استهداف إسرائيلي لـ155 مؤسسة صحية، وأدى ذلك إلى إخراج 32 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة، وتدمير أكثر من 126 سيارة إسعاف. القطاع الحكومي: تدمير 168 مقرا حكوميا، بينها وزارات ومؤسسات مدنية ومقار أمنية وشرطية ومحاكم. العدوان الإسرائيلي دمر مئات المساجد و3 كنائس في قطاع غزة (الجزيرة) دور العبادة: تدمير 223 مسجدا بشكل كلي و289 لحق بها دمار جزئي، إضافة إلى تدمير 3 كنائس. الأماكن الثقافية والتاريخية: تدمير قرابة 200 موقع أثري ومبان تاريخية، من بينها مراكز ثقافية، ومساجد وكنائس تاريخية، ودور نشر ومطابع وأستوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني ومقار مؤسسات إعلامية. ولحقت أضرار متفاوتة بأكثر من 146 بيتا لها قيمة تاريخية في البلدة القديمة بمدينة غزة. القطاع الفندقي والترفيهي: تدمير واسع لمتنزهات وفنادق ومدن ترفيهية، وملاهي وألعاب إلكترونية. المنشآت الاقتصادية والأراضي الزراعية: تدمير آلاف المنشآت الصناعية والتجارية، شملت مصانع ومصارف ومحال تجارية، ومخابز ومزارع ومخازن، ومكاتب خدمية، وشركات ومراكب الصيد.
وتشير البيانات الأولية إلى تدمير نصف المساحة الزراعية في القطاع خاصة في مدينة غزة وشمالها، مما أدى إلى توقف قرابة نصف مليون عامل عن مهنهم في غزة، وخسائر مالية كارثية، عدا عن رفع نسبة الفقر إلى 90%. المدارس والجامعات: تدمير 100 مدرسة بشكل كلي، وإلحاق أضرار جسيمة بأكثر من 300 أخرى، إضافة إلى تدمير كلي وجسيم لجميع الجامعات. الدمار لحق بأكثر من 10 آلاف سيارة في غزة (الجزيرة) النقل والمواصلات: تدمير واسع لأسواق ومعارض بيع السيارات، وتشير التقديرات الأولية إلى أن دمارا كليا وجزئيا لحق بأكثر من 10 آلاف سيارة، وتخريب كبير للشوارع والمفترقات الرئيسية وتغيير معالمها كليا. شبكات الكهرباء والاتصالات والإنترنت: لحق بها تدمير واسع وأدى إلى تردي خدمات الاتصالات والإنترنت، وقطع الكهرباء كليا عن القطاع، وتعمد الاحتلال تعميقها بتدمير الخلايا الشمسية.

وبحسب رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي، فإن حجم الكارثة سيفوق التقديرات الأولية الحالية، وفضلا عن الخسائر الاقتصادية المباشرة لا يجب إغفال الخسائر غير المباشرة الناجمة عن توقف 90% من العمال عن العمل، وخلق واقع مأساوي باتت معه غالبية الغزيين تعتمد على المساعدات الإغاثية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات عبد العاطی بأکثر من بشکل کلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبراء: نتنياهو كشف عن نيته تجاه غزة ويتحدى الإجراءات الأوروبية

يعتقد خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف في خطابه الأخير عن خطته بشأن مستقبل قطاع غزة، ووجه تحذيرا ضمنيا لدول الغرب من التمادي في انتقاد إسرائيل، وحاول أيضا طمأنة الإسرائيليين بأن "الأصدقاء" لن يتخلوا عنهم طالما أنه يقودهم.

فبعد غياب طويل عن وسائل الإعلام، خرج نتنياهو في خطاب مطول للصحفيين أكد فيه أنه سيواصل الحرب حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونزع سلاح المقاومة والسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه.

كما انتقد نتنياهو المواقف الغربية المناهضة لتوسيع العملية العسكرية وطالبهم بـ"الخجل من أنفسهم"، وهو ما اعتبره خبراء تحذيرا منه لهذه الدول بأنها ستكون في عداء مع إسرائيل وليس معه هو شخصيا.

وخلال هذا الخطاب، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شروط تعتبر تعجيزية لإتمام صفقة تبادل أسرى مؤقتة، حيث عاود التأكيد على نيته العودة للحرب بعد انتهاء الصفقة.

بنيامين نتنياهو خلال خطابه يوم 21 مايو/أيار 2025 (وكالة الأنباء الأوروبية) بيان سياسي جديد

ويمثل هذا الخطاب البيان السياسي والإستراتيجي لإسرائيل خلال الفترة المقبلة، لأنه حدد مصير القطاع والحرب كما يريدها نتنياهو واليمين المتطرف الذي يضمن بقاءه في السلطة، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى.

إعلان

وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال مصطفى إن نتنياهو أنهى المفاوضات من خلال هذا الخطاب لأنه يقول للجانب الفلسطيني إنه سيأخذ أسراه ثم يعود لمواصلة القتال حتى تفريغ غزة من سكانها، وهو أمر لا يمكن أن تتفاوض المقاومة بناء عليه.

واتفق مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام مع الرأي السابق بقوله إن نتنياهو أبلغ الداخل والخارج بأنه ماض في تصعيده العسكري حتى احتلال القطاع، وهو ما جعل المعارضة تتهمه بعدم امتلاك خطة للخروج من هذه الحرب.

أما الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، فقال إن نتنياهو قدم في هذا الخطاب ما يعتبره حلا نهائيا لقضية غزة، على غرار الحل النهائي الذي وضعه الألمان لأزمة اليهود بعد الحرب العالمية الثانية.

محاولة طمأنة الإسرائيليين

ويرى مكي أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول من خلال الخطاب وطريقة إلقائه وتوقيته طمأنة الإسرائيليين بأنهم لن يكونوا وحدهم في هذه الحرب، وذلك من خلال تحذير الغرب من التمادي في معارضة سلوكه "لأن هذا سيكون معاداة للسامية ولإسرائيل وليس لشخص نتنياهو".

والسبب في كل هذا -برأي مكي- أن نتنياهو لم يعد لديه مخرج سياسي آخر لهذه الحرب، لأن أي حديث عن وقفها يعني سقوط حكومته، وهو يعرف أن الغرب لن يتخذ إجراءات مؤلمة ضد إسرائيل في نهاية المطاف.

وحتى وقف الإمدادات العسكرية من دول مثل بريطانيا أو فرنسا لن يؤثر على مجريات الحرب لأن غالبية التسليح الأميركي يأتي من الولايات المتحدة وألمانيا، التي تعتبر غائبة عن هذا المسار، كما يقول مكي.

لذلك، فقد حاول نتنياهو من خلال هذا الخطاب إعادة الثقة للإسرائيليين بأنهم لن يكونوا وحدهم أبدا وأنه سيجعل العالم يقبل بما يريده هو، وفق مكي، الذي قال إن المفاوضات لن تتوقف رغم أنها وصلت لطريق مسدود.

هدف ليس سهلا

وفيما يتعلق بالسيطرة العسكرية على القطاع، قال العميد إلياس حنا إن مساحة غزة لا تسمح بإدخال 50 ألف جندي مثلا إلى جانب الآليات والدبابات.

إعلان

ووفقا لحنا، فإن القوات الإسرائيلية حاليا تمارس الضغط العسكري والسياسي في وقت واحد، لكنها تحاول ابتكار خدعة جديدة لاستعادة الأسرى بالقوة، وهو أمر فشلت فيه من قبل.

ويعتقد الخبير العسكري أن نتنياهو يحاول استخدام الطرق نفسها لتحقيق نتائج مختلفة، ويرى أن السيطرة العسكرية على القطاع سهلة نظريا لكنها لن تكون كذلك من الناحية العملية.

غير أن الخبير العسكري يرجح أن جيش الاحتلال يحاول عمليا حصر حماس في مناطق معينة ومنعها من استخدام أسلحتها أو ابتكار أسلحة جديدة مع تقطع القطاع 3 مناطق.

وأشار إلى الأحاديث التي يجري تداولها بشأن تخطيط إسرائيل للاستعانة بشركة مرتزقة ستقوم بتوزيع وجبات -ستمولها دولة غير معروفة- على الناس في جنوب القطاع لإجبارهم على الذهاب إلى هذه المنطقة تحديدا.

واستدل حنا على كلامه بأن إسرائيل من الناحية العملية لا تقوم بعمل عسكري في عموم القطاع وإنما في بيت لاهيا وبيت حانون وشرقي خان يونس ومحور كيسوفيم.

وخلص إلى أن الحرب وصلت ذروتها وحققت نتائج تكتيكية مهمة للجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن نتنياهو لا يوظف هذه النتائج بشكل سياسي.

مقالات مشابهة

  • مظاهرة أمام البرلمان الإيطالي للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة
  • بدر عبد العاطي: مصر تنتهج مبدأ الاتزان الاستراتيجي في إدارة علاقتها
  • خبراء: نتنياهو كشف عن نيته تجاه غزة ويتحدى الإجراءات الأوروبية
  • نتنياهو لن يوقف الحرب في غزة إلا برحيل حماس.. والمعارضة تهاجمه وتتهمه بالكذب
  • في ظل التحديات.. بدر عبد العاطي: التعاون الأفريقي الأوروبي المستمر هام للغاية
  • نتنياهو يعلن خطة ما بعد الحرب: سيطرة كاملة على غزة وهزيمة حماس وإخراجها من القطاع
  • عبد العاطي: مصر تنتهج مبدأ الاتزان الاستراتيجي في إدارة علاقتها الخارجية
  • الرئيس التنفيذي للحياة الفطرية: فوز المركز بجائزة القصيم للتميز البيئي تتويجًا للإنجازات وحافزًا لاستمرار جهود المحافظة والاستدامة
  • تدمير الغابات الاستوائية يصل إلى مستويات قياسية بسبب الحرائق
  • نظرة علمية من الفضاء على الإبادة الزراعية في غزة