جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-31@12:41:16 GMT

تنظيم نشاط الباعة المتجولين

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

تنظيم نشاط الباعة المتجولين

خلفان الطوقي

 

لم أجد أحدًا يُطالب بوقف نشاط الباعة المتجولين كُليًا، لكن هناك مطالب مجتمعية بتنظيمه وتقنينه، وهناك أسباب عديدة ترى أنه حان الوقت لأن تُكمل الحكومة مساعيها، وضرورة تكرار ما تقوم به بلدية مسقط في بعض مناطق العاصمة؛ حيث خصصت مساحات مجهزة للباعة المتجولين، مثل ما هو حاصل في "قرية المشاوي في ولاية العامرات"، أو سوق السيب، وغيرها من المواقع، وأهمها مشروع الموالح الذي سوف يكون مجهزًا بعربات متطورة وأنيقة بها شوايات ومغاسل، وأماكن خاصة لتجهيز الأطمعة، وغيرها من خدمات وكهرباء وماء، وجلسات ومواقف وأماكن مخصصة لألعاب الأطفال، ومماشٍ ومساحات خضراء، ومداخل ومخارج سهلة، وقريبًا سوف يتم الإعلان عن مواقع في الخوير وبوشر والمعبيلة ومطرح وغيرها.

بكل تأكيد أن من يطالب بتنظيم نشاط "المطاعم المتنقلة"- إذا جاز التعبير- سواء الحكومة أو المجتمع، فله أسباب جوهرية وأهمها:

- المنافسة العادلة: فكثير من أصحاب المحلات المُستأجَرة يرون أنهم أمام منافسة غير عادلة مع أصحاب العربات؛ فهم يدفعون الإيجار والتراخيص ومصاريف الصيانة الدورية والضريبة والعمالة المُسجلة قانونيًا، والرسوم الحكومية للإيجار والكهرباء والماء وغيرها من المصاريف الثابتة.

- المنظر الجمالي (الحضاري): إذ إن انتشار هذه العربات أمام الأحياء السكنية والمساجد وفي الحواري يزيد من تشويه المنظر الحضاري والجمالي ويزيد التلوث لأي منطقة، وعدم تنظيم النشاط الآن قد يجعل الأمر مُعقدًا في المستقبل وخارج عن السيطرة، والضرر سيكون أعقد وأعمق للمجتمع مع مرور الأيام.

- الرقابة الصحية: وجود عدد من عربات البيع المتجولة في مكان واحد ومجهز يُسهِّل مهمة الرقابة الصحية حفاظًا على صحة المرتادين، فعلى سبيل المثال في حال- لا سمح الله- حالات تسمم، ستكون هناك مرجعية للمحاسبة؛ سواءً للموظف المختص أو العربة المخالفة للاشتراطات الصحية.

- المطالبات المجتمعية: تجد الأحاديث في المجالس تطالب بأن ترى عُمان أجمل وأرقى وأكثر تطورًا وخالية من التشوُّهات المُزعجة هنا وهناك، وعليه فإنه لن يتأتى ذلك إلا من خلال التنظيم، ومن ضمنها وأهمها نشاط الباعة المتجولين.

-  الإشراف الحكومي: لا نقصد هنا الرقابة الصحية فقط، وإنما الرقابة العمالية والبيئية؛ فتراخيص هذه المهنة هي في الأصل للعُمانيين وباشتراطات مُعينة، ووجود هذه العربات في مواقع مُخصَّصة ومُعيّنة من جهات الاختصاص يسهل مهمة الإشراف عليهم، ومعرفة المطبق للمعايير المطلوبة، والمخالف منهم، ودعم المطبق، وملاحقة المخالف.

- العوامل البيئية: عدم الإشراف ووضع ضوابط من الجهات المختصة قد يُعرض المجتمع للخطر؛ فالعوامل البيئية مثل الغبار والشمس والرطوبة تعرض هذه المنتجات من لحوم أو فواكه أو خضراوات أو المشروبات الساخنة أو الباردة إلى تلف وتلوث، ومعالجة ذلك يكون بالقرارات الوقائية، بنقلهم إلى أماكن نظيفة وصحية آمنة.

- حركة السير: انتشار هذه العربات في الحواري وتطاير الأدخنة منها في  الشوارع المكتظة يزيد من إعاقة حركة السير، مما يزيد من سخط الناس، عليه، فلابُد من تواجد هذه العربات في الأماكن المناسبة.

- القيمة المضافة: وجود ساحات مُنظَّمة ومُتطوِّرة ونظيفة مُجهّزة بما تم ذكره أعلاه، يجعلها قيمة مضافة للمواطنين والمقيمين والسياح ومتنفسًا للعوائل، إضافة إلى افتخار العاملين في هذه العربات بوجودهم في مكان راقٍ وجذاب.

- المنافسة والتكامل فيما بينهم: وجود هذه العربات في أماكن مُوحَّدة يجعلهم في منافسة بعضهم البعض بشكل مستمر لتقديم منتجات مختلفة وذات جودة عالية، وبأسعار تنافسية لصالح المستهلكين، ومن ناحية أخرى يشجعهم على التكامل فيما بينهم ليتمكنوا من جذب مزيدٍ من المستهلكين.

- دعم حكومي إضافي: بجانب تسويقهم لمنتجاتهم ومزاياهم التنافسية، فإن وجودهم في مكان واحد يُمكِّن كل الجهات الحكومية من دعمهم بتسهيل الإجراءات أو التسويق لهم، أو منحهم مزيدًا من الخدمات، خاصةً وأن هذا مطلب مجتمعي وتوجه حكومي، مع العلم بأن بلدية مسقط بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومعهد متخصص يعكفون على إعداد برنامج تخصصي لتدريب هؤلاء الباعة لضمان اتباع أفضل الممارسات لسلامة الغذاء.

بالمختصر.. لا أحد ضد نشاط الباعة المتجولين؛ بل معهم، لكن الجميع مع التنظيم، حال تنظيم نشاط سيارات الأجرة أو نشاط تعليم السياقة؛ فالجميع يريد أن يرى عُمان أجمل وأرقى، واقتصادها صلب وأقوى، وشبابها في تقدم ورخاء، ويعيش نهضة مُتجددة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هبطة بهلا تشهد نشاطًا تجاريًا واسعًا استعدادًا لعيد الأضحى

شهدت أولى هبطات عيد الأضحى المبارك بسوق ولاية بهلا اليوم حركة تجارية نشطة، وسط توافد كبير من المواطنين والمقيمين لشراء مستلزمات العيد، في مشهد يعكس أهمية هذه الفعالية السنوية كأحد أبرز مظاهر الاستعداد للعيد في سلطنة عمان.

وانطلقت فعاليات الهبطة في عرصات السوق المختلفة، حيث بدأت بعرصات بيع المنتجات الزراعية المحلية من خضار وفواكه، بالإضافة إلى عرصة بيع الثوم والعسل العماني، قبل أن تبلغ ذروتها في عرصة بيع المواشي، التي شهدت أكبر حجم من الإقبال والتفاعل، خاصة في بيع الأغنام والأبقار، سواء المحلية منها أو المستوردة، من خلال عمليات المناداة والمزايدة العلنية.

وأوضح عبدالله بن حميد الشكيلي، ناظر سوق بهلا، أن هبطات عيد الأضحى تستمر يوميًا حتى حلول يوم العيد، مشيرًا إلى أن السوق يشهد حركة تجارية استثنائية هذه الأيام، لا سيما في عرصة بيع الأغنام التي سُجّل فيها عرض أكثر من 500 رأس، مضيفًا إن أسعار الأغنام تراوحت بين مستويات مختلفة، حيث بلغ أعلى سعر مناداة على الأغنام 270 ريالًا عمانيًا للرأس، فيما وصل أعلى سعر للأبقار إلى نحو 700 ريال عماني.

وبيّن الشكيلي أن المعروض من المواشي يلبي احتياجات المواطنين والمقيمين، ويتميز بتنوعه بما يناسب مختلف القدرات الشرائية، موضحًا أن النسبة الأكبر من المعروض تتكون من مواشٍ محلية يربيها المواطنون في القرى والمناطق الجبلية وأوساط البادية، وتُعرف بجودة لحومها، التي تُفضّل للذبح في مناسبات الأعياد، حيث جرت العادات والتقاليد والطقوس في الأعياد على ذبح الأضاحي في العيدين، الفطر والأضحى، ليتم إكرام الضيوف والزوار، ويجتمع الأهالي على موائد العيد، التي من أبرزها الشواء، مؤكدًا أن الهبطة تمثل فرصة ذهبية لمربي الأغنام والأبقار لتسويق منتجاتهم وتحقيق عوائد مجزية في ظل الطلب المرتفع على الأضاحي.

وفي جانب آخر، شهدت محلات ومصانع الحلوى العمانية إقبالًا واسعًا، حيث تنشط حركة الشراء لاختيار أجود أنواع الحلوى، التي تُعد عنصرًا أساسيًا في موائد العيد العمانية، وركنًا من أركان الموروث الشعبي المتجذر، وتفنّن صناع الحلوى في إنتاجها بمكونات محلية كالعسل والسكر الأحمر العماني، لتلبي أذواق الزبائن المختلفة.

كما سجلت محلات الملابس والكماليات والمواد الغذائية حركة شرائية نشطة استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى، في مشهد يعكس الأجواء الاحتفالية والتقاليد الراسخة التي تميز المجتمع العماني في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • طبيبة بريطانية لـعربي21: لم أر أي نشاط عسكري فلسطيني بأي مستشفى في غزة
  • هبطة بهلا تشهد نشاطًا تجاريًا واسعًا استعدادًا لعيد الأضحى
  • حملات مفاجئة لإزالة الإشغالات وفرض الانضباط في بورفؤاد
  • الشاباك يعلن إحباط عشرات الهجمات الإيرانية ضد شخصيات إسرائيلية
  • فرشاة أسنان تكشف خيانة زوجية في بريطانيا
  • فرق الرقابة التموينية في إدلب تسيّر دوريات على أفران المدينة لمراقبة جودة الخبز ومدى التزامها بالاشتراطات الصحية
  • حملة لإزالة إشغالات وتعديات الباعة الجائلين بالوليدية بأسيوط
  • اكتشاف نشاط كهرومغناطيسي نادر في الفضاء
  • الرقابة المالية: نمو نشاط التأمين في مصر خلال الربع الأول من 2025
  • أحمد كريمة: التنجيم والتنبؤات بالزلازل وغيرها خرافات وشعوذة