طوت الحرب الإسرائيلية التي تفجرت على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، شهرها السادس، وسط استمرار لمعاناة الغزيين.

الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف قرى وبلدات جنوب لبنان الجيش الإسرائيلي يَعلن تنفيذ غارات في عمق لبنان في منطقة بعلبك

وأعلن الجيش الإسرائيلي، بعض الأرقام عن حصيلة تلك الحرب، إذ كشف في بيان اليوم الأحد مقتل 600 من عناصره منذ تفجرها، مشيرًا إلى أن عدد الصواريخ التي عبرت إلى إسرائيل خلال الأشهر الستة بلغ نحو 9100 من غزة، و3100 من لبنان، و35 من سوريا.

 

وتابع أن عدد قتلاه نتيجة "الحوادث" بلغ 41 منهم 20 قتلوا بنيران صديقة، مشيرا إلى أن عدد المصابين وصل إلى 3188.

مقتل أكثر من 13 ألف طفل

أما في القطاع الفلسطيني المحاصر، فالمأساة تكاد لا توصف، إذ بلغ عدد القتلى 33,091، بينهم أكثر من 13 ألف طفل. وأصيب 75,750 مدنياً فلسطينياً بجروح متفاوتة.

أما في الضفة الغربية فبلغ العدد 456 قتيلاً.

في حين وصل عدد القتلى بين عمال الإغاثة في غزة إلى 224، من بينهم 30 على الأقل قتلوا أثناء أداء واجبهم، و484 من عمال القطاع الصحي في غزة. بينما ارتفع عدد الضحايا وسط الصحافيين إلى 95 على الأقل.

ما حجم الدمار فحدث ولا حرج، إذ تحول القطاع المكتظ بالسكان إلى مساحات شاسعة رمادية اللون، لا يعلوها سوى الركام. فقد بلغت نسبة المباني التي تضررت نحو 55.9%، وفق "أسوشييتد برس".

أما نسبة المنازل التي تضررت فوصل إلى أكثر من 60%.

كما تضرر 227 مسجداً و3 كنائس، في حين دمر 90% من المدارس، وبطبيعة الحال خرج كامل الأطفال من النظام التعليمي الذي توقف بشكل تام أصلا.

ولم يبق من المستشفيات العاملة في القطاع سوى 10 من أصل 36.

خطر المجاعة

ولعل المعاناة الأكبر على الإطلاق بعد الموت تمثلت في مواجهة 1.1 مليون فلسطيني خطر المجاعة.

بينما وصلت نسبة الأطفال في شمال غزة تحت سن الثانية الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى 31%.

في حين نزح 1.7 مليون غزاوي من منازلهم أي ما يعادل 70% من السكان.

أما على الجانب الإسرائيلي فنزح 90,000 إسرائيلي من المناطق الحدودية (أي أقل من 1% من السكان).

تأتي تلك الأرقام المأساوية بينما يتوقع العديد من المحللين والمراقبين أن تطول الحرب على الرغم من المفاوضات الجارية حالياً من أجل إبرام اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ووقف إطلاق النار في القطاع، لاسيما أن تل أبيب تتمسك بدخول مدينة رفح الجنوبية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية لاف غزة قواعد عسكرية إسرائيلية سوريا

إقرأ أيضاً:

يواصل حملته العسكرية واسعة النطاق في القطاع.. الاحتلال يؤسس للتهجير وتفكيك غزة تحت غطاء الحرب

البلاد – غزة
في أحدث تصريحاته، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النقاب عن بُعد جديد في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، بالإشارة إلى “عمل الحكومة على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة”. رغم صياغة التصريح بلغة تبدو إنسانية، فإن السياق السياسي والعسكري المحيط به يُشير إلى محاولة إحياء مشروع الترحيل القسري للفلسطينيين، أو ما يمكن تسميته بـ”النكبة الجديدة”، لكن هذه المرة تحت عباءة “النقل الطوعي”.

إسرائيل التي تواصل حملتها العسكرية واسعة النطاق في القطاع، والتي وصفها نتنياهو بأنها ستدخل غزة “بكل قوتها”، لا تُخفي رغبتها في تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي لغزة. هذه الرغبة ظهرت مبكرًا مع حديث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن “تفريغ” القطاع من سكانه عبر الضغط العسكري والاقتصادي والإنساني، في ظل صمت دولي وتواطؤ سياسي إقليمي ضمني.
وطرحت تل أبيب سابقًا، ضمن ما تسرب من خطط ما بعد الحرب، تصورات تتضمن نقل سكان غزة إلى دول ثالثة، مع الادعاء بأن هذه العملية ستكون طوعية. إلا أن الوقائع على الأرض – من تجويع ممنهج، وتدمير شامل للبنية التحتية، وحرمان الملايين من أساسيات الحياة – تُظهر أن البيئة التي تُهيأ في غزة تهدف إلى دفع الفلسطينيين للهروب منها بحثًا عن الحياة، ما يجعل أي “نقل طوعي” في الحقيقة شكلًا من أشكال الترحيل القسري المحظور دوليًا.
تصريحات نتنياهو بعدم وجود “أي سيناريو لوقف الحرب”، تزامنت مع تحرك دبلوماسي إسرائيلي في الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس عبر وساطة قطرية وأميركية، في ملف تبادل الأسرى. هذا التناقض بين استمرار القتال والانخراط في مفاوضات، يكشف عن ازدواجية تكتيكية تهدف إلى تعزيز المكاسب الميدانية من جهة، وتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى تتعلق بإعادة تشكيل غزة ديموغرافيًا وسياسيًا من جهة أخرى.
في هذا الإطار، جاءت عملية “عربات جدعون” العسكرية، التي تهدف إلى السيطرة البرية على مزيد من مناطق القطاع. وبينما أعلنت تل أبيب تعليقها مؤقتًا بانتظار زيارة الرئيس الأمريكي، فإن الرسالة واضحة: استمرار الاحتلال الفعلي لغزة وتجذير الوجود العسكري الإسرائيلي فيها قد يكون جزءًا من خطة بعيدة المدى لتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، ما يدفع السكان إلى خيار “الخروج الطوعي”.
وفي الجانب الإنساني، تحذر الأونروا والجهات الدولية من خطر المجاعة الشامل، حيث بات أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر الموت جوعًا، في ظل الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل منذ مارس، ورفضها إدخال المساعدات، بما فيها الغذائية والطبية. تقارير المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، تشير إلى أن “الضرر غير القابل للعكس” بدأ يصيب المجتمعات المحلية داخل غزة، نتيجة النزوح المتكرر والدمار الواسع.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الأونروا أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول إلى القطاع، تُصر إسرائيل على نفي وجود أزمة إنسانية، في تجاهل صارخ للواقع، ما يعزز فرضية أن خلق هذه الأزمة جزء من هندسة استراتيجية لتفريغ القطاع من سكانه بوسائل غير مباشرة.
ما يبدو على السطح كحرب على حماس أو عملية أمنية واسعة النطاق، يندرج فعليًا ضمن مشروع سياسي أعمق يتبنى فرضية “الحل السكاني” لقضية غزة، عبر الضغط العسكري والإنساني لتهجير السكان. ما يجري اليوم ليس فقط حملة عسكرية، بل إعادة تشكيل جيوسياسية لسكان القطاع وحدوده ودوره في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يُعاد إحياء مفاهيم تعود إلى 1948، لكن ضمن أدوات حديثة، تدمج بين الحرب والدبلوماسية والتجويع، لفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية في الإقليم.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية في غزة مستهدفا مناطق الاكتظاظ السكاني
  • مجزرة متواصلة في غزة.. أكثر من 90 شهيداً منذ الفجر وأوامر صهيونية بإخلاء حي الرمال
  • اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء على جنوب وشمال قطاع غزة إلى 51 شهيدًا
  • استشهاد أكثر من 60 فلسطينيا خلال ساعات بمجازر إسرائيلية في شمال وجنوب غزة
  • يواصل حملته العسكرية واسعة النطاق في القطاع.. الاحتلال يؤسس للتهجير وتفكيك غزة تحت غطاء الحرب
  • 16 شهيدًا.. ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على مستشفى غزة الأوروبي
  • حصيلة دامية جديدة لضحايا الحرب على غزة
  • ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52908 شهيدًا و119721 مصابا
  • الاحتلال الإسرائيلي يغتال مدير شرطة مكافحة المخدرات في غزة