صدى البلد:
2025-05-24@18:28:05 GMT

عمر الأحمد يكتب: لسنا أنتم !

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

لفتني منذ أيام قليلة، وخلال متابعتي لصفحات الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع لرئيسة تحرير شبكة "روسيا اليوم" RT  مارغريتا سيمونيان، تجيب على سؤال لمراسل BBC والذي شكك في نزاهة الانتخابات الرئاسية الروسية التي جرت في الشهر الماضي، والتي فاز بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث كان سؤال المراسل حول جدية المنافسين في هذه الانتخابات، وكان رد سيمونيان شافي ووافي ومختصر "لماذا تعتقدون دائما أن أسلوب حياتكم أفضل من أسلوب حياتنا ؟! لماذا يجب أن نفعل كما تفعلون أنتم؟! نحن ببساطة لسنا أنتم" وجوابها غير متوقع للمراسل وربما للمتابع أيضا.


"لسنا أنتم" قالتها بقوة وجرأة، قالتها بصوت ملايين البشر الذين لا يعيشون في أوروبا وأمريكا، قالتها وكأنها أخرجت ما في الأفئدة تجاه من يحاول أن يملي رغباته وقوانينه، قالتها في وجه من يحاول إلصاق التهم في من لا يتماشى مع توجهاته أو حتى لا يعجبه ! هم مجموعة من البشر صاغوا قوانين معينة لخدمتهم، رغم أنها قوانين هشة يمكن تفنيدها ببساطة ويمكن فضحه ازدواجيتها في أول موقف أو قضية، والشواهد كثيرة جداً لا يتسع المجال لذكرها الآن ولعل أهمها في الساحة هو ما يحدث اليوم في غزة، من مجازر بحق المدنيين، وانتهاكات بالجملة للقوانين والأعراف الدولية، وكان آخرها استهداف بعثة المطبخ المركزي العالمي في غزة، وهي منظمة خيرية غير ربحية جل همها توزيع المساعدات الغذائية على المنكوبين حول العالم. 


"لسنا أنتم"، عبارة مختصرة توصف الاختلاف الطبيعي بين البشر، فمن يعيش في قرية يوماي الصينية لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال كمن يعيش في نيوهامشير أو ماساتشوستس، ولا يمكن استنساخ القوانين في هاتين الولايتين الأمريكيتين وتطبيقها على القرية الصينية، فطبيعة البشر تختلف، وكذلك التضاريس الجغرافية وطبيعة المناخ والعادات والتقاليد والأديان والأعراق. التنوع طبيعي جدا ومفهوم في كل بقاع الأرض، إلا أن السياسة الغربية لا تود فهم هذا الاختلاف، تعيش في وهم أنها دائما على صواب وباقي الكرة الأرضية بحاجة إلى نجدتها من الضياع.


لا أكره الغرب ولا يمكننني نكران إنجازاتهم، إلا أنني أكره الغطرسة والنرجسية والنفاق والازدواجية الواضحة للعيان في سياستهم. حتى في القضايا البيئة، نجد هجومهم الشرس على الدول النفطية بينما لا تزال بعض دولهم تستخدم الفحم لتوليد الطاقة ! وذلك لسبب بسيط وهو أن أغلب الدول النفطية ليست غربية (باستثناء الولايات المتحدة والتي تعتبر من المتضررين من السياسة النفطية). وفي هذا السياق أيضا أتذكر الكلمة الجريئة لرئيس غيانا محمد عرفان في رده على سؤال مذيع   BBC حول العلاقة الطردية بين استخراج النفط والغاز من أرض غيانا وبين ارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية والتلوث، هنا تغير أسلوب الرئيس عرفان وقالها بصراحة "أنتم دمرتم البيئة بسبب ثوراتكم الصناعية والآن تحاضرني عن التغير المناخي ؟!".


ربما الدول الغربية بحاجة إلى صراحة رئيس غيانا ومارغريتا سيمونيان، ليستوعبوا الواقع الحالي، الصراحة التي توقظهم من الوهم الذي عاشوه طوال السنين الماضية، فليست تصنيفاتهم للعالم كدول عالم أول وثاني وثالث صحيحة، ولا باقي العالم بحاجة لأن يكون مثلهم.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إيران: لسنا في عجلة لاستئناف العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة

22 مايو، 2025

بغداد/المسلة: أقرّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس (22 أيار 2025)، بأن إيران لا تشعر بالحاجة الملحة لاستئناف العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة في الوقت الراهن.

وتطرّق عراقجي في مقابلة تلفزيونية إلى الملف السوري، مشيدًا بقرار الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب منح إعفاءات من العقوبات المفروضة على الشعب السوري.

وقال: “يسرّنا رفع بعض العقوبات الأمريكية عن الشعب السوري، ونأمل أن تتجه سوريا نحو الاستقرار، ووحدة الأراضي، وإنهاء الاحتلال الصهيوني”.

غير أن التصريح الأبرز في المقابلة جاء عند حديثه عن العلاقات الثنائية، حيث قال بصراحة: “لا توجد حاليًا علاقات بين طهران ودمشق، ولسنا في عجلة لاستعادتها. عندما تتوصل الحكومة السورية إلى قناعة بأن العلاقة مع إيران تخدم شعبها، سنكون مستعدين للرد”.

ويأتي هذا الموقف في ظل تراجع ملحوظ في مستوى التنسيق الإيراني السوري، رغم أن إيران أنفقت خلال السنوات الماضية مليارات الدولارات دعمًا لنظام الرئيس بشار الأسد، وشاركت بفاعلية في قمع الاحتجاجات ضده منذ عام 2011.

ويرى مراقبون أن تصريحات عراقجي تعكس خيبة أمل رسمية في طهران حيال جدوى الاستثمار السياسي والعسكري في سوريا، وسط مؤشرات على تقارب دمشق مع قوى إقليمية أخرى وتراجع تأثير إيران داخل المعادلة السورية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • فوز الصينية وانغ وإدارة «كبار السن» بوزارة الصحة بجائزة «صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح»
  • رسالة من بهتشلي لأردوغان: لا يحق لك التراجع
  • العلمانية أسلوب حياة حديثة تقبل الآخر المختلف
  • سحب السلاح الفلسطيني في لبنان: سؤال الدولة.. وسؤال العدالة
  • نتنياهو لماكرون وستارمر وكارني: أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية
  • عراقجي: لسنا في عجلة من أمرنا لإقامة علاقات مع دمشق
  • المبعوث الأمريكي إلى روما لعقد جولة جديدة من المباحثات مع إيران
  • إيران: لسنا في عجلة لاستئناف العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة
  • ديمون: لسنا في وضع مثالي.. والأزمات تتربص بالاقتصاد الأميركي
  • رئيس الوزراء: لن نكون بحاجة إلى صندوق النقد الدولي بحلول عام 2027