"الأوقاف" تكرم الدكتور أحمد علي سليمان لمشاركته المتميزة في شهر رمضان
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
كرَّم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ظهر اليوم الأحد 5 شوال 1445هـ/ 14 مارس 2024م، شركاء النجاح من السادة العلماء والقراء والمبتهلين والإعلاميين وقيادات الأوقاف، الذين أسهموا بسهم وافر في إنجاح الأنشطة الدعوية في شهر رمضان الماضي، والتي وصفها كثير من المتابعين بأنها مثَّلت طفرة غير مسبوقة في أنشطة مساجد مصر هذا العام، وأضفت على الشعب المصري جوا إيمانيًّا مباركًا، وكانت مثار إبهار المتابعين، ومصدرًا لإلهام بعض دول العالم الإسلامي؛ بما يؤكد ريادة مصر الدينية والحضارية.
ويأتي تكريم فضيلة الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تتويجًا لجهوده الدعوية والفكرية والتربوية المتميزة خلال شهر رمضان المبارك 1445هـ، حيث قدَّم "سليمان" المزيد من الخواطر الدينية، أبرزها خاطرة بعنوان: (أهمية القرآن الكريم في حياة المسلم)، ألقيت في أول صلاة تراويح 1445هـ/ 10مارس 2024م، وخاطرة بعنوان: (قيمة الصفح)، ألقيت في صلاة التراويح، الأربعاء 3 رمضان 1445هـ/ 13 مارس 2024م، بمسجد الدكتور عبد الفتاح الشيخ، بالتجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة.
كما كتب دراسة بعنوان: (ابن الحضارتين المصرية والإسلامية ودائرة معارف للعلوم الدينية والدنيوية «السلام عليك أيها الإمام» مريدون ومحبون على باب الليث فقيه مصر)، نُشرت بمجلة المصور، يوم الأربعاء 3 رمضان 1445هـ/ 13مارس 2024م، وقام بإلقاء كلمة بعنوان: (دور السيدة خديجة في خدمة الدعوة)، يوم الثلاثاء 9 رمضان 1445هـ/ 19 مارس 2024م، بإحدى ساحات السيدة زينب (رضي الله عنها)، وقدَّمها الإعلامي حسن الشاذلي.
ومن ضمن ما قدَّمه عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلقاء محاضرة بعنوان: (فقه العفو وأهميته في الحياة)، ألقيت عصر يوم الجمعة 5 رمضان 1445هـ/ 15 مارس، 2024م، بالتجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة، وأخرى بعنوان: (مكانة السيدة خديجة رصي الله عنها في الإسلام)، ألقيت عصر يوم الاثنين 15 رمضان 1445هـ/ 25 مارس، 2024م، وإلقاء محاضرة بعنوان: (تأملات إستراتيجية في فتح مكة)، ألقيت عصر يوم الاثنين 22رمضان 1445هـ/ 1 إبريل 2024م بمسجد المهند بالتجمع الخامس.
كما قدَّم محاضرة بعنوان: (تنزلات القرآن الكريم وحاجتنا الماسة إلى فقه الرحمة)، ألقيت في أمسية رمضانية عامة بمشاركة أ.د/ أحمد ربيع، وتقديم الإعلامي أ/ حسن الشاذلي، وعقدت بعد صلاة التراويح مساء يوم الثلاثاء 23 رمضان 1445هـ/ 2 إبريل 2024م بمسجد فاطمة الشربتلي – بالتجمع الخامس.
إضافة إلى محاضرة بعنوان: (حفاوة مصر بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ودور الدولة المصرية وجيشها العظيم في القضاء على المغول في عين جالوت 25 رمضان عام 658 هجرية، وواجبات المسلم في العشر الأواخر من رمضان) يوم الخميس 25 رمضان 1445هـ/ 4 إبريل 2024م بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، بالقاهرة، ثم محاضرة أخرى بعنوان: (فضائل ليلة القدر) في ملتقى الفكر الإسلامي، مساء يوم الجمعة 26 رمضان 1445هـ/ 5 إبريل 2024م، بمسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه)، بالقاهرة، ونقلتها قناة النيل الثقافية، وقناة الحياة الفضائية.
كما قام "سليمان" بكتابة مقال بعنوان: (الدكتور أحمد عمر هاشم.. الذي عشق الأزهر الشريف، ورسخ حياته لنشر علومه وفنونه)، نُشر بصحيفة الدستور يوم الأربعاء 17 رمضان 1445هـ/ 27 مارس 2024م، وآخر بعنوان: (مبعوثو الأوقاف للعالم.. تحية لهم ولمَن اختارهم)، نُشر في صحيفة عقيدتي يوم الجمعة 19 رمضان 1445هـ/ 29 مارس 2024م.
وشمل ما قدمه عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خاطرة بعنوان: (علمني رمضان) ألقيت في صلاة التراويح، يوم السبت 27 رمضان 1445هـ/ 6 إبريل 2024م، بمسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، بالقاهرة.. وشارك في توزيع جوائز حفظة القرآن الكريم، وإلقاء خاطرة تربوية للمكرمين عن: (آداب حامل القرآن) بمسجد اللواء خالد منير مساء يوم السبت 27 رمضان 1445هـ/ 6 إبريل 2024م بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة.
كما ألقى "سليمان" محاضرة بعنوان: (الدروس الإيمانية والتربوية المستفادة من شهر رمضان) عقب صلاة التراويح مساء يوم الأحد 28 رمضان 1445هـ/ 7 إبريل 2024م بالمسجد الجامع في مدينتي، بالقاهرة الجديدة.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور أحمد علي سليمان هو أحد علماء الأزهر المستنيرين، الحائز على المركز الأول على مستوى جمهورية مصر العربية في خدمة الفقه والدعوة الإسلامية عام 2022م، اُختير مبعوثًا في مهمات دعوية وعلمية للتعريف بسماحة الإسلام وحضارة الرحمة إلى أكثر من عشرين دولة..
وحصل على دورات تدريبية متخصصة من الاتحاد الأوروبى، والهيئة الألمانية للتبادل الثقافي، واختارته وزارة الأوقاف لتدريب الدعاة المتميزين وتثقيفهم بالعلوم والمهارات الحديثة.
يجمع بين العلوم الدينية والآداب والفنون، فهو أديب، مفكر، أكاديمي، داعية، خطاط، مدرب، كاتب، ويركز دومًا عن إبراز المقاصد والمرامي وراء النصوص أو الأحداث أو الشعائر أو المواسم الدينية، ويؤمن بأهمية الاجتهاد المنضبط الذي يسهم في تغذية نهر التجديد بشكل مستدام... وهو عضو في: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، واتحاد كُتَّاب مصر، واتحاد المؤرخين العرب، والمدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية... وهو مهموم دائما بقضايا تجديد الخطاب الديني (عرضًا، وإنتاجًا، وتدريبا)، وبقضايا وطنه وأمته، وبتعزيز المشتركات الدينية والثقافية، والتنوع والتعددية بمظاهرها الكونية والحياتية والفكرية...إلخ باعتبارها إثراء للحياة.. ويؤمن بضرورة توظيف صحيح التراث وكل ما يقذف به العلم الحديث من علوم إنسانية نافعة لتحقيق جودة الحياة، ويرفع شعار: (رسالتنا في هذه الحياة إسعاد الكون بمنهج الله).
قدَّم للمكتبة الإسلامية 19 كتابًا، أبرزها كيف نتوضأ بأخلاق النبوة؟، والمجدد المصري الإمام الليث بن سعد، ومنهج الإسلام في مواجهة مشكلات المياه، ومنهج الإسلام في علاج العنوسة، وموسوعة سير أعلام النبلاء في العصر الحديث، إضافة إلى 45 بحثًا منشورًا، 1500 مقالة، وتتويجًا لجهوده في إثراء الفكر الإسلامي كرَّمته مفوضية الاتحاد الأفريقى، وعدد من المؤسسات والجامعات في مصر، والسعودية، والسودان، والجزائر، والأردن، وفلسطين، وإندونيسيا، وأستراليا، والدانمارك، وبلجيكا، وهولندا..
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ميلاد الزهراء - نص البيان
وفي بيان صادر عنه بهذه المناسبة، أكد قائد الثورة أن إحياء ذكرى مولد الزهراء يمثل محطة روحية وتربوية تستعيد فيها الأمة سيرة سيدة نساء العالمين، بما تحمله من قيم الإيمان والسمو الأخلاقي، وما تمثله من قدوة راسخة للمرأة المسلمة عبر العصور.
وأشار إلى أن النصوص النبوية المتواترة لدى مختلف المذاهب الإسلامية تؤكد مكانة الزهراء الرفيعة وعلو شأنها الإيماني.
وأوضح أن استحضار هذا النموذج الإيماني ضرورة ملحّة في ظل ما تواجهه الأمة من حرب ناعمة تستهدف هويتها وقيمها، وتسعى إلى صناعة ثقافات دخيلة تُبعد المرأة والرجل معًا عن نهج الإسلام الأصيل.
وشدد قائد الثورة، على أهمية تعزيز الوعي لدى المرأة المسلمة لحماية انتمائها الإيماني من محاولات التضليل والانحراف.
وفيما يلي نص البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}[الكوثر:1-3]
صدق الله العلي العظيم
بمناسبة ذكرى مولد الصدِّيقة الطاهرة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، وفي اليوم العالمي للمرأة المسلمة، أتوجَّه بأطيب التهاني والتبريك لأمّتنا الإسلامية، وعلى وجه الخصوص لشقائقنا المسلمات في كلِّ أنحاء العالم.
إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاء بقرَّة عين رسول الله صلى الله عليه وآله سيّدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء المؤمنين كما في النصوص النبوية المعروفة والمروية للأمّة الإسلامية بمختلف مذاهبها، وبما تدلّ عليه من كمالها الإيماني العظيم، وارتقائها الأخلاقي والإنساني إلى المراتب العليا، وموقعها في القدوة الحسنة والنموذج الملهم لكل النساء المسلمات، وهذا مِنْ أهم ما ينبغي ترسيخه لدى المرأة المسلمة في هذا العصر، الذي تواجه فيه أمتنا الإسلامية جمعاء برجالها ونسائها وكبارها وصغارها أعتى وأشدّ حرب شيطانية ناعمة مضلة مفسدة، تستهدف هويّتها الإيمانية، وترمي إلى صنع ثقافات وولاءات تنحرف بها عن نهج الإسلام العظيم، وتربطها بالمضلّين والمغضوب عليهم من الله رب العالمين، الذين هم أعداؤها الذين حذّرها الله منهم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100] ، وفي قوله جلَّ شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:51]، وقال تعالى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء:44]، وقال تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة:64].
إنَّ أمّتنا الإسلامية تضرّرت بالحرب الناعمة المفسدة المضلّة أكثر من الحرب الصلبة، وما حالة التيه، والشتات، والحالة المخزية، والذلة، والمسكنة، والتبعية العمياء للأعداء، التي نرى عليها معظم أمة الملياري مسلم، إلَّا شاهد على ذلك، حيث نجح الأعداء بذلك بتطويع معظم الأنظمة وأكثر الشعوب وإخضاعها لإملاءاتهم، وحوّلوا ثرواتها إلى مأكلة لهم، وأوطانها إلى قواعد عسكرية، وقوّتها البشرية إلى أدوات طيِّعة مسخَّرة مستعبدة لهم، وفرَّغوها من محتواها الإنساني والأخلاقي والإسلامي إلى مستوى فظيع، وكان من أبرز تجلّيات هذه الحالة- ولا يزال- موقف معظم أمة الملياري مسلم تجاه ما يقوم به العدو اليهودي الصهيوني، وشريكه الأمريكي، وداعموه من صهاينة الغرب من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وممارسة أبشع وأفظع الجرائم الرهيبة بحقه، بما في ذلك: إعدام وقتل الأطفال الخدَّج في حضانات الأطفال، والأطفال الرضّع الذين قتل منهم الآلاف بالقنابل والسلاح الناري، وبالتجويع ومنع الحليب عنهم، وقتل بعضهم عقب ولادة أمّهاتهم لهم، وكذلك قتل الآلاف من النساء المسلمات من كل الفئات العمرية وفي مختلف الأحوال، بما في ذلك النساء الحوامل، والمسنّات، والصغيرات، والكبيرات، إضافة إلى امتهان كرامتهن الإنسانية، وارتكاب جرائم الاغتصاب لانتهاك حرمة البعض منهن... وغير ذلك من الممارسات الإجرامية الفظيعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، والتي لهولها وفظاعتها تحرّكت شعوب في أقصى الأرض بدافع الضمير الإنساني، وخرجت في مظاهرات كثيرة ومستمرّة، وعبَّرت عن سخطها الشديد تجاه العدوّ الصهيوني وجرائمه، وتحرّكت قوى حيّة في مختلف أنحاء الأرض لأنشطة متنوعة لنصرة الشعب الفلسطيني، بينما كانت الحالة المختلفة تماماً هي في معظم البلدان العربية والإسلامية التي لم تتخذ أي موقف، ولم يصدر منها أي تحرك.
بل والأسوأ من ذلك: ما فعلته بعض الأنظمة العربية من تقديم العون الاقتصادي، والمالي، والإعلامي، والاستخباراتي للعدوّ الإسرائيلي، إضافة إلى الإسهام في تكبيل الأمّة عن أي تحرك فاعل لنصرة الشعب الفلسطيني، إنَّ هذا من أكبر وأوضح التجلّيات للخلل الرهيب في واقع الأمة، والانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي، وعلى مستوى الرؤية والبصيرة والوعي، فمعظم المسلمين في أنحاء الأرض يعيشون أزمة حقيقية، وإفلاس على مستوى الوعي، وعلى مستوى الأخلاق والقيم، وهذا هو السرّ الحقيقي الذي جعل من هذه الأمة الكبرى: أمّة الملياري مسلم، التي تمتلك الإمكانات الهائلة، والعدد الملياري، والجغرافيا الواسعة، فاقدة لقيمة كل تلك العوامل والعناصر المهمّة للقوة، وتحوّلت إلى غثاء كغثاء السيل كما في الحديث النبوي الشريف؛ ولهذا تجرَّأ عليها عدوّها اللدود اليهودي الصهيوني إلى درجة أنَّه يسعى بكل طمع لفرض معادلة الاستباحة لها في الدم، والعرض، والأرض، والمقدّسات، والدين، والدنيا، ويسعى إلى إرغامها لتقبل بذلك، ويشاركه الأمريكي لفرض ذلك على الأمّة، وأصبحت كثير من الأنظمة العربية ومعها كثير من النخب قابلة بذلك، وتوجّه لومها إلى من لا يقبل بذلك من أحرار الأمّة، ممّن بقي لهم كرامة إنسانية، وعزّة إيمانية.
إنَّ الحالة التي عليها المنافقون من أبناء الأمّة الإسلامية في ولائهم للصهاينة، ومعاداتهم للمؤمنين والمجاهدين في سبيل الله من أبناء الأمة؛ هي الحالة التي عبَّر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}[البقرة:18]؛ لأن البراهين من الوقائع الكبرى والأحداث اليومية تشهد وتدلّ بشكل قاطع على بطلان خيارهم ومسارهم في النفاق والخنوع للأعداء، والولاء لهم، والقبول بالعبودية لهم تحت عنوان: [السَّلام]، الذي حرَّفوه عن معناه الحقيقي، وجعلوا محتواه الاستسلام، والقبول بالاستباحة التامّة، والعبودية المطلقة المذلّة لأجرم وأحقد وأقبح وأسوأ عدوّ للأمة، وهو العدوّ الإسرائيلي، والقبول بسيطرته على المنطقة بكلها تحت عنوان: [تغيير الشرق الأوسط]، والارتباط به في كل شيء، والتخلّي عن الدين، والكرامة، والحرية، والعزّة، وبيع كل القيم من أجله.
إنَّ نموذجاً واحداً من نماذج الخيار النفاقي والاستسلامي، والتعبير عن الولاء لأمريكا، والارتماء في الحضن الصهيوني، والنتيجة لذلك هو كاف في إيضاح الحقيقة لكل إنسان بقي له أدنى مستوى من الفهم والإدراك الإنساني، وذلك النموذج هو الجماعات المسيطرة على سوريا، فهي واضحة وصريحة في خيارها وارتباطها وتوجهاتها التي تعلن فيها ولاءها للأمريكي، وأنّها لا تعادي إسرائيل، وأنّها تسعى لعلاقة معها، وأنّها تعادي من يعاديها، وهي بالفعل كذلك، ومع كلِّ ذلك بلغ عدد الغارات الجوية المدمِّرة أكثر من ألف غارة، والاحتلال لمساحة ثمانمائة كيلو متر، والتوغّلات العسكرية الإسرائيلية إلى ريف دمشق، على بعد كيلوهات من العاصمة دمشق، والاختطافات يومية لأبناء الشعب السوري... وغير ذلك من أشكال الاستباحة التامة، كما أنَّ من الشواهد الجليّة لحقيقة العدوانية والإجرام الصهيوني: الانتهاكات المستمرّة للاتفاقات الدولية التي عليها ضمناء، كما هو الحال في غزة ولبنان.
إنَّ انعدام البصيرة والوعي، وموت الضمير الإنساني لدى معظم أنظمة ونخب وشعوب العالم الإسلامي إلَّا القليل، هي نتاج للحرب الشيطانية المفسدة المضلّة؛ ولذلك فإنَّ من المهم جدًا الاستفادة من هذه الذكرى المباركة، والمناسبة العزيزة: ذكرى مولد الزهراء عليها السلام، وسائر المناسبات الإسلامية في إحياء الروح الإسلامية، والإضاءة بنور الهدى لتصحيح المفاهيم، وكشف الظلمات المتراكمة، وإزاحة الغشاوة التي أعمت قلوب الكثير والله المستعان.
إنَّ الإسلام العظيم بقرآنه ورسوله هو النور الأسمى، الذي يتحقق من خلال الارتباط الوثيق به تحقيق الارتقاء والكمال الإنساني إلى أعلى المراتب، كما هو في النموذج الأسمى والأعلى للمرأة المسلمة: فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وكما نماذجه الراقية من رجال ونساء ممن ينبغي أن تستلهم الأمّة منهم أسمى الروحية، وأرقى الوعي، وأعظم التأثير، لتستعيد الأمّة بذلك كرامتها الإنسانية، وعزّتها الإيمانية، وحضورها العالمي، ودورها المفترض بها في حمل الرسالة الإلهية، وإرث الأنبياء، والسعي لإقامة القسط، وإنقاذ المستضعفين والمظلومين والمحرومين، وكسر شوكة الطغاة والمجرمين والظالمين، والإضاءة بنور الله للعالمين، بدلاً من التبعيّة والعبودية والخنوع للمستكبرين والشياطين والمفسدين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛