الجديد برس:

قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن “الحماقة التي ارتكبها الإسرائيليون على القنصلية الإيرانية في دمشق عجلت اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن، برئيس حكومة الاحتلال بنيامين بنتنياهو”، مضيفاً أن هذا الاتصال هو “دليل على أن الأمريكي يستطيع أن يفرض على إسرائيل ما يشاء”.

وفي الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامه حزب الله لقائد قوة القدس في لبنان وسوريا، في الحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا زاهدي، ورفاقه، شدّد حسن نصر الله على أن بايدن زعم أن ضغطه على نتيناهو جاء “بسبب مقتل عمال إغاثة، حيث طالبه باتخاذ إجراءات”.

وفي هذا الإطار، أشار نصر الله إلى قيام رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بعزل رئيس هيئة أركان لواء “ناحال”، وتوبيخ قائد المنطقة الجنوبية، وقائد في “ناحال”، مؤكداً أن هذا “أمر كبير في العرف العسكري”.

وأضاف نصر الله أن من جملة الاعتراضات، التي يتعرض لها نتنياهو داخل الاحتلال، هي عدم إمكان تأمين الذخيرة أو خوض الحرب، لا في غزة ولا في لبنان، من دون الولايات المتحدة.

في السياق نفسه، شدّد الأمين العام لحزب الله على أن “ما حدث يدين واشنطن، لأنها تحركت من أجل عمال إغاثة فقط، بينما لم تتحرك من أجل الضغط بعد استشهاد أكثر من 30 ألف شهيد فلسطيني”.

وفي حديثه عن الحرب في غزة، أكد نصر الله أن الألوية الإسرائيلية، التي انسحبت من خان يونس، “انسحبت ذليلةً تحت النار”، مشيراً إلى أن الاحتلال عانى الهزيمة في خان يونس، بعد ساعات فقط من حديث وزير حربه، يوآف غالانت، من غلاف غزة، عن هزيمة حماس.

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخوض أطول حروبه في منطقتنا، وهو يقر بأنه، بعد 6 أشهر على الحرب، لم يعد أكثر من نصف الأسرى، ولم يدخل رفح، ويعلن عن مقتل ضباط وجنود جدد، بينما لا تزال صفارات الإنذار تدوي في غلاف غزة.

وأضاف نصر الله أن ما يقوله الإسرائيليون أنفسهم يتكلم على هزيمة الاحتلال، واصفاً نتنياهو بـ”المنفصل عن الواقع، إذ قال الأحد إن إسرائيل حققت نصراً، في حين أن كل العالم يقول له أنت خسرت”.

وأمام ذلك، رأى الأمين العام لحزب الله أن نتنياهو “سيحاول عرقلة المفاوضات من تحت الطاولة، لأن وقف إطلاق النار سيعني انتهاءه” مع وزير “الأمن القومي”، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسليئيل سموتريتش، وحزب “الليكود” الذي يتزعمه، لأنهم سيذهبون إلى التحقيق.

إلى جانب ذلك، أكد نصر الله أن أحد أهم شروط حماس، بالنيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، هو “الانسحاب من قطاع غزة وفتح الشمال على الجنوب”، مرجحاً أن يكون الاحتلال “رضخ وخرج من غزة، قبل أن يصبح المطلب في المفاوضات ملزماً”.

ولدى حديثه عن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، أكد الأمين العام لحزب الله أن الاعتداء على المستشارين الإيرانيين “يحمل جديدين: أولهما استهداف أرضٍ إيرانية، الأمر الذي يعني اعتداءً على ايران لا على سوريا فقط. والثاني هو مستوى الاغتيال، لأن اللواء زاهدي كان رئيس المستشارين الإيرانيين في لبنان وسوريا”.

وأضاف نصر الله أن التقديرات تشير إلى أن الاحتلال “أخطأ التقدير في استهداف القنصلية، نسبةً إلى الموقف الإيراني المعلن، وما يُنتظر من رد فعلٍ من طهران”، مؤكداً أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” وقادة العالم كله “سلموا بأن الرد الإيراني قادم، وهذا حق”.

وشدّد نصر الله على أن استهداف المستشارين الإيرانيين في القنصلية في دمشق هو “الاعتداء الإسرائيلي الأكبر من نوعه في سوريا، منذ أعوام”، مؤكداً أنه جاء “بسبب فشل الحرب الكونية على سوريا، والتي كانت إسرائيل ضالعةً فيها”.

في السياق نفسه، أشار إلى أن حضور الحرس الثوري الإيراني في كلٍ من سوريا ولبنان يعود إلى عام 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ليساعد على مواجهته، على الرغم من الحرب الكونية التي فُرضت على إيران في تلك الفترة.

وأوضح نصر الله أن حضور كادر الحرس الثوري “كان بصفة استشاريين تدريبيين”، مضيفاً أن وجود المستشارين العسكريين في القنصلية الإيرانية في دمشق “هو أمر طبيعي ومن الأعراف العالمية”.

وأضاف أن الاحتلال “يعلن حرباً علنيةً، ويزعم استهداف قواتٍ إيرانية، بينما يستهدف في الواقع المستشارين الإيرانيين، الذين قاموا بخدمات جليلة على مستوى المقاومة في المنطقة”، موضحاً أن الاستهداف ينطلق من “فهم الإسرائيلي دور مستشاري الحرس في منطقتنا، على مستوى المقاومة”.

وأكد نصر الله أن استهداف المستشارين الإيرانيين في سوريا هو “جزء من المعركة الأساس، الأكثر وضوحاً وشرعيةً”، وهي الصراع مع الاحتلال.

وتطرق الأمين العام لحزب الله، في كلمته، إلى إسقاط المقاومة في لبنان طائرة “هرمز 900″، وهي فخر الصناعة الإسرائيلية، مؤكداً أن “قيمتها، عسكرياً وتجارياً، ضُربت”.

وأضاف نصر الله أن المقاومة اللبنانية “لا تريد إظهار نوع الصاروخ الذي أسقط الطائرة”، موضحاً أن “أهمية العملية تكمن في إسقاط الطائرة هرمز عند الخطوط الأمامية، وهي تقرئ ما لدى المقاومة من قدرات في الدفاع الجوي”.

ولفت إلى أن الاحتلال عد إسقاط الطائرة تجاوزاً للخطوط الحمر، متوجهاً إليه بالتساؤل: “ومن قال إننا لا نتجاوز الخطوط الحمر؟”.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث نصر الله عن الوضع الداخلي اللبناني الداخلي، وتحديداً اتهام حزب الله بخطف شخص، الأحد، في مدينة جبيل، من جانب حزبي القوات والكتائب وبعض القنوات التلفزيونية، مؤكداً أن الكلام الذي سُمع “يُذكّر بالحرب الأهلية”.

وأكد نصر الله أن كشف مصير المخطوف سيشكل “فضيحةً حقيقيةً لحزبي القوات والكتائب، على نحو يُظهر أنهما ليسا أهل حق وحقيقة، بل أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية”.

وأضاف أن الحزبين “حاولا ترويع أهالي جبيل كسروان، وأرسلا رسائل تهديد”، مشدداً على أن هذه “خطوة خطرة جداً، حتى ينقطع النفس، وعليهما أن يفهما خطورتها”.

وبشأن قائد قوة القدس في لبنان وسوريا، العميد محمد رضا زاهدي، أشار نصر الله إلى أنه كان “كغيره من الشبان، من عماد الثورة الإسلامية في إيران”، مؤكداً أن هؤلاء الشبان “تحملوا المسؤوليات الكبيرة مبكراً، وهم قيادات أفرزها الميدان”.

وأوضح الأمين العام العام لحزب الله أن علاقة العميد زاهدي بلبنان بدأت عام 1988، مع تسلم الجنرال قاسم سليماني قوة القدس، واختياره زاهدي حينها مسؤولاً للحرس في المنطقة.

وواكب زاهدي مع المقاومة الإسلامية في لبنان، كما قال نصر الله، “مرحلة الذروة”، قبل عام 2000، بحيث أمضى 4 أعوام حينها، مواكباً أيضاً ما بعد التحرير من تحضير وتجهيز من أجل مواجهة الاحتلال.

وأضاف نصر الله أن زاهدي عاد إلى لبنان عام 2008، بعد ارتقاء عماد مغنية، موضحاً أنه “تم الإجماع على عودته إلى المنطقة حينها، ليبقى عندنا 6 أعوام، حتى عام 2014”. وفي عام 2020، عاد زاهدي إلى لبنان، حيث بقي إلى حين مقتله، ليكون “أمضى من حياته 14 عاماً بيننا”، بهدف تقوية المقاومة لتكون في مستوى الاقتدار المطلوب.

بالإضافة إلى ذلك، أشار نصر الله إلى أن زاهدي “كان يصر على التوجه إلى جنوبي لبنان، من أجل أن يكون مع المقاومين”، مؤكداً أن قلبه وعقله وعينه كانت على غزة، منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، إلى حين شهادته”.

وقال حسن نصر الله إن “قادتنا الشهداء يبحثون عن النصر، كونه مشروع أمة، بينما يأملون الشهادة ويعدونها مشروعاً شخصياً”، مؤكداً أن هذه المعركة “ليست فقط لتحرير المقدسات، بل لتحرير الأمة من مشاريع الاحتلال والنهب والسلب”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأمین العام لحزب الله المستشارین الإیرانیین إلى أن الاحتلال فی لبنان فی دمشق على أن من أجل

إقرأ أيضاً:

شهيد الفجر.. طائرة للاحتلال تقتل لبنانيا في النبطية أثناء توجهه للصلاة

استشهد شاب لبناني، السبت، بعد أن قصف طائرة مسير إسرائيلية سيارة مدنية في بلدة دير الزهراني، قضاء النبطية، جنوب لبنان.

وقالت مصادر محلية، إن الشاب محمد جمول كان متوجها لأداء صلاة الفجر في أحد مساجد بلدة الزهراني، حين قصف طائرة مسيرة مركبته، ما أدى إلى استشهاده.

وجرى القصف الإسرائيلي لسيارة مدنية من نوع "كيا" كانت تسير على الطريق الرئيسي المحاذي لدير الزهراني-النبطية قرب جسر المشاة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد جمول على الفور.

عدوان جديد نفذته مسيرة اسرائيلية فجر اليوم على بلدة دير الزهراني واستهدفت الشاب محمد علي جمول أثناء توجهه الى المسجد لأداء صلاة الصبح ما أدى الى استشهاده!!#جنوب_لبنان pic.twitter.com/8sNHfY6uRH — زينب عواضة (@Zeinab__Awada) May 31, 2025
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على أطراف بلدة شمسطار شرق لبنان، الجمعة، بالتزامن مع غارات عنيفة شنّها جنوب البلاد، وذلك في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وجاءت الضربات على شرق لبنان، بالتزامن مع سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي على مناطق مختلفة جنوب لبنان، حيث كشفت الوكالة الوطنية عن غارتين على بلدة بنعفول وغارة على تلال الريحان بمنطقة جزين، ورابعة على الجبور في بلدة كفر حونة.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضا كلّ من بلدة قعقعية الصنوبر، رأس مازح في وادي الصفا بين بلدات كفرفيلا وصربا وعين قانا في منطقة إقليم التفاح، ومنطقة الصالحاني عند أطراف رامية في قضاء بنت جبيل جنوبا.

وادعت دولة الاحتلال الخميس، اغتيال عنصر من "حزب الله" في غارة جوية استهدفت منطقة جبل شقيف جنوبي لبنان.

وقال جيش الاحتلال في بيان، "شنت طائرة هجوما في منطقة جبل شقيف، وقضت على أحد عناصر حزب الله جنوب لبنان، حيث قام العنصر بمحاولة إعمار موقع استخدم لإدارة النيران والدفاع في حزب الله"، وفق ادعائه.


في سياق متصل، كشفت تقرير صادر عن المركز الإسرائيلي "ألما" للأبحاث، أن حزب الله لا يزال يحتفظ بنشاطه العسكري جنوب نهر الليطاني، رغم مضي أشهر على وقف إطلاق النار بينه وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية نقلا عن التقرير إلى أن دولة الاحتلال "نفذت منذ بدء الهدنة 371 هجوما داخل الأراضي اللبنانية، أسفرت عن مقتل 84 عنصراً من الحزب، بينهم عدد من الشخصيات البارزة".

وأوضح التقرير أن "الأسبوع الماضي وحده شهد 21 هجوما إسرائيليا منها 18 في الجنوب اللبناني وثلاثة في منطقة البقاع، أسفرت عن مقتل ستة من عناصر الحزب، بينهم ثلاثة من وحدة الرضوان".

وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية شملت "تصفية نبيل بلاغي الذي وُصف بأنه قائد معسكر حزب الله في بلدة ياطر"، على حد إداء التقرير.

وشدد مركز "ألما" على أن حزب الله لا يزال يحتفظ ببنيته العسكرية في الجنوب، بما في ذلك عناصر من وحدة الرضوان، رغم تصريحات الحكومة اللبنانية التي تؤكد أنها تسيطر على أكثر من 90% من المناطق جنوب الليطاني.

وأوضح المركز الإسرائيلي أن العديد من المواقع التابعة لحزب الله لا تزال خارج نطاق السيطرة الفعلية للجيش اللبناني.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال ينذر الفلسطينيين بإخلاء خانيونس تمهيدا لعملية عسكرية
  • “الأحرار الفلسطينية”: تخطى العدو الاسرائيلي كل الخطوط الحمر
  • شهيد الفجر.. طائرة للاحتلال تقتل لبنانيا في النبطية أثناء توجهه للصلاة
  • إسرائيل تشن غارات جوية على جنوب لبنان وتزعم قتل قيادي خطير بحزب الله
  • الاحتلال يعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله جنوب لبنان
  • الاحتلال يعلن استهداف قيادي بـ(حزب الله) جنوب لبنان
  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • غارات إسرائيلية جديدة في مختلف مناطق لبنان تخرق اتفاق الهدنة
  • تقرير إسرائيلي يكشف: حزب الله لا يزال نشطا في جنوب لبنان
  • شهيد إثر غارة للاحتلال على جبل شقيف جنوبي لبنان (شاهد)