سودانايل:
2025-06-08@04:20:43 GMT

من أين يأتي المُجَنَدون وقودُ الحرب؟

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

(Wikipedia, n.d.)
في المصدر أعلاه معلومات عن المجموعات الرعوية في السودان و الدول المجاورة. ما يهمنا هو مجموعة العَطَاوة و هم علي حسب المصدر أعلاه و كما في الإ قتباس أدناه خليط من الفولاني و القبائل المستعربة في تشاد و يسكنون في المنطقة الممتدة من بحر الغزال جنوباً إلي بحيرة فِيترِي إلي الشرق من إنجمينا عاصمة تشاد.

القول بأنهم تشاديون تكذبه الجغرافيا و التاريخ فهم دمنا و لحمنا و أخوتنا في الوطن و أقرب إلينا من عرب الجامعة العربية، علينا جميعا إحترام إعتقادهم في الإنحدار من القائد المسلم عقبة بن نافع الفهري القرشي . حالهم حال بقية أهل السودان لهم جذور و إمتدادات خارج الحدود الجغرافية للدولة.
يرى ألرتش بروكامبر بأن بقارة تشاد نشأووا من مجموعات من الرعاة الر ّحل التي تنتمى لقبائل مختلفة من شعب الفولاني، ثم اندمجوا في قبائل تشادية مستعربة، تتحدث اللغة العربية.[21] [22][23] [24] وفي المنطقة الحدودية ما بين تشاد وحتى ولاية بورنو في نيجيريا، تنتشر مجموعة من رعاة الماشية الناطقين باللغة العربية وهم المَحامِيد ويطلق عليم في النيجر اسم عرب ديفا نسبة إلى المنطقة التي يعيشون فيها وسط مجموعات أثنية أخري غير ناطقة بالعربية مثل الهوسا والكانوري والقرعان والتبو.
وقد وصلت أولى طلائع عشائرهم إلى نيجيريا في القرن التاسع عشر في مجموعة صغيرة تسمى أولاد سليمان وأخذت في التوغل في المنطقة حتى عام 1923 ثم لحقت بها في خمسينات القرن العشرين موجة أخرى تلتها موجة ثالثة في السبعينيات والثمانينيات من القرن ذاته تتكون من عرب كانم التشاديين الذين نزحوا مع قطعانهم من مناطق القتال في تشاد.[25] كذلك يٌتواجد المحاميد أيضا بأقلية في كل من موريتانيا والكاميرون.
وتنقسم بقارة تشاد إلى ثلاث مجموعات قبلية كبيرة هي:
• أولاد راشد: وينتسبون انفسهم إلى جـدهم جنيد بن شـــاكر بن أحمد بن العباس بن عبد المطلب{مصدر}، وتضم المجموعة عدة عشائر وبطون مختلفة متفاوتة الأعداد وتمتد أراضيهم من غرب دار فور بالسودان وحتى برنو في نيجيريا والنيجر.
• العطاوة: وهم أيضاً ينسبون أنفسهم إلى جنيد، وبدورهم أنقسموا أيضاً إلى عشائر وبطون مختلفة، وتمتد مناطق سكناهم من بحر العرب شرقاً في السوان إلى بحيرة الفتري غرباً، وجنوبــاً حتى جمهورية أفريقيا الوسطى، والكاميرون وشرق نيجيريا.
• الحيماد: وينتمون إلى جنيد، ويقطنون في منطقة أبشي ونواحيها تجاه الغرب الجنوبي إلى ما وراء نهر لوغون وحتى ضفاف نهر بنوى في عمق الأراضي النيجيرية.
• السلامات: وتنتسب إلى جنيد، وتمتدأراضيها من بحر الغزال في السودان حتى أواسط الكاميرون ونيجريــــا. ومن أم تيمان وحتى الجنوب التشادي.
• بني مخزوم: وينسبون أنفسهم إلى إلى فرع من قريش وقــد دخلـت فيهم كثير من البطون العربية الأخرى وينتشرون في منطقة تمتد من دار فـور بغرب السودان وحتى كانو في نيجيريا
إنتهي الإقتباس
بمراجعة ما هو مكتوب و متاح في الإنترنت ندرك أن هذه المجموعات السكانية منتشرة جغرافياً في نطاق جغرافي واسع. كما قال حميدتي في تصريحاته اللاحقة بعد توقيعه لإعلان أديس أببا مع تقدم "المتفلتون في صفوف الدعم السريع تأتتي بهم دوافع الفَزَع " و هو حملات النجدة و السند العشيرة لأافرادها. الفزَع يمكن أن يكون فزَع خير أو فزَع مغنم و هذا هو الذي يجب نحاربه عبر التنوير و التعليم.
ليس بالعالم أشرار بالطبيعة و ليس هنالك عرِق مرتبط بسلوكيات محددة مثل النهب و الإجرام و القتل خارج مظلة القانون. لقد عرفنا أدوار إيجابية لعرب دارفور و كردفان في تاريخ السودان أهمها مساهمتهم في إنجاح الثورة المهدية و الإسهام مع غيرهم من بنات و أبناء الوطن في تلك الملاحم البطولية المشهود لها.
ماذا حدث الآن لجعل هذه المجموعات وقودا للحرب في صفوف قوات الدعم السريع. أستخدم حميدتي و المال لرشوة الزعامات القبلية و جعلهم يعملون بجد في عمليات التجنيد لبناء القوة الضاربة للدعم السريع خدمةَ لنظام الإسلاميين المجرم ثم لمصلحته الشخصية. حركة أفراد هذه المجموعات تاريخيا لم تكن مشكلة و عندنا واقع شبيه في حدود السودان الشرقية و مدن كبيرة مثلا القضارف، كسلا و بورتسودان هي مدن تمازج فريد من نوعه، و هي بحق الشراكة في العمل و الحياة. و الحال نفسه في دارفور و كردفان. السؤال هنا ما هو سبب العسكرة و التغيير؟
الأسباب متنوعة و يمكن إجمالها في الإستغلال السياسي لهذه المجوعات و من الأمور المعروفة هذه المجموعات تمّ إستغلالها سياسياَ لكسب النزالات العسكرية في السودان عن طريق حزب الأمة و الأخوان المسلمين منذ بداية السبعينات و قبل ذلك عن طريق الزبير باشا و السلطة التركية و سلطة الحكم الثنائب هذا في السودان و كذلك الحال في تشاد، أفريقيا الوسطي و ليبيا. ما جعل هذه العملية ممكنة هو:
أولاً: الإدارة الذاتية أو مؤسسة النظارة المتحالفة مع من يطلبون خدمات التجنيد.
ثانياً: ضعف الدولة و إنهيار نظامها الأمني أو نتيجة لإتساع المساحة الجغرافية في دارفور و كردفان
ثالثاً: نشاط المجموعات السياسية المسلحة المتحاربة مع السلطة في الخرطوم.
رابعاً: موجات الجفاف و التقلبات المناخية التي تدمر القِطعان و تهلك الإنسان بالمجاعة.
خامساً: و هو ناتج مما سبق توفر أمكانية المكسب المالي من المشاركة في أعمال التنقيب الأهلي عن المعادن. و المكسب المالي من المغنم خلال الحروب عبر النهب، السلب و الإختطاف و نعلم أن الإغتصاب جزء من هذه العمليات الوحشية.
سادساً: نتيجة لظروف الحرمان التاريخي من التنمية عند هذه المجموعات و إنتشار الأمية أصبحوا سهلي القياد إذا كان الإغراء الكافٍ.
سبعاً: عمليات التجنيد القسري الموثقة في إقليم الجزيرة و غيره بصيغة القتال في صفوف الدعم السريع نظير الأمن و سلامة الأهل و الحصول علي إمدادات الغذاء و الدواء.
هذه المشاكل مشاكل دولية تحتاج لمعالجة يقوم بها الناشطون و السياسيون الإسوياء في الدول المعنية و هي النيجر، نيجيريا، تشاد، افريقيا الوسطي و الكمرون. بذلك سيكون مفيدا إقناع الإتحاد الأفريقي بالعمل في هذا الإتجاه لأنه شديد الصلة بأمن و إستقرار السودان. و مثل هذه الأدوار لا يستطيع أمثال البرهان و حركته الإسلامية الإضطلاع بها. بلا شك الكلام عن أن جنود الدعم السريع أجانب غير صحيح و ذو حمولة عنصرية بشعة يجب مواجهتها بصلابة. لأنها تبعدنا عن التفكير في الأسباب الحقيقية لحرب الحركة الإسلامية ضد الشعب السوداني.فنحن جزء لا يتجزأ من أفريقيا و هذه هي حالتنا و علينا التعامل معها بما هو مطلوب من المسؤولية و عدم الإنجرار وراء الدعاية السياسية للصوص الحركة الإسلامية الذين إختطفوا الجيش حتي صار جيش إسلامي تحقق مع قادته سناء حمد الكوزة المدنية.

التحشيد العسكري لجيش الحركة الإسلامية
أسّر لي صديقي شوفي إسماعيل بالقول " الكيزان يعرفون كيف يتعاملون لخدمة مصالحهم مع الشعب السوداني و يكسبون" ماذا قال الإسلاميون في دعايتهم لإستمرار الحرب و لتجنيد الغافلين و غير العالمين بالأسباب الحقيقة للحرب.
اولاً: التركيز الإعلامي المشدد علي أن جنود الدعم السريع يغتصبون النساء. جميعنا يعلم أن عناصر الجيش و قوات الحركات المسلحة يقومون بهذا العمل المشين . و منهم من يستغل حوجة الأمهات للأمن و الغذاء و يخضعونهن لسوء المعاملة الجنسية و من ضمنها الإغتصاب لأن هنالك إيضا الزواج القسري و الإجبار علي الخدمة المنزلية. هذه الجريمة ليس حِكراً علي أفراد قوات الدعم. بل مارسها عناصر جهاز الأمن و المخابرات الوطني و مليشيات الحركة الإسلامية لدرجة أن نظام الأخوان في سابقة تاريخية كان عندهم من ضمن الوظائف في جهاز الأمن و المخابرات الوطني وظيفة مغتصب. و جميعنا يعلم كيف يستخدم حميدتي و القذافي وو نافع علي نافع وغيرهم من قادة المليشيات المخدرات و الفياجرا لدفع جنودهم للطاعة العمياء و تحفيزهم لممارسة الإغتصاب ضد نساء بنتمين للخصم العسكري من ناحية القرابة أو العِرْق. الدعاية السياسية حول الإغتصاب جذبت العديدين تحت شعارات كالدفاع عن العِرْض و العِرْض هو العفة عن الزنا. ربطت دعاية الإسلاميين في التحشيد كالعادة ذلك باسطوانة الجهاد و الإستشهاد المشروخة و المكرورة.
ثانيا: الأرباح الناتجة عن نهب الموارد المعدنية خاصة الذهب كبيرة و مع حالة الفقر التي تضرب المجتمع جراء سياسلت نظام المؤتمر الوطني في السنوات السابقة. تكونت فئة إجتماعية ليست بالقليلة من المنتفعين من هذا المولد و هم بلا شك رصيد سهل القياد لجيش الحركة الإسلامية و كذلك للدعم السريع. جميعنا يعرف عن التعدين الأهلي و الأعداد المهولة المطلوبة للعمل للحصول علي كيلوجرام واحد من الذهب. و نعرف كذلك عن قري و أسواق المعدنيين. هذا نشاط إقنصادي جديد مرتبط بإقتصاديات سلطة اللصوص و لمن يشتغلون في هذا المجال بلا شك إمكانية لخدمة الأجندة العسكرية للطرفين فقط لضمان إستمرار العمل في التعدين الأهلي و الخدمات المرافقة له من ترحيل و فندقة.
ثالثاً: وفّرت الحرب فرصة لمراكمة الأرباح علي طريقة الإقتصاد الطفيلي المرتبط بالحركة الإسلامية عبر الإحتكار و التخزين و رفع الإسعار مما أدخل الشعب كله في مجاعة و حالات ندرة و إنعدام للدواء. حتي في قطاع الترحيل. المشتغلون في هذا المجال رصيد جديد للحركة الإسلامية لأنهم يعرفون مثلي و مثلك أن هذه الممارسة منكرة و رديئة لذلك سيبحثون عن مشايخ دجالين يبررون تلك الممارسة بنصوص الدين الحنيف و هم كاذبون. و جميعنا يذكر حكايات التحلل من الثراء الحرام.
رابعاَ: منع وصول الإغاثة. أدانت الدولة المانحة و الأمم المتحدة و مجموعة كبيرة من المنظمات الدولية ذات الصلة بالإغاثة ممارسات الجيش و الدعم السريع المتسببة في منع إيصال الإغاثة للمتضررين من الحرب بسبب النزوح أو جرائم الحرب و الإنتهاكات، و الأطفال. هناك تسجيل فيديو أورده الدكتور النور حمد في صفحته بالفيسبوك فيه يتباهي البرهان بمنعه لإيصال الأغاثة و عدم رغبة نظامه المجرم في التعامل مع المنظمات الدولية أو أيٍ من دعاة وقف الحرب. يظهر حميدتي و قيادة الدعم السريع موافقة كاذبة علي مرور الإغاثة و عملياً يمنع وصولها للمحتاجين بشتي الذرائع النهب و اعتراض سبيل قوافل الإغاثة . فما السبب؟ ببساطة حالة الأزمة و الضائقة الإنسانية الفريدة التي يمر بها السودانيون ستدفع بالكثيرين لأتون الحرب من أجل ضمان حياتهم و سلامة ذويهم. لأن الأمن و الغذاء و الدواء حكرٌ علي القوي المتحاربة و جنودها. نعرف جميعا أن الجيش مختطف عن طريق الإسلاميين و نعلم أن الدعم السريع صنيعتهما فهما يعملان الطريقة و بنفس العقلية مع إحتلافات بسيطة من حيث بشاعة الأساليب. و من أكبر فضائح فترة الحرب المتطاولة إثراء أعداد مهولة في الخدمة المدنية و الجيش و في الدعم السريع من بيع الإثاثة في الأسواق بأعلي الأثمان. و إقراء ضباط شرطة البرهان من بيع كل متعلقات السفر و الهجرة من معاملات و جوازات و وثائق. عيب عليكم يا هؤلاء إذا نسيتم الشعب عليكم تذكر غضب الله.
فهمنا لكيفية التجنيد و التحشيد يجعلنا أكثر قدرة علي المقاومة. و في الجتام التحية لشهداء شعبنا الباسل و ليظل إيماننا بالسلام و الحرية و الديمقراطية راسخا رغم قبح المنظر كلاحة المنقلب الناجم عن حرب الحركة الإسلامية ضد الشعب السوداني. الحرب التي يختلف أطرافها حول الأنصبة من أرباح نهب الموارد و العمالة للأجنبي.
طه جعفر الخليفة
كندا- اونتاريو
6 ابريل 2024م

taha.e.taha@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة هذه المجموعات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان.. معادلات الأمن والنفوذ

من واقع التحولات التي يشهدها السودان، ومع تراجع وتيرة الحرب ، تزايدت المؤشرات على أن مسار إعادة تشكيل الدولة بدأ يُدار بتوازنات ذكية، وبأن غرف العمليات السودانية باتت تمسك أكثر من أي وقت مضى بخيوط مستقبل البلاد. في هذا السياق، برزت تحركات غير تقليدية تقودها أجهزة المخابرات في دول الجوار، في محاولة لإعادة تعريف الأمن والسلطة في السودان. بعيدًا عن السرديات الملتبسة التي اختزلت حرب 15 أبريل 2023 في صراع بين جنرالين.

بدأت هذه التحركات الأمنية بزيارة خافتة إعلاميًا، لكنها مثّلت إشارة مبكرة لتغير المزاج الإقليمي، زيارة مدير المخابرات في إفريقيا الوسطى، هنري وانزيت، إلى بورتسودان الذي نقل رسالة شفاهية من الرئيس فوستين أركانج تواديرا، إلى الرئيس البرهان، تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية، وسبل دعمها، وتطويرها. حرص الوفد الزائر على التعبير عن دعم مباشر من رئيس إفريقيا الوسطى، حيث عكست الزيارة اهتمامًا غير عادي بترتيب التفاعلات الأمنية في السودان، خاصة في ظل حدود مفتوحة ومشحونة بإرث الصراعات واللاجئين.

لم تمض أيام على هذه الزيارة حتى حطت طائرة الوفد الإثيوبي في بورتسودان، بقيادة مدير جهاز المخابرات رضوان حسين، حاملاً رسالة مباشرة من رئيس الوزراء آبي أحمد إلى الرئيس عبد الفتاح البرهان. بدأ الامر كأنه إعلانًا رسميًا لعودة إثيوبيا إلى ساحة التأثير المباشر في الملف السوداني عبر التنسيق المشترك، بعد شهور من التوترات التي بلغت ذروتها في بدايات الحرب، عندما اقترحت أديس أبابا تدخلًا إفريقيًا لحفظ السلام، وأثارت حينها حفيظة الخرطوم.

الوفد الإثيوبي، الذي ضم أيضًا غيتاتشو رضا القائد السابق في تغيراي والمستشار الحالي لرئيس الوزراء الإثيوبي بحسب” الشرق الأوسط “الواضح أنه جاء لإعادة هندسة العلاقة الأمنية بين البلدين، واستكشاف فرص إعادة التموضع الإثيوبي داخل المسرح السوداني. اللقاءات التي جرت، والتفاهمات التي تسرّبت عنها معلومات لاحقة، أشارت إلى جدول أعمال يتجاوز التنسيق الثنائي ليطال قضايا استراتيجية مثل أمن القرن الإفريقي، وضبط الحدود، واحتواء تدفقات اللاجئين، والتعامل مع ملفات الفاعلين غير الشرعيين داخل السودان .

ما كان لافتًا في هذه المرحلة هو التدرج الواضح في الوزن الأمني والسياسي للزوار، فبين إفريقيا الوسطى وإثيوبيا مسافة في التأثير، لكن الاتجاه واحد، السودان بات ملفًا أمنيًا، تتقدمه أجهزة المخابرات ويتصدر أولوياته معادلات دعم الأمن.

على خلفية هذه التحركات، يبرز اسم صلاح قوش مجددًا، الرجل الذي عرفته العواصم الإفريقية ، وعُرف بقدرته على عقد الصفقات خلف الأبواب. عودة اسمه للتداول، ولو بهدوء، تزامنت مع إعادة رسم خارطة التوازنات الأمنية، لتؤكد أن السودان في طريقه نحو صيغة مؤقتة من “الأمن أولًا “،لترتيب المرحلة القادمة.

المفارقة أن عودة قوش المحتملة، أو حتى مجرد طرح اسمه، تُقرأ في بعض الدوائر الإقليمية والدولية كإشارة إلى نضوج لحظة “ما بعد الحرب”، بمعنى إدارة مخرجاتها. في ظل وجود قيادة مدنية موحدة عقب تعين د. كامل إدريس رئيسا للوزراء، وتفرغ المؤسسة العسكرية لجبهات القتال، تظهر الحاجة إلى شخصية ذات قدرة على إعادة بناء شبكات النفوذ، دون الحاجة إلى مؤسسات انتقالية معقدة.

كل هذا يجري في ظل حركة حثيثة من الإتحاد الإفريقي لإعادة السودان إلى منظومته، ولو عبر بوابة مرنة تتقبل فكرة حكومة انتقالية مدعومة أمنيًا. ترحيب الاتحاد بتعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء فهم على نطاق واسع كإشارة إلى استعداد القارة لغضّ الطرف عن البُعد العسكري للحكم، مقابل ضمان استقرار يسمح بعودة السودان إلى المؤسسات الإفريقية، يعجل بطي ملف الحرب ويدعم الأمن والاستقرار في السودان وفي منطقة القرن الأفريقي والجوار الإقليمي.

أن التقاء الأجهزة الاستخباراتية في بورتسودان، رغم تباين التأثير، يحمل رسالة واحدة بحسب ما نراه من#وجه_الحقيقة مفادها: أن الدولة السودانية تتشكل من جديد، وفقاً لإرادة السودانيين، بجانب موازين المصالح في الإقليم. وهي رسالة جيدة، تراقب وترصد وتنتظر اللحظة المناسبة للانخراط والتأثير. وربما آن الأوان للسودانيين، سياسيين وعسكريين ومدنيين، أن يدركوا أن إعادة بناء الدولة لن تتم عبر استنساخ شعارات الماضي، بل عبر قراءة دقيقة لما يجري من حولهم، واستعادة زمام المبادرة التي توحد النسيج الاجتماعي وتدعم الأمن و استعادة المشروع الوطني الذي يحفظ السيادة ويحجز للسودان مقعدا متقدما بين الشعوب.
دمتم بخير وعافية.

إبراهيم شقلاوي
الأربعاء 4 يونيو 2025 م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء السودان: الحرب في طريقها للنهاية والجيش يحقق التقدم
  • “نهب ما تبقى من المساعدات”.. الخارجية تدين السلوك البربري لمليشيا الدعم السريع
  • ???? حين ضاق الخناق .. هل قرر العالم أخيرًا التخلص من مليشيا الدعم السريع؟
  • خاص لـ”العنوان 24″: ميليشيا الدعم السريع تلجأ إلى الاتجار بالبشر لتعويض خسائر جنودها
  • الدعم السريع تستهدف استاد الأبيض غرب السودان بمسيرات أثناء مباراة كرة قدم
  • خطة ترمب لإيقاف حرب السودان ومستقبل الإسلاميين
  • لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟
  • مقتل وإصابة العشرات في الفاشر بقصف من قوات الدعم السريع
  • مقتل 14 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع لسوق نيفاشا بالسودان
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان.. معادلات الأمن والنفوذ