قال الكاتب الصحفي إيهاب عمر، إن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية التي بدأت منذ أسبوعين وتحديدا منتصف مارس 2024 هي خلافات حقيقية لأول مرة بين «بايدن» و«نتنياهو»، فكانت في السابق خلافات بسيطة ويتم تضخيمها إعلاميا، لكن الآن هو خلاف وانشقاق حقيقي بين واشنطن وتل أبيب.

وأضاف عمر، خلال مداخلة ببرنامج مطروح للنقاش، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، وتقدمه الإعلامية إيمان الحويزي، أن هذه الخلافات هي مقدمات تؤدي لنتائج، فحينما قدم بايدن نفسه للشعب الأمريكي باعتباره مرشحا للرئاسة لم يكن لديه أي برنامج باستثناء أنه ليس دونالد ترامب، وبالتالي جمع في حاشيته وفي مؤيديه وصفوف ناخبيه كل ما هو مضاد وقتذاك لـ ترامب، والإعلام الذي صنع منه عدوا لقضايا كثيرة.

وتابع: نحن أمام مفارقة أن أكثر إدارة أمريكية مؤيدة لإسرائيل، وهي إدارة جو بايدن جاءت بأصوات العرب والمسلمين، ولأول مرة نرى إدارة أمريكية يتفق العرب والمسلمون واليهود في أمريكا على الخلاف معها والتشدد معها، ونعتها بأنها لم تقدم الدعم الكافي للقضية الفلسطينية أو الصراع العربي الإسرائيلي، كما أن اليهود يرون أنها لم تسعف إسرائيل بما يكفي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيهاب عمر إيمان الحويزي ترامب مطروح للنقاش بايدن

إقرأ أيضاً:

التطبيع مع الاحتلال مهدد بالفشل.. هذه الصفقة تحتاجها أمريكا من السعودية

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتذليل عقبات وصعوبات خطوات تطبيع السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي المتوقعة في المستقبل القريب، لإبرام صفقات واتفاقيات تحتاج إليها الولايات المتحدة في المقام الأول.

ونشر موقع "ذا أتلانتيك" مقال رأي للكاتب "أندرو إكسوم" قال فيه إن الصفقة التي ترددت شائعات عنها منذ فترة طويلة لتشكيل شراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية محكوم عليها بالفشل بسبب عدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي على قبول المسار نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع السعودية.

وطرح الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، تساؤلًا عن نوع العلاقة التي يجب أن تطمح إليها الولايات المتحدة والسعودية وعن المعقول أن يطلبه كل طرف من الطرف الآخر، مشيرًا إلى أنه لمس خلال رحلته للسعودية إحباطًا عميقًا وخيبة أمل بين مختلف أطياف المجتمع في الولايات المتحدة. فهناك اعتقاد بأن الولايات المتحدة "تتخلى" عن المنطقة، بالإضافة إلى تحفظ العديد من إرسال أبنائهم وأحفادهم إلى الولايات المتحدة للدراسة، بسبب العنف المسلح، والانقسامات المجتمعية، والشعبوية.

وأضاف الكاتب أنه وجد أيضًا أن السعوديين حريصون على إقامة شراكة أوثق مع الولايات المتحدة، فلا يمكن لأي بلد على وجه الأرض أن يضاهي الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والقوة العسكرية والاقتصاد الديناميكي.


وأفاد الكاتب أنه من مصلحة أمريكا إقامة علاقة أوثق مع السعودية، على الرغم من أن الفكرة قد لا تحظى بشعبية لدى العديد من التقدميين، فهناك تغييرات مثيرة تحدث في السعودية، وعلينا أن نساعد في تطويرها. علاوة على ذلك، في الشرق الأوسط؛ تميل إلى أن يكون لديك إما دول ذات عدد كبير من السكان ولكن ليس بها ثروة واسعة، مثل مصر، أو دول ذات ثروات كبيرة ولكن عدد قليل من السكان، مثل قطر والإمارات. والسعودية هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك كلا الأمرين، وهو ما يجعلها سوقًا جذابة للشركات الأمريكية. وهذا أيضًا ما يجعل السعودية مثيرة للغاية كشريك إستراتيجي: إذا تمكنت السعودية من توحيد جهودها عسكريًا، على سبيل المثال، فقد تكون شريكًا قيمًا للولايات المتحدة في المنطقة وخارجها.

وأشار الكاتب إلى أن السعوديين لديهم قائمة طويلة من الأشياء التي يريدونها من الولايات المتحدة، فهم يريدون أن يكون الاستثمار هنا أسهل، على سبيل المثال. وهم يشكون من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، التي تتولى التدقيق في الاستثمار الأجنبي في التكنولوجيات الحساسة أو البنية التحتية الحيوية. إن هذه العملية ضرورية، لكنها يمكن أن تصل إلى القرارات بشكل أسرع، وهو أمر تواجه الإدارات الديمقراطية على وجه الخصوص صعوبة في القيام به. كما يشتكي السعوديون بحق من أن الاستثمارات التي ليس لها زاوية واضحة تتعلق بالأمن القومي تخضع لتدقيق شديد.

وأضاف الكاتب أن السعوديون يريدون أيضًا الوصول إلى تقنيات أمريكية أكثر حساسية، وقد مهدت الحكومة الأمريكية الطريق لاستثمار كبير لشركة مايكروسوفت في شركة "جي 42" الإماراتية، وهي شركة كبيرة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، بشرط أن تسحب الإمارات استثماراتها من الشراكات والاستثمارات التكنولوجية المثيرة للمشاكل في الصين، وينبغي للولايات المتحدة والسعودية التوصل إلى اتفاق مماثل.


أما الأمن فهو مسألة أكثر تعقيدًا؛ حيث يجب على الولايات المتحدة أن تطالب بقدر ما تعرضه، ويريد السعوديون ضمانة أمنية شبيهة بتلك التي لدى اليابان من الولايات المتحدة، لكن لا ينبغي للولايات المتحدة أن تقدم هذا إلى أن تكون مساهمة السعوديون في التحالف العسكري ذات أهمية فارقة.

والخبر السار بالنسبة لكل من الولايات المتحدة السعودية هو أن بعض الإصلاحات التي بدأها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يمكن أن تسمح للسعوديين بتطوير قدراتهم العسكرية.

وأشار الكاتب إلى أنه لا يوجد سبب مثلًا لعدم امتلاك المملكة قوة بحرية حقيقية يمكن الحديث عنها، لكن تدريب البحرية أمر صعب عندما لا يستطيع البحارة الابتعاد عن عائلاتهم لأكثر من يوم أو نحو ذلك في المرة الواحدة، فالقوات البحرية الناجحة تعيش في البحر، وهذا ليس خيارًا عندما لا تتمكن الزوجات اللاتي يتركهن الرجال في المنزل من قيادة سيارتهن إلى متجر البقالة أو الذهاب بأطفالهن إلى المدرسة، لكن هذا يتغير الآن، ومن الممكن أن نرجع تطور القدرات البحرية المستقلة للسعودية يومًا ما إلى قرارها بمنح استقلال أكبر لنسائها.

ووضع القوات البرية السعودية أيضًا بائس بالمثل؛ فتطوير قوات برية مؤهلة ينطوي على عمل غير مثير إلى حد كبير؛ حيث يجب أن تكون وحدات المشاة لائقة بدنيًا ومدربة تدريبًا جيدًا، وليس هناك وحدة سعودية بهذا الشكل بعد، لكن من الواضح بالنسبة لي أن الشباب والشابات السعوديين مستعدون لمواجهة التحدي، ويجب على السعوديين أن يفعلوا كما فعل بعض جيرانهم ببناء قوات عمليات خاصة هي الأفضل في فئتها من المجندين الذين يريدون حقًا أن يكونوا جزءًا من هذه القوات، إن وحدات العمليات الخاصة السعودية المختصة التي يمكن أن تعمل كقرين حقيقي للوحدات الأمريكية من شأنها أن تغير كثيرًا نظرة الجيش الأمريكي عن السعوديين.

وبمجرد أن يثبت السعوديون قدرتهم على العمل جنبًا إلى جنب مع الجيش الأمريكي، وقدرتهم على تقاسم عبء تطهير مضيق هرمز والممرات المائية مثل باب المندب والدفاع عنها؛ حينها يجب على الولايات المتحدة التفكير في تمديد الضمانات الأمنية، ولكن ليس قبل ذلك.


واختتم الكاتب مقاله بإبداء تفاؤله بشأن العلاقات بين البلدين حتى لو فشلت كل من الولايات المتحدة والسعودية في إبرام اتفاق خلال إدارة بايدن؛ حيث تتزايد الشركات الأمريكية المهتمة بالاستثمار في المملكة أو في الشراكة مع شركاتها، وعلى الرغم من التحفظات بشأن الاتجاه الذي تتجه إليه أمريكا، فقد لاحظ الكاتب خلال رحلته أن العديد من السعوديين يسألون بحماس عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تجري في حرم الكليات الأمريكية، ويستقبلون بنهم الأفلام والأخبار الإعلامية والسياسية الأمريكية، وكلها متاحة بسهولة أكبر بكثير من تلك الموجودة في الصين على سبيل المثال؛ لذا يبدو أنه مقدر للولايات المتحدة والسعودية تعميق شراكتهما، وينبغي جعل تلك الشراكة عملية قدر الإمكان.

مقالات مشابهة

  • التطبيع مع الاحتلال مهدد بالفشل.. هذه الصفقة تحتاجها أمريكا من السعودية
  • هل يعني الحكم على ترامب أن لا أحد فوق القانون في الولايات المتحدة؟
  • بدأنا نستمتع بالكراهية .. صحيفة أمريكية تحذر من تفاقم الأزمة الداخلية على خلفية محاكمة ترامب
  • كارلسون: أوكرانيا قد تختفي خلال الخمسين سنة القادمة
  • ترامب: بايدن هو أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • ترامب: بايدن هو أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة والأقل كفاءة
  • بلينكن: واشنطن وافقت على استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا
  • أسباب استقالة مسئولين أمريكيين من إدارة جو بايدن (فيديو)
  • لماذا سمح بايدن لأوكرانيا بتنفيذ ضربات داخل روسيا بأسلحة أمريكية؟