ماذا ينفع الأردن إذا ربح (قانونا) وخسر نفسه
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة يعيش الأردنيون ألوانا من الإنهيار الإجتماعي والإقتصادي والتعليمي تتأرجح بين الذهول والرعب، ويواصلون تجرُّع كؤوس السم الكفيلة بتحطيم أي إرادة للوجود والإستمرار والصمود للبقاء في بلدهم.. وبالحد الأدنى للحياة.. ما يجعل أي عاقل قادرا على حزم حقائبه للبحث عن مكان طبيعي للعيش.
. لا يهم أين وكيف وبأي مقومات.. المهم الهروب مما لا يمكن تحمله أو تخيله. وإلا كيف يمكن قراءة الكوابيس التي ترافق الحياة اليومية، مع أمراض إجتماعية قد يعاني منها أي بلد آخر، لكن وجود دولة وقانون وأمن وقضاء ومحاسبة يلجمها ويحدها ويخفف من الضرر الممكن أن تلحقه بالمواطنين.
فالإعلام يشهد تناقضات تكاد تسلبه مصداقيته وهو ينقل تقارير عن إزدهار السياحة بفعل شبه إنهيار للوضع الإقتصادي والتعليمي قياسا إلى الدولار، ليلحقها بتقارير أخرى وفي النشرة ذاتها عن عمليات السلب والنهب والإعتداء على على القاصرين والقاصرات والأطفال.
أكثر من ذلك الإعلام بات عاجزا عن حماية نفسه من إنتهاكات، أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها “زقاقية”، لم يعد يكتفي أصحابها بالتعابير البذيئة، ليحاولوا إظهار ولائهم وإستنادهم على قوة مرجعياتهم بالإشتباكات وعلى الهواء مباشرة، ومن دون أن يتسبب مثل هذا الأداء البلطجي بوقف حلقة حوارية.
ولعل ما خفي ولم يجد طريقه إلى الإعلان والإعلام قد يكون أعظم وأفظع.. ما يدفع إلى التساؤل إن كان إنتخاب مجلس يملك مواصفات فتح مسار العودة إلى الحياة الطبيعية في الأردن.. وما يطرح علامات إستفهام تتعلق بقدرته وقدرة حكومته على معالجة هذه الأوضاع التي تفوق بأهميتها المالية العامة للدولة أو حصص اعضاء المجالس والحكومة من جبنة الحكم. ولعل أكثر ما يخيف هو هذه البلادة الإجتماعية في تقبل لأوضاع الشاذة والمستعصية والمتزايدة، من دون أن يتحرك الناس، إلا بشكل فردي ولأهداف خاصة.. فقد باتت شرائح واسعة من الذين خسروا ويخسرون أمانهم الاجتماعي والمالي مع تفاقم الأزمات، مقتنعة أن من يستثمر في أصحاب النفوس الضعيفة الميته يصل إلى أهدافه، ومن يلتزم بالقيم والضمير والأخلاق لا يملك إلا الشكوى للخالق سبحانه وتعالى. أن المطلوب هو هذا الإنهيار إلى مراتب متقدمة من جحيم يفوق كل ما ورد في الأساطير، بحيث لا يبقى في البلد إلا من ماتت ضمائرهم ومن يدور في فلكهم ومن يخضع لهم.. وإلا لما كان الهدف لهؤلاء أصحاب النفوس الضعيفة المتعفنة واضح لجهة القضاء على خصوصيات هذا البلد الصغير الذي كان غنيا بقطاعات الإستشفاء والطبابة والتعليم والمصارف والإعلام والمسارح والثقافة وحرية التعبير. وإزاء الوقائع المخيفة هذه، فإن شعارات الإصلاح ومعالجة الأزمات من الحكومات تبدو طنانة لكن لا جدوى فعلية لها إذا لم تترافق مع ورشات حثيثة ومعالجات جذرية لتنظيف قاع المجتمع.. وإلا ماذا ينفع الأردن إذا ربح (قانونا) وخسر نفسه..
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
هل يمكن الصلاة بعد عملية جراحية دون الاغتسال؟.. أمين الإفتاء يجيب
أجاب الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول إمكانية الصلاة بعد إجراء عملية جراحية في البطن مع وجود جرح يمنع الغسل.
حكم الصلاة بعد عملية جراحية دون الاغتسالوأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أنه إذا لم يكن الغسل واجبًا شرعًا – كحال الجنابة أو بعد الحيض أو النفاس – فيجوز الاكتفاء بالوضوء والصلاة دون الحاجة للاستحمام، دون أي حرج على المصلي.
الصلاة دون الاغتسال بسبب عملية جراحيةوأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أنه إذا كان الغسل واجبًا، وكان غسل الجسم كاملاً يؤدي إلى مشقة أو ضرر بسبب الجرح، فيجوز غسل ما أمكن وترك موضع الجرح، وهذا يكفي لأداء الصلاة.
ونوه أمين الفتوى في دار الإفتاء بأنه أما إذا تعذر الغسل تمامًا، فيمكن التيمم بضربتين على الوجه واليدين إلى المرفقين، ثم أداء الصلاة، مع تكرار الوضوء قبل كل صلاة لاحقة، بما يحقق الطهارة المطلوبة دون مشقة.
مبطلات الصلاةمن مبطلات الصلاة أن يتعمد المصلي ترك ركنٍ أو واجبٍ من أركانها، أو أن يُخلّ بأحد شروطها الأساسية.
كما تبطل الصلاة عند ارتكاب ما نُهي عنه فيها، مثل الأكل أو الشرب عمدًا، أما من فعل ذلك نسيانًا فلا تبطل صلاته، وكذلك الكلام عمدًا يُفسد الصلاة، إلا إذا كان المصلي جاهلًا بالحكم أو ناسيًا، فتظل صلاته صحيحة.
ومن مبطلات الصلاة أن الأفعال الخارجة عن جنس الصلاة إذا كانت كثيرة أبطلتها باتفاق العلماء، أما إن كانت قليلة فلا تبطلها، أما الحركات اليسيرة كتحريك الأصابع أو حكّ الجسد فلا تُبطل الصلاة، وإن كانت مكروهة إذا تكررت.
كما أن الضحك أثناء الصلاة يُبطلها، في حين أن التبسّم فقط لا يفسدها باتفاق أكثر العلماء.
هل يجوز صلاة الجمعة في البيت مع الزوجة والأولاد؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل ابتلاع بقايا الطعام بين الأسنان يفسد الصلاة؟.. خطأ شائع احذر الوقوع فيه
صلاة الضحى.. موعدها وفضلها وعبادة تعادل ثوابها
هل يترك المسافر صلاة الجمعة ويؤديها ظهرا ؟ أمين الفتوى يجيب
1. العبث بالبدن: كتشبيك الأصابع وفرقعتها، يقول شُعبة مولى بن عباس: (صلَّيْتُ إلى جنبِ ابنِ عباسٍ ففقعتُ أصابعي فلمَّا قضيتُ الصلاةَ قال لا أُمَّ لكَ تفقعُ أصابعَكَ وأنتَ في الصلاةِ).
-فإن هذا مما قد يُفقد الخشوع المطلوب في الصلاة، ومن أمثلة ذلك أيضًا العبث باللحية أثناء الصلاة، ويُستثنَى من ذلك الحاجة إلى أمر من هذا مثل الحكة.
2. رفع البصر إلى السماء: وقد استثنى الحنابلة حال التَجشي لمن يُصلي جماعة، فيرفع بصره كي لا يؤذِهم في صلاته، وقد ورد النهي عن هذا الأمر في قوله -صلي الله عليه وسلم- (لينتهين أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السّماء في الصّلاة، أو لا ترجع إليهم)
3. تغميض العينين في الصلاة: حيث إن السُنة إبقاء العينين مفتوحتين؛ لأن إغماضهما مَظنة للنوم، والسُنة أن يُلقي المُصلي بهما إلى مَوضع سجوده، ولكن يَخرج من الكراهة حاجة المُصلي للإغماض خوفًا من عدم الخشوع لِما يُمكن أن يكون هناك من مُشتتات يَراها تخل بخشوعه فيُغمِض.
4. التَخصر في الصلاة: مَنهي عنه بالاتفاق لقوله -صلى الله عليه وسلم: (أن النبي - صلى الله علية جد وسلَّمَ نَهى أن يُصلِّي الرجلُ مُتخَصرًا).
والتخصر هو أن يضع الرجل يده على خاصرته، وقال الشافعية بجوازه لحاجة أو ضرورة.
5. يكره أن يُصلي المُسلم وهو يُدافع الأخبثين، والأخبثان: هما البول والغائط، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- : (لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان).
-و يُستَنبط من هذا الحديث كراهة الصلاة في حضور الطعام، وقاس الشافعية والحنابلة عليه من اشتهى طعامًا أو شرابًا لأنه في بابه، ومما يدل أيضًا على كراهة الصلاة في حضور الطعام قوله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا وُضعَ العَشاءُ وأقيمتِ الصلاةُ فابدءوا بالعَشاءِ).
6. كراهة استقبال النار أو شيء منها في الصلاة: لأن في هذا شيء من التشبه بعُباد النيران، وهذا القول عند المالكية والحنابلة.
7. ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والحنابلة إلى كراهة تنكيس السور: والتنكيس يعني أن تقرأ في الركعة الثانية سورة أعلى مما قرأته في الركعة الأولى.
8. تُكره الصلاة عند النعس ومُغالبة النوم: ودليل هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أن رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا نَعَسَ أحدُكم وهو يُصلّي فلْيرقُدْ، حتى يذهبَ عنه النّومُ، فإنّ أحدَكم إذا صلّى وهو ناعِسٌ لا يدري لعلَّه يَستغفِرُ فيسُبَّ نفسَه).
9. يرى فُقهاء الشافعية والحنفية والحنابلة كراهة التثاؤب في الصلاة: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (...وأمَّا التّثاؤبُ فإنَّما هوَ مِن الشّيطانِ، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدَّه ما استطاع...).
10. يُكرَه أن يبسط المُصلي ذراعيه في السجود: بل ينبغي له أن يرفعهما عن الأرض، وأن يُجافي ويُباعد بينهما، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: (اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب).
11. ويُكره التلثم في الصلاة: قال الشافعية: أنّه تغطية الفم، وقال المالكيّة: أنّه تغطية الفم مع الأنف، والمرأة كالرجل في هذا.
12. كراهة تكرير السور في الركعتين: عند المالكية.
13. يُكره النظر إلى ما يلهي عن الصلاة.